هل تعتقد أنه من المستحيل إعادة صناعة "البلاستيك المرن"؟

عادت دراستان بنتائج مبشرة عن الإمكانية التقنية والتجارية لإعادة تدوير ورق التغليف المرن
هل تملك قطا؟ تأكل رقائق البطاطس؟ تتناول بسكويتاً غريباً؟
إذا فهناك احتمالات أنك تشارك في أكثر شكل مستعصي للقمامة في المملكة المتحدة_الأغلفة المرنة.من الصعب جمعها, ومن الصعب تحديد مما تتكون, كما أنه من الصعب أيضا إعادة تصنيعها.
 
بعضها مخادع بشكل مضاعف حيث يحتوي علي الألمونيوم, مثلما نري الأجزاء اللامعة في الأجزاء الداخلية لأكياس طعام القطط ورقائق البطاطس وأنابيب معجون الأسنان.
 
وفي اللحظة التي تنتج فيها المملكة المتحدة حوالي 414000 طن من المواد، معظمها ينتهي به المطاف إلي مدافن القمامة أو محارق القمامة لاسترداد الطاقة، لكنها ليست فكرة جيدة و دائمة تماما.
 
لا تحزن علي هذه الفكرة وهذا لأن دراستين أثبتا نقيض الرأي السابق حيث يمكن فعلا إعادة تدوير الكثير منها. افهمها جيدا وقد تصبح عملا مربحا أيضا.
 
وتبحث الدراسة الأولي، والتي نفذتها إدارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية (ديفرا) بالتعاون مع شركة سويز لإدارة النفايات وبعض السلطات المحلية, في كيفية تعزيز مستوى إعادة تدوير الأغلفة المرنة التي تحتوي علي الألمونيوم. وتتضمن هذا الطلب من أصحاب المنازل عزل أكياس طعام القطط ورقائق البطاطس وما إلي ذلك ووضعها للجمع بجانب إعادة التدوير المعتادة.وسيكافأ المشارك الفعال بعوامل تحفيز كجلسات سباحة مجانية في أحواض السباحة المحلية.
 
وبعد ذلك ستتعرض الأغلفة لعمليات تقنية متعددة والتي عن طريقها سيتم معالجة الألمونيوم والبلاستيك وتحويلهما إلي مواد خام لمنتجات جديدة. وقال ستيوارت هيوارد بيكهام، مدير التطوير التقني بشركة سويز، عندما يتعلق الأمر بحساب التكلفة والأرباح ستكون النتائج مبهرة "فنحن نعتقد أن التكلفة ستكون ثابتة,  ولكن سيتضح لنا أنها تزيد أو تنقص عن التكلفة المحددة".
 
لكنه أضاف أنها لن تساهم كثيراً في تحسين معدل المملكة المتحدة الرسمي لإعادة التصنيع لأنه طبقا لنظام الأوزان وكجزء من تيار القمامة تعد الأغلفة المرنة ذات الصفائح الرقيقة خفيفة الوزن بكل وضوح. وأردف قائلا "تتمثل الفوائد الرئيسية فيما يتعلق بالكربون وحفظ الموارد, ولذلك إضافة الوزن للحالة سيجعل نظام الأوزان أكثر تعقيدا".
 
وما قيل مما يثبت إمكانية إعادة تدوير تلك القمامة "صعبة التدوير"، فكانت دراسة ديفرا بمثابة ذخيرة قيمة لبرنامج بحثي واسع النطاق أجراه استشاريون الموارد بإكزون بالتعاون مع شركة سويز والعناصر الفعالة الأخرى في الصناعة بما في ذلك يونيلفر ونستلة وداو.
 
وسيبحث هذا المشروع المسمي بريفلكس إمكانية إعادة كل أشكال الأغلفة المرنة البلاستيكية من كل أكياس رقائق البطاطس الموجودة في كل مكان لأغلفة البسكويت والحلوى_كما أوضح هيوارد بيكهام "كل ما يخشخش ويطقطق ويصر".

هل ستساعد بريكست في تحسين معدلات إعادة التدوير في المملكة المتحدة؟
ومرة أخري، كان افتراض البداية تشاؤمي, حيث أُعتقد أن اللدائن الداخلة، دون أي ذكر للأنواع المختلفة من الغراء و الحبر، ستكون متعددة لدرجة أن إعادة التدوير ستكون معقدة بشكل محزن إذا لم تكن مستحيلة، وبالتأكيد ستكون صعبة تجاريا. 

لكن عندما حلل التقنيون عينات أخذوها من مناطق إعادة التدوير, وجدوا أن 80% منها يتكون من نوعين شائعين من اللدائن_البولي إيثلين و البوليوبلين (المسماة بالبولي أولفينات). وهذا يعني أنه يمكن تحويلها إلي كرات بلاستيكية تصلح أن تكون مواد خام لكل أنواع الاستخدام, بما في ذلك التغليف. كما أن النظام بإمكانه التعامل مع والأغطية الملوثة بكميات قليلة من بقايا الطعام، ولأسباب صحية ستوجه للاستخدام في غير الأطعمة مثل زجاجات المواد المطهرة.
أما بالنسبة لل20% الباقية فسوف تكون متاحة خلال وقت لمصممي المنتجات لاختيار مواد التغليف والتي ستقع أيضا ضمن فئة البولي أولفين، لكي تضمن إمكانية إعادة تدويرها. وعندما يعمل كلا من مصممي التغليف ومتخصص إعادة التدوير سيصبحون قادرين علي تجاوز التناقضات في اختيار الحبر والصابغات والغراء وما إلي ذلك، لجعل العملية أكثر سهولة.

هل تم حل المشكلة؟
ليس تماما، فهناك بعض العقبات التي لم يُتغلب عليها بعد.

من بينها مهمة ضمان إمكانية وسائل إعادة التدوير من تمييز البولي أوليفينات من غيرها من اللدائن, وذلك لجعل عملية العزل بسيطة ومباشرة_ والتي في المقابل ستتيح للمستهلك أن يلقي بكل الأغلفة البلاستيكية في سلات المهملات دون تكبد عناء في التمييز بينها.

ويجري العمل علي تطوير نظام رقمي لوضع العلامات والتي ستقرئها الكاميرات الموضوعة علي مناطق إعادة التدوير_ علي الرغم من ميل بعض الأغلفة البلاستيكية بأن تسحق ستظل تسبب مشاكل في إمكانية القراءة.

وهناك حقيقة أنه لا يمكن لكل مراكز إعادة التدوير التابعة للسلطات المحلية أن تتعامل مع النفايات المرنة_ومع عقود إعادة التدوير والتي في المتوسط تجرى لسبع سنوات, وستأخذ حالات كثيرة فترة قبل أن تصنع لها نطاق تجاري للتجديد وتصبح قادرة علي القيام بذلك.

وكما يقول هيوارد_بيكهام أنه لا يمكن التغلب علي أي من هذه المشاكل علي المدى الطويل. واستنتجت دراسة مشروع ريفلكس أنه يستطيع مركزان موصي بهما التعامل مع كل الأغلفة البلاستيكية المرنة في الدولة_والقيام بذلك مع الأرباح أيضاً. وفي مراحل مبكرة قد يستلزم الأمر دعماً حكومياً محدوداً, ولكنه سيبدو في العموم اقتراحاً تجارياً. 

وهناك خطط لإطلاق مبادرة تابعة, سيفلكس, والتي ستجمع عدداً أكبر من الشركات والمؤسسات وتبحث في مجال أوسع في اللدائن.

هذه هي الأخبار السارة لإمكانية جعل الأغلفة البلاستيكية جزء لا يتجزأ من الاقتصاد الدائم_ كل ما هو يخشخش ويطرقع ويصر.

المحتوي لهذه الصفحة تم تمويله وإنتاجه طبقاً للمختصر المتفق عليه لشركة سويز, الراعي لمحور الاقتصاد  الدائم.

الرابط مصدر المقال

Arwa Fattah

Arwa Fattah

مترجمين المقال