القي نظرة على الاتجاهات والتحديات الدولية حول علاقة النفايات بإعادة التدوير

في حين تعتبر إدارة النفايات وإعادة تدويرها جهودًا عالمية، فإن بعض المناطق في العالم قبل غيرها تقوم بتحديد اتجاه مستقبل صناعة النفايات وإعادة التدوير. من الهضم اللاهوائي إلى مبادرات صفر مبادرات النفايات، والبلدان والمدن والشركات والمؤسسات تبتكر طرقًا جديدةً ومبدعةً لجعل مفهوم الاقتصاد التدويري حقيقةً واقعة.

واحدة من قادة الاقتصاد التدويري هو مؤسسة إيلين ماك آرثر، التي تعمل في قطاعات التعليم والابتكار في مجال الأعمال والتحليل. ومن أجل نشر الوعي، عززت المؤسسة "خريطة فراشية" تبين دورات المغذيات البيولوجية والمغذيات غير البيولوجية التي توضح كيف ينبغي أن نبقي المواد العضوية والنباتات منفصلةً عن مواد مثل البلاستيك والمعادن. وبإبقاء هذه المواد مفصولةً يمكن للعالم أن يكون له تدفقات نفاياتٍ أكثر تنظيمًا لإعادة استخدام وتدوير مختلف الأصناف.

تقول روث آبي رئيس جمعية الولايات المتحدة الأمريكية لزيرو نفايات: "أشارك في منتدى الموارد العالمي في دافوس بسويسرا، حيث تدور الكثير من المناقشات في أوروبا حول تصور مستقبلنا بطريقةٍ أكثر استدامة". وتضيف: "نحن بحاجةٍ إلى تصميم أنظمةٍ لهاتين الدورتين بحيث يمكن استرداد منتجاتنا وتعبئتها وتغليفها مرةً أخرى. والفكرة هي الابتعاد عن رحلة الاتجاه الواحد إلى مكب النفايات والتفكير في شراء الأشياء التي يمكن أن تكون جزءًا من واحدةٍ من هاتين الدورتين ".

اضطر والد آبي في الآونة الأخيرة للتخلص من ممسحة الأرجل القديمة، التي كانت مصنوعةً من البلاستيك ومصممةً ليتم التخلص منها في مكب النفايات. ثم جنَّد آبي لمساعدته في العثور على واحدة أخرى جديدة، مما أدى إلى ذهابها في مهمة للعثور على واحدة يمكن إعادة تدويرها إلى سماد في نهاية عمرها النافع. بعد البحث في عددٍ قليلٍ من المتاجر المختلفة، وجدت آبي أخيرًا ممسحة أرجل مصنوعة من الجوت بنسبة 100% وهو من المواد التي تتحول إلى سماد.

تقول آبي: "إن الشركات في جميع أنحاء العالم أصبحت أكثر وعيًا بمصير المنتجات بعد استخدامها". وتضيف: "إن شركة Steelcase لصناعة الأثاث هي مثال على الأعمال التجارية التي تقوم بذلك، لبيعهم لأشياء جديدة مصممة للتفكيك وإعادة التدوير".

كما تدعم المدن الكبرى مفهوم الاقتصاد التدويري. ففي الآونة الأخيرة، عقدت مؤسسة إيلين ماك آرثر اجتماعًا مباشرًا في سان فرانسيسكو لمناقشة الشراكة مع المجتمعات المختلفة لخلق مدن اقتصاد تدويرية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتركز المؤسسة على توسيع الاقتصاد التدويري من منظور الأعمال التجارية إلى منظور البلدية، كأول مدينة تحتضن مفهوم الاقتصاد التدويري.

وتقول آبي بهذا الشأن: "من أجل أن تنجح هذه المدن الاقتصادية التدويرية، فإن الولايات المتحدة سوف تحتاج إلى تطوير نظم جمع المواد الغذائية البيولوجية والتقنية بحيث يمكن للجميع الحصول على البنية التحتية المناسبة لضمان إعادة تدوير هذه المواد بشكل صحيح مرةً أخرى إلى الاقتصاد".

وبالإضافة إلى مفهوم الاقتصاد التدويري، فإن البلدان بدأت تعتمد على الهضم اللاهوائي، الذي أصبح التكنولوجيا المفضلة لمعالجة المواد العضوية، وفقًا لنائب رئيس SCS Engineers ميشيل ليونارد.

وقال ليونارد: "على الصعيد الدولي، كانت البلدان والمدن تقوم بذلك لفترةٍ من الوقت، وخاصةً في مجاري نفاياتٍ محددةٍ مثل تيار نفايات البلدية الصلبة ". وأضاف: "بدأنا في تطوير بعض مرافق الهضم اللاهوائي هنا في الولايات المتحدة، ولكن أكثر البلدان تقدما في استخدام هذه المرافق هي ايطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة".

وبالرغم من استخدام الهضم اللاهوائي لفترةٍ طويلةٍ إلا أنه يعتبر أحدث التكنولوجيا للشركات التجارية. وتتقدم أوروبا على الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالاستفادة من هذه العملية، لكنها بدأت حقًا في الازدهار في مناطقَ معينةٍ من الولايات المتحدة، مثل كاليفورنيا.

وبالإضافة إلى ذلك، تقوم أوروبا أيضًا بإرساء بعض أفضل الممارسات لتوسيع مسؤولية المنتجين من خلال وضع برامج وسياساتٍ للورق المطبوع والتعبئة والتغليف والمواد التي يصعب التعامل معها، والتي أصبحت مؤخرًا موضوعًا للنقاش في الولايات المتحدة.

ومن بين السياسات العالمية التي لا تزال تنمو، على سبيل المثال، الحظر المادي. ومن الأكياس البلاستيكية إلى اللدائن التي تستخدم مرةً واحدةً، تخلق العديد من البلدان والمدن سياساتٍ إلزاميةً للفصل وجمع المصادر أو حظر استخدام هذه المواد تمامًا.

يقول ليونارد: "في الولايات المتحدة، نحتاج إلى معرفة كيفية عمل تلك السياسات والبرامج وكيفية تكاملها مع أنظمة التجميع الموجودة لدينا". وأضاف "لا يزال يتعين علينا معرفة كيفية تطبيق الكثير من هذه السياسات والبرامج هنا في الولايات المتحدة ولكن هناك الكثير من المناقشات الدائرة بهذا الشأن".

فالعديد من اللدائن التي تستخدم مرة واحدة تسبب التلوث في المحيطات، وهي مشكلةٌ عالميةٌ في البرازيل وهونغ كونغ والفلبين ومناطق أخرى من العالم، وهذا موضوع شائع للحديث. وفقًا لليسلي لوكاس، فإن هذه المناطق المحددة تحاول نشر الوعي حول خفض الاستهلاك من المنبع بحيث لا يكون العالم مصبا لهذه المشكلة.

تعمل لوكاس في مجلس إدارة تحالف Zero Waste الدولي، وهو ائتلاف من جمعيات Zero Waste العالمية التي تجتمع بشكل شهري لمناقشة قضايا مثل المذكورة أعلاه. وإلى جانب التركيز على قضية التلوث، هناك اهتمامٌ عالميٌ بمنع دخول المواد العضوية لمكبات النفايات.

فعلى سبيل المثال، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والستين عام 2015 السنة الدولية للتربة من أجل زيادة الوعي بأهمية التربة بالنسبة لكل من الأمن الغذائي ووظائف النظام الإيكولوجي الأساسية، ويركز مجلس التسميد الأمريكي على تغذية التربة لتعزيز جمع المواد والمركبات العضوية.

وفي سانيفيل بولاية كاليفورنيا، قامت مجموعتان باختبار نموذج جمع القطع في محاولة لتعزيز إعادة تدوير الأغذية السكنية. وينقسم هذا النموذج المعروف بالعربة المقسمة إلى قسمين: 1/3 لفضلات الغذاء و 2/3 للنفايات المتبقية. بالإضافة إلى العربة المقسمة، فإن لدى سانيفيل عربة منفصلة لتقليم أشجار المساحات السكنية.

تقول آبي: "على مدى سنوات، وضعت بعض المجتمعات المحلية في جميع أنحاء البلاد مخلفات الطعام والحدائق في صندوقٍ واحد، وهو ما كان يشكل مشكلةً لبعض مصنعي السماد. "أما في نموذج سانيفيل المبدئي، يضع السكان مخلفات حدائقهم في حاويةٍ ويلفون بقايا الطعام في كيس من البلاستيك ويضعونها في قسم بقايا الطعام العربة المقسمة. يتم قذف خردة الطعام وتجفيفها وتسويقها لعمليات تغذية الحيوان. ووجد البرنامج التجريبي أن السكان قد انخرطوا في التخلص من النفايات الغذائية بشكل صحيح، وساعدهم الكيس البلاستيكي على التغلب على عامل "القرف".

وقال ليونارد إن المملكة المتحدة كانت أيضا في الطليعة في مجال إعادة تدوير الغذاء وعندما يتعلق الأمر باستعادة المواد الغذائية من محلات السوبر ماركت والمطاعم. فعلى سبيل المثال، قامت منظمة "كورفيا" الخيرية البلجيكية بتثبيت ثلاجةٍ عامةٍ على مدار 24 ساعةٍ يوميًا تسمى "Free Go" في بلجيكا حيث يمكن لأفراد الجمهور ترك الطعام لمن يحتاجون إليه.

وفيما يتعلق بإعادة التدوير، لا تزال الولايات المتحدة تعاني من انخفاض أسعار السلع الأساسية، مما يسبب مشاكل كبيرةً لتصدير الموارد.

وقال لوكاس: "إنها دعوة للاستيقاظ حيث إن الولايات المتحدة تحتاج إلى إدارة مواردها محليًا قدر الإمكان وألا تعتمد على الدول الآسيوية لشراء موادها القابلة لإعادة التدوير". وأضاف: "تحتاج الولايات المتحدة إلى تطوير مناطق تطوير السوق الذكية أو الاستثمار في تقنياتٍ لإعادة تدوير البلاستيك. والاعتماد على البلدان الأخرى لشراء المواد القابلة لإعادة التدوير يجعل من الصعب استمرار هذه الأعمال".

في الواقع، فإن أولئك الذين يعملون في صناعة إعادة التدوير لن يكونوا قادرين على التنبؤ بالمستقبل الدقيق لأسواق السلع الأساسية، ولكن يمكن لأعضاء الصناعة أن يكونوا أكثر استعدادًا عندما يقوم السوق بتقلباتٍ جذرية.

يقول ليونارد: "يجب أن يكون هناك المزيد من الشراكة بين المعالجين والبلدية حتى تكون أكثر استعداد لمواجهة الأخطار المشتركة". وأضاف: "أعتقد أنه شيءٌ طال انتظاره وشيءٌ يعمل به كل من NWRA وSWANA لمساعدة أعضاء المنظمتين على أن يكونوا أكثر استعدادًا من حيث النظر في العقود ومعالجة قضايا تقلبات السوق".

الرابط مصدر المقال

Nancy Muhammed

Nancy Muhammed

مترجمين المقال