الطاقة الهائلة لقصب السكر!

يُستخرج تفل قصب السكر عند حرقه بواسطة طواحين القصب. وهو عبارة عن مادة ليفية متبقية من العصير المُستخرج من قصب السكر. وهذا التفل ينتج طاقة كهربية كافية لتشغيل كل عمليات الطاحونة وبعض العمليات الأخرى. فتنتج مصانع القصب ما يقارب من ثلاثة طن متري من التفل الرطب من كل 10 طن متري من سكر القصب المطحون. 
 
تُحسن العديد من الطاحونات حول العالم من مصانعها، والتي تستغل التفل في انتاج الطاقة لجعل العملية أكثر كفاءة. تنشئ حاليا شركة ماكي شوجر -وهي أكبر مُنْتِج للسكر في قارة أستراليا- مصنع توليد مشترك للطاقة تبلغ قيمته 120 مليون دولار، في مضمار الطاحونة في منطقة كوينزلاند. والذي عندما يتم استكمال بنائه بحلول عام 2012 سيوفر ثلثي متطلبات الطاقة الكهربية في مدينة ماكي.

سيتضمن المشروع الذي تعمل عليه شركة ماكي من سنوات عديدة، استبدال الغلايات التقليدية المُصممة لحرق التفل بغلايات ذات ضغط عالي وأكثر كفاءة، ومولدات تربينية جديدة تعمل بالبخار، قادرة على إنتاج 36 ميجاوات. بينما تستمر في توفير الطاقة والبخار لمضمار الطاحونة ومصفاة التكرير.
وستكون قادرة على تصدير 27 ميجا وات لشبكة توزيع الكهرباء.

 يتطابق نموذج الطاقة المقدم من شركة ماكي مع شركة فلوريدا كريستالز في الولايات المتحدة، والتي لطالما استعملت تفل القصب لإنتاج الطاقة لطواحين السكر باستخدام الغلايات الداخلية الموجودة بالطواحين. يذكُر جس كابيرو، نائب رئيس الشركة ومدير برنامج الطاقة."في عام 1995، تقدمنا خطوة للأمام عندما بنينا مصنع نيو هوب للتوليد المشترك للطاقة الحيوية، والذي يحفز الغلايات ذات الضغط العالي على إنتاج بخار لطواحين السكر ومصافي التكرير بالإضافة إلى إنتاج الكهرباء التي تمد بها الشركة شبكة توزيع الكهرباء في فلوريدا.

يقول كابيرو أن مصنع فلوريدا كريستالز للطاقة الحيوية ، ويُعد الأكبر في أمريكا الشمالية، يستخدم 800000 طن من تفل القصب و 700000 طن من النفايات الخشبية من المدن كل عام. وبما أن عملية طحن قصب السكر تقوم بعمل ممتاز لإعداد التفل للحرق، فلا يحتاج التفل المزيد من العمل سوى إرساله مباشرًة من مخلفات الطواحين إلى الغلايات عن طريق السير الناقل. وكما يذكر السيد كابيرو "في كل مرة في مصنع الطاقة، تُرسل الكمية اللازمة من التفل إلى الغلايات والمُتبقي يُرسل إلى منطقة الوقود".

ولأن مصنع نيوهوب للطاقة يُدار بأعلى مستوى من الكفاءة الحرارية، تُخزن كمية كبيرة من التفل في نهاية كل موسم من طحن القصب، وتكون غالبًا من منتصف أكتوبر إلى منتصف مارس. ووفقًا  لما يقوله السيد كابيرو"يعمل مصنع نيوهوب على مدار العام، لذلك فإن التفل المُخزن المُستخدم هو المتبقي من العام الماضي".
 أما شركة كاليفورنيا، والتي تستخدم نموذج مختلف اختلافًا بسيطُا، فهي تزرع قصب السكر ليس لإنتاج السكر، بل لغرض إنتاج الوقود والطاقة.

تزرع شركة كاليفورنيا للإيثانول والطاقة قصب السكر في وادي إمبريال، والذي سوف تحصده وتحوله إلى 66 مليون جالون من الوقود الحيوي المُتقدم، وتُحفز التفل لتوليد 50 ميجا وات من الكهرباء، وفقًا لما ذكره ديف روبينشتاين، مدير أعمال التطوير.وسوف يوجد بداخل كل مؤسسة هاضم لاهوائي (في غياب الأكسجين) سينتج 880 مليون قدم تكعيبي من أنابيب الغاز الحيوي. يذكُر روبينشتاسن أن الشركة تزرع مئات الأفدنة من قصب السكر والتي ستُستخدم المحصول لبعض الأغراض.

كما يقول"سيتم حصد المحصول وإعادة زرعه لزيادة مساحة الفدادين، لتوفير كمية كافية لمصنعنا الأول، والذي سيتطلب من 60000 إلى 70000 فدان"
من كل 8.8 طن من قصب السكر يحتاجها المصنع كل يوم، سيشكل التفل حوالي ثلث تلك الكمية والتي ستتحول بدورها إلى طاقة. "سيكون الأمر أكثر من مجرد عملية مباشرة، ولكن سيكون لدينا بعض المخزون المتوفر ليضمن استمرارية العمل في المصنع دائمًا" كما يقول روبنشتاين.

على الرغم من تأجيل الخطط الأولية نتيجة الأزمة المالية، إلا أن الخطط لإنشاء أول مصنع لشركة كاليفورنيا للإيثانول والطاقة تظل سارية. يذكر السيد روبينشتاين أن الشركة تعمل الأن مع أحد شركات الطاقة المحلية الكبرى لاتفاقيات بين الشركة والمشتري املين بوجود اتفاقات مالية في عام 2011.
بينما تظل خطط شركة كاليفورنيا للإيثانول والطاقة هي بناء من ثلاث إلى أربع مصانع في كاليفورنيا، يؤمن روبينشتاين  بأنه يمكن نقل العمليات والتكنولوجيا والهندسة إلى ولايات أخرى تزرع قصب السكر أو إلى بلاد أخرى.
 

الرابط مصدر المقال

nourhan ahmed helal

nourhan ahmed helal

مترجمين المقال