صنع الماكينة الخضراء: الهيكل الأساسي لإعادة تدوير عبوات المشروبات

تأمل أي زجاجة أو علبة فارغة، واحدة من مئات ملايين عبوات المشروبات التي يتم التخلص منها كل عام في جميع أنحاء العالم.

ويعد الحديث عن تلك العبوات الفارغة هو مرتكز الجدلات السياسية المحتدة، والعملية الإبتكارية المتعلقة بالتكنولوجيا، والحركة البيئية الحديثة، وعلى أساسه، تسعى الألية الخضراء إلى فحص نظام رهن الفوارغ الاسكندنافي والذي بلغ لأعلى معدلاته على مستوى العالم منذ عام 1970 وحتى وقتنا الحالي. وأيضًا يتحقق الفلندي أرني جورجنسن من التحديات التي تواجه تلك التقنية عندما يتم تصديرها دوليًا وكشف عن الدور الحيوي للهياكل الأساسية التكنولوجية والتسهيلات الاستهلاكية المتاحة في عمليات إعادة التدوير.

وأوضح إطار العمل النسبي من خلال الرسوم البيانية العلاقات المتداخلة للعوامل التجارية والسياسية المشاركة في تطوير ماكينات البيع الإستبدالية وقوانين لمستودعات القناني لفهم أفضل المسارات التقليدية الماضية المختلفة لعبوات المشروبات الفارغة خلال الأسواق بما فيها أسواق الولايات المتحدة الأمريكية، ولم تكن تلك الماكينات كالصراف الآلي بل شقت طريقها كأداة للبائعين تمكنهم من معالجة العبوات الزجاجية القابلة لإعادة الملئ مرة أُخرى، ولكنها في الأونة الأخيرة أصبحت الماكينة الخضراء القادرة على استرداد واستعادة عبوات المشروبات الفارغة، وبذلك تمديد العون للمستهلكين وأصحاب الأعمال أو التجار ليشاركوا في الأعمال البيئية.

فعلى سبيل المثال، في بلاد النرويج يعتبر إعادة تدوير القنينات والعلب المعدنية بمثابة نشاط بديهي مفروغ الأمر منه بشكل أو بآخر، وهناك اتجاه لدمج تلك الماكينات المستخدمة في عمليات الاستبدال بشكل تام في كل عمليات الشراء، وذلك إذا لم تتعرض للعطل، وألهمني -في المقام الأول- إغفال الهوية السائد لدراسة تاريخ ماكينات البيع الإستبدالي، وبعد محاولاتي لاكتشاف أسباب وصولنا لهذه المرحلة .. لقد وضحت لي الرؤية أن تلك الألات أبعد ماتكون من مجرد تقنيات بسيطة متواجدة بمحال البقالة، ولكنها بمثابة واجهات أمامية لأنظمة تكنولوجية تدار على نطاق أوسع تُسخر التدابير المختصة بالبيئة، والتي تنفذ من قبل بلايين المستهلكين.

وفي الوقت ذاته تعد ماكينات البيع الاستبدالي والأنظمة كعوامل أساسية في تضارب بالغ لأسهم المشروبات بالأسواق. وبناء على ذلك التداخل بين المصالح التجارية وحركات الدفاع عن البيئة الحياتية والتطور التقني، تتعمق رؤيتنا ذات الدور الحيوي في خلق سياسيات معاصرة للبيئة.

تهتم هذه الدراسة -بصفة أساسية- بتاريخ الشركة النرويجية (تومارا سيستمز) والتي أُنشئت عام 1972 حيث أنها الشركة المنتجة لمعظم ماكينات البيع الاستبدالي في جميع أسواق العالم في يومنا هذا، واستطاعت شركة تومارا أن تكون الشركة الأولى من نوعها في توفير حلول ذات تقنيات فائقة كتقنية التمييز الضوئي، والمعالجات الدقيقة، والليزر لما تتعرض له عمليات استرداد أوعية المشروبات من صعوبات على الرغم من توافر العديد من الماكينات لإعادة الزجاجات منذ وقت أقدم، بالإضافة إلى أنها الأولى في العالم في إنتاج هذه الماكينات بنسبة تصل من 80% إلى 90% في السوق العالمي بعد توفير مؤسسي تلك الشركة النوريجية تومارا أولى ماكيناتهم في السوق النرويجي. ونظرا لوضعها المهيمن في الأسواق، تصب الدراسة بإهتمامها على شركة تومارا وتفصح عن اتجاهات عالمية لتطوير أنظمة إعادة تدوير الزجاجات والعلب.

ولقد أعتمدت في تلك التسجيلات على نطاق واسع من المصادر تشمل الصحف النرويجية والعالمية، والمقالات في المجلات التجارية، والتقارير السنوية للشركات، والمواد الترويجية، والقليل من الوثائق الداخلية، وقدر كبير من المقابلات الشفهية مع الأخوة بلانك، والرئيس التنفيذي السابق لتومارا، والعلماء، وأعضاء مجلس الإدارة أيضًا، وأجريت أيضًا العديد من المقابلات مع أصحاب المحلات التجارية الذين قاموا بتركيب ماكينة تومرا منذ سبعينات القرن الماضي، بالإضافة إلى إطلاعي على المطبوعات الصادرة.

الرابط مصدر المقال

Doha Ahmed

Doha Ahmed

مترجمين المقال