حقائق عن إعادة تدوير نفايات نخيل التمر

الخشب بشكل عام إما أن يكون طبيعي أو صناعي(أي مُركب)بغض النظر عن شكل الشجرة أو حجمها أو أصلها الجغرافي أو ظروف الطقس والبيئة، ويأتي شكل الخشب الطبيعي على هيئة خشب ناعم أو صلب وعادة ما يتم تصنيع الخشب الصناعي من الموارد الخشبية الطبيعية والنفايات الزراعية، خلال العقود الثلاثة الاخيرة استخدمت مادتان لتصنيع منتجات كثيرة منها ألواح ليفية متوسطه الكثافة DMF، وألواح الجسيمات ، ومنتجات الخشب البلاستيكي وغيرها من المنتجات.

علي الرغم من أن الألواح الليفيه متوسطة الكثافةDMF إلا أنها منتج متعدد الاستخدام،  بل أصبحت المنتج الأكثر شيوعًا بين جميع أنواع ألواح الخشب المركب، وتستخدم المصانع في جميع أنحاء العالم جذوع وفروع من نوع معين من الأشجار ليتم تقطيعها إلى رقائق محددة الحجم، ثم يتم تعريضها للكهرباء الحرارية لفصل الألياف التي تلصق بفورمالدهايد اليوريا "Urea Formaldehyde" بفضل عملية ميكانيكية، ثم تأتي عملية الضغط تحت شروط قابله للتعديل من حيث درجه الحرارة والضغط والوقت.

وللحصول علىMDF عالي الجودة يُستلزم استخدام نوع معين من الأشجار إما أشجار من الخشب اللين أو الخشب الصلب، وفي الحالات الإضطرارية يتجه المنتجين إلى استخدام كُلًا من أشجار الخشب اللينة والخشبية لتُقطع سويًا وذلك لعدم وجود طريقة للحصول على كمية كافية من كل منها، ولكن هذا سيؤدي إلى إنتاج منتج ذو جودة سيئة من MDF، لذلك يجب على المنتجين تعديل مسار عملية الإنتاج والآلات للحصول على منتج نهائي بالمواصفات القياسية .

بالرغم من عدم توافر غابات أو مَشاجر في الوطن العربي  إلا أنه يمكن أن توفر مساحات مزروعة لأشجار النخيل كمواد بديلة قابلة للاستخدام ومناسبة لتصنيع MDF، وتتمتع شجرة نخيل التمر بقيم ثقافية واقتصادية وروحية للسكان العرب والمسلمين في الشرق الأوسط، علاوة على ذلك، فأن سعف النخيل والألياف وسيقان الفاكهة الفارغة والنفايات الأخرى تُقدم كبدائل للخشب الطبيعي التي يمكن استخدامها بفعالية في تصنيع MDF عالي الجودة.

في عام 1986 تم اختبار السعف في العراق لتصنيع MDF قبل حوالي عقدين من الزمان خلال الطفرة الصناعية، ولم تكن النتائج مشجعة بسبب ضعف جودة المنتج النهائي بعد عامين من التجارب، وقد تمكن مؤلف هذه الورقة من تحديد والتغلب على أوجه القصور التي أدت إلى إنتاج MDF ضعيفه الجودة من سعف النخيل عن طريق ابتكار تقنية جديدة، وتم تطبيق التقنية الجديدة الحاصلة على براءة اختراع لإنتاج MDF عالي الجودة من نفايات التمر على نطاق تجاري، وظلت قيد الاستخدام حتى التدمير الكامل للقدرات الصناعية العراقية خلال حرب الخليج الأولى في عام 1991.

ويعتقد أن استخدام التقنيات التقليدية التي تعتمد على موارد الخشب الطبيعي في تصنيع MDF من نفايات التمر كان خطأ كبيرًا أدى إلى إهدار الكثير من الوقت والجهد والموارد، والشك في إمكانية الحصول على منتج جيد للMDF من نفايات النخيل، تعامل الباحثون مع النخيل كمادة واحدة في حين أن الحقائق العلمية تبين أن السعفة تحتوي علي أكثر من مادة ذات مواصفات مختلفة، والتي يجب معالجتها بشكل منفصل.

أُجريت جميع الاختبارات التجريبية التي قام بها الباحثون لإنتاج الـMDF من بقايا نخيل التمر على مقياس النبات التجريبي، وأنتجوا عينات من الألواح الصغيرة ذات أبعاد من 1 إلى 1.5 قدم، علي الرغم من النتائج المُشجعة التي أظهرتها الاختبارات التجريبية ولكنها في الواقع كانت نتائج غير واقعية، في حين أنه لا يمكن الحصول على نفس النتائج في حالة إنتاج لوحات كاملة الحجم (4×8) قدم أو (4×10) قدم، وبعد إتباع نفس منهج الاختبارات التي أُجريت في النباتات التجريبية فتم ظهور فشل في النتائج مثل عدم تجانس لون الأسطح التي ستُظهر بعض الظلام بالإضافة إلى إظهار البقع المظلمة كحرق الجلد، كما سيؤدي في بعض الأحيان إلى تشتت الألياف في لحظة الفتح تحت الضغط العالي.

وأكدت براءة الإختراع الممنوحة للمؤلف أن الفهم السليم لمواصفات السعف سيؤدي إلى اختيار تقنية التصنيع المناسبة التى تضمن جودة عالية للمنتج النهائي، وفى الواقع قد نُفذت هذه التقنية بنجاح في وقت سابق لإنتاج MDF على نطاق تجاري في العراق خلال الازدهار الصناعي هناك.

تمثل جودة المنتجات النهائية إلى جانب الفائدة أساس النجاح لأي مشروع صناعي، وقد يكون جمع سعف النخيل أحد الصعوبات الرئيسية التي تواجه مشاريع MDF، على الرغم من مناقشة هذه الصعوبات في مقال سابق.. ألا أننا سنسلط الضوء هذه المرة على التقنيات الناجحة التي اختبرناها في مزارع نخيل التمر داخل مدينة العين في الإمارات العربية المتحدة وقبلها في العراق.

وتتطلب التقنية الجديدة من المصانع أو أصحاب المشاريع دفع تكلفة السعف، ويتم جمع السعف في أكوام على أرض المزارع وتقطيعها إلى قطع أصغر من الرقاقات باستخدام آلات نقالة لدي المصنع، ثم نقل نفايات النخيل إلى المصنع داخل حاويات كبيرة في شكل رقائق بدلًا من أن تكون في شكل سعف ضخم، تؤدي بعض التعديلات مثل الطلاء مع الMDF بورق الميلامين أو ورق القشرة وغيرها من مواد الديكور إلي زيادة العائدات المالية للمشروع بنسبة أكثر من 15%.

إن اختيار ماكينات خطوط الإنتاج التي تتوافق مع مواصفات نفايات نخيل التمر هو عامل مهم للغاية داخل أى مشروع، واُفتتحت مؤخرًا في الصين شركة " ديفنباتاي جي ام بي اتش " Diefenbacher GmbH وهي شركة ألمانية رائدة في تصنيع آلات MDF ، وقد ساعد ذلك على خفض تكلفة خط الإنتاج الكامل بنسبة 30% مقارنة بالتكلفة الأصلية لخطوط الإنتاج المصنعة في ألمانيا مع الحفاظ على نفس مستوي الكفاءة وضمان الشركة، ومن المؤكد أن الدراية الكاملة بالتقنية المتعلقة بمعالجة نفايات النخيل وآلياته الفعالة هي بالتأكيد عوامل مهمة تُشجع على دراسة هذه المشاريع.
مراجعة/ ياسمين عسقلاني.

الرابط مصدر المقال

Norhan mohamed

Norhan mohamed

مترجمين المقال