أواني صديقة للبيئة نحو عالم أكثر خضرة

أدوات المائدة والأكواب والأطباق التي لا تلوث البيئة
سعيًا لتخفيض التلوث الأبيض في الهند، تحاول الشركات الناشئة إيجاد بدائل للبلاستيك، عن طريق إستخدام البقايا الليفة المتبقية من عملية عصر قصب السكر في صناعة أدوات مائدة وأواني تستخدم لمرة واحدة. تحاول شركة (بابكو) المصنعة للمنتجات الفخارية غير المعالجة بحرارة الفرن الاستفادة من هذا السوق بالهند عن طريق زيادة الوعي.
حيث تستخدم  قصب السكر والخيزران وقش القمح في صناعة تلك المنتجات التي تستخدم لمرة واحدة.

أتى (أبهيشيك أجاروال) من عائلة ذات وعي بيئي، فوالده (أنيل أجاروال) نباتي وأقلع عن تناول جميع منتجات الألبان واللحوم منذ عامين. أما أخوه (أباديش) تلقى دراسته في الولايات المتحدة وعاد على قدر كبير من الوعي بشأن مشكلة التلوث البلاستيكي السحيق. فإن (أبهيشيك) منضم إلى مشاريع لإدارة المخلفات بما فيها مشروع وضع نظام تصنيف لإدارة المخلفات في المطاعم. وفي المنزل، تتأكد العائلة من فصل جميع المخلفات للإسهام في الحصول على بيئة أفضل بكل الطرق الممكنة. لذلك، إنه من المنطقي أن تطلق عائلة (أجاروال) شركة صديقة للبيئة التي تقدم أيضًا حلًا لمشكلة البلاستيك في الهند.

بدأت (بابكو) عام 2011 في تقديم بديل حيوي لأدوات المائدة والأواني البلاستيكة في الهند، فالشركة تستخدم قصب السكر والخيزران وقش القمح من أجل صناعة المواد التي تستخدم لمرة واحدة. يقول (أبهيشيك): “هدفنا الرئيسي هو إنتاج مواد تستعمل لمرة واحدة من النباتات وليس البلاستيك، فأجزاء قصب السكر والخيزران التي نستخدمها هي منتجات ثانوية فهذه المحاصيل تنمو مجددًا خلال العام.”
يعاد تشكيل بقايا قصب السكر لنوع من الورق يستخدم في صناعة الأطباق والأكواب والزجاج. يقول (أبهيشيك) إنهم بدأوا مؤخرًا الاستفادة من الخيزران وقش القمح. والشركة أيضًا تنتج مجموعة من منتجات البلاستيك الحيوي الذي يعتمد على نشا الذرة أو نشا البطاطس لإنتاج البلاستيك بدلًا من البنزين أو النفط.
ويضيف كذلك “لقد شاهدنا هذه المنتجات في الخارج وطالما تسألنا لماذا لا تملك الهند مثل هذه المنتجات، فلقد قمنا بالعديد من الأبحاث ووجدنا أن بعض الشركات أخذت المبادرة ولكنها لم تستطع تنفيذها.”

تباع المنتجات الفخارية غير المعالجة بحرارة الفرن في متاجر التجزئة مثل (ستار بزار) و(ريلاينس) و(ناتشير باسكت) في جميع أنحاء الهند وفي سلاسل المطاعم. ويضيف (أبهيشيك) “هدفنا الرئيسي هو إتاحة هذه المنتجات للعميل.”
“فمجموعة الأطباق تحتوي على حوالي من 100 إلى 500 قطعة، فلقد رأينا من خلال أبحاثنا أن الناس لا يحتاجون عادةً إلى الكثير من الأطباق أو الأكواب، فهم يحتاجون بحد أقصى إلى حوالي 15-20 قطعة عند إقامة حفلة. لذلك ننتج كل مجموعة مكونة من 5 أو 10 حتى لا يكون هناك الكثير من المخلفات من الاستهلاك الزائد.”

عندما منعت الصين البلاستيك والملوثات البيضاء تمامًا، افتتح سوق جديد لبدائل البلاستيك القابلة للتحلل. ولتحقيق ذلك تستثمر الدولة الكثير من أجل إنتاج البدائل في أبحاثها حول منتجات التفل وقصب السكر. ويذكر (أبهيشيك) أن “أول مرة رأينا هذه المنتجات كانت في سنغافورة.” فأفضل المنتجات تأتي من الصين حيث قضى (أنيل أجاروال) ستة أشهر في التردد على المصانع. “بعد ما قضينا ستة شهور أخرى في البحث والتطوير، جلبنا أول شحنة لنا وذلك كان مخاطرة ولكننا سعداء باننا قمنا بها في ذلك الوقت.”

عندما بدأوا في السوق، لم يكن هناك وعي كافٍ حول الأثار الضارة للبلاستيك في الهند أو حتى إقبال على استخدام المنتجات القابلة للتحلل التي تستخدم مرة واحدة. حتى مع انخفاض المبيعات، مازالوا قادرين على إحداث ثورة في السوق. ويقول (أبهيشيك) “والدي رجل أعمال قوي للغاية، فبمجرد أن يعزم على القيام بأمر ما، يقوم به بالفعل.”
فاليوم، استيقظ الضمير في السوق، مع منع استعمال البلاستيك في العديد من المدن وزيادة الوعي بمخاطره، يقبل الناس على المنتجات القابلة للتحلل بشكل أكبر. ويقول (أبهيشيك): “يقدّر الناس منتجاتنا لأن حتى جودتها أفضل من البلاستيك.” واستمر في شرح مميزاتها عن مميزات البلاستيك. “فالطبق البلاستيكي يتكون 90% منه بالفعل من الهواء وقابل للانحناء، ولكن منتجاتنا الفخارية غير المعالجة بحرارة الفرن صلبة ويمكنه تحمل أوزان معقولة.” يمكن استخدامها أيضا في الميكروويف ويمكن إعادة استخدامها والتخلص منها بأمان. وفي حين تتجاوز تكلفة هذه المنتجات تكلفة البلاستيك بحوالي 4-8 ₹ للطبق الواحد مقارنة بحوالي 1-5 ₹ للبلاستيك، فإن الفوائد البيئية تتجاوز أي عيوب. 

إن (أبهيشيك) الذي التحق بأعمال عائلته منذ عامين لديه خلفية عن التسويق وتغيير العلامة التجارية والتصميم. وهو على ثقة أن السوق الآن يندفع نحوهم، فهم يتوقعون ارتفاع المبيعات في العامين القادمين.
فعلى حد قوله، أصبحت العديد من المطاعم تتجنب إهدار الطعام وتتجه أخرى إلى إعادة التدوير. وأكثر ما يناسبهم هو أدوات المائدة والآواني الفخارية القابلة للتحلل.
كما أشاد المستهلكون بمنتجاتهم هذه. فلقد بدأ الناس في استخدام المنتجات القابلة للتحلل في الاحتفالات وحفلات الزفاف. يضيف (أبهيشيك) قائلًا: “في العام الماضي، قدمنا حفلة زفاف دون مخلفات فلم يكن هناك منتجات ألبان ولا حرير ولا بلاستيك.” فلقد كنا سعداء بمنتجاتنا بالفعل، فهناك الكثير من الناس يسهمون في الحصول على عالم أكثر خضرة بطريقتهم البسيطة الخاصة ويسعدنا أن نلعب دورًا في مساعدتهم.”
 

الرابط مصدر المقال

Mai Mahmoud Talaat

Mai Mahmoud Talaat

مترجمين المقال