لا للنفايات

يقوم الناس برمي القليل من النفايات ولكن  ليس لأنهم يقومون بعمليات إعادة تدوير أكثر.



تنشغل مركز (SMUGGLERS WAY) للنفايات وإعادة التدوير -الواقع على الضفة الجنوبية لنهر التايمز- في المقام الأول بيوم العمل، يفرغ الناس القمامة الخاصة بهن من السيارات، حيث يوزعونها -متبعين التعليمات- بين عدد هائل من الحاويات التي تجمع البطاريات والزجاجات وزيت الطعام والخشب إلى آخره، أمَّا عن القمامة التي لا تصلح لإعادة التدوير فيتم رفعها عبر رافعات، حيثُ توضع علي عبّارات مخصصة لحرقها.


تقدم هذه الأماكن احترامًا لأخلاقيات إعادة التدوير التي سادت بريطانيا تدريجيًا على مدى العقدين الماضيين.

 

على مدار الستة أعوام الماضية انخفضت كمية النفايات المعاد تدويرها أو التي يتم رميها بمعدل 15% (انظر الرسم البياني).


وتوضح الأرقام الصادرة عن شمال أيرلندا واسكتلندا وويلز أن نفس الشيء قد حدث هناك، حيثُ أصبحت تلك الأمم جاذبة للانتباه في قلة إهدارها.


وتعد عملية إعادة التدوير على الأرجح جزءً من السبب حيث ارتفعت نسبة النفايات المنزلية -من حيث الوزن- من 11% إلى 43% في إنجلترا منذ عام 2001.
وفي ويلز يتم إعادة تدوير 54% من النفايات، مما يجعل الناس أكثر وعيًا تجاه ما يقومون برميه من مخلفات.


قام ستيفن ريد من شركة النفايات بشركة (سومرست للنفايات – Somerset Waste) بافتتاح مجموعة منفصلة للنفايات الغذائية مع انخفاض بنسبة 15% في النفايات بشكل عام، ثم أوضح قائلاً "يذهل الناس عندما يرون كمية المخلفات التي يلقونها، ومن ثمَّ يقومون بتغيير عاداتهم تجاه ذلك" على حد قوله.
ولكن لا يمكن للتخضر أن تفسر كل هذا الانخفاض في النسب السابقة، على الرغم من تزايد معدلات التدوير لسنوات، إلّا أن نسبة الانخفاض بالنسبة للفرد الواحد لم تبدأ إلّا في عام 2006، وبعض الأماكن الأكثر تقشفًا تعد أقل الأماكن اخضراراً، حيث أن معدل إعادة التدوير فى البلدة الصغيرة (نيوهام) التي تقع شرق لندن يعد ضئيلًا بنسبة تقدر بـ22%، ولكن النفايات المنزلية انخفضت نسبتها بشكل عام بمقدار الـ7% مع بداية عام 2011.


وربما تسبب الكساد الاقتصادي في تغيير تلك العادات أيضًا، ويظل إنفاق المستهلكين بنسبة 4% أقل من ذروته في عام 2008.
كما انخفضت مبيعات المنازل إلى النصف تقريباً منذ عام 2006، لذلك تتراكم أغلب الأشياء -على الأرجح- فوق أسطح المنازل، ومع تحول بعض المنتجات إلى معدات رقمية أصبح الانخفاض في نسبة الورق المعاد تدويره من قِبل السكان أحد أكثر التوجهات الملفتة للنظر في السنوات القليلة الماضية، في أغلب الأحيان قد تكون هذه النسبة من ورق الجرائد؛ حيث انخفض تداول الصحف الوطنية البريطانية بنسبة 28% منذ عام 2007.


قبل كل شيء تغيرت عادات الأكل عن ذي قبل، فقد قامت (راب – WRAP) -وهى مؤسسة تساعد الشركات على استخدام الموارد بكفاءة- بتقييم مخلفات المنازل من الأطعمة حيثُ لاحظت انخفاضًا في النسبة من 8.3 إلى 7.2 مليون طن في الفترة ما بين 2006 إلى 2010 مدفوعاً بانخفاض في الفواكه والخضروات، وتشير آخر الإحصائيات إلى أنَّ الانخفاض في نسبة الخضروات الطازجة مقابل ارتفاع نسبة الوجبات الجاهزة الذي يواصل ارتفاعه منذ ذلك الحين، حيثُ يتم استهلاك الوجبات الجاهزة بأكملها بجانب انخفاض نسبة المعلبات الغذائية بسبب زيادة الوعي البيئي لدى الشركات .

 
ومازالت السلطات المحلية تحاول زيادة معدلات إعادة التدوير محفزة ذلك عن طريق فرض ضرائب على أماكن إلقاء القمامة منذ عام 1996 مما أدى إلى زيادة سعر الطن الواحد من 64 جنيه إسترليني إلى 72 ومن المتوقع أن يصل إلى 80 جنيه إسترليني بحلول عام 2014، ويقومون الآن بتوعية السكان لإعادة استخدام وإصلاح السلع القديمة، حيث لاقت ملاحظات (داستين بينتون - Dustin Benton) من التحالف الأخضر استحسانًا كبيرًا، كما سيتم تشجيع السكان بالتبرع بالكتب القديمة وإصلاح السلع المكسورة أو التبرع بها للآخرين كي يستخدموها، كما ستبقى مواقع القمامة مثل (Smugglers Way).

الرابط مصدر المقال

 Hussein Kamal

Hussein Kamal

مترجمين المقال