اتجاه عام لإعادة تدوير مياه الصرف الصحي

إن كمية الماء على سطح الكرة الأرضية تعتبر ثابتة، ومع ذلك تنفذ المياه في كثير من مناطق العالم المتقدم، كما تنفذ قدرتنا على الوصول لها كيف يمكننا معالجة ذلك:
ويظهر هذا النقص الحاد في المياه في كاليفورنيا والجنوب الغربي للولايات المتحدة، وفي أستراليا وبعض أجزاء من الأمم المتحدة وهذا أوضح أنه علينا أن نضمن وسائل جديدة من أجل إمدادات مياه نظيفة.
فأولًا يمكننا أن ننتج مياه ذات جودة عالية من مياه الصرف الصحي، ورغم أن هذا سوف يساعد في تخفيف الحمل على موارد المياه، فإن الرأي العام هو الحاجز الرئيسي لفكرة استخدام الماء المعاد تدويره من مياه الصرف الصحي للشرب والاستخدام المنزلي.
إن إعادة استخدام مياه الصرف من دورات المياه والاستحمام والغسالات (grey water) من أجل الري منتشر بالفعل. ولكن كلما ازداد الطلب على المياه تستمر المصادر في التضاؤل، ويزداد الاهتمام أكثر وأكثر بمياه الصرف الصحي (black water).
لم يجعل التقدم التكنولوجي واللوائح البيئية إنتاج مياه ذات جودة عالية من مياه الصرف الصحي مجدياً وحسب، بل أصبح ضرورة اقتصادية وسياسية على نحو متزايد. يمكننا القول بأن التحدي الذي يواجه مهندسي المياه الآن مهم جداً لإقناع الجمهور بقبول مياه الصرف المعاد تدويرها بهذه الطريقة للاستهلاك المحلي.
- يصعب على الرأي العام تقبل مشكلة المياه.
لنكن واضحين، إن مياه الصرف الصحي غير المعالجة خطيرة جداً ومسؤولة على مر التاريخ عن حالات وفاة وأمراض وبؤس أكثر من أي شئ آخر.[/rtl]
تعتبر معالجة المياه الصناعية المستعملة واحدة من عجائب العالم الحديث. وبطبيعة الحال والممارسة العملية فإن مياه الصرف الصحي التي تم تصريفها في البيئة في مجتمع ما أصبحت منذ فترة طويلة مصدر المياه لمجتمع آخر.
كما في الحال بين أكسفورد ولندن. فالخرافات الحضرية حول عدد الناس الذي سبق لهم تذوق مياه الصنبور في لندن متأصلة بعمق، كما أنها قُبلت بطريقة أو بأخري.
ولكن عندما سُئل مباشرة عن مدى قبول مياه الصرف الصحي المعاد تدويرها كمصدر مباشر في إمدادات الشرب، ازداد الموقف صعوبة.
وفي استطلاع رأي قامت به جامعة ولاية أوريغون في عام ٢٠٠٨، حيث أبدت فيه الأغلبية مقترح محدد لإعادة تدوير المياه من حيث المبدأ، ثم انخفضت نسبة الأشخاص الذين وافقوا بشدة على التطبيقات المحتملة إلى ١٣٪ للاستخدامات المرتبطة بالاستهلاك البشري وحوالي ٥٥٪ للاستخدامات الصناعية والمحلية الأخري.
وفي استقصاء رأي لجريدة الجارديان عام ٢٠١٣، قال ٦٣٪ من المستجيبين بأنه من الممكن أن يشربوا مياه الصرف الصحي المعاد تدويرها، ولكن سياق هذا الاستقصاء كان أعم وأكثر افتراضية مما كان علية استقصاء ولاية أوريغون.
ويعتبر هذا العامل النفسي مهماً كأهمية وقوع ذبابة في حساءك، فعندما تقترب المشكلة نلجأ إلى تأجيلها، بينما مفتاحنا هو إضافة خطوات في العملية مثل تفريغ مياه الصرف المعالجة إلي النهر قبل استخدامها مرة أخرى للشرب.
وتشير دراسة أجرتها وزارة المياه الجنوبية عام ٢٠١٥ أن هذا النهج سيكون مقبولاً إذا أمكن ضمان الجودة. وتشير الأدلة الحديثة على انتشار ميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية في نباتات معالجة وأنها في حاجة إلى التطوير التقني المستمر لمكافحة التهديدات الناشئة للصحة والبيئة.
وهناك مخاوف أخري تتعلق بالملوثات العضوية الثابتة مثل الأدوية التي يمكن أن تتركز من خلال إعادة تدوير مياه الصرف الصحي بشكل مكرر.
ويواجه مهندسو المياه تحدياً للتعامل مع تهديدات حقيقية في تحديد جودة المياه، وانعدام الثقة في المرافق التجارية والسلطات الحكومية والخوف من المياه الملوثة.
ومن السخرية أيضا أن يكون تغيير المناخ جزءاً من الجواب. كما أصبحت وتيشيا فولز بتكساس عام ٢٠١٤ في المركز الأول لتنغيذ خطة ٥٠ : ٥٠ لخلط مياه الصرف الصحي المعاد تدويرها مباشرة في الامدادات المحلية.
إن السكان فلسفيون إلى حد كبير حول مدى نظافة مياههم ولكنهم عانوا بعد ذلك من أسوأ جفاف حدث منذ ٧٠ عاماً، كما عانوا من بعض القيود الصارمة على استخدام المياه. وإن السياسيين والمنظمين بالدولة هم أكبر العقبات أمام مخطط ويتسيتا فولز.
- حلول من الخبرة.
يشغل مديروا الموارد المائية منظوراً متغيراً حول القدرة التكنولوجية والاحتياطات السياسية والرأي العام الذي من الممكن أن يتغير بقوة  بسرعة. فإن نشر هذا المنظور أثناء تقديم الإجابة الهندسية يعتبر معقداً، ولكن تشير الأدلة أن الثقة هي المفتاح لقبول العامة.
في كاليفورنيا واسرائيل وسنغافورة استخدمت المخاوف البيئية وحوافز الأسعار والغرامات وحتى الأمن القومي لإقناع الناس بضرورة اعتماد تدوير مياه الصرف الصحي.
كما تم تصميم حملات معرفية وموافقات من المشاهير والعلامات التجارية الواعدة للحد من انعدام الثقة.
وفي التحليل النهائي فإن الضرورة والإلحاح هما أكثر الوسائل فعالية كما أثبتت وتيشيتا فولز “Wichita Falls”. ولعل التحدي الحقيقي لمهندسي المياه هو إيجاد وسيلة لتأمين البنية التحتية لإمدادات المياه الدائمة خلف الكواليس، والاستعداد لعرضها عندما يتقبلها الساسة والعامة بهذه الظروف.  
ترجمة : أميرة صبري

الرابط مصدر المقال

أميرة صبري

أميرة صبري

مترجمين المقال