أكبر مشاريع الأثاث الصديقة للبيئة في العالم

نحو تحقيق أكبر المشاريع الصديقة للبيئة، قام كل من علياء نور، ومحمد درويش، وعمر منعم بتأسيس شركة (جريد) لتصنيع  بديل خشبي عالي الجودة 100% مصري، مصنوع بعناية من نفايات أشجار النخيل. يهدف الجريد والذي يشير إلي نفايات أشجار النخيل إلي استبدال الأخشاب المستوردة بمنتجات صديقة للبيئة مصنوعة محلياً والمنتجات تتنوع بين زخارف (زينة) الأرابيسك إلى قطع الأثاث.
 
كيف تم تطوير شركة جريد؟
تم تطوير جريد في البداية بناءً على دراسة أجراها، الموسيلي وهو أستاذ بجامعة عين شمس ومعه فريق من المهندسين. كانت فكرة هذه الدراسة هي استبدال نفايات شجر النخيل بالأخشاب، حيث يتم تجفيف الجريد ثم تقطيعه إلي شرائح صغيرة غير منتظمة الشكل، ثم توضع داخل ماكينات تقوم بتقطيع الشرائح إلى قطع موحدة، تم إجراء هذه الدراسة الصغيرة في «القيات» وهي إحدى أفقر القرى في محافظة « المنيا» في صعيد مصر، وذلك من أغسطس 2010 إلى سبتمبر 2012. 
تعاني القيات من البطالة، ونقص الدخل من الأنشطة الزراعية؛ وهذه الظروف السيئة هي التي دفعت مهندسي المشروع إلى تكوين جمهور من المتحمسين من خلال توفير فرص عمل تكفي لأهل القرية والأمهات الأرامل والغير قادرات على توفير إحتياجات أسرهن والخطة تشمل تزويد السيدات بأجهزة مصممة خصيصًا للاستخدام المنزلي.
قال نور: "بفضل التمويل الذي تلقيناه من السفارة اليابانية في مصر والوكالة السويدية للتنمية الدولية في عام 2015، تمكنا من التوسع من ورشة إلى مصنع. وهذا التوسع أدى إلى تضخم الإنتاج بنسبة تصل إلى أكثر من 800%".

جريد تشتهر محلياً وعالمياً:
وقامت المبادرة أيضاً بتسليط الضوء على الهدف الأساسي للمشروع  وهو إعطاء الريادة للسكان المحليين في تطوير مجتمعاتهم المحلية. ونتاج لبيئة العمل التعاونية جدًا قامت الشركة بتحقيق الكثير من النجاح، حيث يعمل المهندسون بشكل وثيق مع المصممين والباحثين والفريق بأكمله، ويتم تسويق منتجات النخيل المصنعة محلياً عن طريق قنوات محددة مثل صالات العرض والمتاجر المحلية. ولا تقتصر رؤية الشركة علي المنتجات المحلية فقط بل تتجاوز الأسواق  المحلية لاستكشاف الأسواق العالمية، وهذا قد يتم عن طريق التصدير إلى دول مثل؛ ألمانيا، وسويسرا، واليابان، حيث إنّ المستهلك في هذه الدول يقدر المنتجات الصديقة للبيئة.
وفي عام 2016 فازت شركة جريد بالمركز الثالث في مسابقة إنجاز مصر وحققت إنجازًا هائلا ساعد علي توسيع نشاط الشركة في جميع أنحاء العالم، وهذا إنجاز رائع؛ أن يتم تحويل نفايات أشجار النخيل إلى أخشاب تستخدم في مجالات عديدة وأيضاً توفير فرص عمل للأرياف المصرية، وكان منعم واحدًا من ضمن 19 رجلاً من رجال الأعمال الذين يمثلون "أبدا" في مصر.
علاوة على ذلك فإنّ الشركة تعتبر جزء نشط في العديد من المجتمعات والوفود الدولية مثل: إنجاز مصر، ومعهد ماساتشوستس، وأشوكا الوطن العربي، والعالم العربي يقابل التغير، ووادي السيليكون، وفريق أبدا برلين، وصانع التغير، وارتفع لتكتشف، والكثير غيرها.
إنَّ تحويل ما يُنظر إليه عادة على أنه نفايات زراعية إلى أخشاب رخيصة ومفيدة هي عملية تم إثبات نجاحها وريادتها، ومن الؤوكد أنّ تجربة مصر في تحويل نفايات النخيل إلى أخشاب سوف تكون نموذج للدول العربية الأخرى، حيث أنَّ طموح الأستاذ الموسيلي هو تشجيع المزيد من الدول العربية علي تصنيع مواد مبتكرة من المواد الخام الموجودة في طبيعتها الغنية والخصبة.

الرابط مصدر المقال

Roberto Nasser

Roberto Nasser

مترجمين المقال