الزراعة: مصدرٌ للطاقة الخضراء

 مقدمة

يمكن أن تكون الطاقة المتجددة أو الخضراء والزراعة مزيجًا ناجحًا ويمكنه تقديم فرص كثيرة للتنمية الاقتصادية الريفية في الكثير من البلدان. وبشكل واقعي، يمكن أن تنتج طاقة الكتلة الحيوية المستمدة من النباتات والمخلفات العضوية العديد من منتجات الطاقة بما في ذلك الكهرباء والوقود السائل والصلب والغازي والحرارة والمنتجات الكيميائية. يتنوع مدي التطور الذي وصلت إليه البلدان حول العالم في إمكانات الطاقة الخضراء في الزراعة بشكل كبير وأشهر مثالان على ذلك هما مخططات الوقود الحيوي في الولايات المتحدة والبرازيل. وأحد الطرق الأساسية لإدراك المزيد من الإمكانات الكبيرة الأكيدة للطاقة الخضراء من الزرعة هو مناقشة تغير المناخ وشبه التصديق على اتفاقية كيوتو وأهدافها المتعلقة بتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. إن طاقة الكتلة الحيوية هي مصدر الطاقة الأساسي الذي يعد محايدًا في إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون مما يعني أنها لا تزيد من كمية غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو.



تسلط سيطرة السكر على قطاع الزراعة في موريشيوس الضوء على إمكانات كتلة قصب السكر الحيوية بصفتها مصدرًا للطاقة الخضراء. وعلى الرغم من إمكانات الطاقة المتجددة، تعتمد القيمة التجارية لقصب السكر على مدى قرون على استخراج سكر القصب لاستخدامه في التحلية. فقد أصبح مؤخرًا معروفًا أن نبات قصب السكر يقدم موارد للطاقة الحيوية محتمل أن تكون ذات قيمة أكبر من السكر. كانت صناعة السكر في موريشيوس واحدة من أول أسباب تحديد قيمة تفل قصب السكر كوقود لتوليد الكهرباء. وفي فترة السبعينيات، كانت البرازيل أول من أدرك إمكانات الكتلة الحيوية لقصب السكر كمادة خام لوقود الإيثانول.  يظهر الإقبال مجددًا بشكل كبير على الوقود الحيوي في الوقت الحالي كمبادرات لسياسات جديدة وتأسيس خطط صغيرة لوقود الإيثانول في الكثير من البلدان وهما معًا يحاولان زيادة الطلب العالمي على وقود الإيثانول. من الممكن أن يوفر نمو التجارة العالمية في الإيثانول فرصًا مثيرة للاهتمام في موريشيوس.



على الرغم من أن غالبية الأرض الصالحة للزراعة في موريشيوس يستحوذ عليها قصب السكر، هناك محاصيل زراعية وأنشطة أخرى يمكن من خلالها إيجاد إمكانيات للطاقة الخضراء ولذلك يوضح الجزء الأول من هذا العرض مجموعة من الكتلة الحيوية الزراعية المحتملة لسلاسل الطاقة الخضراء. وبعد ذلك، يسلط الضوء على الكتلة الحيوية للقصب وإمكانيتين كبيرتين له في الطاقة الخضراء وهما الطاقة الحيوية والوقود الحيوي. وسوف يناقش متحدثون أخرون موضوع الطاقة الحيوية المستمدة من تفل قصب السكر، ولذا التركيز سيكون على وقود الإيثانول من قصب السكر مع توجيه تركيز خاص إلى العوامل التي تحرك الجدوى التجارية.



وبالنسبة إلى موريشيوس والعديد من البلدان الأخرى أيضًا، فإن السؤال المهم عند اعتبار الطاقة الخضراء استراتيجية من أجل جدوى على المدى الطويل يكمن في كيفية سد الفجوة بين استخدام قصب السكر لاستخراج السكر وبين الإمكانية الكبرى التي يمكن الحصول عليها عن طريق الطاقة الحيوية. وهذه قضية عالمية في ضوء التوقعات باستمرار تآكل التجارة التفضيلية التي تصب في مصلحة مجموعة بلدان أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ بالإضافة إلى احتمالات بأن يزيد سعر السكر في السوق العالمي عن المتوسط على المدى الطويل ليصل إلى أكثر من 8- 10 سنت أمريكي/ رطل. وفي هذا السياق، هناك مبادرة إقليمية مهمة تعمل على سد الفجوة وهي: شبكة موارد القصب في إفريقيا الجنوبية والتي تعد موريشيوس عضوةً بها.

مراجعة : جهاد علي الدين 

الرابط مصدر المقال

Mai Mahmoud Talaat

Mai Mahmoud Talaat

مترجمين المقال