رفاق نوم أفضل: كيف يهتم مصنعو حشيات الأسِّرة بنظافة البيئة؟

تضم سوفت لاندينج، المؤسسة الاجتماعية الريادية جهودها إلى جهود مصنعي الأسرِّة للحث على إعادة تصنيع حشيات الأسرّة بدلاً من رميها.

لا يهم العمق الذي دفنت فيه حشية فراشك القديمة، فإنها ستخرج إلى السطح يوماً معرقلة لاعبي الكرة بلفافاتها المعدنية الصدئة، أو تقبض على العربات السائرة غارسة إياها في فوضاها المنتفخة.

حيث أن جيوب الهواء الموجودة فيها تعني أنها ستطفو على السطح يوماً ما لا محالة. وكما تقول كاثي جاك، المدير العام للمبيعات والتسويق في مصنع منتجات جويس فوم:
"إن الأمر أشبه بتصنيع حشية هوائية، حيث تستغرق وقتاً طويلاً جداً جداً للتفكك لأنه منتج لا يجب أن يرى في مكب النفايات ولا يوجد سبب لرميه هناك حيث يمكن إعادة تصنيع أغلب أجزائه والاستفادة منها مرة أخرى."



وفي حين يتم إرسال 1.6 مليون من حشيات الأسرّة إلى مكب النفايات سنويا في أستراليا، يتم إعادة تدوير عدد صغير ولكن متزايد (حوالي 400.000) يقوم بتدويره المشغلون التجاريون والمؤسسة الاجتماعية Soft Landing.

ويتجمع مصنعو الفرش والموردون وتجار التجزئة معاً في "مجموعة للإشراف"، حيث اتفقوا على تحمل المسؤولية عن إعادة تدوير بضائعهم عندما يستغني عنها أصحابها. وتقول جينيل والاس، مديرة مجموعة الإشراف على منتجات فرش سوفت لاندينغ: "حشيات الفراش دوما كبيرة وضخمة، لذا ف[التخلص منهم] يشكل تحدياً لوجستياً مكلفاً.

وقد عقد أعضاء المجموعة جلسة إحاطة في ملبورن هذا الشهر لتشجيع الشركات الصغيرة وتجار التجزئة على المشاركة في البرنامج التطوعي، حيث بتسجيل الأعمال التجارية في هذا النظام سيكون لديهم الحق في خدمة إعادة التدوير في مؤسسة Soft Landing بسعر مخفض، ويمكن أن تأخذ المؤسسة الحشيات وتقوم بتفكيكها إلى أجزائها الأصلية وفي المقابل يقوم أعضاء المجموعة إما باستيعاب التكاليف أو استردادها من العملاء المستعدين لدفع مبلغ إضافي على ثمن الحشية الجديدة مقابل إعادة تدوير القديمة مع الأخذ في الاعتبار أن رسوم مكب القمامة تصل إلى 80 دولاراً لكل حشية وعادة ما يضطر العملاء للدفع لشخص لأخذها إلى هناك.

تشمل قائمة الأعضاء المؤسسين لمجموعة الإشراف Harvey Norman، Domayne، AH Beard، Joyce Foam Products، Sealy، Tempur، SleepMaker، Thermotec، Covestro و TIC Group، وتعتبر شركة Soft Landing واحدة من أكبر شركات إعادة تدوير حشيات الأسرة في أستراليا وفازت بجائزة أفضل مؤسسة اجتماعية في العام الماضي.

هذه المؤسسة التي مقرها الرئيسي في بيلامبي، بالقرب من ولونغونغ في نيو ساوث ويلز، توظف الناس الذين يواجهون عقبات في سوق الوظائف المفتوحة. ومن المتوقع أن توسع عملياتها إلى ما يتجاوز مرافقها الحالية بحيث يمكن الإعلان عن مجموعة الإشراف على الصعيد الوطني. كما أن لديها مركز عمليات في سميثفيلد بسيدني، ونيوكاسل، بيرث، إضافة إلى هيوم في إقليم العاصمة الأسترالية وملبورن.

يقول جاك، الذي يرأس مجلس إدارة مجموعة الإشراف أنه عندما يتم تفكيك الحشيات يتم إعادة النوابض إلى المصنعين، والذين يستخدمون الصلب القديم كجزء من عملية كيميائية لصنع الصلب الجديد.ويمكن تنظيف الإسفنج الصلب في كثير من الأحيان واستخدامه في البطانة ويضيف: "أهم ميزات الإسفنج الصلب هو متانته وطول عمره حيث يمكنك إعادة استخدامه مرات متعددة". تقوم المؤسسة أيضاً بإعادة تدوير وسائد الشعر والنسيج إلى أكياس ملاكمة وتستخدم الأخشاب في صنع أعواد الثقاب، المهاد وفرش للحيوانات؛ وتتحول القشرة إلى فرش ونشارة.

يتم تفكيك كل حشية يدويا باستخدام سكين ستانلي، ويقول جاك أنه من الأفضل من حيث التكلفة للشركات المصنعة إعادة تدوير الحشيات بدلاً من إرسالها إلى مكب النفايات، وعلى أي حال فإن مبادرة Soft Landing هي خيار بيئي في المقام الأول ولا تعتمد على الربح.

وحسب ما تقول Soft Landing فإن إعادة تدوير المعادن والإسفنج والأخشاب من الحشيات يحول آلاف الأطنان من النفايات من المكب سنوياً. حيث كل 10 طن من المواد تعادل حمل أربع سيارات، أو توفير ما يكفي من الكهرباء لتشغيل 14.5 منزل سنوياً، أو توفير ما يكفي من المياه لملء 3.5 مسبح في الباحة الخلفية.

وقد بدأت شركة "ميشن أستراليا" مشروع Soft Landing الاجتماعي عام 2009 أثناء عملية السعي لإيجاد حل للحشيات التي تم التبرع بها للجمعيات الخيرية كل عام. حيث تم بيعها في وقت لاحق إلى هيئة استعادة الموارد الأسترالية غير الهادفة للربح. وتوظف شركة Soft Landing حاليا أكثر من 70 شخصا، على الرغم من أن أندرو دوغلاس، المؤسس المشارك للشركة، يقول إن حوالي 400 شخص عملوا فيها منذ إنشائها. فالعديد منهم أشخاص محرومون في سوق العمل بسبب البطالة الطويلة الأجل أو مسائل السلامة العقلية أو السجل الجنائي. وينتمي 75% من الموظفين إلى السكان الأصليين.

ويضيف دوجلاس: "نحن نسميها الطريق إلى الوظيفة، ونحن نعمل، في البداية، على بناء العضلات لأن هذا عمل يتطلب قوة جسدية فعن طريق التزامهم بعملهم وزيهم يبدأون طريق النجاح". إضافة إلى وجود مرشدين يساعدون الموظفين على التقدم لمهام تزيد فيها نسبة الصعوبة والمسؤولية، مع الدعم الإيجابي كلما اكتسبوا المزيد من المهارات والثقة في أنفسهم. وتشمل بعض قصص النجاح أشخاصا التحقوا بالجامعة أو حصلوا على وظائف جيدة في أماكن أخرى.

الرابط مصدر المقال

Nancy Muhammed

Nancy Muhammed

مترجمين المقال