من مخلفات الفاكهة إلى ثروة طبيعية!

تنتج جنوب أفريقيا ملايين من أطنان الفاكهة كل عام يتم تصديرها، استهلاكها محلياً، أو تحويلها إلى منتجات مثل العصير، الفاكهة المعلبة أو الخمر. أثناء معالجة الفاكهة، يتم إنتاج آلاف الأطنان من المخلفات الصلبة والسائلة. يتم توليد النفايات الصلبة في صورة جلود، بذور وسيقان، ومخلفات سائلة من الماء المستخدم في غسل الفاكهة أو تنظيف المعدات. لكن تظهر الأبحاث أن هذه المخلفات لا يتم الانتفاع بها.لهذا نتيجتين كبيرتينالأولى: بيئية. تزيد المخلفات التي يتم التخلص منها في مكبات القمامة من العبء الملقى بالفعل على تلك المواقع. تضيف المخلفات السائلة مغذيات بشكل زائد إلى بيئات المحيطات. يسبب هذا عدم توازن غذائي، نمو زائد للطحالب، فقدان الأكسجين و ممات الحيوانات (القشريات، البرمائيات، والأسماك).
ثانياً: يوجد خسارة اقتصادية نظرية بسبب عدم استغلال إمكانيات مخلفات الفاكهة.

مع تطور التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، هناك توجه عالمي نحو استراتيجيات اقتصادية أكثر استدامة. يشمل هذا طرق الزراعة، التصنيع وعمليات صناعة أخرى، توليد الطاقة، واستهلاك المياه. بموازاة ذلك، يتم إعادة تقييم وسائل وممارسات الزراعة والصناعة الزراعية بشكل دائم.
قلل، أعد الاستعمال، أعد التدويرالمحاصيل الحمضية هي فاكهة جنوب أفريقيا الأكثر وفرة، يتبعها التفاح و الإجاص. كذلك صناعة الزيتون في نمو سريع. للأسف، لم يتم تطبيق المبادئ وراء شعار "قلل، أعد الاستعمال، أعد التدوير" بشكل واسع بعد.

يتم عادةً التخلص من مخلفات الفاكهة الصلبة، تحويلها إلى سماد أو استخدامها كعلف للحيوانات. يتم إطلاق النفايات السائلة في البيئة أو استخدامها في الري، أحياناً بعد المعالجة للامتثال للمتطلبات التشريعية. هذه مشكلة بشكل خاص لأن المياه هي رفاهية محدودة في جنوب أفريقيا. عبر العقدين الأخيرين، كانت هناك بوادر تقدم و أصبحت مفاهيم الانتفاع و التكرير الحيوي معروفة في جنوب أفريقيا. يشير الانتفاع إلى تحويل المخلفات إلى منتجات أعلى قيمة. يمكن تحقيق ذلك في مواقع معالجة الفاكهة أو في معمل تكرير حيوي.

ركزت الأبحاث في البداية على استعمال مخلفات الفاكهة في لإنتاج الطاقة الحيوية. توليد الغاز الحيوي و البيوإثانول من مخلفات المياه هو مثال لذلك. من ثم، تم استكشاف استخدامات أخرى لمخلفات الفاكهة. يشمل ذلك الوصول إلى المغذيات ومضادات الأكسدة لأنواع محددة من الفاكهة. إن هذا مجرد غيض من فيض لأن الأبحاث العالمية قد أظهرت وجود إمكانيات هائلة كامنة في مخلفات الفاكهة.  مزايا لم يتم استغلالها لمخلفات الفاكهةهناك طرق لا حصر لها، يمكن من خلالها إعادة استخدام وإعادة تدوير المخلفات المتبقية من الفاكهة ومنها:
[list]
[*]تستخدم كمصدر للنكهات ومكسبات الطعم، ومضادات للأكسدة وكذلك الألوان الطبيعية والمغذيات.
[*]وتستخدم أيضاً اعتماداً على نوع الفاكهة كمصدر للنشا ومادة البكتين والسليلوز التي تستخدم في المخبوزات وتحضير البيوإيثانول.
[*]كمصدر للألياف واللباب لإنتاج المواد المركبة و النسيج والورق.
[*]لإزالة المعادن والأصباغ من المياه المستعملة.
[*]في عملية تصنيع الطوب أو في المحارق الريفية.
[*]يستخدم كمادة مخمرة في صناعة الفطر والبكتيريا فإن هذه الكائنات الدقيقة تنتج إنزيمات تستخدم في إنتاج الوقود الطبيعي والمواد الكيميائية الدقيقة.
[*]كمصدر للأحماض العضوية مثل تلك المستخدمة في الطعام وبعض العناصر مثل المبيدات الطبيعية والمواد المستخدمة في التحلل الطبيعي.
[*]تستخدم الكتلة الحيوية لزراعة الفطر والطحالب الدقيقة لاستخدامها كوقود حيوي لإنتاج مجموعة مركبات من المواد.
[/list]
قليل جداً من هذه الاختيارات تم استخدامها في جنوب أفريقيا وبالرغم من ذلك فهناك استثناءات ملحوظة. هناك شركة نجحت في معالجة البذور والجلود والرواسب الناتجة عن صناعة الخمور.

تشمل منتجات القيمة المضافة الرواسب الجيرية والمشروبات الكحولية وزيت بذور العنب والمنتجات المصنَّعة من قشر العنب. ويتم حرق النفايات المتبقية وخلطها مع السماد العضوي . فيكون هذا أكثر قابلية للتحلل من النفايات الأصلية الناتجة من مصانع النبيذ. الدراسة النظرية بين المزارعين والحكومةهناك العديد من الأبحاث التي مازالت تحتاج إلى دراسة. مثل إجراء تجارب العمليات الحيوية بمحاذاة نظريات الاقتصاد الحيوى. وبالرغم من ذلك فإننا نحتاج إلى نظريات لظوابط متعددة وانتقالية لسد الفجوة بين ما يحدث في المعامل والمتطلبات الفعلية للمصانع.

وللوصول إلى ذلك يجب تطوير العلاقة الوثيقة مع المصنع. وللحكومة دور أيضاً في تمويل المصانع وإنشاء معامل التكرير الحيوية. وتبني تحديث الخامات مثل ما فعلت الودة الأمريكية. إذا نجحت الشركة في الحد من البصمة الكربونية، يجب على الحكومة أن تكافئها ويعتبر ذلك حافز للشركات الأخرى لتبني نفس السياسة. الانتقال من الممارسات الحالية إلى ممارسات أخرى مستدامة لن يكون سهلاً وسريعاً. سوف يحدث ذلك تدريجياً، إذا كان الجميع بما في ذلك الباحثين ووكالات التمويل والحكومات والمجتمعات يعملون سوياً لدعم بعضهم البعض لتطوير اقتصاد حيوي حقيقي.

الرابط مصدر المقال

Noura Hassan

Noura Hassan

مترجمين المقال