هل نفرط في إعادة تدوير نفاياتنا؟

تشير دراسة حديثة موثوق فيها بأن كمية النفايات الأمريكية الملقاة في المكبات النفايات كل عام هي أكثر من الضعف عما توقعته لجنة حماية البيئة الأمريكية (EPA).على الرغم من هذه الدراسات ليست مفاجأة لمرافق الدولة للنفايات (الذين لديهم دراية بكمية النفايات الذين يستقبلونها)، ربما تصعق الدراسة العديد من الأمريكيين-بأن مجتمعنا يخلف الكثير من النفايات، ويقولوا لنا بالاستمرار، الحل هو إعادة تدوير نفاياتنا. وفي الحقيقة، برزت مشاريع للتخلص من النفايات نهائيًا أو إعادة التدوير بنسبة 100% في أماكن مثل مدينتي بيركلي بولاية كاليفورنيا انديانابوليس بولاية انديانا.   ولكن هل الكثير من إعادة التدوير أفضل من قلتها؟ وهل من المقبول أن يعيد مجتمعنا التدوير بشكل مفرط؟ وعلما ناقشت الدراسة بشأن تكاليف وفوائد إعادة التدوير؟وللأسف، لا يوجد الكثير من مواد إعادة التدوير، ربما نشعر بأن الكثير من إعادة التدوير أفضل من الأقل، ولكننا لا نعرف ذلك حقًا، وتطورت عاداتنا لإعادة التدوير ليست قبل المفهوم العلمي بهذه الأمور ولكن ربما كما وصف جون تيرني في مقالته نيويورك تايمز، بأن عاداتنا هي قفزة ايمان.وشاركت في كتابة بحث للكشف عن معدل المجتمع الأمثل لإعادة التدوير، وجاءت النتيجة غير المتوقعة لنا – وهي أن معدل المجتمع الأفضل لإعادة التدوير هو 10% فقط، وهذه النسبة يجب أن تضاف في مواد المعاد تدويرها معينة. ما الذي يحرك هذه النتائج؟ ثقافة إعادة التدويربادئ ذي بدء، تشير العشرات من الدراسات الاقتصادية المنشورة من جميع أنحاء العالم بأن مكبات النفايات تخفض من قيمة ملكية الأحياء، على الرغم من هذا التأثير السلبي واضح بشكل منخفض في مكبات النفايات صغيرة الحجم.

ثانيًا، يبين عدد كبير من تحليل دورة الحياة المنشورة بأن مواد الخام الأولية تدمر البيئة الطبيعية والمنتجات المصنوعة من المواد المعاد تدويرها بخلاف نظيرتها من المواد الخام التي من الممكن أن تكون صالحة للبيئة ولكن تتباين حجم هذه المزايا حول المواد. وأخيرًا، توضح الثقافة الاقتصادية بشأن إعادة التدوير التي تتطلب موارد اقتصادية بشكل أكثر من التخلص البسيط من النفايات، وتضيف قيمة الحاجة إلى المزيد من الطاقة، والعمالة، والماكينات لإعداد مواد معاد تدويرها من هذه الموارد المطلوبة للتخلص من المواد في مكبات النفايات. وعملت دراستنا أول محاولة معروفة لإضافة تلك التكاليف والفوائد المختلفة في تحليل واحد للكشف عن أفضل معدل لإعادة التدوير، وجاءت النتيجة كما يلي بأن إعادة التدوير إلى ما يقرب من 10% يظهر لنا أنه يخفض تكاليف اجتماعية، ولكن إذا زاد عن هذه النسبة سيكلف البيئة والمجتمع بأكثر من اللازم، وتعاني كلًا من البيئة والاقتصاد بما إننا ننقل بعض من المواد المعاد تدويرها إلى مكان بعيد مثل الصين. وتأكيدًا على ذلك، تتطلب هذه النتائج الاستفزازية على مصادقة من بحث مستقبلي مستقل هادف قبل تعديل أهداف سياسة الإدارة، وتتشارك العديد من الفوائد والتكاليف المختلفة من التخلص من النفايات وإعادة التدوير حول مناطق من الدولة والعالم، ولذا ربما تختلف معدلات إعادة التدوير المُثلي، وعلى سبيل المثال، فقد استخدامنا بيانات تكاليف محلية من اليابان من أجل هذه الدراسة لأن دول مثل الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية لا تحتفظ بمثل هذه البيانات. ولكن إذا توقفت هذه النتائج عند الدول المتقدمة، فلابد أن يعيد المجتمع تفكيره بشكل جماعي حول كيفية التقرب إلى إعادة التدوير. تكاليف النفايات وإعادة التدوير بالتفاصيلكشفت الدراسة عن مراحل عدة من الممكن أن تساعد في إمكانية تبرير الانخفاض في معدل إعادة التدوير. أولا، تبينت الخسائر البيئية التي لها صلة بكلا من المكبات الحديثة والمنشآت الحرق بأنها أقل مما نتوقع عادة، وهذه المنشآت بالتأكيد تخفض من قيمة ملكية الأحياء السكنية-وجدنا بأن حوالي 4 دولار أمريكي بمتوسط كل طن من النفايات الملقاة في المكبات أو منشآت الحرق هي للتقليل من قيمة الملكية. ولكن تتطلب المعايير البيئية المشددة أن تلتزم مرافق التخلص من النفايات الحديثة في معظم الدول المتقدمة، وكذلك ظهرت بشكل غير متوقع عما سابق المواد الملوثة في الهواء والمياه الناتجة عن هذه المنشآت مثل غاز الميثان والكربون (بالإضافة إلى غاز أول أكسيد الكربون وانبعاثات السيارات الناقلة للنفايات لهذه المنشآت)، وزادت هذه المعايير البيئية بقيمة 5$ لكل طن من تكاليف التخلص من النفايات التي تدفعها الجهات المسئولة عن النفايات، بينما انخفضت التكاليف الخارجية المتبقية على ما يعادل بقيمة 5$ لكل طن للتخلص من النفايات.

ولذا تحقق منشآت التخلص من النفايات 9$ لكل طن بشكل جماعي في التكاليف الخارجية التي يتحملها المجتمع (ويحقق 4$ من قيمة ملكية العقارات الفقيرة بالإضافة إلى 5$ من ملوثات الهواء والمياه المتبقية)، وتوقع علماء الاقتصاد في السابق بأن تكاليف خارجية التي قيمتها 67$ لكل طن بأن تصل إلى 280$ لكل طن. ولكن نتيجة لعدم ذكر هذه التكاليف في بيان ميزانية مرافق التخلص من النفايات، فمن الضروري عمل تقييم ضرائب تصحيحية بقيمة 9$ لكل طن للتخلص من النفايات لتضع تلك المنشآت في الاعتبار هذه التكاليف عند اتخاذ القرار، وعندما تُضع هذه الضريبة في الاعتبار فمن الممكن أن ترفع القوانين التي تطلب من المجالس البلديات لإعادة التدوير.

ثانيًا، تعتبر إعادة التدوير غالية نسبيًا للحكومات المحلية، وطبقًا لمقالة حديثة في جريدة نيويورك تايمز فإن تكاليف عمل طن واحد هو أكثر من 300$ لكل طن من المواد للأسواق المعاد تدويرها في مدينة نيويورك بالنسبة لتكاليف نقل المواد نفسها إلى المكبات. وفي جميع الأحوال، تزيد خط سيرالمواد المعاد تدويرها بمسافات كبيرة عن المسافة التي تقطعها النفايات المنقولة بالإضافة إلى تزيد المسافات البعيدة في الدول النامية بشكل أكثر.

ثالثًا، وعثرنا على فوائد أولية من إعادة التدوير تأتي ليس فقط من خلال حفظ مواقع للمكبات ولكن من خلال إعداد الموارد، عندما تستخدم في الإنتاج، وتعتبر أقل تكلفة من الناحية البيئية بدلًا من التنقيب عنها من الأرض. ونلخص دراستنا بأن استخدام متوسط طن من مواد معينة معاد تدويرها في مكان طن من المواد الخام ستعطى فوائد غير مباشرة بيئية تصل إلى 400$ لكل طن.

على أي حال من الأحوال، يحسب هذا التقدير المالي باستخدام طريقتين (كذلك يتوقع كل الأموال التي لها صلة باعتبارات بيئية)، فأولًا، يحدد تحليل دورة الحياة الكمية الفعلية من الكربون، والكبريت، والنيترونات، وملوثات أخرى لها صلة بالدورة الحياة الكاملة من نظم النفايات وإعادة التدوير.
ثانيًا، تطورت ثقافة علم الاقتصاديات تقديرات لكل دولار من التأثير كل وحدة من الملوثات تكلف المجتمع، وعلى سبيل المثال، يتوقع لكل طن من الكربون أن يكلف 25$ من دمار لطبيعة البيئة.

إعادة التدوير المستهدف
ولكن فوائد البيئية الكبيرة المبنية أعلاه من خلال استخدام مواد معاد تدويرها في استخدام تختلف بشكل كبير حول المواد، وهناك مواد أخرى مثل الألمنيوم وغيرها من المواد المكلفة بيئيًا استخلاصها وإعدادها للإنتاج، وكذلك الورق مكلف لتصنيعه من مواد خام، ولكن يظهر الزجاج والبلاستيك نسبيًا بسهولة في البيئة عندما يصنع من المواد الخام.

وهذه الاختلافات مهمة، على الرغم من أن معدل الإجمالي المثالي من إعادة التدوير ربما يكون فقط من 10%، ولابد من أن تحتوي نسبته على 10% من الألمنيوم الأولي، ومعادن أخرى ومعظم أشكال الورق، ولاسيما ورق الكرتون، ومصدر آخر من الفايبر. وربما تقترب معدلات إعادة التدوير المثالية لهذه المواد من نسبة 100% بينما تقترب هذه المعدلات من نسبة الصفر في البلاستيك والزجاج. ولتشجيع هذه النتيجة، لا تعرض تقديم معونة بشكل كبير إلا على هذه المواد التي يجب أن تطبق على الدورات الحياة المولدة فوائد بيئية إيجابية.

وفي النهاية، يأمل الاقتصاد والبيئة، بالإجماع، من المجتمع أن يقلل من الكمية الإجمالية من النفايات المعاد تدويرها. ربما تحتاج جهود إعادة التدوير أن تركز بشكل عملي فقط على هذه المواد المحددة التي تهم حقًا الاقتصاد والبيئة، ومن الممكن أن تتخلص بسهولة من المواد الأخرى في مرافق حديثة.

الرابط مصدر المقال

May Aly

May Aly

مترجمين المقال