مشاكل النفايات: إعادة التدوير تواجه أزمة

قد أصبح تقسيم القمامة لإعادة تدويرها طريقة حياة للأميركيين. وذكرت وكالة حماية البيئة أن أكثر من 34% من القمامة يتم إعادة تدويرها، وهو ما يزيد عن 400 % منذ عام 1960. وعلى الرغم من هذه الأرقام، فمن الممكن توقف هذا التقدم لأن انخفاض أسعار النفط أدى إلى انخفاض أرباح  صناعة إعادة التدوير وذلك وفقًا لمراقب واحد على الأقل.

وقال ديفيد شتاينر، الرئيس التنفيذي لشركة وواست ماناجيمنت (إدارة النفايات)، أكبر شركة إعادة تدوير في أمريكا الشمالية، لشبكة "سي إن بي سي" في برنامج  On the Money "أون ذا ماني" في مقابلة أجريت له مؤخرًا:
"أنه بالنظر إلى أعمال إعادة التدوير على مدى السنوات الثلاث الماضية فقد حدث فيهم تراجع؛ حيث حدث تحول من الربح بقدر قليل إلى الخسارة بقدر قليل". وأضاف قائلًا أن جزءًا كبيرًا من هذا الانتقال التدريجي من الممكن ربطه بانخفاض سعر الوقود.


ويقول الخبراء بأن البلاستيك يتم اشتقاقه من النفط، فيصبح النفط الخام ذا السعر المنخفض مشجعًا لصنع البلاستيك النقي. وهذا يعني أن البلاستيك المعاد تصنيعه ليس مشجعًا بسبب أن العمل عليه يتطلب تصنيفه وتنظيفه. وأقر الجميع أن انخفاض أسعار الوقود يمثل عاصفة قوية  لشركات إدارة النفايات.

وقال مايكل تايلور، نائب رئيس الشؤون الدولية والتجارة في "إس أي بي"، رابطة صناعة وتجارة البلاستيك: "
أنه كون سعر الغاز الطبيعي والنفط الخام منخفض يعني أن المواد الأولية ستكون أقل تكلفة بكثير مما كانت عليه تاريخيًا."



الصناعة في أزمة

وقد أغلقت  شركة "وواست ماناجيمنت" أو باعت 30 من منشآت إعادة التدوير على مدى السنوات القليلة الماضية، والذي يمثل حوالي 21% . ويقولون إن واحد أو اثنين من المنشآت قد يتم غلقه في المستقبل.

وعلى أية حال، فليست فقط صناعة  إعادة تدوير البلاستيك تواجه أزمة، فقد قال شتاينر لشبكة "سي إن بي سي" إن الصناعة في أزمة حيث انخفضت أسعار السلع الأخرى مثل أسعار الألمنيوم والنحاس والحديد والورق خلال السنوات الأربع الماضية. ونتیجة لذلك، فقد كان يتم بيع رزم علب الألومنیوم بمبلغ 2،000 دولار للطن أما الآن فيتم بيعها بمبلغ 1.100 دولار فقط للطن الواحد.

ويعتبر انخفاض الاقتصاد الصيني وتعزيز الدولار الأمريكي من العوامل التي تؤثر على صناعة إعادة التدوير، فقد كانت الصين تشتري العديد من المواد المُعاد تدويرها من الولايات المتحدة، لكن اقتصادها منخفض في الوقت الحالي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز الدولار الأمريكي يجعل السلع المعاد تدويرها أكثر تكلفة في السوق العالمية.

وقد اعتادت مجالس البلدية على كسب المال عن طريق إعادة التدوير وذلك بإعطاء شركات المعالجة حصة من الأرباح، أما الآن فإن العديد من مجالس البلدية لم تعد تحقق عائدات مالية من تلك الصناعة، بل إنها في بعض الأحيان تدفع مالًا للشركات لتأخذ المواد القابلة لإعادة التصنيع.


أهمية إعادة التدوير

آدم جيفري | سي إن بي سي
ديفيد شتاينر، الرئيس التنفيذي لشركة وواست ماناجيمنت

وعلى الرغم من تلك المشاكل، فإن الخبراء يقولون أن إعادة التدوير ستبقى. فبالإضافة للمزايا البيئية والدعم العام، فإن العديد من قوانين الولايات المتحدة تُرخصها. وقد قامت بعض الشركات، بما في ذلك بيبسي وبروكتور وجامبل بتقديم تعهدات بالاستدامة على استخدام المواد المعاد تدويرها. وتعمل شركات إعادة التدوير، مثل شركة وواست ماناجيمنت، على جعل تلك الصناعة أكثر نموًا من الناحية الاقتصادية.

وقال شتاينر:
"كل المواد التي نقوم بإعادة تدويرها لها قيمة معينة، والسؤال هو هل قيمة تلك المواد أعلى من تكلفة جمعها ومعالجتها."




نهاية إعادة التدوير؟ 

وتتطلع الشركة أيضًا إلى توعية المستهلكين حول كيفية إعادة التدوير. وقد وجدت شركة وواست ماناجيمنت أن معظم المواد القابلة للتدوير التي تأخذها من المنازل لا تتطابق مع المواد التي يمكن معالجتها، مثل الأكياس البلاستيكية وخراطيم الحدائق وحتى كرات البولينج. وهذه المواد توقف الآلات عن العمل، ويؤدي توقف وإغلاق الماكينات إلى تكلفة عالية.

وتود شركة وواست ماناجيمنت أن يتعلم المستهلكون ماهية المواد التي يمكن إعادة تدويرها وأن يقوموا بتنظيف الحاويات القابلة لإعادة التدوير. وقال شتاينر:
"في كل مرة يمكنك مساعدتنا على خفض تكاليف المعالجة، فهذا يعني أنه يمكننا أن نعيد تدوير المزيد من المواد."


برنامج  On the Money "أون ذا ماني" والذي يُبث على شبكة "سي إن بي سي" يوم السبت في الساعة 5:30 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، أو تحقق من قوائم أوقات البث في الأسواق المحلية.

الرابط مصدر المقال

Fatima Tarek

Fatima Tarek

مترجمين المقال