تعبئة خزان الوقود بالذرة وقصب السكر والخشب!

تتجه وكالة حماية البيئة لزيادة دعم وقود الإيثانول والأنواع الأخرى من الوقود المتجدد.

الكثير من السائقين في الولايات المتحدة، سواء بعلمهم أو لا، يعبئون مركباتهم بشيء ما غير البنزين النقي. وقريبًا سيعبئونها بالذرة وقصب السكر والخشب أكثر من ذي قبل بموجب القاعدة الجديدة التي اقترحتها وكالة حماية البيئة الأمريكية.

اتجهت صناعة الوقود منذ عقود في الولايات المتحدة إلى مزج البنزين مع الإيثانول، وهو وقود متجدد من الذرة وقصب السكر ومواد نباتية أخرى، والذي أدى بدوره إلى إعطاء الوقود المتجدد دورًا داعمًا بدلًا من دورًا رائدًا في تقديم الطاقة للسائقين الأمريكيين. ولكن وفقًا لوكالة حماية البيئة، قد يتغير هذا النموذج في المستقبل القريب.

واقترحت وكالة حماية البيئة العديد من التحسينات للمعايير التي تتحكم في الإيثانول والأنواع الأخرى من الوقود الحيوي المتجدد، وتهدف إلى تشجيع إنتاجها وتوزيعها واستخدامها. ويوجد الآن الكثير من البنزين في الولايات المتحدة يحتوي على نسبة صغيرة من الإيثانول لأن اللوائح الحالية تنص على إضافة الوقود المتجدد إلى الوقود التقليدي.

في الولايات المتحدة، يستخدم صناع الوقود الذرة في إنتاج الإيثانول، ولكن يستمر العلماء في تطوير سبل إنتاج الإيثانول من مصادر جديدة مثل مخلفات الطعام وأنواع النباتات الأخرى.

وتنوي وكالة حماية البيئة، وفقًا للقاعدة المقترحة، إلى تعزيز معايير الوقود المتجدد من خلال عدة طرق:
أولًا: وضع علامات جديدة على الوقود الذي يحتوي على نسبة تتراوح بين 16-83 بالمئة من الإيثانول واعتبارها ضمن فئة جديدة تسمى "وقود الإيثانول المرن" بدلًا من البنزين
ثانيًا: التقليل من الأعباء التنظيمية على المنتجين الذين يقومون بتصنيع الوقود الحيوي في مرافق عديدة
ثالثًا: التصديق على مصادر جديدة للوقود الحيوي مثل مخلفات الطعام والخشب. وتقول وكالة حماية البيئة إن زيادة الدعم للوقود الحيوي سيساعد في تعزيز أهداف التغير المناخي الوطني من خلال تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.

وتشير الوكالة إلى إنه بالرغم من استخدام جميع المحركات للوقود الذي يحتوي على نسبة صغيرة من الإيثانول، فإن المركبات المجهزة بأنواع محركات خاصة ستكون وحدها قادرة على استخدام" وقود الإيثانول المرن" لذا سيكون انتشار هذا الوقود محدود.

وتتوقع كلا من وزارة النقل ووزارة الطاقة الأمريكية أن 20 مليون مركبة فقط من أصل حوالي 260 مليون مركبة في الولايات المتحدة لديها المحرك المناسب لاستخدام هذا النوع من الوقود الجديد وأيضًا الكثير من السائقين ليس لديهم علم بإمكانية استخدامهم لهذا الوقود المرن.

وعلى الرغم من أن القاعدة المقترحة تستهدف أقل من 10% من السائقين الأمريكيين، فهذه التغيرات لا تزال موضع خلاف. ومن المدهش أن بعض المجموعات البيئية والصناعية لديها بعض الانتقادات المطروحة المماثلة بشأن نهج الدولة الحالي للترويج للوقود الحيوي.

وتصرح المجموعات الصناعية مثل معهد البترول الأميركي بأن الاستمرار في دعم المزيج الذي يحتوي على نسبة كبيرة من الإيثانول قد يزيد من أسعار البنزين ويدمر محركات السيارات.

وتأكيدًا لهذه النقاط، وضح فرانك ماكيورولا، المدير بالمعهد، في جلسة بالكونغرس أن "يجب أن نهتم بالمستهلكين أكثر من الاهتمام بالإيثانول" وأكد أن الحكومة يجب ألا تجبر المستهلكين على استخدام الإيثانول.

وبعض المجموعات البيئية أيضًا تصرح أن زيادة دعم الوقود الحيوي هو قرار غير حكيم وطعنت في فكرة أن هذا الوقود بديل سهل لحل مشاكل التغير المناخي.

وتسعى جمعية أصدقاء الأرض، وهي مجموعة بيئية عالمية، إلى تقليل الاعتماد على الوقود الحيوي مستشهدين بتهديد الصناعة على النظم البيئية للغابات وطرق حياة السكان الأصليين والكائنات الحية البرية.

يطعن كلا من المنظمات الصناعية والبيئية في موقف الوكالات مثل وكالة حماية البيئية ووزارة الطاقة التي تستبدل الوقود الحيوي بالبنزين والديزل التي سوف تقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة وتقلل من وتيرة التغير المناخي. ومع ذلك، فإن الوكالات الفيدرالية ليست وحدها في دعم الوقود الحيوي. وأشار مجلس كاليفورنيا لموارد الهواء، وهو وكالة محلية مهمتها الحفاظ على جودة الهواء في كاليفورنيا، إلى إنه يمكن للإيثانول الحد من انبعاثات غاز الدفيئة وذلك وفقًا لطريقة إنتاجه.

ولكن الكثير من المجموعات الصناعية والبيئية لم تتناول أحد الجوانب المهمة لضوابط الوقود الحيوي وهو تأثير زيادة استخدام الإيثانول على تناقص إمدادات المياه في الولايات المتحدة. وتساءل جاي فاميغليتي، وهو عالم في مجال المياه في الادارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)، حول الحكمة من القرارات المتعلقة بالسياسة العامة التي تستنزف امدادات المياه المهددة لري المحاصيل التي تقوم على استخدام للمياه بكثافة.

والكثير من الولايات الأعلى انتاجًا للإيثانول تقع في "سلة غلال" أمريكا، حيث يروي الفلاحون المحاصيل، مثل الذرة، باستخدام المياه الجوفية. وفي ولاية كنساس، المصدر الرئيسي للمياه، وأكبر حوض للمياه العذبة في الولايات المتحدة، ينخفض منسوب المياه بسرعة كبيرة بسبب استخدامها في زراعة مساحة كبيرة من المحاصيل المخصصة لإنتاج الإيثانول.

ويحذر فاميغليتي من إنه إذا لم يضع صانعي السياسات العلاقة بين الطاقة والمياه في الاعتبار "فإن العواقب ستكون وخيمة"!

وستظل القاعدة المقترحة من وكالة حماية البيئة مفتوحة لتعليق العامة لمدة 60 يومًا عقب نشرها في السجل الفيدرالي.

الرابط مصدر المقال

آية صبري محمد

آية صبري محمد

مترجمين المقال