دليلك الشامل لعقد صداقة مع نواة تمرتك

نعم صديقي القارئ العزيز، لم تقرأ العنوان بالخطأ، دعنا نتّفق على شيء مبدئي؛ طالما أنك هنا فهناك جزء منك يحاول عقد صلح مع بيئة كوكبنا الدافئ المحيطة، إذًا لمَ لا نعقد صداقة مع شيء ربما تتركه في طبقك بعد تناول التمر، أو ربما حتى ترميه مباشرةً دون تفكير؟ لعلّك تفكر ثانيةً في المرة القادمة قبل أن تُقدِم على رمي نواة تمرتك بعيدًا.

الأسماء الشائعة:
نعم، حتى نواة التمر لها عدة أسماء، منها: بذور البلح - حفر البلح - حبات البلح - أحجار البلح - لب البلح. أتمنى ألّا تغار منها، على كل حال هي مجرد نواة نرميها، أليس كذلك؟!

أنواع الشجر :
نواة تمر، بالتأكيد من المنطقي أن تُستَخرَج من نخل التمر phoenix dactylifera.

الوصف :
بذور البلح هي منتج ثانوي نحصّله من البلح، إمَّا لإنتاج التمر أو لتصنيع معجون البلح (إيكوكروب 2011 - بارفيليد 1993)، وهي بذور صلبة ذات غشاء، مستطيلة الشكل مع حفرة باطنية متجهة للداخل، تزن من 0.5 جرام إلى 4 جرام من وزن ثمرة البلح، وتمثّل من 6 - 20% من وزن الثمرة اعتمادًا على النضج والتنوع والدرجات (إيكوكروب 2011 - داغر 2008 - زايد وآخرون 2002 - بارفيليد 1993 - جوهل 1982).
الاستخدام التقليدي لبذور البلح هو استخدامها كغذاء الحيوانات؛ خاصةً أثناء فصل الشتاء، لكنها تعدّ مصدرًا للزيوت أيضًا، فزيتها يحتوي على مضادات الأكسدة ويدخل في عدد من منتجات التجميل، كما تعتبر بديلًا للقهوة، ومادة خام للكربون النشط، ومادة مُكثِّفَة للمياه ذات الصبغة (ليكب 2010 - بنات وآخرون 2003 - برافيليد 1993).

التوزيع :
تتواجد بذور البلح بكثرة بالقرب من أماكن تعبئة وتجهيز البلح وبلاد إنتاج البلح، لأن صناعة البلح والتمور هي المصدر الرئيسي لتوافرها، ولكن يتم إنتاجها في مسطحات مزارع وحدات إنتاج معجون التمر أيضًا (برافيليد 1993).

المعالجات :
تمر بذور التمر بعملية معالجة قبل إطعامها للماشية، ذلك لأنها تتميز بالصلابة وبوجود غشاء يغلّفها مما يجعلها صعبة الهضم في حالتها الأوليّة.

النقع :
ينقع الفلّاحون بذور البلح في الماء لمدة 72 ساعة لزيادة القيمة الغذائية، لكن هذا لا يؤثّر على تحسين تناول الماشية لتلك البذور (برافيليد 1993).

الطحن :
يزيد الطحن من توفير المغذيات عن طريق تكسير وإزالة طبقة غشاء البذرة، ومع ذلك فهي مستهلكة للطاقة وتسبب اتلف الآلات (برافيليد 1993)، لذا يُنصَح بسحق البذور بالمطحنة ذات القرص أولًا، ثم طحنها بمطحنة المطرقة (برافيليد1993- جوها 1982).

العلاجات الكيميائية: 
استخدام المُعالِجات القلوية يزيد من قابلية هضم المواد الّليفيّة، فباستخدام 9.6% من محلول هيدروكسيد الصوديوم مع البذور المطحونة زادت معدّلات الهضم، لكنها تعمل بشكلٍ أفضل كلما كانت البذور مطحونة بشكل أنعم (4 مم مقابل 8 مم) (اليوسف وآخرون 1986).

العلاجات العضوية :
إن كانت لديك بذرة تمر حديثة نسبيًا بعمر يقارب 74 يومًا، فإن لها تركيبة كيميائية مشابهة للبذور الجافة، لكنها أنعم ويمكن أن تأكلها الحيوانات بحالتها تلك (سوميانا وآخرون 1984- برافيليد 1993).

التأثير البيئي :
لا يمكننا إنكار دور المزارعين والسكان المحليين في إعادة تدوير المنتجات الثانوية الناتجة عن تصنيع البلح، فدورهم يعتبر نموذجًا بليغًا للاستخدام المستدام المتكامل لمصادر المواد المتجددة، وليس فقط البذور، فقد استُخدِمَت مخلّفات المحاصيل في تصنيع الأدوات المنزلية والأثاث، وكمواد أوليّة لتصنيع مواد البناء (الموصلي 2001).


مراجعة: مي فؤاد

الرابط مصدر المقال

Amira Rayan

Amira Rayan

مترجمين المقال