الإمساك بالثروة الحقيقية وراء مخلفات أستراليا

"غاز النفايات" هو واحد من منتجات دفن النفايات وفي الأغلب يكون خليط من غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون الناتج من تحلل المواد العضوية. الميثان هو غاز دفيئ قوي، ولكن من الممكن التقاطه من مدافن النفايات واستخدامه في توليد كهرباء نظيفة. التقاط الميثان يعد مصدر قيم للطاقة ولكن الأكثر أهمية، هو إمكانية الحد من انبعاثات الميثان في أستراليا بشكل كبير. ومع ذلك فإن فرصة إنتاج الطاقة من المخلفات يتم إهدارها إلى حد كبير؛ حيث أن 80% من الميثان المحتمل إنتاجه من النفايات لا يستخدم.


لو كان هناك المزيد من المجالس المستعدة للاستثمار في مرافق أفضل، لاستفاد الأستراليون من تقليل النفايات في المكبات ومن طاقة أكثر في شبكاتنا. حتى المنتج الثانوي من استخدام أساليب المعالجة الحديثة يمكن استخدامه كسماد حيوي. وفي حين أن هذه المرافق قد تبدو أكثر تكلفة في البداية، فإن الأستراليين عموماً علي استعداد تام لإعادة التدوير، والتوليف واستغلال خطط المجتمع لتقليل النفايات. من المعقول افتراض أن نسبة كبيرة من سكاننا سوف يدعم تحديث محطات دفن النفايات للحد من انبعاثات الميثان.


إعادة التدوير في أستراليا

من الممكن أن يكون وقع أستراليا سيء حين يتعلق الأمر بإعادة تدوير النفايات، لكن هناك العديد من الإيجابيات. ينتج الأستراليون ما يقارب 600 كيلوغرام من النفايات المنزلية للشخص الواحد في السنة – ليس أكثر مما تنتجه معظم دول أوروبا الشمالية، والتي تضع المعيار في إدارة النفايات المستدامة.
وعند النظر إلي صناديق الرصيف، فنحن بالمتوسط نعيد تدوير 30-35% من تلك النفايات، وبهذا ننقذ الكثير من الورق، الزجاج، الألومنيوم، المعدن من مكبات النفايات (مما يحد من الانبعاثات أيضاً). علي الرغم من أن معدل إعادة التدوير المنزلي في استراليا أقل من أفضل معدلات تدوير للاتحاد الأوروبي (40-45%)، فإن ذلك يرجع أساساً إلى نقص الدخول ل (أو الوعي ب) خطط إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية والمعادن. لذلك تقترح البيانات أنه على مستوي المجتمع، هناك رغبة في الحد من وإعادة تدوير المخلفات.

ما بين 55% و 60% من مخلفات الرصيف المرسلة إلى مكب النفايات في استراليا هي مواد عضوية. أكثر من 65% من هذا الجزء العضوي هو عبارة عن مخلفات طعام، وهو ما يشبه تكوين تيار المخلفات العضوية في الاتحاد الأوروبي، الذي يتكون من 68% من مخلفات الطعام. وعلي الرغم من هذا الجزء الكبير، فإن ما يقرب من نصف المخلفات العضوية المنزلية التي ننتجها- ومعظمها من مخلفات الحدائق- يتم تجميعها بشكل منفصل والتخلص منها، لتثبت مرة أخرى مشاركة المجتمع بشكل كبير في إعادة التدوير عندما تتوفر خيارات الجمع والتخلص.


تحويل النفايات إلى طاقة

استخلاص الطاقة من النفايات هي عملية تحويل المواد الغير قابلة لإعادة التدوير إلى حرارة، كهرباء، أو وقود صالح للاستخدام. المواد الصلبة غير العضوية يمكن تحويلها إلى طاقة عن طريق الاحتراق، لكن المخلفات العضوية مثل المطابخ والحدائق تحتوي علي كثير من الرطوبة التي تعيق معالجتها بتلك الطريقة. في المقابل، عندما يتم إرسال المخلفات العضوية إلي المدافن تتحلل طبيعياً بواسطة الطفيليات. هذه العملية تطلق غاز الميثان، غاز دفيئ أكثر قوة ب25 مرة من غاز ثاني أكسيد الكربون.

حوالي 130 مكب نفايات في استراليا يقوم بالتقاط الميثان ويستخدمه في توليد الكهرباء. بناءاً علي سعة توليد الطاقة المقامة وكمية المخلفات المتلقاة، فإن أكبر مكب نفايات باستراليا يستهلك حوالي 20-30% من الميثان المحتمل وجوده في المخلفات لتوليد الكهرباء.

وتقوم شركة رافنهول في ملبورن بمعالجة 1.4 مليون طن من المخلفات سنوياً، وتقترح توليد 8.8 ميجاوات من الكهرباء بحلول عام 2020. تقريباً حوالي 461.000 طن من المخلفات تذهب إلي وودلاون في نيو ساوث ويلز، وفي عام 2011 قامت بتوليد 4 ميجاوات من الطاقة الكهربية. يتلقي سوانبانك بكوينزلاند 500.000 طن سنوياً ويولد 1.1 ميجاوات. ما يتبقي من غاز الميثان يكون متوهج بسبب سوء جودة الغاز أو عدم كفاية البنية التحتية للنقل، ويتأكسد أثناء انتقاله نحو سطح مكب النفايات، أو ببساطة يهرب. قدرة توليد الميثان من المخلفات أيضاً تتضاءل بسبب أن المواد العضوية تبدأ بالتحول لسماد بمجرد وصولها لمدفن النفايات.

لكن هناك طرق أكثر كفاءة لالتقاط الميثان باستخدام خزانات الهضم اللاهوائية المتخصصة. العملية بسيطة: يتم ملئ خزان لاهوائي (لا يوجد به أكسجين) بالمخلفات العضوية، التي تتحلل بواسطة البكتيريا لإنتاج الغاز الحيوي. هذا يشبه العملية الطبيعية التي تحدث في مكب النفايات. ولكن بشكل أكثر فاعلية وأكثر خضوعاً في خزان. يمكن للغاز الحيوي أن يحترق لإنتاج الكهرباء والحرارة، أو يمكن تحويله إلى بيوميثان نقي لاستخدامه إما في شبكة الغاز الرئيسية، أو كوقود نقل متجدد. على عكس مدافن النفايات، 60-80% من الميثان المحتمل انتاجه من النفايات يستخدم في توليد الكهرباء في المهضمات اللاهوائية، ومعظم ما يتبقي يستخدم في معالجة نفايات الطاقة وعملية الهضم.

الحمأة الغنية بالمغذيات التي تتبقي بعد الهضم اللاهوائي، تسمى بالمهضوم، هي أيضاً سماد حيوي فعال. يمكنها أن تدعم إنتاج الطعام، وأن تزيد من خفض الغازات الدفيئة عن طريق تقليل اعتمادنا علي الأسمدة المصنعة بطرق كثيفة استخدام الطاقة. استخدام المخلفات الغذائية كمدخلات للهضم اللاهوائي غير مستغل إلى حد كبير في استراليا ولكن توجد إمكانية ضخمة. موقع في مركز سيدني الجغرافي ( تقنيات Earth power) وهيئة ريتشجرو جانداكوت بالقرب من بيرث يمثلان جزء من حفنة تقوم بتحويل المخلفات الغذائية إلى طاقة باستخدام هذه التقنية.


مستقبل إعادة التدوير العضوية

مجلس إعادة التدوير المحلي والبنية التحتية للمخلفات عادة لا يمثلان مسألة انتخابية ذات أولوية، باستثناء تلك التي تقترب من مدافن نفايات موجودة أو مقترحة. عادةً لا يتم إبلاغ دافعي الضريبة بإمكانية تجميع المخلفات الغذائية بشكل منفصل، إما للتسميد الصناعي أو لالتقاط الميثان. لدينا الحق في الحصول علي هذه المعلومة، مع عرض التكاليف والعائد في سياق التكاليف التي تدفع بالفعل في إدارة النفايات، وتتعلق بالأداء البيئي لمكب النفايات. كمثال، كثيرًا ما يعزز مشغلو مكب النفايات عدد المنازل التي يمدوها بالكهرباء المولدة من الميثان كمقياس رئيسي للاستدامة. ولكن كيف يمكن مقارنة ذلك بالكهرباء والحرارة التي يمكن الحصول عليها من هاضم لاهوائي يقوم بمعالجة نفس المخلفات؟

وبالنظر إلى الاختيار، فإن المجتمع الأسترالي قد تكون لديه شهية لتوسيع نطاق إعادة التدوير العضوي لأبعد من التسميد الجيد لنفايات الحدائق. فقط يجب أن يطلب منهم ذلك.

الرابط مصدر المقال

Omnia Hussein

Omnia Hussein

مترجمين المقال