لماذا نتناول الطعام في البلاستيك السام، بينما يمكننا استخدام أدوات من قصب السكر؟

سواء كان طبق الستايروفوم الذي تأكل منه فى  حفل الزفاف، أو صندوق الغداء البلاستيكي الذي يحمله طفلك إلى المدرسة، أو أدوات تناول الطعام التي تستخدم لمرة واحدة عندما لا تأتي الخادمة للقيام بالغسيل- فالذي يغيب عن بالك أن خيارات أدوات المائدة الخاصة بك تؤثر بشكل كبيرعلى البيئة، ولكن هناك امرأة واحدة تحارب الخطر البلاستيكي بفكرة عمل مبتكرة.

 قد أصبح البلاستيك مسألة ملائمة للجميع، وذلك لأنه يعد سلعة رخيصة ومتوفرة بسهولة، ولكننا نحتاج إلى أن نكون مسؤولين عن كل مادة نستخدمها، تقول Samanvi Bhograj, وهي سيدة أعمال مقرها في بنغالورو والتي أسست شركة Visfortec Private Limited - وهي شركة تقوم بتصنيع منتجات أدوات المائدة القابلة للتحلل بنسبة 100٪ مصنوعة من الألياف النباتية.

حيث بدأت Samanvi البحث عن بدائل لأدوات المائدة البلاستيكية منذ حوالي أربع سنوات، لقد عملت في مجال الطاقة المستدامة لبعض الوقت وكانت دائمًا تميل نحو العمل من أجل البيئة، وأرادت استبدال البلاستيك بمواد طبيعية بدلًا من شيء من شأنه أن يستنزف مواردنا، وبعد بحث مستفيض منها صحبه كثير من القراءة، قررت أن تصنع المنتجات باستخدام قصب السكر! بشكل خاص الألياف التي يتم الحصول عليها من قصب السكر بعد استخلاص العصير، وتشمل المنتجات حاويات المواد الغذائية وأدوات المائدة، مثل: الأطباق وصواني الوجبات والأكواب التي تتحلل في غضون 30 إلى 60 يومًا بعد التخلص منها، كما أن مصادر الشركة مصنعة من اللب الجاف المتبقى من استخراج العصير من قصب السكر من المنظمات الأخرى، ويتم قولبة هذه المادة وتجفيفها وتسخينها وإعطاء لمسات نهائية أخرى. 

تعطي الحرارة المستحثة بالضغط أثناء عملية التصنيع قوة هيكلية لأدوات المائدة، بالإضافة إلى ذلك، فإن الروابط بين الألياف تجعل المنتجات مقاومة للماء والزيت، مما يجعلها عملية طبيعية تمامًا ولا تشتمل على مواد رابطة أو إضافات أو طلاءات أو مخلفات كيميائية، ويؤدي ذلك إلى وجود بديل غير سام وغير ضار وصحي للبلاستيك، كما أن أدوات المائدة لا تنقل اللون أو الرائحة أو الطعم إلى الطعام، وهناك ميزة أيضًا مهمة أن المنتجات آمنة للاستخدام في الميكروويف ويقدرعمرها الإفتراضي بـعامين،  في حين أنه لا يمكن للمستخدمين غسل أدوات المائدة أو الحاويات بعد الاستخدام؛ يجب التخلص منها.

كانت Samanvi -وهي سيدة  أعمال من الجيل الثالث متحفزة لبدء نشاطها التجاري الخاص وتوفير فرص العمل للناس، بدأت في Visfortec في عمر 25 سنة بعدما أنهت دراستها في الهندسة وماجستير إدارة الأعمال، اليوم تنتج الشركة حوالي 15 قطعة من أدوات المائدة كل شهر، ووفقًا لنتائج الوحدة الصناعية الأولى والوحيدة في جنوب الهند للمنتجات المصنوعة من الألياف النباتية، تقدم خدماتها للمؤسسات والمطاعم ومحلات الوجبات الجاهزة التي تحتاج إلى مواد تعبئة بشكل منتظم، حيث أن تكلفة المنتجات تختلف على أساس الحجم، في حين أن الكؤوس تكلف 95 بيزة (عملة إجزاء من الهند وباكستان ) وما فوقها ، تتراوح الأطباق من 2 روبية إلى 7 روبية لكل منهما، وتبلغ تكلفة صناديق الوجبات حوالى 14 روبية، والحاويات تختلف من 8 روبية إلى 18 روبية، وأما عن الملاعق الخشبية فتكلفتها 1.95 روبية.
 
كما تعمل Samanvi مع النساء في القرى حول بنغالورو لإنتاج مواد التعبئة والتغليف، مثل: الحقائب وبطانات الملابس وأغطية الملابس المصنوعة من الجوت (نبات) والورق والقماش، ويزور فريقها قرى في Tumkur و Nelamangala و Mysore وما إلى ذلك، كما يوفر فرصة عمل للنساء العاملات من المنزل، ويضم فريق بنغالورو 12 عضوًا، حيث أنها تستأجر النساء بشكل رئيسي والعديد من موظفيها يعانون من ضعف السمع والكلام.

عادة ما يفاجأ الناس عندما يرون منتجات Visfortec، عندما ينظرون إلى الأشياء، ويدركون أنهم ليسوا مصنوعين من البلاستيك ويصدموا لأن أدوات المائدة الجاهزة تبدو جيدة للغاية، وتقول  Samanvi أن منتجات Visfortec تتوفرعبر الإنترنت وكذلك في بعض المتاجر العضوية في بنغالورو، سيتم قريبا بيعها من خلال الأمازون، Snapdeal، وما إلى ذلك، تأملأيضًا Samanvi في أن تصبح منتجاتها متاحة للجميع في المستقبل، من الباعة المتجولين إلى الفنادق الخمسة نجوم، التحدي الأكبر الذي يواجهنا هو مواجهة الجهل بالآثار الضارة للبلاستيك وتوعية الناس بالبدائل، وأن Visfortec ليست هنا فقط لبيع المنتجات، فنحن نريد أن نعلم العملاء ونشعرهم بأنهم مسؤولون عن الخيارات التي يقومون بها.

ووفقاً لدراسةٍ إستقصائية أجرتها الهيئة المركزية لمراقبة التلوث (CPCB) في 60 مدينة هندية، فإن كمية النفايات البلاستيكية المتولدة في البلاد تبلغ حوالي6 .342،15 طناً في اليوم، يقدر إجمالي النفايات البلاستيكية التي تم جمعها وإعادة تدويرها بحوالي 205،9 طن في اليوم، 137،6طنًا لم يتم جمعها، وتستدعي مثل هذه الظروف العصيبة العديد من المبادرات المبتكرة مثل: Samanvi، نعم.. البلاستيك موجود في كل مكان حولنا ولكن بشكلٍ أكثر رفاهية من الضرورة، نحتاج أن نبدأ العيش بالطريقة التي عاش بها أجدادنا، احمل حقائبك الخاصة عندما تذهب للتسوق، أو خذ صندوقك إلى المطاعم عندما تريد وجبة جاهزة، ما يتبقى هو ما استخدمناه خلال حياتنا، واختتمت قائلة: "اختر بحكمة، وكن صديقًا للبيئة".

مراجعة: أميرة محمود 

الرابط مصدر المقال

سارة محمد صلاح الدين

سارة محمد صلاح الدين

مترجمين المقال