مشروع تنمية صعيد مصر المقدٌم من الجمعية المصرية للتنمية الذاتية للمجتمعات المحلية (EGYCOM)

نتحدث اليوم عن EGYCOM ، وهي منظمة غير حكومية توظف عشرات الحرفيين في بلدة القايات بالمنيا صعيد مصر، لإنتاج الأثاث والأخشاب علي مستوي عالمي من مواد محلية.

فريقCairoScene  كاتب وصحفي وباحث.
دائما نقول أن مصر غنية بالموارد ومع ذلك لا نستغلها بل نستورد معظمها من الخارج،  كما نقول أيضًا إننا كمصريين موهوبون، لكن لا نجد التوجيه الصحيح أو رأس المال اللازم لتمويل مواهبنا الفكرية،بفضل الجمعية المصرية لتنمية المجتمعات المحلية ذاتياً والمعروفة بEGYCOM    استطاعت إحدي أفقر القري بمصر-وهي قرية القايات بالمنيا-إنتاج أثاث خشبي رائع ذو طابع فني فريد، ما بين طاولات غير متناظرة وإطارات مرايا مزينة بالأصداف وحتي الأرضيات الخشبية المزخرفة وأوراق تزيين الحائط،  محدثةً بذلك تغيراً وتحسيناً لفرص العمل للحرفيين بالقايات بالمنيا،أكثر ما يميز هذه المنتجات هو أنها تصنع محليا من أشجارالنخيل من خلال عملية التنمية الذاتية المستدامة،ويقصد بالتنمية الذاتية تفاعل السكان المحليين مع أصولهم الثقافية وثقتهم بمواردهم التي يمكن الاعتماد عليها ليطوروا أنفسهم ويعملوا كوحدة محلية متميزة.

تأسيس الجمعية.
مؤسس الجمعية هو الدكتورحامد إبراهيم الموصلي، الأستاذ بجامعة عين شمس ومجموعة من زملائه، والتي تهدف بصورة أساسية إلي تعزيزالاستفادة من الطاقات البشرية في أفضل صورة ممكنة لإنتاج مصنوعات مبتكرة من المواد الخام والموارد المحلية.

بدأ مشروع الجمعية عام 2011 بالقايات وفاز بالمركز الثاني في مسابقة الأمير خليفة الدولية لنخيل البلح عام 2013 كأحد أفضل المشاريع التنموية، وتتمثل فكرة المشروع  بالأساس في تدريب وتوظيف العاطلين عن العمل بالقرية من خلال استغلال الموارد المتوفرة والمهملة تماماً-مثل أشجار النخيل- وتصنيع الأخشاب التي تستخدم بعد ذلك لصنع الأثاث الأنيق سالف الذكر.
   أخبرنا المهندس أحمد الملحي Ahmed ElMelhyالمشرف بورشة العمل في المنيا، أنه قد تم إرسال بعض العمال الشباب إلي مصنع للأثاث في القاهرة للتدرب والتعلم، وصاروا مؤهلين بما يكفي لتدريب زملائهم، وأثمر المشروع عن تصميم وتصنيع معدات مبتكرة لتحويل سعف النخيل إلي ألواح منتظمة، بالإضافة إلي تصنيع الأرضيات الخشبية وألواح العدادات المطابقة للمواصفات القياسية العالمية ذات جودة أعلي من تلك المصنوعة من الخشب المستورد.
لذا وصف الدكتور الموصلي استيراد الأخشاب من كندا أوأمريكا أو فنلندا بالأمر المضحك عندما يكون لدينا ما هو شبيه بالمستورد بل وربما أفضل!كما وصفه أيضا بالأمر المرعب حيث إن 50%من البطالة تتمثل في صعيد مصر بالرغم من أن مثل هذه المشاريع قد يوفر للعاطلين فرص عمل مربحة!بالنظر للمميزات الواسعة لأوراق النخيل، بذلت الجمعية جهودا كبيرة لاستغلاله في إنتاج الوقود الحيوي القابل للتصدير وأيضا في صناعة أعلاف الدواجن، كما خفضت من حرق الخوص في الحقول،  والتي كان لها تاثيرات سلبية علي البيئة.
أخبرنا عمرمنيعم، المديرالتنفيذي لمشروع القايات، أن الجمعية تعرض لوحات النخيل علي عديد من متاجرالأثاث مثل:علي خليل وAlphabet)(الأبجدية) -ماركة تجارية ‘وأيضا   لمني حسينMahally للأثاث- المميزة بخشب الأبنوس والعاج ومثل:لشركة(جيبرا)-شركة مجتمعية تهتم بتطوير الحرف اليدوية المصريةEklegoالمعرضة للاندثار-علي مدار أكثر من عامين، حيث تصنع التصاميم من قبل  الجمعية من خلال أحد الماركات سالفة الذكرأوبطلب من العميل.
وبفضل المنتجات المحلية والمستدامة والفريدة للجمعية، يمكنهم مساعدة سكان القايات في إيجاد فرص عمل مستدامة حيث يتم تدريبهم حالياعلي إنتاج شرائط النخيل وألواح وقطع الأثاث.هذا المشروع الذي يدرب الفقراء، ويوظفهم، مستغلا مواردنا المحلية، لصنع منتجات بمعايير ممتازة، يمكنه تصديرهذه المنتجات ذات الجودة العالية مما يساهم في الحفاظ علي البيئة نوعا ما.


الرابط مصدر المقال

Sara Sobhy Mohamed Mohamed

Sara Sobhy Mohamed Mohamed

مترجمين المقال