شجع الآخرين ليُصبحوا أصدقاء للبيئة

المقرّ الإلكتروني لمُلصقات إعادة التدوير حول أمريكا يعرِض إعلانات لسِلال مُهملات متنوعة وملونة، جاهزة للإستخدام في المكاتب والمدارس والمُنشئات العامة الأخرى. إنّ وضع المُلصقات المناسبة على سلّات المهملات يُعتبر واحدة من عِدة طرق لتشجيع الآخرين على إعادة التدوير.
إذا كنت من قُرّاء هذة النشرة كل أسبوع فمن المحتمل أنك واحدًا من عموم عُملائنا المميزين في إعادة التدوير الذين يقتطعون من وقتهم فقط من أجل اعادة تدوير كل ما يمكن تدويره.

رؤية زجاجة بلاستيكية وحيدة للمياة الغازية في وسط كَومة قمامة للزجاجات بدلًا من وجودها في غرفة لإعادة التصنيع؛ بإستطاعتِهِ جعل دَمَك يغلي في عروقك! ومشاهدة زميل لك في العمل يلقي بعلبة شوربة، يمكن اعادة تصنيعها، في القاذورات بدلًا من شطفها وأخذها معه إلي المنزل كي يقوم بإعادة استخدامها؛ كفيلٌ بأن يجعلك تستشيط غضبًا!

على الأرجح أنت تتسائل ما إذا كانوا لا يدركون أنهم يلقون بأشياءٍ يمكن أن يتمّ اعادة استخدامها من جديد؟! بالطبع. المواد القابلة لإعادة التدوير في الحقيقة تُستخدَم لصُنع أشياء جديدة بدلًا من استخدام المواد ذات القيمة أو المواد الخام. هذا يعد نشاطًا صديقًا للبيئة في أحيانِ كثيرة، بل هو صديقًا للإقتصاد أيضًا.

إلقاد المواد القابلة لإعادة التدوير في سلًة القاذورات ما هو الإ إهدار محض. ولكن، قبل مواجهة زميل لك في العمل، فرد من أفراد الأسرة، أو صديق عن مدى سوء إدارتهم لنشاطاتهم الإستهلاكية، والتي هي مَحَطّ استفهام، ضَع في الإعتبار أولًا طُرق لتُشجعهم بها كي يكونوا أصدقاء للبيئة.

بالطبع تريد إقناعهم بأن يتخذوا فكرة إعادة التدوير في حياتهم، والحرص على إغلاق الأنوار، وأن يتشاركوا السيارات بعضهم البعض -في سبيل خدمة البيئة- ولكن عليك أن تتوخى الحذر بألا تكون انتهازيًا حيال ذلك الأمر فلن يزيدهم إلا امتعاضًا، وفي نهاية المطاف تكون قد أحبطت الناس عمومًا من فكرة كونهم أصدقاء للبيئة. بالنسبةِ لي، فأنا مؤيد تمامًا لفكرة أن تقود الناس بجعلهم يحذوا حِذوَك (يسيروا على نهجِك). علي سبيل المثال، أحضِر معك الغداء في عُلَب مُعاد استخدامها وقُم باستخدام نفس الأدوات كل يومٍ في العمل. وفي نهاية غدائك أظهِر أنه لم يتبقي لديك ما تحتاج إلى إلقاءِه، في حين يستهلك زُملائك في العمل دقائق اضافية من أجل إلقاء هذه الأشياء.

في هذة المرحلة أنت لا تحتاج أن تقول شيئًا، لا تعرِض النصيحة، لا داعي لأن تقول بأن طريقتك هي الأفضل -- فقط كُن ذلك المثال الجيّد الثابت على مبدأُه. تدريجيًا سيبدأ واحدًا منهم في ملاحظة أنه لديك بعض الوقت الإضافي، والذي به يمكنك الإستمتاع بغدائِك مُدّة أطول، فيسألك عمّا إذا كان لديك له بعض النصائح. في هذا الوقت يتعين عليك توضيح (بطريقةٍ غيرِ انتقاديّة) أنك فقط تحب تعبئة طعامك من دون اهدار أي شئ لأن ذلك يحفظ وقتك، وحتي أنه مناسب للبيئة. ربما تكون سببًا في إلهامهم كي يحاولوا استخدام أشياء قاموا هُم بإعادة تصنيعها أنفسهم في المرة المُقبلة. وكذلك الحال أيضًا مع إعادة التدوير.

إذا كان لديك عُلبة صودا بلاستيكية فتذكر دائمًا أن تبذل القليل من الخطوات الإضافية نحو سلًة المهملات الخاصة بإعادة التصنيع، فاصطحب معك علبة أو علبتين من العُلب المُلقاة في غير مكانها الصحيح واحملها معك إلى سلّة مهملات إعادة التصنيع. بالتدريج سوف يلاحظ شخصًا فعلك هذا ويقوم بإتباع ما تقوم به أنت أو على الأقل سيسألك عن معلوماتك فيما يخص هذا الشأن. ومن هذا المُنطَلَق، يمكنك التَّدخُّل في شأن إرشاد رفاقك عن اعادة التدوير، أو تشير إلي الملصقات الموضوعة على سلًات القمامة.

في بعض الأحيان، لا تتَّبِع الناس فكرة اعادة التدوير ولكن يفعلون أشياء أخرى في المقابل صديقة للبيئة. ربما لأن الأمر بِرُمَّتهِ مُحيّرًا أو غير مُلائِم لوضعهم.

طريقة أخري بإمكانك المساعدة بها، ألا وهي تسهيل إمكانيات اعادة التدوير بحيث تكون في أيدي الجميع. فمثلًا، في حجرة مكتب يمكنك توفير سلًة مهملات، ولكن لا يوجد بها ملصق يشير إلي ما يمكن اعادة تصنيعه من هذة المهملات. حتمًا هذا يسبب وجود أشياء ليست مُعَدَّة لإعادة التدوير -أو حتي النوع الخاطئ من الأشياء القابلة لإعادة التدوير- في سلّة المهملات. اقطع الشك باليقين بوضع إشارة بسيطة على كل سلُة، بحيث يكون دورها تصنيف أو عرض صورة لما يمكن وضعه مناسبًا ليتمّ إعادة تدويره. بعض الشركات تعيد تدوير الورق والورق المقوّى (الكرتون) فقط، في حين أن لدى البعض الأخر خيارات أخرى تُتيح تدوير الزجاجات البلاستيكية أيضًا. فإذا كنت تعمل لدى منظمة كبيرة فهذة الإشارت ممكن أن تكون موجودة بالفعل. اختر شخصًا بإمكانه تزويدك بهذه الملصقات. أو قُم بزيارة موقع

سِلال المهملات والنفايات وزجاجات المشروبات الغازية يعتبروا رُفقاء!  فمن الممكن وضع سلّة بجانب كل شخص بمكان ثابت ومُلائِم بحيث يتم حسم أمر إهدار الأشياء بهذه الطريقة. أهم عامل هو وجود الملصقات، فَبِهِ توضع أنواع المهملات الصحيحة بمكانها الصحيح. وبشكلٍ عام، الملصقات المُشار فيها صورة كل نوع يمكن إلقاؤة بسلةٍ مُعينة هي الطريقة الأكثر فعالية.

بما أنه يقع عليك تشجيع الأشخاص ليكونوا أكثر صداقةً مع البيئة فإنه يجب عليك أن تكون مثالًا يُحتذي به. وعندما يسألك شخص طالبًا النصيحة، فلا تكُن مُتذمرًا. إِعطِهم زمام الأمور في أن يفعلوا الشئ الصحيح بطريقتهم الخاصة. وعلي كُلٍ، فإنه لا يقع علينا أن نُجبِر الناس كي يقوموا بما نريد نحن. ولكن، يمكننا السعي في تشجيعهم وإلهامهم من أجل مستقبل أفضل؛ أكثرَ خٌضرة. 

الرابط مصدر المقال

Nouran Ashraf

Nouran Ashraf

مترجمين المقال