يلزمك عدة دقائق لشربها ولكن ينتج عنها مخلفات كبيرة : جبل من مخلفات أكواب القهوة.

لقد اعتدنا في المملكة المتحدة أنه بإمكاننا الحصول علي ما نريده، عندما نريده؛ لذلك قام هيوغ فيرجلي وتنجستال بعمل حلقات تليفزيونية عن حربه على المخلفات، وأتبع قائلًا:
"إن تكلفة استهلاك الكثير من الأشياء هي جبال المخلفات التي تنتج عنها".


في العام الماضي ارتكزت حملته على المحلات التجارية للتقليل من مخلفات الطعام، وفي العام الحالي شدد انتباهه علي المعدل القليل من إعادة تدوير أكواب القهوة، والحجم الكبير من مواد التعبئة التي يستخدمها تجار التجزئة؛  فمن الملاحظ أنه في العقد الماضي قد زاد أعداد المقاهي باستمرار في المدن؛  ونتيجة لذلك فإن أعداد المخلفات من الأكواب قد زاد إلي 2.5 مليار سنوياً، أي حوالي 5 آلاف كوب كل دقيقة، إن عدد الأكواب يمثل كمية صاعقة. ولكن التناقض الحقيقي وفقاً لبرنامج (هيوغ فيرجلي وتنسجال) هو أن معظم هذه الأكواب لا يتم إعادة تدويرها، رغم أن الشركات تدعي أنها تقوم بجهد لفعل ذلك.


يتم شربه ثم إلقاؤه في القمامة

يفترض معظم المستهلكين أن أكواب القهوة يمكن إعادة تدويرها. في الحقيقة، الأمر ليس بهذه السهولة؛ فمعظم أكواب القهوة يتم تغليفها من الداخل بطبقة من البولي ايثلين مما يجعل الكوب مقاوم للماء، ولكنه يجعل من الصعب إعادة تدوير الكوب بكفاءة؛ لأنه لا يمكن فصلهما بسهولة فهناك القليل من أنظمة إعادة التدوير التي يمكنها فعل ذلك.

وبرغم أن بعض من سلاسل المقاهي تدعي أن لديها الكثير من الأكواب القابلة لإعادة التدوير، إلا أن الدليل يثبت أن معظم الأكواب لم يتم إعادة تدويرها. وتقدر أعداد أكواب القهوة التى يتم إعادة تدويرها بواحد من كل ربعمائة كوب. وأشار البرنامج التليفزيونى إلى أن هناك منشأة وحيدة في المملكة المتحدة لديها القدرة علي إعادة تدوير بعض من أكواب القهوة الخاصة بسلاسل المقاهي، ولكن ما تم إرساله هناك في الواقع هو كمية قليلة فقط. والتقدير الإجمالي أن 0.1% من الأكواب يتم إعادة تدويرها. والنتيجة أنه كل أسبوع هناك الملايين من المستخدمين يقومون بإلقاء أكوابهم من القهوة في السلال الخاصة بإعادة التدوير، ولكن لا يتم إعادة تدويرها. فذلك يعتبر تضليل لآلاف الناس الذين يعتقدون أنهم يفعلون ما عليهم كل يوم. ونتيجة لذلك- وفقاً لهيوغ فيرجلي وتنسجال- يعتقد العامة أنهم يقومون بإعادة التدوير ولا يعلمون بأنه توجد مشكلة لذلك لا يطالبون بحل.


هيمنة الشارع الرئيسى

مع تواجد الكثير من الحملات التليفزيونية الحافلة بالمشاهير، لاقت هذه الحملة اهتمام ملحوظ علي مواقع التواصل الإجتماعى وفي الصحف، مع توجيه اللوم لكبري المقاهى علي فشلهم في إعادة التدوير. فيعتبر مجال صناعة المقاهى من أنجح قطاعات التجزئة في المملكة المتحدة. هناك أكثر من 18.000 منفذ لبيع القهوة اليوم. وأشارت الدراسة إلى أنه من المتوقع زيادة هذا العدد إلي 27.000 بحلول عام 2020. هذا يؤدى إلي تزايد أعداد أكواب القهوة التى ينتهى بها الأمر في مكب النفايات. ومن غير المفاجئ أن الأهداف الرئيسية لحملة الحرب علي النفايات كانت سلاسل المقاهى الكبري ك (كوستا، ستاربكس، كافى نيرو.)

ولاقت الحملة عدداً من الاستجابات، خاصة من كوستا التي ردت علانية علي تويتر بأن الشركة قد أدركت المشكلة وأنها ترحب بالتعاون لإيجاد حلول أخري لمشكلة الأكواب. وقد قامت بنشر مخطط بيانات لتأكيد إلتزامها تجاه المشكلة. إن مشكلة الأكواب ذات الاستخدام الواحد كمشكلة بيئية ليست بجديدة ولقد تم مناقشتها علي مدار الأعوام. ولا يزال هناك الكثير لعمله لتصيع أكواب قالبلة لإعادة التدوير وتحسين عملية التصنيع لتسهيل إعادة التدوير. أشار مركز إحصائيات اليجرا أن هناك فرد من كل خمسة يقوم بزيارة مقهى يومياً (وهذا زاد عن عام 2009 حيث كان فرد من كل تسعة). وهذا يدل علي أنه يوجد قطاع كبير من الشعب ممن يحتسون القهوة، وإذا قام هذا القطاع بتغيير عادات الاستهلاك لديه ليحمل كوب قهوة قابل لإعادة الاستخدام، فإنه سيحدث تغيير هائل في كمية الأكواب ذات الاستخدام الواحد. وهناك ازدياد في أعداد واختيارات الأكواب القابلة لإعادة الاستخدام. فيوجد عدد من المقاهى تقوم بعرضهم، ويوجد أيضاً عدد من المتعهدين يقومون بتوفيرهم مثل (.keep cup, joco cup) ويمكن للعاملين بهذا المجال تحفيز هذه العملية أيضاً، فعلي سبيل المثال (Boston tea party) تقوم بتوفير خصومات على المشروبات خصيصاً لمن يقومون باستخدام الأكواب القابلة لإعادة الاستخدام، وهناك العديد من الجهود لتقديم حلول مستدامة، مثل (recycling coffee grounds, sustainable building projects)

ويمكن للصناعة أن تجعل إعادة تدوير أكواب القهوة أكثر إنتشاراً في المملكة المتحدة، ولقد وعد عدد من أبرز سلاسل المقاهى بالمشاركة في إعادة التدوير وذلك في البيان الرسمى الخاص بأكواب القهوة الورقية. ولقد قال فيرنلي في البرنامج التليفزيوني أن:
"المخلفات هى كارثة بيئية ولكن يمكننا جميعاً أن نفعل شئ بشأنها."

وإذا كان بإمكان سلاسل المقاهى بذل مجهود لتوفير أكواب أكثر من النوع القابل لإعادة التدوير، فإن العامة يجب أن يقومون بدورهم أيضاً.

فيجب أن لا نكتفي بالضغط علي هذه الشركات علي تويتر فقط، بل يجب أن نكثف جهودنا لتوجيه عاداتنا اليومية إلى "الحرب علي المخلفات".

الرابط مصدر المقال

Asmaa khalifa Abbas

Asmaa khalifa Abbas

مترجمين المقال