كل ما تريد معرفته عن إعادة التدوير بمدينة ريو دي جانييرو

يُعتبر مجال إعادة تدوير الأشياء عُنصرًا ضروريًا لإدارة النفايات بأيّ مدينة، وقد أصبحت قضية حَرِجَة وفي تزايُدٍ مُستمر وترتبط أيضًا بحجم المدينة وموقعها العاصمي.
من المعلوم أن أيّ نسبة من إعادة التدوير تُقلّل من كمية النفايات المُهدَرَة بالبيئة.
في العاصمة ريو دي جانييرو، والتي ينتهي المطاف بنُفاياتها إمّا في سِلال المهملات الرسمية أو تتدفّق في أماكن مثل جوانابارا باي، المدينة التي ستستضيف مسابقة الإبحار الأوليمبية بالعام القادم، وهي الأكثر شُهرَةً من حيث تلوثها البيئي.

مع زيادة إعادة تدوير الأشياء، تقل المشاكل المُصاحِبة للقمامة كأمراض الطاعون وتلوث التربة والهواء والمياه. إن النظام الرسمي لإعادة التدوير بالعاصمة ريو، يُعالج نسبة ضئيلة جدًا مقدرة بعشرة آلاف طن من النفايات المُجَمّعَة يوميًا من قِبَل شركة كوملارب، وهي بلدية العاصمة ريو لإدارة النفايات.

الغالبية العظمي من عمليات إعادة التدوير تتم قبيل قيام البلدية بتجميع أيّة نفايات، وهذا هو النظام غير الرسمي لإعادة التدوير والذي يعتمد علي مبادرة كلًا من الشركات الفردية الصغيرة والشركات الكبيرة الهادفة للربح.

العنصر السائد في عالم إعادة التدوير غير الرسمي (أي القائم علية المواطنين أنفسهم) هم الكاتادورز، وهم عبارة عن أفراد مستقلين يدور كلٌ منهم حول المدينةِ بحثًا بين عُلَب المشروبات الغازية وقمامة الشارع عن المواد القابلة لإعادة التدوير. 

هؤلاء يعملون كأفراد متعاونين في عملية الجمع أو كمستقلين يقومون ببيع هذه العُلَب. إن قيامهم بجمع هذه المواد، في حين أن الناس حول العالم يقومون بإلقائها، يسدّ فجوة خطيرة في نظام ريو لإعادة التدوير. دخل الدولة يأتي من جمع المواد القابلة لإعادة التدوير من الشوارع، الشواطئ وصناديق نفايات المشروبات الغازية، ومن ثَم بيعها للمُشتَرين المتعاونين في عمليات إعادة التدوير الرسمية.

بكافّة مستوياتهم يديرون معالجة هذه المواد مُمَثلين بذلك دورًا مهمًا في إعطاء الأفراد العاملين بإعادة التدوير القوة كجماعات.







عنصر أخر من عناصر قطاع إعادة التدوير الغير رسمي، ألا وهو خدمات جمع المواد الخاصة من العقارات والمباني.
فئة الكايروكاز، وهم السكان الأصليين لمدينة ريو والذين يعيشون بعقارات مشتركة كبيرة، من المحتمل تأقلمهم مع فكرة تخزين نفاياتهم ومن ثم تجميعها علي مرّاتٍ متفرقة لجمع الأشياء القابلة لإعادة التدوير. 

ذلك بغضّ الطرف عن ما إذا كان تجميع البقايا هو فالأصل مَهَمّة شركة كوملارب. المراكز الاستثمارية (الهادفة للربح) تقوم بفرز وتجميع المواد بحيث تصير رُزَم أكبر من حجم كل مادة وحدها علي حِدَي.
ومِن ثم، فإن هذه المراكز التي قد أصبح شأنها تمامًا كشأن البائعين، حيث يقومون ببيع هذه المواد المُجَمعة بالطن للشركات الخاصة مثل مركز إعادة التدوير بريو (RRC) وشركة إعادة التدوير للتجارة (JMR).

انتقالاً إلي نظام إعادة التدوير الرسمي، حيث يُنَظم إعادة التدوير علي نسبة نفايات أقل بكثير عن النظام الغير رسمي. إن إعادة التدوير بمفهومه التقليدي يتطلب خدمة تجميع للنفايات المخزنة بأماكن إلقاء القمامة العامة، بالشوارع وعلي الأرصِفَة.

لذا فالأفراد يتوجب عليهم فصل نفاياتهم ووضع المواد القابلة لإعادة التدوير في مكانها، مُعَبَّأةً في الحقيبة البلاستيكية الشفافة، وذلك في يوم محدد من أيام الأسبوع. هذه الخدمة يتمتع بها تقريبًا 88 حي سكني من أحياء المدينة، ولكن بسبب ضيق نطاق الحملة، فإن الأرباح لم تتعدي 3.7% من الناتج من إجمالي نفايات المدينة.

 ومن هنا، فإن النفايات المخزنة تذهب مباشرةً إلي مُجمعات نفايات كوملارب الجديدة مثل مركز تراياج لإعادة التدوير (السي تي)، والمركز الفرنسي بإراجا. المركز عبارة عن عاملين متعاونين بمجال إعادة التدوير، الذي قد تم إفتتاحُه تزامُنًا مع ضجّة رعاية الشركات في يناير كانون الثاني من عاك 2014. 

وعلي الرغم من قدرة ال(سي تي) من معالجة 20 طنًا من النفايات، فإنها تُنتِج أقل بكثير من مقدرتها بسبب محدودية كمية النفايات المُخزّنة يوميًا من قِبَل كوملارب.




المهام التعاونية تتم بدون إدارة كوملارب ولكن رعاية الشركات ما زالت قائمة من أجل توفير آلآت الضغط والسير (الحزام) الناقل للأشياء من أجل تسريع عملية الفرز.
يتم بعد ذلك، تجميع النفايات بنسبة تصل إلي 70 أو 80 بالمائة وبيعها كمواد جاهزة لإعادة التدوير، مع تقسيم الأرباح ما بين العاملين بحسبِ كمية ما تَقَرر تخزينُه في ذلك الشهر.

علي كُلٍ، فإن أكثر نفايات العاصمة ريو تذهب مباشرةً إلي مجمعات القمامة سواء أكانت قابلة لإعادة التدوير أم لا.

ألقي الفيلم الوثائقي (وايست لاند أو الأرض المفقودة) مزيدًا من الضوء علي حياة ال(الكاتادورز أو جامعي القمامة) بمجمع نفايات جارديم جراماشو، ومِن خلال الفيلم تم الضغط علي محافِظ ريو من أجل إغلاق الموقع الإلكتروني. اليوم، هناك مجمعين للقمامة حيّز التنفيذ وهما:
أتيرو دو سنتاريو دو جيريكينو بمدينة بانجو، وسنترال دو تراتاميندو دو ريسيدوس (RTC) الجديد في سيروبيديكا والذي تم افتتاحهم عام 2011. وقد أغلقهم الكاتادورز مجددًا بالقانون.

"ما يقرب من أربعون عاملًا من مجمع جارديم جراماش قد وجدوا وظيفة جديدة بمركز ماتريال ركافاري (CRM) بكاجو، جاء ذلك وفقًا لمدير المكتب، جواو كلاوديو جايم فرانسا.

افتُتِحَ المركز عام 1992 ويوظف حوالي 120 عامل بإعادة التدوير كي يقوموا بالعمل نفسه الذي كانوا قائمين عليه خلال عملهم بمواقع مجمعات النفايات. 

ولأن المركز يتعامل خصيصًا مع النفايات المختلطة، فإن 10% فقط هي نسبة القمامة التي يتم تحويلها لمواد قابلة لإعادة التدوير. الموقع تديره شركة كوملارب ولكن مقر إعادة التدوير نفسه يستخدمه العاملين الذين يتقاضَوا أجرهم فردًا بناءًا علي كَمّ ونوع المواد التي قاموا بتجميعها. 

وفقًا لمعلومات قامت بتجميعها فرنسا، فالعاملين قد تم تزويدهم بما يُقدر ب45.00 دولار أمريكي (ما يعادل 130.000 ريال برازيلي) في فبراير من هذا العام. متوسط العمال الموجودين يعطي دخلًا يصل إلي 330دولار أمريكي (ما يعادل 1000 ريال برازيلي) في الشهر.


كما الحال مع العاملين الآخرين، فإن المواد القابلة لإعادة التدوير يتم تجميعها وبيعها، ولكن ما يُميز هذا الموقع عن علي وجه الخصوص ويجعله فريدًا عن غيره، أن النفايات المختلَطة المتبقية من المواد العضوية وغير العضوية تذهب إلي سماد الأرض. 

هذا وبعد تسعون يومًا من ترك السماد بالخارج، يتم نخلُه (أو تنقيَتُه) ثم استخدامه من قِبَل مشروع الدولة لإعادة زرع الأراضي.

منذ أن حصلت ريو دي جانييرو علي حقها في ضيافة الألعاب الأوليمبية لعام 2016، خططت الدينة لتغييراتٍ جذرية فيما يتعلق بنظام إدارة النفايات. مراكز جديدة لإعادة التدوير قد تم جدولتها زمنيًا لتكون جاهزة للافتتاح بالعام القادم، وقد تم أيضًا إمداد، حوالي 42 حي سكني في 2010، وصولًا ل88 حي بحلول نهاية 2014، بخدمة جمع مخزون النفايات. 

ما تزال الغالبية العظمي من عملية إعادة التدوير تحدث خارج النظام العام، اعتمادًا علي العاملين المختصين بهذا المجال لسدّ فجوة الخدمات الحكومية.

تعتبر القمامة المُستخرَجة من المجتمعات الفقيرة الأقل حظًا في أن يوجد بها موادً قابلة لإعادة التدوير (والأوفر حظًا في وجود المواد العضوية)، وبناءًا عليه، فإن هناك بصيصًا من الأمل للقطاع الخاص بأن يستثمر في مجال إعادة التدوير بالأحياء الفقيرة (أو الفافيلا).

أما عن الأحياء ذات خدمات التجميع المحدودة أو التي يوجد بها خدمة صناديق القمامة المفتوحة، فحدّث ولا حرج عن المواد المتناثرة في الأرجاء  بالبيئة أو العائمة علي سطح المياه.

ارتفاع أسعار المصادر الطبيعية قد زاد إمكانية التربّح من نشاط إعادة التدوير حول العالم بطبيعة الحال.

في البرازيل، جمع وتقطيع وبيع زجاجات الألومونيوم وحدَهُ يُكلِف 600 مليون دولار أمريكي (ما يعادل 1.8 ريال برازيلي)، جاء ذلك في نشاط الاقتصاد لعام 2010. 

علي الرغم من عدم كون "إدارة النفايات" مجالًا برَّقًا ومُبهرًا بهذا القدر، إلا أنه صناعة مُربِحَة للغاية. البضائع المُعاد تدويرها يتم إحضارها وبيعها وشحنها فورًا لتُباع حول العالم لدوَل مثل الصين. 

إنه من المهم أن أذكر أن شحن ومعالجة مثل هذه المواد له أثر رجعي علي البيئة أيضًا. فدَورة حياة زجاجة من البلاستيك أو الألومونيوم  من الممكن ألا تنتهي بعد استخدام المستهلك لها وإلقاؤها بسلة لإعادة تدوير الأشياء.

الطريقة الوحيدة فعلًا لتقليل الأثر الرجعي علي البيئة، يكمُن في التقليل من البضائع المُخزّنَة. في البرازيل، الاتجاه يأخذ منعطفًا آخر، فبيع زجاجات المياه قد ارتفع 20% قابلة للزيادة، بعد عقدٍ من النمو الثابت.

شُكر خاص إلي راميا أهوجا وسيرجيو، الباحثين بمجلس البحوث والتكنولوجيا لاستخراج الطاقة من النفايات بالبرازيل، لمساعدتهم في كتابة هذا المقال.

الرابط مصدر المقال

Nouran Ashraf

Nouran Ashraf

مترجمين المقال