حل "إيكوستور" الرائع لمشكلة الزجاجات البلاستيكية

على الرغم من إمكانية الحصول على مُنتجات اثنتين من أكثر الشركات إبداعاً في المدينة, فقد لجأت شركة إيكوستور (شركة لا تفتقد الإبداع بحد ذاتها) إلى ترويج زجاجاتها الجديدة المصنوعة من قصب السكر.
 
أبدعت شركة إيكوستور وخططت وقامت بحشد كل أجهزة الإعلام وتم تصميم المقطع الترويجي بواسطة رسام الشركة Ahi Rands (ابنة مؤسسي الشركة مالكولم وميلانى راندز) وتم تحريك الرسومات بواسطة Jake Hocking صديق Kate Innes-Jones مدير العلامة التجارية للشركة.


يقال أن الزجاجة الجديدة ستكون الأولي عالمياً والشركة هي المُصنع الوحيد الذي سوف يحول كل منتجاته من الزجاجات إلي البلاستيك المصنوع من قصب السكر, يقول مالكولم راندز أن الإستثمار المالي في الشركة كان واضحاً وهو يعتقد أن هذا له دوراً حيوياً.
 
ويكمل قائلاً : يعتبر البلاستيك من أخطر المشاكل  العالمية ومنذ وقت طويل وأنا  أبحث عن بدائل لتستخدمها  الشركة, زجاجتنا البلاستيكية البتروكيماوية كانت عبئاً حقيقياً بالنسبة لي, وقد كان إيجاد بديل أكثر أماناً من الأولويات والآن مع وجود البولي إيثيلين عالي الكثافة المرتكز علي قصب السكر (HDPE) من البرازيل، أصبحنا  قادرين علي تصنيع الزجاجات البلاستيكية من قصب السكر، هذا رائع بالنسبة لي وللشركة ونيوزيلاندا وللعالم، إنه ليوم رائع.
 
يقول راندز أن قصب السكر له ميزات إيجابية خاصةَ أنه قابل للتجديد وموجود بشكل دائم وسريع النمو كمحصول، الزجاجات المصنوعة من قصب السكر لها نفس خصائص الزجاجات البلاستيكية فالعين المجردة لن تستطيع التفريق بينهما.
 
"ولن يستطيع الزبائن ملاحظة أي اختلافات نهائياَ لكنهم سوف يعرفون أنهم يستخدمون الزجاجات المصنوعة من قصب السكر كما نسميها Carbon Capture Pak  وسوف نزين قاعدة الزجاجة بنقوش بارزة وفقاَ لذلك" يقول راندز  " الزبائن يمكنهم إعادة تدوير الزجاجات مجاناً في الأفرع المحلية لإعادة التدوير وهو مطلب رئيسي لنا فلقد عملنا مع مركز فيسي لإعادة التدوير في نيوزيلاندا للتأكد من أنه يعمل جيداً، وهو بالفعل".
 
ويقول أيضًا : إن تقرير الأمم المتحدة يوضح أن نيوزيلاندا قد زادت فعليًا من إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للإحتباس الحراري بنسبة 111.41 %  وهذا حافز كبير للشركة لكي تحول زجاجاتها إلى تلك المصنوعة من البلاستيك.
 
تحتل نيوزيلاندا الآن المرتبة الثالثة والأربعين من أصل أربعة وأربعين دولة قبل تركيا مباشرة، لأكبر زيادة في انبعاثات الغازات المسببة للإحتباس الحراري، كما يقول : إنه لأمر مخز وخاصة عندما تقوم العديد من الدول بتخفيض انبعاثاتها, وهناك سبب جيد جدًا وراء تسمية هذة الزجاجات بالاسمCarbon Capture Pak   وهو كيفية نمو قصب السكر حيث أنه يجذب ثاني اكسيد الكربون من الغلاف الجوي ثم يتم تخزينه في البلاستيك, وهذه العملية الطبيعية تقلل آثار الكربون والتي يمكن أن تساعد في الحد من تغير المناخ, يدرك راندز أن الناس قد يكونوا متشائمين بشأن هذا ويؤكد بالأبحاث أن كل كيلوجرام من هذا البلاستيك يتم إنتاجه يخزن ويحتفظ باثنين من الكيلوجرامات من ثاني أكسيد الكربون, وبالمقارنة فكل كيلوجرام من البلاستيك البتروكيماوي يتم إنتاجه يسبب أقل من اثنين كيلوجرام (1.83 kg) من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي, ويقول أن التحويل من البلاستيك البتروكيماوي  إلي البلاستيك الجديد سيقلل وحده 4 كيلوجرام لكل كيلوجرام من البلاستيك .
 
إذا نظرنا  إلي إلانتاج الحالي للشركة ككل، فسوف نوفر 639 طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام مقارنةَ بالإنتاج التقليدي للبلاستيك البتروكيماوي وهذا ما يعادل 123000 يوميًا، وعندما تفكر في ذلك في ظل هذه الظروف فإن تأثير ذلك علي العالم يبدأ بمنازلنا ويجب علي الناس أن يتذكروا أن هذا في نيوزيلاندا فقط, ولك أن تتخيل لو كان هذا في جميع أنحاء العالم فكيف سيكون التاثير علي بيئتنا؟ إنه بالتأكيد شيء يستحق التأمل ونحن بحاجة إلي طرح السؤال.. أليس كذلك؟
 
مع إرتفاع التكاليف الثانوية حوالي 250000 دولارًا, فإن الإستثمار هو مثال ملموس للشركة يوضح إلتزامها بممارسة الأعمال الأخلاقية, ويكمل قائلًا : أعلم أن العملاء الحاليين سوف يقدرون الإلتزام الذي نقدمه خاصة أننا نتحمل التكلفة ولن تكون هناك أي زيادة في الأسعار إطلاقًا, ونحن نري أن هذا قرار ذكي ونأمل أن يصل إلي مسامع عملاء الشركات الأخري, وبالفعل تظهر شركتنا في الأسواق والمتاجر الصحية مع النقوش البارزة المُميزة لعلامتنا  التجارية  بقاعدة الزجاجات.
 
ويقول أن هذه الخطوة تستبعد الزجاجات الأخري فهي مسألة وقت قبل تطور التكنولوجيا, وعندها سوف نكون قادرين علي تصنيع كل منتجاتنا من قصب السكر, وفي الوقت الحالي 98 % من منتجاتنا يتم تحويلها إلي قصب السكر وهذا ما لم تفعله أي شركة أخري في العالم.



سؤال وجواب
 
كيف يُصنع البلاستيك من قصب السكر؟
 
الإيثانول من قصب السكر يحدث له عملية تجفيف (نزع الماء) ويتحول إلي الإيثيلين والذي يتحول إلي بولي إيثيلين من خلال عمليه البلمرة, البلاستيك المصنوع من قصب السكر يأتي إلي (إيكوستور) حيث نحوله إلي بلاستك حابس للكربون.
 
كيف يحجز قصب السكر غاز ثاني أكسيد الكربون ويقلل آثارك الكربونية ؟
 
النباتات تأخذ غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي من خلال فتحات صغيرة في أوراقها, فهي تحتاجه لعملية البناء الضوئي والتي تؤدي لإنتاج السكر, وفي نهاية المطاف لجزيء أكثر تعقيدًا للإستخدام من أجل النمو والأيض في النبات, ثاني أكسيد الكربون يحجز أثناء عملية زراعة القصب من مرحلة النمو إلي الإنتاج .يظل مخزن خلال دورة كاملة للبلاستيك (طالما لم يتم حرقها).
 
هل البلاستيك الحاجز للكربون يمكن إعادة تدويره 100 % ؟
 
البولي إيثيلين عالي الكثافة من قصب السكر هو فيزيائيًا وكيميائيًا متماثل مع البلاستيك البتروكيماوي التقليدي, هذا يعني أنه يمكن إعادة تدويره في نفس السلسلة المستخدمة لإعادة تدوير البولي إيثيلين عالي الكثافة التقليدي من المصادر البتروكيماوية (بخلاف البلاستيك من أصل حيوي فليس له نظام موجود لإعادة تدويره).
 
لماذا حجز الكربون مهم للغاية ؟
 
البلاستيك الحاجز للكربون يقلل الحاجة للوقود الحفرى, البلاستيك ينتج تقليديًا من المواد الخام كالزيت أو الغازات الطبيعية, والتي تكون غير متجددة جاءت من حفريات ما قبل التاريخ وغير متاحة بمجرد إستخدامها, عملية الإستخراج التي تستخدم لجمع الوقود الحفري مرتبطة بالعديد من الأثار البيئية مثل مخاطر بقع الزيت ودمار مناطق واسعة من الأرض مما يؤدي لإختلال التوازن البيئي.
 
هل هناك منافع إضافية من إستخدام البلاستيك الحاجز للكربون ؟
 
العملية تسهل من جعل إيثانول قصب السكر يعمل بشكل حصري علي الطاقة المتجددة الصادرة من قصب السكر بواسطة المنتجات, تفل قصب السكر (نفايات القصب بعد عصره) يستخدم غالبًا لتوليد الطاقة لدعم عملية إنتاج الإيثانول, وتحقق بذلك إكتفاءً ذاتيًا من الطاقة, وأي طاقة زائدة ترسل لشبكة إضافة الطاقة لمصفوفة الطاقة البرازيلية, إن عملية إنتاج بلاستيك حاجز للكربون يستخدم بأكثر من 70 %  أقل وقود حيوى من البلاستيك البترولي (عالي الكثافة) التقليدي.
 
هل البلاستيك الحيوي قابل للتحلل ؟
 
إنه ليس قابلًا للتحلل, وتتطلب التكنولوجيا الحالية أن يمر هذا البلاستيك الحيوي من خلال مصانع التسميد التجارية, ولكن هذا ليس متاحاً في نيوزيلندا لأن هذا البلاستيك الحيوي يؤدي إلى تلويث خطوط إعادة التدوير أو أماكن دفن النفايات لأنها بطيئة التحلل, ولكن يمكن إعادة تدوير هذا النوع من البلاستيك بإستخدام بعض التقنيات التي نمتلكها, وعند تحلل أو حرق البلاستيك الحابس للكربون فسوف يعود ثاني أكسيد الكربون مرة أخرى إلى الغلاف الجوي خاليًا من الإنبعاثات الكربونية, وبذلك فإن قابلية هذا البلاستيك لإعادة التدوير هي ميزة جيدة لأنه يقلل من انبعاثات الكربون, 92 % من الزجاج الحابس للكربون يأتي من قصب السكر البرازيلي والذي يعتبر مصدر متجدد مع كل دورة نمو سنوية.
 
هل هناك أي إختلاف ملحوظ في شكل البلاستيك ؟
 
التغيرات التي توجد في الزجاجات المصنوعة من قصب السكر غير ملحوظة، وذلك لأن البلاستيك المصنوع من قصب السكر مشابه من الناحية الكيميائية والفيزيائية للبلاستيك التقليدي, ولا يمكن معرفة الفرق بينهم إلا من خلال الكربون C-14, ويمكنك إستخدامها بنفس الطريقة التي تحبها ولكن الفرق هو أنها زجاجة أكثر استدامة، لذلك فقد وضعنا الشعار الخاص باحتباس الكربون عليها، فبدونه لا يمكنك معرفة الفرق بينها وبين الزجاجات التقليدية.
 
هل تُستخدم محاصيل قصب السكر المعدلة وراثيًا ؟
 
لا، فقصب السكر يُزرع في بلادنا ولا نحتاج إلى قصب السكر المُعدل وراثيًا، وهذا يقتصر حاليًا على القطن والذرة وفول الصويا فقط.
 
هل تعتمد زراعة قصب السكر على مياه الأمطار فقط ؟
 
لا يُروى قصب السكر في البرازيل بالمياه العادية، ولكن يُروى بمياه الأمطار حيث تسقط الأمطار في كافة الأقاليم التي يُزرع فيها المحصول، وخاصةً جنوب وسط البرازيل، وتُستكمل عملية الري بإستخدام سماد الفيناس الغني بالإيثانول الذي يحتوي على المياه والعناصر الغذائية العضوية.
 
أين يُزرع قصب السكر ؟
 
تتركز 90 % من زراعة قصب السكر في جنوب وسط البرازيل على بعد 2500 كم من غابات الأمازون المطيرة, وتنظم زراعة قصب السكرفي المناطق الزراعية وفًقً للسياسات البيئية التي وضعتها الحكومة الفيدرالية عام 2009 حيث تمنع الحكومة الزراعة في المناطق عالية التنوع الحيوي والتي من بينها غابات الأمازون وبانتنال وأراضي السكان الأصليين والمحميات البيئية.
 
هل نستغل موارد الأرض في أشياء أخرى غير إنتاج الغذاء ؟
 
تبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في البرازيل 330 مليون هكتار، ويُستغل منها 1.4 %  لإنتاج الإيثانول, ويُمثل الإيثانول المُستخدم لإنتاج البلاستيك من قصب السكر 1.7 % من الإنتاج الكلي أو 0.02 % من نسبة الأراضي الزراعية في البرازيل, إن وجود الأراضي الشاسعة وارتباطها بالإنتاج الحيواني يدفع البرازيل للتوسع في مساحات الأراضي الزراعية, لذلك على البرازيل عدم التوسع في إنتاج إنتاج المواد الكيميائية من الأراضي الزراعية حتى إذا كانت من مصادر متجددة, لذلك قبلت الحكومة مقترحًا للحد من التوسع في زراعة قصب السكر لتمثل 7.5 % من مساحة الأراضي المزروعة, وقد أخذ هذا المقترح في الإعتبار الجوانب البيئية والإقتصادية والإجتماعية من أجل تنسيق التوسع المستدام في زراعة قصب السكر.
 
كم طنًا من البلاستيك الحابس للكربون يتم إنتاجه لكل هكتار من قصب السكر ؟
 
يُستخدم 53.5 هكتار من الأراضي الزراعية لإنتاج البلاستيك الحابس للكربون لصالح شركة إيكوستور, وهذه المساحة تمثل 0.00002 % من نسبة الأراضي الزراعية في البرازيل, يُنتج الهكتار الواحد حوالي 82.5 طن من قصب السكر وهذه الكمية تكفي لإنتاج 7200 لترًا من الإيثانول، وهذه الكمية من الإيثانول تُستخدم لإنتاج 3 طن من الإيثيلين والتي تُنتج 3 طن من البلاستيك الحابس للكربون.
 
هل تُستخدم الطرق الصحيحة والمستدامة لزراعة قصب السكر ؟
 
تتم زراعة قصب السكر وفقًا للقانون البرازيلي والقواعد التي حددتها منظمة العمل الدولية والتي ينبغي أن يتبعها العاملون, وتخضع زراعة قصب السكر للتفتيش من قِبل الحكومة لضمان تطبيق تلك القواعد.
 
كما قام موردو الإيثيلين المُستخرج من قصب السكر بتطبيق مدونة قواعد السلوك لموردي الإيثانول والتي تُعد جزءًا من برنامج المساعدة الإجتماعية حيث يؤكد على حقوق جديدة للعمال ويضمن لهم حياة أفضل, وتؤكد مدونة السلوك على خمس ركائز هم : الحد من حرق قصب السكر, والحفاظ على التنوع البيولوجي, والحفاظ على البيئة, وإحترام حقوق الإنسان, وتقدير دورة الحياة, وقد وضعت خطط وبرامج أخرى لضمان تحقيق هذه الركائز.
 
شركة  إيكوستور
 
تأسست عام 1993, وتنتج االشركة منتجات الرعاية المنزلية والعناية الشخصية ومنتجات خاصة للعناية بالأطفال, وتتميز هذه المنتجات بكونها آمنة للأفراد وللبيئة, بفضل 74 موظفًا تُباع منتجات شركة إيكوستور على الصعيد الوطني والدولي في 7 بلدان تشمل نيوزيلندا وأستراليا والولايات المتحدة وسنغافورة وماليزيا وهونج كونج وتايوان.
 
وتقوم شركة إيكوستور بتصنيع منتجاتها في كل من مؤسسة ISO 14001  و Enviro-MarkNZ–Diamond وCarboNZero المرخصة في أوكلاند, وقد فازت الشركة بجائزة أفضل عمل مستدام للسنة في عام 2009 , وقد تم التصويت لها باعتبارها شركة رائدة في الأعمال المستدامة في إستطلاع رأي أجرته شركة better world  لمدة عامين, كما فازت الشركة بجائزة  Canstar Blue لأدائها المتميز.
 

الرابط مصدر المقال

Muhammed Urabi Sulieman

Muhammed Urabi Sulieman

مترجمين المقال
Hammad Ahmed

Hammad Ahmed

مترجمين المقال
Roberto Nasser

Roberto Nasser

مترجمين المقال