"مصادر الكتلة الحيوية من صناعة السكر"

يُعد قصب السكر أحد أهم المصادر الزراعية القادمة لطاقة الكتلة الحيوية في العالم. فهو يُعتبر أكثر المحاصيل الزراعية المناسبة لتوليد الطاقة لغالبية الدول المُنتجة له، ويرجع السبب في ذلك لمقاومته للرياح الشديدة، الجفاف، الآفات والأمراض، وكذلك زراعته واسعة الانتشار جغرافيًا. ونظرًا لطاقتها المرتفعة مقارنةً بمعدل حجمها؛ فقد اعتُبرت أحد أهم أدوات التخزين الطبيعية والفعالة عن الطاقة الشمسية. وكذلك فهي الأكثر أهمية اقتصاديًا من بين باقي محاصيل الطاقة. وقد أسفرت العوامل المناخية والفيزيولوجية والتي قيّدت زراعته لمناطق استوائية وشبه استوائية إلى تكثيفه لتطوير الدول الموجودة في هذه المناطق. وبالمقابل؛ فقد مكّن هذا من إعطاء هذه الدول مكانة خاصة في انتقال العالم للاستخدام المُستدام للمصادر الطبيعية.
وطبقًا لمنظومة السكر العالمية؛ فقصب السكر هو محول عالي الكفاءة للطاقة الشمسية، وكذلك فهو يمتلك الطاقة الأكثر في معدل الحجم من بين محاصيل الطاقة الأخرى. وفي الواقع؛ فهو يُعطي الإنتاجية السنوية الأكثر للكتلة الحيوية من بين كل المحاصيل. أما عن الكتلة الحيوية لطن واحد من قصب السكر فترتكز على المخلفات والتي تُعرف باسم "التفل"، أوراق الأشجار، وناتج الإيثانول. وهي تمتلك طاقةً تحتوي على ما يُعادل تقريبًا برميل واحد من الزيت الخام. وفي الأساس؛ فإن قصب السكر يُنتج نوعين من الكتلة الحيوية وهما مخلفات القصب والتفل، حيث إن مخلفات القصب هي رواسب الأرض المُتبقية بعد حصد ساق القصبة، بينما يُعرّف التفل (بقايا قصب السكر) على أنه عملية الطحن للمنتج المتبقي بعد استخلاص السكر من الساق. وقد تجاهل صانعو السياسات قيمة الطاقة المحتملة لهذه الرواسب، وبذلك فوتوا عملية تنمية محتملة للدول. ومع ذلك؛ فمع ارتفاع أسعار الوقود الحفري وتناقص مخزون الحطب، فهذه الأدوات أصبحت تُرى بازدياد على أنها مصادر طاقة قيمة وقابلة للتجديد.
وللإيفاء بالمتطلبات الداخلية لمصانع السكر، يُستخدم "التفل" لتوليد البخار والكهرباء بينما تظل مخلفات القصب غير مُستغلّة إلى حدٍ كبير. ويُنْتَج كلٌ من مخلفات القصب والتفل أثناء عمليتي حصاد وطحن السكر، والتي تستمر عادةً من 6 إلى 7 أشهر.
وعلى صعيدٍ آخر؛ فإن جزء من مخلفات القصب تُجمّعْ لبيعها لمصانع الأعلاف حول العالم. بينما القمم الخضراء المقطوعة حديثًا يتم تجميعها أحيانًا لصالح مزارع الحيوانات. ومع ذلك؛ ففي معظم الحالات فإن الرواسب يتم حرقها أو تركها في الحقول لتتحلل. كما يُمكن تحويل المخلفات والمُتضمنة قمم وأوراق قصب السكر إلى ما يعادل حوالي 1 كيلو واط/كجم، ولكن نظرًا لكثرتها وارتفاع تكلفة تجميعها ونقلها يتم غالبًا حرقها في الحقول.
وعلى الجانب الآخر؛ فالتفل كما جرت العادة يُستخدم كوقود في مصانع السكر، وذلك لإنتاج البخار والكهرباء لاستخدامها الخاص. وفي المُجمل، فلكل طن من قصب السكر المعالج في المصنع يتم إنتاج حوالي 190 كجم من التفل. ولتنمية البلدان، فغلايات الضغط المنخفض ومحركات البخار ذات الكفاءة المنخفضة هي الأكثر شيوعًا للاستخدام. ومن المُستحسن أن يتم ترقية أنظمة توليد الطاقة المشتركة الحالية لأخرى ذات كفاءة وضغط وسعة تخزين أعلى، وذلك لضمان الاستغلال الأمثل لفائض التفل.
 
مراجعة: هلا احمد


الرابط مصدر المقال

Israa Ismail El Ghazalawy

Israa Ismail El Ghazalawy

مترجمين المقال