تجربة استخدام الإيثانول (الكحول الإيثيلي) المشتق من قصب السكر البرازيلى

لقد جذب الوقود الحيوي اهتمامًا متزايدًا حول العالم، لذلك أصدرت الحكومات التزامات قوية بشأن برامج الوقود الحيوي كطريقة تهدف إلى تقليل الإنبعاثات الغازية الناتجة عن الاحتباس الحراري وأيضا إلى التنوع بين مصادر الطاقة، والمدافعون عن انحسار الوقود الحيوى كثيرا ما يستشهدون بتجربة البرازيل مع الإيثانول (الكحول الإيثيلي) المشتق من قصب السكر كقصة ناجحة ونموذج يوضح ازدياد الإستخدام الآمن للطاقة، وتعتبر البرازيل اليوم أكبر سوق للوقود الحيوي في العالم ويمكن القول أن الإيثانول البرازيلي المشتق من قصب السكر هو أول وقود متجدد يمكنه منافسة البترول فى وسائل النقل من حيث السعر، أما الولايات المتحدة الأمريكية فتعتبر ثانى أكبر سوق تجارى للوقود الحيوي حيث يتركز بها معظم الإيثانول المشتق من الذرة، وعلى أية حال فإن إنتاج الإيثانول (الكحول الإيثيلي) فى البرازيل أكثر توفيرًا من الولايات المتحدة وذلك نتيجة لعدة عوامل منها تفوق قصب السكر على الذرة كمخزون غذائى للإيثانول، كذلك العمالة البرازيلية غير المدربة حيث أن إنتاج السكر يحتاج إلى عمالة مكثفة،إضافة إلى ذلك المناخ المثالى لنمو قصب السكر فى البرازيل، وبينما تقوم الولايات المتحدة والبرازيل بإنتاج نفس الكمية من الإيثانول إلا أن الولايات المتحدة تستخدم أرضا لزلااعة الذرة تبلغ مساحتها ضعف مساحة الأرض التي تستخدمها البرازيل لزراعة قصب السكر، وكذلك يدخل الإيثانول (الكحول الإيثيلي) في صناعة وقود السيارت فى البرازيل بشكل أكبر من أمريكا ولكن ببساطة عدد السيارات فى الولايات المتحدة أكبر.

ونظرًا لما تمتلكه البرازيل من مزايا طبيعية ومكتسبة لإنتاج الإيثانول (الكحول الإيثيلي)، فإنه من الصعب التخيل بأن الولايات المتحدة تستطيع مجاراة البرازيل في استهلاك الإيثانول، فهو يمثل أربعين بالمائة من سوق وقود السيارات وهو متاح كذلك بسعر اقتصادى معقول، أما الإيثانول المشتق من الذرة فى الولايات المتحدة فهو قابل للإستمرار أكثر إذا كان بإمكانه المنافسة فى السوق العالمي مع باقى أنواع الوقود الأخرى، وكذلك فإن دافعو الضرائب الأمريكية يدفعون ضعف السعرمن أجل الإيثانول؛ مرة من أجل شراء المحصول من مزارعي الذرة؛ ومرة أخرى لدفع واحد وخمسين سنتاً لقاء الجالون الواحد من الإيثانول، وبدون هذه الضريبة ببساطة لن يتمكن الإيثانول من المنافسة مع الجازولين من حيث السعر، علاوة على ذلك فإن إنتاج الإيثانول المشتق من الذرة بكميات كبيرة كفاية لكي يحل محل نسبة عالية من البترول الذي تنتجه الولايات المتحدة له أبعاد بيئية مهمة، فوفقا لمعهد الرصد العالمى، فإن الإيثانول بإمكانه تدمير البيئة عندما يتم إنتاجه على نطاق واسع من محاصيل رديئة كالذرة، ففي هذه الحالات فإن الإيثانول يمكنه إنتاج انبعاثات غازية حرارية بنفس القدر أو أكبر من المنتجات البترولية، وأيضاً فإن عملية إنتاج الإيثانول المشتق من الذرة تستهلك طاقة غير متجددة أكبر مقارنةً مع الإيثانول المشتق من قصب السكر. 

وفي النهاية ، فإن النموذج الأساسي للإيثانول البرازيلى لم ينشأ للمنافسة مع الأنواع الأخرى فى السوق الحرة؛ بل إنه يتطلب كميات ضخمة من الضرائب التي يقدمها دافعو الضرائب على مر العقود قبل أن يصبح متاحًا بشكل كبير،
كذلك أصبح برنامج الإيثانول غير اقتصادى حينما خفضت أسعار المنتجات البترولية فى أواخر التسعينات، وقرر مجلس الأمم إعادة فرض إجراءات عنيفة وذلك بإصدار قانون لإجبار شركات النفط على إضافة كميات صغيرة من الإيثانول للجازولين؛ ففي البرازيل يمثل الإيثانول خمسة وعشرين بالمائة من الغاز الطبيعي.

الرابط مصدر المقال

حسن السعيد الرفاعى

حسن السعيد الرفاعى

مترجمين المقال