خمس دراسات واعدة من أجل قضية إدارة النفايات

انتقلت قبل عامين إلي إدمونتون بكندا، حيث تعتبر إدمونتون عاصمة مقاطعة ألبرتا، وبشكل دقيق أو لا، تعرف بكونها باردة وقاتمة؛ فهي مدينة مليئة بعمال حقول النفط ومليئة بخزائن آبار النفط العميقة، وكان التغيير مفاجئًا بمقاطعة كولومبيا الكندية التي عشت فيها لمدة عشر سنوات، حيث جاء التعديل بأكثر من القليل من الحنين للوطن، وشقيقي الأكبر عاشق لإدمونتون مدى الحياة (بشكل غير قابل للتوضيح)؛ فأتذكر بشكل واضح اليوم الذي باشر فيه حملة إدمونتون للرجل الواحد للسياحة، عازمًا على إقناعي بالعيش في هذه المدينة، فكانت أول الأشياء التي ذكرها هو كيف تم اعتبار إدمونتون قائدًا وطنياً في إدارة النفايات، وفي البداية سخرت، ما هذا؟ أكان هذا أكبر فخر له؟ إدارة المخلفات؟

فعندما توقفت عن السخرية تبين لي أنه علي حق، علي الرغم من أنني قد قمت ببعض الأبحاث إلا أنه كان محقا، حيث قامت إدمونتون بتحويل حوالي 60% من النفايات الموجودة بالمكبات مع تدوير أكثر من 1000 طن مكعب من النفايات الإلكترونية شهريًا، كما تقوم بتغليف وإعادة استخدام 98% من الرمال التي تستخدمها على الطرق الجليدية خلال فصل الشتاء الطويل، مما يوفر للمدينة حوالي 4.5 مليون دولار، مما جعلني استغرق في التفكير، فثق بي لا تعتبر إدارة النفايات شيئا قضيت الكثير من الوقت في التفكير به، لكن بمجرد التعمق في ذلك يصبح الأمر نوعًا من السحر بالفعل، معظم الناس عادة تنسي أين تذهب النفايات بعد ارتطامها بالأرصفة، لكن أعنقد أنه حان الوقت لإلقاء الضوء علي هذا الموضوع المهمل.

إدارة النفايات حول العالم

قمت بتجميع قائمة من استراتيجيات إدارة النفايات الرائعة والمبتكرة والصديقة للبيئة التي تتخذها المدن في جميع أنحاء العالم، إنه لأمر مدهش أن نرى كيف تتكيف كل مدينة مع نقاط القوة لمعالجة هذه المشكلة، فلنتحقق من ذلك.

مدينة مكسيكو، المكسيك

كان تفريغ بوردو بونيانت، خارج مدينة مكسيكو سيتي، واحدا من أكبر مواقع المكب في العالم، والذي يغطي 370 هكتارا ويحتوي على 70 مليون طن من القمامة، ولكن تم إغلاقه عام 2011، والتزمت المدينة بعملية إقفال كاملة وملائمة بيئيا لموقع مدافن القمامة في السنوات التي سبقت إغلاقها، ونفذت المدينة برامج جمع شاملة لإعادة التدوير والنفايات العضوية من أجل الحد بشكل كبير من الحاجة إلى مساحة جديدة للمدفن، ومنذ إغلاقها قام مكب بوردو بونيانتي بوضع حوالي 70 مليون طن من القمامة للاستخدام الجيد، وذلك من خلآل بناء محطة لتوليد الكهرباء من الغاز الحيوي، ويقدر الخبراء أن هذه المدينة وحدها سوف تكون قادرة على خفض انبعاثات الغازات الدفيئة من 1.4 إلى 2 مليون طن خلال السنة الأولى من استخدام الغاز الحيوي.

أدنبرة، اسكتلندا

وتلتزم مدينة إدنبره، باسكتلندا، بإستراتيجية صفرية للنفايات في إدارة النفايات، وتعهدت بتحويل جميع مدافن النفايات إلى 5% من مرافق إعادة التدوير أو السماد  ومن أجل القيام بذلك تقوم المدينة ببناء مرفقين جديدين هما مصنع الخلط اللاهوائي لإنتاج الطاقة من النفايات الغذائية، ومحطة مشتركة للطاقة الحرارية لاستعادة الطاقة من النفايات المتبقية.

واشنطن العاصمة

في عام 2014 أصدرت العاصمة واشنطن بالإجماع مشروع قانون يحظر استخدام حاويات سيتروفوام للمؤسسات الغذائية، وتفويض جميع حاويات الإخراج القابلة لإعادة التدوير أو التخلص منها، وكان هذا جزءًا من قانون مشروع تحديث النفايات في المدينة والذي يهدف إلى إعادة استخدام 80% من إجمالي نفايات مدافن النفايات أو إعادة تدويرها أو تحويلها إلى سماد.

الهند

في الهند يعتمد المهندسون على طريقة أخذ القمامة البلاستيكية - النوع المنتشر بالبلاد وأكياس الرقائق وأغلفة الشوكولاتة والأكياس البلاستيكية والزجاجات والأغطية وما إلى ذلك - وتمزيقها ليتم إضافتها كبديل عن البيتومين، وفي سبيل إعمال هذه الطريقة تؤخذ منتجات النفايات (التي يبدو أنها إمدادات لا تنتهي) لإعادة اختراعها كبديل مفيد في البناء، كما أنها بسيطة وفعالة من حيث التكلفة للبدء بها.

مدينة نيويورك، نيويورك

ومع وجود عدد سكاني يزيد على 8 مليون نسمة، فإن إدارة النفايات في مدينة نيويورك كانت صراعاً لسنوات عديدة، ولكنها قفزت بالقرب من خطة انعدام النفايات نهائيًا مع تحقيق أهداف طموحة، ووفقاً لتقرير إدارة النفايات فإن "خطة إدارة النفايات الصلبة في مدينة نيويورك تتوقع خفض انبعاثات غازات الدفيئة السنوية بمقدار 34 ألف طن، مع تحويل 2000 طن من النفايات يوميا من محطات نقل النفايات الصلبة البرية في بروكلين وكوينز إلى محطات النقل البحري.. فهذا الانخفاض في النفايات، جنباً إلى جنب مع خطة خفض الانبعاثات، يمثلان تغييرًا إيجابياً للغاية في المدينة التي لا تنام.

آلام متزايدة

إذا كنت تفعل القليل من التعمق، ستجد المدن في كل بلاد العالم تعمل نحو تحويل 50، 60، 80 أو حتى 95% من النفايات باستخدام خيارات أكثر استدامة مثل إعادة التدوير أو السماد، إنهم يحققون هذا الهدف من خلال الابتكار والتعاون، ومن خلال إعادة التفكير بشكل جذري في الطريقة التي ننظر بها إلى عالمنا.

أحد جوانب النفايات الصفرية التي سقطت مني أثناء البحث عن هذه المدن هو أن كل مدينة شهدت آلامًا متزايدة، فلم يكن التحويل سلسًا في أي وقت، كما هو متوقع عند إشراك التعاون بين الملايين من الناس نحو هدف مشترك، فقد وضعت كل مدينة خطط وقامت بتنفيذها وتلقت التغذية المرجعية (المحبطة في بعض الأحيان، والغاضبة في أحيان أخرى) ثم قامت بصقل عملياتها حتى بدأت بسلاسة، هذا هو ما وجدته، ما يتماشى مع المستوى الشخصي أيضًا، التغيير البيئي ليس كنفض الغبار مرة واحدة بل إنها عملية، فهي عملية تطور دائمة، وتحول دائم، فهي عملية ديناميكية واستجابية.

فالهدف من انعدام النفايات يبدو سامياّ، ولكن كما تثبت هذه المدن فنحن نقترب منها في كل يوم يمر؟ لقد رأينا من قبل أنه يمكن أن يكون ممكنًا على المستوى الفردي (كما ثبت من قبل بي جونسون، لورين سينغر وما شابه ذلك).

إذا كان بإمكانهم القيام بذلك، فلم لا تقوم مجالس البلدية بذلك أيضًا؟

الرابط مصدر المقال

esraa elenany

esraa elenany

مترجمين المقال