بديل لأدوات المائدة البلاستيكية مصنوع من بقايا قصب السكر القابلة للتحلل في السماد

" يجب أن نترك الناس والأماكن أفضل مما وجدناهم عليه"

أحد المؤسسات التي تقع في ولاية اوتار براديش شمال الهند، تستخدم المخلفات الزراعية لصنع أدوات المائدة القابلة للتحلل إلى سماد، والتي تكون خفيفة الوزن ومرنة وقابلة للتخزين وفي الوقت ذاته قويةً بما فيه الكفاية لمنع التسرب. نيودلهي: توقف للحظة وحاول التفكير في جميع المنتجات التي تستعملها باستمرار، كم من هذه المنتجات معبأة أو مصنوعة من مواد بلاستيكية؟ ابتداءً من الأقلام وزجاجات المياه، أكياس الملح إلى أدوات تناول الطعام المعدة للاستعمال لمرة واحدة، يحتوي كل عنصرٍ مما سبق تقريبًا على عنصر من البلاستيك يحتاج على أقل تقدير إلى 500 سنة ليحلل نفسه.  بعد كل التحذير من هذا الواقع الرهيب، جاء فيد كريشنا، المقيم في أوتار براديش، مع حلٍ للأكوام البلاستيكية المتنامية وهو على شكل أدوات مائدة صالحة للأكل (بديلة للأطباق، الأوعية والأغطية البلاستيكية).
ينبع شغف كريشنا تجاه المساهمة في البيئة من حياته المهنية. من خلال مشروعه التجاري "ياش بابيرز" في فايز أباد (الورق المصنوع من القصب) والمعروف أيضًا باسم نفايات قصب السكر، لخدمة أغراض التعبئة والتغليف. في عام 2009، خضع السيد كريشنا لأزمةٍ شخصيةٍ بعد أن أدرك أن شركات زبائنه، وخاصة سلسلة توزيع الطعام، أضافت أوراق من القصب لتغطية البلاستيك، بهدف تقليل الملوثات البلاستيكية في هذا الكوكب. وهكذا نشأت فكرة صنع أدوات المائدة القابلة للتحلل الحيوي وتم تطبيقها عمليًا خلال العام الماضي. وقد صنعت أدوات المائدة هذه من نفايات قصب السكر التي تتحلل إلى سماد بعد بضعة أشهر من التخلص منها.
احتفظت المؤسسة باللون البني الطبيعي للقصب وتجنبت استخدام مادة التبييض التي تعتبر مادة كيميائية ضارة تستخدم في كثير من الأحيان في الخيارات التقليدية الأخرى. والأفضل من ذلك أيضاً أنه يمكن بسهولة تسخينها بالميكروويف أو وضعها في الفرن لتدفئة الطعام أو حتى تجميده عند الضرورة. وقد قال كريشنا، رئيس المؤسسة: "نحن نستخدم نفايات قصب السكر كمادة خام ونعيدها إلى الأرض حيث تتحلل إلى سماد في غضون بضعة أشهر. وهكذا نساهم في خلق كوكب أكثر نظافة واخضرار، وعليه فنحن نبني أعمالًا مستدامة. الجميع اليوم على علم بقضايا البيئة الطارئة، ولذلك فنحن أكثر اختياراً للحياة اليومية الواعية من خلال مؤسستنا."
لعدة سنواتٍ، أجرت المنظمة أبحاثًا وتحليلات متعمقة حول عادات الناس في تناول الطعام وأنواع الطلبات من السلاسل الغذائية. توصلت المؤسسة التي عتادها 500 شخص إلى تصاميم فريدة ملائمة للاستهلاك. ومن بين العديد من التحديات التي واجهتها المؤسسة، كان النقل بهذه الأدوات أمرًا أساسيًا. "لم نكن نرغب في استخدام البلاستيك لحزم منتجاتنا، وأما حزمها بالورق فلا يمكن أن يحميها من الرطوبة والتلف في الرحلات الطويلة ولذلك نحن نستعمل بدائل باهظة الثمن" كريشنا.
يعتبر السيد كريشنا أن الأسعار منطقية ومقبولة، حيث قال: "إنه باستخدامنا للبلاستيك الرخيص والستيروفوم أو حتى الميلامين، يزيد هذا الأمر من فرص الإنفاق على الاحتياجات الطبية لاحقًا، بينما التحول إلى أدوات المائدة غير السامة، سيوفر علينا ذلك."
في العام الماضي، عقدت مجموعة من الأفراد المهتمين بالبيئة (في الهند) شراكة مع العديد من سلاسل المطاعم في جميع أنحاء البلاد بخصوص استعمال هذه المواد وهذا يوضح كيف أصبح الناس الآن على استعداد للتحول من البلاستيك غير القابل للتحلل الحيوي إلى الأنواع الأخرى والمساهمة بقوة في دعم قضايا البيئة بأي طريقة ممكنة.
أما عن الشعار الذي يعتمده السيد كريشنا فهو: "يجب أن نترك الناس والأماكن أفضل مما وجدناهم عليه".


                                                                                                  مراجعة: هلا احمد


الرابط مصدر المقال

لوليا نادر

لوليا نادر

مترجمين المقال