التمر مصدر إنتاج الوقود الحيوي المحلي فى المستقبل

دبي: يبدو أن التمر سيكون حل لصنع وقود حيوي بسعر بخس ومتاح في دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك بفضل ما يحتوي عليه التمر من مستويات عالية من  السكر مما يساعده على  تحويله إلى وقود الإيثانول.
وعلى الرغم من توافر التقنيات اللازمة، يفتقر المشروع إلى مستثمرين برغم من كميات التمر الهائلة التي تُهدر سنويًا في العالم العربي.

ووفقًا للدكتور عبد الوهاب زايد، أستاذ وكبير مستشاري الفنيين ومدير برنامج بحث وتطوير نخيل التمر التابع لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS)، ومقره جامعة الإمارات العربية المتحدة بمدينة العين،  حيث تنمو في دولة الإمارات من 50 ألف إلى 80 ألف طن من التمر وإمكانية إنتاج وقود حيوي لكمية ما بين 17 ألف إلى 26 ألف طن، ويكفي هذا المخزون احتياجات الإمارات لسيارات الأجرة، والنقل العام أو الحافلات، أو أساطيل المركبات الخاصة بالشركات.     
 
وعلاوة على ذلك، يمكن استخدام الوقود الحيوي كبديل للسولار الخاص بالسيارات وحافلات النقل وسهولة تصنيعه من محاصيل شائعة على سبيل المثال قصب السكر، أو البطاطس، أو الذرة الصفراء أو بنجر السكر. في حين لم يُستخدم التمر في مجال الوقود بعد على الرغم من قدرته على إنتاج كمية كبيرة من الوقود الحيوي لكل  2,471 فدان من محصول قصب السكر أو بنجر السكر.

ويضيف أستاذ زايد، "بإن استخدام 5% من الوقود الحيوي مقارنة بالوقود الأحفوري سيقلل نسبة انبعاثات غاز أول أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي بنسبة تتراوح بين 25%  إلى 30%، لذا تتطلب تلك الصنعة زراعة الكثير من أشجار النخيل وسيعمل على مصاحبة غاز الكربون لتعويض غاز ثان أكسيد الكربون الذي ينبعث في الغلاف الجوي".

كما عبر زايد بإن تعمير المناطق الصحراوية وزراعتها بشجر النخيل سيقلل من انعكاس الأشعة الشمسية من التربة إلى طبقات أعلى في الغلاف الجوي، وبالتالي ستنخفض درجة الحرارة ومكافحة تأثير غازات الدفيئة التي تؤثر حاليًا على رفع درجة حرارة كوكبنا.

وأضاف بأن زراعة شجر النخيل سيكافح مشكلة التصحر، وتعويض انبعاثات غاز الكربون  المنبعثة من المصانع التي تنتج المواد الهيدروكربونية، وإتاحة فرص عمل. في حين يجب أن تكون عملية تحويل التمر إلى الوقود تأتي بثمارها لدى مزارعي التمر.

كما عبر استاذ زايد، "سيرى  مزارعي النخيل جميع منتجاتهم تُباع، ليس التمر المناسب للاستخدام الآدمي وحده، بل على المزارعين إضافة مزايا ومشتركة مع منافع تخفيض غاز ثان أكسيد الكربون التي يساهمون فيها بتوسيع زراعة شجر النخيل. ويجب أن يُصاغ تدفق إيرادات المزارعين ليس ببيع التمر فقط بل دورهم في مكافحة التلوث".

في حين رئيس شركة أوسيس المحدودة إبراهيم زيتوني أكتشف أنه يوجد إمكانية تنفيذ مشروع Nakhoil والتي  تشتق من كلمة نخيل والزيت.
وتمتلك شركة إبراهيم زيتوني، ومقرها في دولة الجزائر، نظرة تطويرية؛ لإنتاج وقود نظيف ومنتجات ثانوية مثل الدقيق أو القهوة من نواة التمر وأهم من ذلك إتاحة فرص العمل مع قيمة مضافة لمزارعي نخيل التمر.
وعبر زيتوني،" نحاول تعزيز هذا المشروع في المنطقة ليس من خلال مطالبة الحكومات في حال أرادوا تحويل التمر إلى وقود حيوي، بل تقديم لهم حل كسب 200 دولار(فيما يعادل 735 درهم إماراتي) لكل طن تمر.
وعلاوة على ذلك، سيوفر توسيع حدائق النخيل مساحة واسعة من الأراضي الزراعية وسط الأشجار، وذلك من خلال  دمج أفضل الممارسات للزراعة والري كما ستنتشر المنتجات الثانوية، حيث أن نوى وألياف التمر ستدخل في حبوب الإفطار أو القهوة أو صناعة البلاستيك.

وكما  يحتوي طن التمر على 160 كيلوغرام من النوى، و 136 كيلو غرام من الألياف، و100 كيلو غرام من البروتين، و180 كيلو غرام من ثاني أكسيد الكربون الذي يمتصه من الغلاف الجوي ويمكن استخدامهما في المشروبات الغازية. وفضلًا عن إنه سينتج ما 280 لتر من الإيثانول مقارنة ب75 لتر من طن قصب السكر، و116 لتر من طن بنجر السكر .

ويُعتبر نخيل التمر أسرع عشب و ينمو نحو مترًا سنويًا ولا يُصنف من الأشجار.
ويقول زيتوني، "بإن نخيل التمر هو أسرع نخيل ينمو في العالم وغير مستغل الاستغلال الأمثل في العالم العربي لأننا نعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري، وتساعد الكتلة الحيوية من نخيل التمر الأمن الغذائي ويمكن تجديده سنويًا".

 يبلغ متوسط إنتاجية نخيل التمر نحو 50  كيلو غرام، ولكن مع توفير الرعاية الملائمة يمكن أن ينتج التمر إلى حد 200 كيلو غرام سنويًا.  وبرغم  إنتاج كمية هائلة ومتنوعة  من التمور إلا أن  يُباع منه القليل.

مراجعة مروة محمود محمد.

الرابط مصدر المقال

May Aly

May Aly

مترجمين المقال