دور المياه في مستقبل أستراليا غير المؤكد

إذا كنت تعيش في مدينة أسترالية، فهناك فرصة جيدة
حيث إن الماء الخاص بك يأتي من المياه السطحية مثل الجداول والأنهار والخزانات المليئة بمياه الأمطار والانسياب السطحي (المياه المتدفقة). أما إذا كنت تعيش في بيرث فيأتي جزء كبير من المياه (حوالي 40٪) من المياه الجوفية.

ولكنك قد تتفاجأ عندما تعرف أن نسبة كبيرة من المياه في أستراليا جاءت من معالجة أو تحلية المياه في 2013-2014.

جاءت 39٪ من مياه بيرث و41٪ من مياه أديلايد من تحلية المياه. كما استخدمت جميع المدن نسبة صغيرة من المياه المُعالجة حيث: ملبورن (4٪) وسيدني (7٪) وجنوب شرق كوينزلاند (7٪) وكنبيرا (8٪).

وقد أصدر مكتب الأرصاد الجوية مؤخرًا، للمرة الأولى، بيانات محلية شاملة عن مصادر المياه "القابلة للتكيف مع تغير المناخ" من خلال بوابة إلكترونية جديدة مُقدمة كجزء من برنامج مكتب الأرصاد لتحسين وتطوير المعلومات المتعلقة بالمياه.

ومصادر المياه التي تتسم بالقدرة على التكيف مع تغير المناخ هي تلك التي لا تؤثر عليها تقلبات المناخ تأثيرًا ضئيلًا أو معدومًا، مثل التغيرات في هطول الأمطار ودرجة الحرارة والجفاف. وتوفر تشكلية البيانات تلك معلومات عن اثنين من أهم هذه المصادر وهي: تحلية ومعالجة المياه.

فكيف تتناسب هذه المصادر مع الصورة الأكبر للمياه في أستراليا؟
ويتم توفير البيانات من قبل أصحاب الموقع والعاملين به كما أن المعلومات متاحة للجميع. وهو تقييم أولي للمحطات ذات القدرات الإنتاجية أكبر من 50 ميجالتر في السنة.

وإجمالًا، تم إدراج 360 محطة (92 لتحلية المياه و268 للمعالجة) بسعة إنتاجية إجمالية تبلغ 1،821 جيجالتر سنويًا - أي أكثر من ثلاث أضعاف إجمالي إمدادات مياه مدينة ملبورن.

وتشمل هذه السعة الإنتاجية 880 جيجالتر من تحلية المياه مثل (مياه البحر والمياه الجوفية وغيرها) و941 جيجالتر من مصادر المياه المُعالجة مثل (مياه الصرف الصحي والمياه الجوفية وغيرها). ولكل ولاية أسترالية نصيبها الخاص من مصادر المياه القابلة للتكيف مع تغير المناخ.

كم عدد محطات تحلية ومعالجة المياه التي تملكها أستراليا؟
وتعد البوابة الإلكترونية (مصادر المياه القابلة للتكيف مع تغير المناخ The Climate Resilient Water Sources) موقعا تفاعليًا يوفر خرائط ومعلومات شاملة عن مصادر المياه المُحلاة والمُعالجة لأكثر من 350 موقعًا في جميع أنحاء أستراليا، والتي يملكها و يديرها كلًا من القطاعين العام والخاص. 

كما يمكن للمستخدمين الوصول إلى البوابة، للبحث عن المعلومات حول السعة الإنتاجية والإنتاج والموقع واستخدام هذه المصادر المائية البديلة في جميع أنحاء أستراليا.

من أين يأتي الماء الخاص بك؟
وتقوم وكالات المياه الحكومية وسلطات المياه والمجالس المحلية بوضع استراتيجيات وممارسات لتأمين موارد المياه (القادرة على التكيف مع تغير المناخ) للمستقبل. وفي العقد الماضي، تم استثمار حوالي 10-12 مليار دولار أسترالي لفحص وتطوير تلك الموارد.

تختلف المياه المُعالجة والمياه المُحلاة في وسائل معالجة المياه وإنتاجها.

ولأهداف بوابة مصادر المياه القابلة للتكيف مع تغير المناخ التي جمعها مكتب الأرصاد الجوية، تعرف المياه المُعالجة بأنها مياه الصرف الصحي المُعالجة، بما في ذلك معالجة المجاري. وقد تكون المياه المُعالجة صالحة للشرب أو غير صالحة للشرب. ويستثنى من ذلك استخدام مياه الأمطار في المناطق الحضرية.

المياه المُحلاة هي المياه الناتجة عن عمليات تحلية المياه ولا تقتصر على تحلية مياه البحر، لذلك يمكن أن تشتمل أيضًا على تحلية المياه الجوفية. وعملية التحلية هي إزالة الملح والبكتيريا والتلوث من مصدر المياه.

من أين يأتي الماء الخاص بك؟
ومن بيانات مصدر المياه القابلة للتكيف مع تغير المناخ، يمكننا أن نرى أية أجزاء من أستراليا تتمتع بأكبر قدر من القدرة على مواجهة تغير المناخ مقارنة بمصادر المياه (بما في ذلك المياه السطحية والأرضية والمياه المُعالجة والمُحلاة). وتتمتع أستراليا الغربية بقدر أكبر من المياة القابلة  للتكيف مع تغير المناخ مقارنة بمجموع مياهها في الفترة 2013-2014.

ما هو مقدار المياه الذي يمكن أن ننتجه؟
نجد أن كمية المياه التي نستخدمها مقارنة بكمية المياه التي يمكن أن ننتجها من معالجة وتحلية المياه. البيانات عن استخدام المياه من 2013-2014. جميع الوحدات ب (ميجاليترات)
المصدر:  Australian Bureau of Meteorology Get the data

ویمکننا أیضًا أن نرى أن أکثر من 50٪ من الإنتاج الذي تم الإعلان عنه من المیاه المعُالجة والمُحلاة في الفترة 2012 - 2013 (410،491 جيجالتر) کان للاستخدام الحضري (السکني والمنزلي والتجاري والصناعي والمحلي).

أين تذهب المياه المُعالجة والُمحلاة؟
المصدر:  Australian Bureau of Meteorology Get the data
ولا تزال أهمية تحلية المياه كمصدر موثوق به للمياه لزيادة مياه الشرب، ولا سيما لدول غرب أستراليا وجنوب أستراليا، حيث أدت القيود المفروضة على مصادر المياه التقليدية إلى التنويع.

كما تعتمد الصناعة على هذه المصادر من أجل زيادة المياه إلى أقصى حد ممكن، على سبيل المثال لمشاريع التعدين وغاز الفحم (مثل محطة تحلية مياه غلادستون للغاز الطبيعي المسال بسعة 1095 جيجالتر كل عام). ولا يزال الاعتماد على تحلية المياه في ولايات وأقاليم أخرى متفرقة، حيث لا تستفيد نيوساوث ويلز ولا فيكتوريا من أي مياه من محطات تحلية المياه في الفترة 2013-2014.

وبالمثل، فإن  أقل من 1٪ من إجمالي مياه ولاية كوينزلاند يكون من مصادر تحلية المياه وذلك بسبب توفر المياه السطحية

ما مقدار المياه التي نستخدمها؟
وبشكل عام، تزايد استخدام المياه السكنية منذ عام 2011، وهو اتجاه يتسق مع درجات الحرارة المرتفعة الملحوظة، والمعدل المتوسط أو الأقل من المتوسط لهطول الأمطار، وتخفيف القيود على المياه في جميع أنحاء أستراليا.
ومع ذلك، تباطأ نمو إمدادات المياه السكنية من 6٪ في 2012-0213 إلى 3٪ في 2013-2014. ومتوسط استخدام المياه الآن هو  185 كيلولتر لكل عقار.

وبالنسبة لمصادر المياه ال 13 في جميع أنحاء أستراليا التي تزود أكثر من 100 ألف عقار، فقد تم الإعلان عن تلك المياه (باستثناء مياه وادي يارا، ومياه بارون، ومياه المدينة الغربية، ومياه جنوب أستراليا) أنها زيادة في المياه السكنية المقدمة من 2012-2013 إلى 2013-2014.

ومن ناحية أخرى، تواصل شركة المياه في بيرث توفير أعلى كميات المياه للاستخدام المنزلي. ويتسق ذلك مع ظروف الجفاف التي زادت عن المعدل المتوسط المعتاد في أستراليا الغربية والاتجاهات السائدة في استخدام المياه التاريخية في بيرث.

ما مقدار المياه التي نستخدمها؟
البيانات مصدرها الوحدات السكنية مع اتصال بأكثر من 100،000عقار. وقد أبلغت جميع الوحدات تقريبًا عن نموها على مدى السنوات الثلاث الماضية.

ما هو الأمن المائي في أستراليا في المناخ المستقبلي؟
ويهدد الأمن المائي عدد من العوامل. ومن هذه العوامل تغير المناخ، وتقلب هطول الأمطار، والنمو السكاني، والتنمية الاقتصادية، والجفاف.

فعلى سبيل المثال، من المتوقع أن يؤدي تغير المناخ في جنوب أستراليا إلى انخفاض معدل هطول الأمطار في الشتاء والربيع بنسبة تصل إلى 15٪ بحلول عام 2030 بغض النظر عما إذا كانت انبعاثات غازات الدفيئة قد انخفضت.
وقد أدى انخفاض هطول الأمطار إلى انخفاض تدفق التيار، وبالتالي انخفاض المياه في المخازن.

وقد شهدت جنوب غرب أستراليا انخفاضًا في تدفق المياه بنسبة 50٪ منذ عام 1970، في حين أن تدفق التيار خلال فترة جفاف الألفية (1996-2010) في جنوب شرق أستراليا وصل لنصف المتوسط على المدى الطويل.

وهذا يسهم في نهاية المطاف لانخفاض مخزون إمدادات المياه في المدينة. وخلال جفاف الألفية، فقدانخفض مخزون المياه في ملبورن إلى ثلث الإنتاجية الكاملة بحلول عام 2010، عندما كانت الدعوة إلى مصادر بديلة للمياه.

كما تتأثر أستراليا بشكل طبيعي بأمطار متغيرة تتأثر بأحداث مثل ظاهرة النينيو والنينيا. وتم الإعلان عن ظاهرة النينيو في أيار / مايو 2015.

وسوف يكون تأثير النينيو المحتمل أكثر جفافًا وظروفًا أكثر دفئًا في جميع أنحاء شرق أستراليا. والأهم من ذلك أن قوة ظاهرة النينيو لا تشير دائما إلى مدى تأثر أستراليا بشدة.

وإذا ما نشأت ظروف الجفاف تلك، ستضع ضغوطًا متزايدة على إمدادات المياه في المناطق المنجزة. وعلى وجه الخصوص، سيؤدي ارتفاع الطلب على المياه وانخفاض تدفقات المجاري إلى انخفاض أحجام تخزين المياه السطحية. وهذا قد يعني أننا بحاجة إلى تطوير واستخدام المزيد من المصادر القابلة للتكيف مع تغير المناخ.

ومع ذلك، فإن حجم تخزين المياه السطحية الحالي لجميع المدن الرئيسية يشير إلى أن مدننا يمكن أن تلبي استخدام المياه في المناطق الحضرية لعدد من السنوات. وبالاعتماد على المياه السطحية وحدها، يمكن أن تلبي أديلايد وبيرث استخدامها في المناطق الحضرية لمدة 1-2 سنوات وجنوب شرق ولاية كوينزلاند لمدة تسع سنوات تقريبا.

ويقدم برنامج معلومات المياه التابع لمكتب الأرصاد أحدث المعلومات المحلية عن تخزين المياه السطحية والتنبؤات الموسمية لتدفق مجرى المياه للمواقع الرئيسية في جميع أنحاء أستراليا.

ولكن في الوقت نفسه، فإن زيادة السكان والتنمية الاقتصادية تزيد من الطلب على المياه.

ويود المؤلفون أن يعترفوا بمساهمات المركز الأسترالي لإعادة تدوير المياه في أستراليا؛ (المركز الوطني للتميز في تحلية المياه)(نسيد). وكسيرو.

تمت الترجمة بواسطة:- فاطمة طارق

الرابط مصدر المقال

Fatima Tarek

Fatima Tarek

مترجمين المقال