كيف يُصنع الفحم من الكتلة الحيوية؟

عند حرق الخشب إحراقًا جزئيًا؛ فإن البقايا السوداء المخلفة التي ستراها هي الفحم، وهو ما يفسر نوعًا ما كيفية صناعة الفحم من خلال احتراق الكتلة الحيوية احتراقًا جزئيًا، فعمليًا يُصْنَع  الفحمُ من الكتلة الحيوية من خلال عملية تسمى التحلل الحراري؛ حيث تتضمن عملية التحلل الحراري -لإنتاج الفحم- تسخين الكتلة الحيوية إلى حوالي 300-400 درجة مئوية في بيئة بلا هواء(أكسجين)؛ بَيْد أنه أحيانا تتم عملية التحلل الحراري في درجات حرارة أعلى مع بعض المواد مثل البلاستيك.

ورغم ظهور أنظمة أكثر تطورًا في بعض أنحاء العالم إلا أن عملية التحلل الحراري تتم بطريقة بدائية في العديد من بقاع العالم؛ حيث تُكدس الكتلة الحيوية -المراد تحويلها إلى فحم- في كومة ثم تُغطى هذه الكتلة كليًا من خلال مجموعة من الآليات المتنوعة، فتغطى أحيانًا بكتلة حيوية ورقية أخرى أو بـواسطة الطين، ومن ثم تُشعل النار من  خلال فتحة صغيرة والتي تُغطى أيضًا لاحقًا. ثم يترك ما غطى الأكوام ليحرق مدة تترواح من ثلاثة أيام إلى سبعة أيام، من ثم يُخْرَج الفحم من الداخل.

ما يحدث في ظل هذه الظروف هو عدم وجود مصدر للهواء-وبالتالي الأكسجين-للكتلة الحيوية، وهي ظروف مثالية لعملية التحلل الحراري حيث لا تحرق فيها الكتلة الحيوية كليُا لكنها تُحول إلى الفحم فضلًا عن بعض الغازات العضوية والنفط الحيوي، ومما يثير الدهشة أنه في حالات عدة لا يُوجد نفط حيوي أو غازات عضوية رغم أن كليهما يمكن أن يُستخدم كوقود.

كما يملك الفحم المستخرج من الكتلة الحيوية -الذي يُسمى أيضًا الفحم الحيوي- قيمة عالية من السعرات الحرارية (تعدل الفحم عالي الجودة وأعلى بكثير من الكتلة الحيوية المستخرج منها)،  ويمكن استخدامه في عدد من البيئات الحرارية المتنوعة.كما بزغ استخدام الفحم لتقليل الكربون المنشط -مادة تستخدم في صناعة الترشيح.

تلقيت مؤخرًا استفسارات من عدة رواد أعمال حريصين على الاستثمار في مجال الفحم الحيوي؛ فكما يبدو أن الطلب عليه في ازدياد مستمر.

الرابط مصدر المقال

عبدالله مرزوق

عبدالله مرزوق

مترجمين المقال
عبدالله مرزوق

عبدالله مرزوق

مترجمين المقال