هل تعلم أن قميصك المصنوع من مواد عضوية مصيره في نهاية المطاف في النفايات؟

نشرت مجلة ماري كلير، المجلة رقم واحد في عالم الموضة مؤخرًا أول قضية تخص الموارد المستدامة. وتعد هذه المرة الأولى التي تتحول فيه النظرة السائدة للموضة إلى نظرة شاملة وعميقة على المواد التي تصنع منها الملابس فيما يتعلق بالقضايا البيئية والاجتماعية.

فقضايا مثل تغير المناخ، والاستدامة، أو الحوادث داخل مصانع الملابس الجاهزة، مثل تلك الحادثة التي وقعت في بنغلاديش وتسببت في وفاة 1.110 شخصا، وتم تسليط الضوء عليها في وسائل الإعلام الإخبارية الرئيسية وفي مجلات الأزياء ولكن لفترة قصيرة. وخلال مناقشة هذه الأخبار، أصيب القراء بالفزع إزاء الوضع الإنساني ولكن سرعان ما يتم نسيان هذه المسألة بسرعة وهذه طبيعة بشرية.

ولكن في أغسطس 2017 قامت ماري كلير بالاهتمام بشكل مباشر لما يخص القضايا الاجتماعية والبيئية الكاملة والمرتبطة بصناعة الموضة. وتاريخيا، كانت مجلات الأزياء دائما بعيدًا عن تناول هذه القضايا. في حين أنها تطلق أحدث صيحات الموضة وتناقش أخبار المشاهير والمصممين لدفع إعلانات العلامات التجارية الكبرى مدفوعة الأجر -وهى بالفعل تقوم بذلك- تلبية لأهداف المعلنين.

لا يزال الوضع الحالي لصناعة الموضة -بالنسبة للقضايا البيئية من تغيير المناخ، واستنزاف الموارد، وقضايا آخرى أخلاقية- تحتاج إلى مناقشة واستجواب. ما هو دور وسائل الإعلام والدعاية في خلق تحول اللازم لصناعة أزياء مستدامة بشكل أكبر؟ في حين تعد مناقشة استخدام موارد مستدامة في ماري كليرخطوة كبيرة إلى الأمام، فإنها تدعو للتساؤل حول مشكلة أخرى وهي زيادة الاستهلاك. وتقدم هذه القضية بعض النصائح الأساسية مثل تشجيع القراء على استخدام زجاجات المياه التي يعاد تصنيعها واللمبات الموفرة للطاقة. ويشمل أيضًا لمحات رائعة ويضم قسم يقدم فيه البدائل المستدامة للموضة.

ولكن المجلة لم تعرض أي مواد متعلقة باستخدام موارد مستدامة في صناعة الملابس. ولكن نحن لا ناقش الأمر بهذة الرؤية السطحية، ولكن نريد أن نعرف أنماط الحياة الحالية التي نعيشها والعادات والسلوكيات التي نتبعها. فالتغيير الأساسي الذي نحن بحاجة إليه في صناعة الأزياء يجب أن يأتي من قبل المستهلكين. المستهلكين بحاجة إلى اختيار أسلوب حياة أكثر استدامة. نحن ببساطة لا يمكن أن نبقي مستهلكين بنفس المعدل والحجم الحالي، ويجب أن نعمل بشكل فعال في تغيير نمط سلوكنا اتجاه بعض القضايا مثل: تغير المناخ، والبيئة، وغيرها من القضايا الاجتماعية الملحة.


دور الأزياء في تغير المناخ

إذا حافظت صناعة الأزياء على المسارات الحالية للإنتاج والاستهلاك، ستكثف هذه الضغوط جميعها حتى درجة تهدد بقاء هذه الصناعة. وتتطلب الحلول الناجحة لتخفيف من آثار تغير المناخ، واستنزاف الموارد، وتلوث الحياة البرية العالمية وبقائها على قيد الحياة وعلى نطاق واسع، منا جميعًا، تغيير نمط حياتنا الذي نعيشه.

عمومًا من المتوقع أن ترتفع نسبة استهلاك الملابس بنحو 63% بحلول عام 2030: من 62 مليون طن في اليوم إلى 102 مليون طن وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن حالة الصناعة الأزياء. إضافة إلى ذلك، النفايات صناعة الأزياء التي تم إنشاؤها خلال نفس الفترة الزمنية، ستزيد بحوالي 60%، وسوف تسفر عن 57 مليون طن إضافي من النفايات التي تنتج سنوياً. وهذا يعني أنه في غضون 12 عاماً، سيبلغ مجموع الأزياء والنفايات حوالي 148 مليون طن أو 17.5 كجم للفرد عبر الكوكب. حاليًا، فقط 20% من الملابس التي تم جمعها يعاد استخدامها أو يعاد تدويرها، والغالبية تنتهي في مواقع طمر النفايات أو حرقها.


لن تحمينا التكنولوجيا

وقد اتخذت الخطوة الأولى من قبل ماري كلير عندما فتحت المناقشة لمنشور رئيسي، مع كافة الجمهور. وهو إشراك خبراء الصناعة لقضيتهم الخاصة،فقامت ماري كلير بإنشاء مجلس استشاري يتألف من المصممين ذو مكانة اجتماعية مرموقة، وهما عميد مدرسة الموضة "بارسونز "ومدير الاستدامة في جميع أنحاء العالم في منطقة الأمازون. وكان المحرر المستضيف والذي يناقش القضية هو ميروسلافا دوماً، مؤسس"مختبر تكنولوجيا أزياء"، وهو صاحب فكرة الأسراع في إنشاء مختبر تجريبي لتسويق التكنولوجيات المبتكرة لصناعة الأزياء.

واحدة من الرسائل الهامة في هذه المسألة وهى تشجيع التكنولوجيا كحل سحري. والفكرة أن التكنولوجيا سوف تحمينا من أنفسنا، مما يسمح لنا بالاحتفاظ بأنماط حياتنا الحالية والسلوكيات التي اعتدنا عليها.

الحلول التكنولوجية قد تساعد ولكن ليست هي الطريق الوحيد للمضي قدمًا، ولا ينبغي أن نعتمد عليها لإصلاح المشكلة. على سبيل المثال، نظراً للقيود التقنية، فالملابس لا يمكن تدويرها تماما الآن. ولذلك هناك بعض البرامج التي توصف قضيةماري كلير، مثل محلات H&M فهي لا تدع أزيائها تذهب سدى" -بل تشجع الزبائن إحضار ملابسهم القديمة لإعادة تدويرها دخل صناديق في متاجرهم- هذة الفكرة ممكن أن تساعد ولكنها ليست حلولاً فعالة.

وسوف تستغرق هذه المحلات 12 عامًا لإعادة تدويير 1000 طن من الأزياء النفايات، مما يعادل تقريبًا نفس الكمية التي تنتجها هذه العلامة التجارية في 48 ساعة. حتى لو كان الملابس يمكن أن يتم الآن إعادة تدويرها تمامًا، فكمية الملابس هائلة، كما أنها تصنع من مواد ردئية، والحقيقة أن المنسوجات التي تصنع حاليًا لا تصنع بشكل يمكن به إعادة تدوييرها وهذه هي المشكلة الرئيسية.


يمكنك أن تكون حسن المظهر وسعيد وذكي

وهذه القضية تعرض قصص مثيرة للاهتمام بشأن الأزياء المستدامة المفضلة مثل العلامة "الإيكولوجية-شيك"، وإعادة بنائها ولمحات عن تشكيلة قوية أزياء الإيكولوجية تمثل المرأة الناشطة مثل أيما واتسون، فيرث ليفيا ومقدمة الأرصاد الجوية كيت باركر.

لكن إذا كان من الممكن أن ينتهي قميص من مواد عضوية في موقع لطمر النفايات، فإنه لا يزال قميصا في مدفن للقمامة. لا يهم كيف تتم الاستدامة، ولكن هذا يجعلنا اتباع نهج يعزز الخيارات المستدامة والذي يجب أن يكون مرة واحدة في سنة في قضية خاصة فقط هذا سيؤدي إلى شعورنا بالرضا عن استهلاك المنتجات الإيكولوجية. كما أنها تسمح لنا بتجاهل عن عمد القضايا الحقيقية. كمجلات الأزياء فهى عمل تجاري، ويهدف إلى بيع العديد من الإعلانات قدر الإمكان،وكذلك وسائل الإعلام تبقي قادرة على الاستمرار بناء على الإعلانات. فقط تلك المحلات الأكثر شهرة والأغنى في عالم الموضة هي من تستطيع شراء مساحة في هذه المجلات اللامعة. وهذا يمكن أن يؤثر على كيفية عرض المعلومات: يجب أن ينظر إلى المنتجات المعلن عنها بطريقة أكثر من مجرد كونها مرغوب بها من قبل الجمهور.

وعلى الرغم من أن تأثير الأزياء على المناخ غير مفهوم ولكنه ذا أهمية عالمية ملحة. يتطلب على كل شخص –بما في ذلك مجلات الأزياء– المشاركة، إذا ما أردنا إيجاد حلول مجدية. مواصلة الحديث عن المزيد من أساليب الحياة المستدامة يتحقق بطريقة إيجابية وسعيدة – من خلال أسلوب التحرير داخل المجلات المشهورة


فالاستهلاك الأقل لهو السبيل الوحيد للتقدم

الشيء الذي يدعو للأمل بحسب ماري كليرهو محاولة لعرض أزياء المستدامة لقرائها وأن الموضة المستدامة لم تعد تعاني من الانقسام.

مع ذلك، فإنها ليست بحاجة إلى برزها بشكل منفصل. بدلاً من ذلك، ينبغي أن تقدم مجلات الأزياء المستدامة ملابس كل شهر، مما يتيح تغطية الأزياء البديلة والمستدامة ضمن قصص تتضمن العلامات التجارية الكبيرة وتجار التجزئة.

وأزياء المستهلكين ينبغي أن تعرض المخاوف الأساسية كل شهر. وكذلك مقالات يمكن مناقشة قضاياها مثل نصائح مفيدة عن كيفية الاستهلاك حول إصلاحها وإعادة تدوييرها بشكل أفضل. يمكن أن تعرض المواد التحريرية بالتفصيل ما يؤدي إلى صناعة الأزياء وتشمل أفكار حول مستقبل الموضة. يمكن عرض ملفات تتحدث عن أفكار صناعات مبتكرة.

حان الوقت لتحقيق الاستدامة لتصبح جزءًا من الحياة اليومية وليست قضية لتتحدث عنها وسائل الإعلام. كما يجب ضرورة البدء في التفكير في تعميم أزياء وسائط الإعلام والمستهلكين على حد سواء واتخاذ إجراءات جماعية من الانتقال إلى مجتمع أكثر استدامة. يمكن اعتبار أغسطس 2017 وهو شهر إعلان الاستدامة بحسب مجلة ماري كليرالجميلة والمليئة بالأمل. فالرائعة جيسيكا بيل زينت غلاف المجلة، ببذله زرقاء (ولو غير المستدامة) مع حروف حمراء كبيرة عبر الوسط: "أزياء نسعى لإنقاذها" للأسف، استمرار هذا النوع من المعتقد أمر خطير. أزياء لن تحافظ لنا، بل نحن من بحاجة إلى حفظ الأزياء.

الرابط مصدر المقال

Rahma Ali Mahmoud

Rahma Ali Mahmoud

مترجمين المقال