مستقبل القمامة: أربع طرق تقنية لتحسين معدل التدوير

تدعم شركة بي إم دبليو آي، سلسلة الابتكار العالمى؛ حيث تكرس مفهومًا جديدًا لخلق حلول للتنقل في وسط المدينة. ففضلاً عن أنها قامت بتصنيع سيارات كهربائية صممت خصيصًا لهذا الغرض، فهي أيضًا تعرض خدمات ذكية تناسب الجميع. قم بزيارة موقع أو بمتابعة حساب @BMWiعلى تويتر.

يسكن العالم الآن حولي بليون فرد ولك أن تتخيل كم النفايات الهائل الذى ينتج هنا، ففي الولايات المتحدة ينتج عن كل فرد حوالي 4.6 رطل من النفايات، كل يوم ومائة واثنين وثلاثين مليون طن من النفايات المحلية الصلبة التي تم إلقاؤها في مكب النفايات في عام 2009، في حين أن حوالي 35% منها فقط يتم تدويره. وعلى نفس السياق، إليكم بعض الإحصائيات:

تقوم اليونان بتدوير حوالي 10% من نفاياتها، بينما تقوم المملكة المتحدة بتدوير 17% وتقوم النمسا بتدوير حوالي 60%. وسابقًا فى عام 2008 قام البرلمان الأوروبى بإجراءات للوصول إلى 50% من معدل إعادة التدوير من النفايات المنزلية، و70% من مخلفات البناء.

يوجد طرق عديدة للشروع فى تحسين معدلات إعادة التدوير وتقليل النفايات. فعلى جزيرة تايوان قامت الحكومة بإزالة صناديق القمامة على الأرصفة، وقامت بإنشاء جدول مواعيد مفصل وإجباري لجمع القمامة؛ أملاً فى تقليص حجم النفايات؛ لعدم وجود متسع لإنشاء مكبات أخرى للنفايات. ففي ألمانيا -الدولة المصنفة الأولى عالميًا في مجال تقليص حجم النفايات- يفرض برنامج البقعة الخضراء على المواطنين قوانين صارمة للتخلص من حوالي ثلاثين مليون طن من النفايات سنويًا؛ لمساعدة الدولة في تقليل نفاياتها بمقدار طن سنويًا.

وصرح براين ستالي نائب رئيس مؤسسة البحث البيئي والتعليم -إحدى كبرى المؤسسات مقدمة المنح والداعمة لبحوث النفايات الصلبة ومبادرات التعليم- أن مردم/دفن النفايات هو أسهل مخرج؛ فهو يكلف حوالى ثلث ما تكلفه مرافق تحويل النفايات إلى طاقة. ولكن الحكومات وشركات معالجة النفايات تسعى إلى إيجاد طرق مبتكرة لإعادة تدوير منتجات أكثر؛ لجعل النفايات أكثر قابلية للاستخدام، وتحفيز الناس، وصرف انتباههم إلى النفايات الناتجة عنهم. يقول ستالي:
"قم بالجلوس في مقدمة شاحنة جمع القمامة، ستجد أنها تشبه حرفيًا كابينة قيادة طائرة بوينج طراز 737. وإنه من المدهش كم يبدو مقعد قيادة سيارات جمع القمامة معقد. ومن المذهل ما يمكن للتكنولوجيا فعله بالأشياء التى نهدرها."



قم بقراءة أربع طرق لجمع القمامة بالطرق المتقدمة.


1- RFID آر إف آي دي (رقاقات الراديو لاسلكية أو رقاقات التعرف بترددات الراديو)

أوضح ستالى أن تقنية رقاقات التعرف بترددات الراديوذ- مخصصة للتفاعلات غير البشرية؛ للإمداد ببيانات مرتبطة بأنشطة التقاط وجمع النفايات الصلبة. والإحصائيات لا يمكن العبث/التلاعب بها. فتقنيةFRIDكانت موجودة منذ سنوات عديدة ولكن تطبيقاتها في قطاع معالجة المخلفات ازدهر في الخمس سنوات الأخيرة.

فمع وجود رمز RFID على صناديق القمامة وأجهزة القراءات الإلكترونية فى شاحنات جمع القمامة، يمكن للبلدية التحقق من أماكن ومواعيد إتمام عمليات جمع القمامة، فيوجد سجلاً إلكترونيًا خاص بمسار الشاحنة، بالإضافة إلى طابع زمني و جغرافي. فلو أنك تستخدم تطبيق تحديد الهوية بموجات الراديو (RFID) في الصناديق الخاصة بإعادة التدوير، فيمكنك أن تتابع معدلات المشاركة ومعرفة من يقوم بإعادة التدوير، ومن ثم ففي نهاية الطريق يمكنك أن تقدر عدد المواد القابلة للتدوير فى الشحنة وعدد المنازل التى تنتج مخلفات، وهكذا فإن هذا يسفر عن كمية المواد المنزلية القابلة للتدوير. ولذا فإن هذه المعلومات يمكن أن تساعد فى تحليل أي الشرائح السكانية تشارك في برنامج إعادة التدوير وعلى هذا يمكنك بسهولة مقارنة حيسكني يتكون من مليون منزل ب قطاع يحوي ثمانية منازل لحي سكني آخر. وفي حالة وجود مناطق منخفضة المشاركة فبوسع المدينة أن تنشئ برامج تحفيزية للمشاركة. وتستخدم الصناديق الذكية الخاصة بتحديد الهوية بموجات الراديو (RFID) في أربعٍ وأربعين مدينة فى الولايات المتحدة وتشمل؛ فيلادلفيا، وكليفلاند، ولوس أنجلوس وهيوستن.


2- ادفع في كل مرة تقوم بإلقاء المخلفات

نظام آخر يمكن أن يطبق تحت شعار (RFID)  تحديد الهوية بموجات الراديو، وهو أن تقوم بتسديد رسوم عند إلقاء المخلفات، أضف ميزانًا إلى الشاحنة، وستكتشف وزن المخلفات الملقاة من كل منزل. ادفع بالجنيه (حساب المستهلك متصل بشعار الـRFID) وبهذه الطريقة ستشجع المستهلكين على تقليل نفاياتهم.

ولكن هذا لا يحدث إلا في عالم مثالي؛ لأنه و كما قال ستالي:
"يصبح الجميع فى حالة تأهب عندما يتعلق الأمر بنقودهم."

ولكن هذه الطريقة لم تلق نجاحًا فى المدن المزدحمة مثل مدينة نيويورك حيث المباني بنظام الشقق السكنية، والتي يسكنها عشرات النزلاء التي يتم جمع مخلفاتهم معًا، الأمر الذي يستحيل معه معرفة هوية من يلقي المخلفات أو كمها. ومن ثم فقد تعرض هذا النظام إلى إساءة الاستخدام، حيث يمكن لفرد أن يلقي بكيس قمامة عند أي متجر قريب للوجبات السريعة ويتجنب دفع رسوم القمامة. ويعمل نظام الدفع مقابل التخلص من القمامة بصورة أفضل في المناطق ذات شرائح الدخل المتوسط وشرائح الدخل الأعلى من المتوسط حيث أن التكلفة بالجنيه لن تحدث عجزًا يذكر فى دخلهم. 

نظام تسديد الرسوم عند إلقاء القمامة يجرى العمل به في 2000 مجتمع في الولايات المتحدة وهولندا ويجرى النظر في العمل به في المملكة المتحدة.
 

3- استراتيجية إدراج صناديق القمامة فى أماكن مدروسة

لو أنك فى حديقة وأنهيت زجاجة الماء الخاصة بك فهل تلقي بها فى صندوق القمامة أم أنك تحتفظ بها لحين إيجاد سلة إعادة التدوير؟ من المؤكد أنه شئ غير ملائم أن تحتفظ بها، ولكن ستالي يؤكد أن هناك أناس على وعي اجتماعي وبيئي كافٍ لفعل ذلك، وأن هناك منحة من مؤسسة البحث البيئي والتعليم تحت مسمى WeRecycle مقرر عقدها فى جامعة جورجيا لمناقشة هذه الظاهرة على وجه التحديد لتوضيح كيف أن السلوك البشرى يؤثر على معدل التدوير.

والبحث يضم جهاز الشبكة العالمية لتحديد المواقع الملحق بصناديق القمامة الذي يرسل إشارة توضح عدد الزجاجات التي تم إلقاؤها فى هذا الصندوق. وكل البيانات الموجودة في هذه الدراسة مدرجة على موقعًا إلكترونيًا ولذا يمكنك أن تضغط على خريطة وترى مكان كل السلات وتشاهد معدل التدوير في كل سلة، وستساعد النتائج في تحديد أين توضع سلات إعادة التدوير لزيادة معدل التدوير إلى أقصى حد. كما أن منحة WeRecycle (نحن نعيد التدوير) بها أيضًا Androidapp (تطبيق الأندرويد) الذي يساعد الناس على إيجاد أقرب سلة مهملات وإعادة تدوير، والذي بدوره يكون مفيدًا في المناسبات الكبرى والمواكب المقامة في الطرقات.

يذكر ستالي أنه في المناطق المدنية ذات الكثافة العالية، فإن 20% فقط من الزجاجات القابلة لإعادة التدوير يتم تدويرها فعليًا، ويشير إلي أن وضع سلات بطريقة استراتيجية سيكون لها أثرا بالغًا فى زيادة المشاركة. وأضاف أن معظم الناس يستهلكون المياة المعبأة (المياه المعدنية) عندما يكونوا خارج المنزل، فإذا لم يكن هناك سلات لإعادة التدوير فى الشارع أو الحديقة فمن المحتمل أن هذه الزجاجات لن يتم إعادة تدويرها.

ويصرح ستالي بأن السلوك الإنساني يؤدي دورًا هائلاً فى عملية إعادة التدويرن مضيفًا أن تلبية احتياجات السلوك الإنساني يمكن أن يقطع شوطًا طويلاً في زيادة معدلات إعادة التدوير.


4- التحويل إلى غاز

ما تعتبره أنت مجرد مخلفات، يعتبره آخرون مصدرًا لإنتاج الطاقة. فالكثير من الطاقة مع الأخذ فى الاعتبار أن 2% فقط من الطاقة الكامنة فى النفايات الصلبة هى التي تستغل. فبعض الشركات، مثل شركة (Enerkem) إينيركم في كندا و(Geoplasma) جيوبلازما في فلوريدا و(Ze-Gen) زي-جن في بوسطن يقومون بتحويل النفايات إلى وقود حيوي عن طريق التحويل إلى غاز. عملية التحويل إلى غاز (الخاصة بشركة Ze-Gen كما هو موضح بالأعلى) يولد مركب غاز نظيف و مستديم و قليل التكلفة"غاز اصطناعى/مركب" و يتألف من أول أكسيد الكربون وغاز الهيدروجين. وهذا الغاز المركب يكون 50% من كثافة الغاز الطبيعيو له استخدامات عدة:

فهو يعمل كبديل للوقود الحفري، حجر الأساس لإنتاج الوقود السائل، وطريقة لتكرير النفط الخام، وعامل مساعد لإنتاج الإيثانول الحراري، وأيضًا يمكن تحويله إلى سولار/ديزل صديق للبيئة. بشكل أساسي، هذه الشركات تقوم بتحويل جزيئات الكربون كيميائيًا من النفايات لصناعة منتجات والوقود المستخدم في النقل، وبالرغم من ذلك كل شركة تختلف بدرجة طفيفة عن الأخرى:

· شركة إينيكريم (Enerkem):

تعمل هذه الشركة على تحويل "جزيئات الإثانول" والميثانول، والتي يمكن أن تستخدم لصناعة وقود نظيف عند الاحتراق. يحتوى الجازولين والإيثانول على نسبة أكسجين أعلى والتي تساعد على إتمام عملية الاحتراق بصورة كلية، وبالتالي تقليل الإنبعاثات.

· شركة زي-جن(Ze-Gen):

تستخدم تقنية شركة زي-جن لتحويل النفايات المألوفة إلى موردًا للطاقة يمكن التعويل عليه.ف طن واحد من الطاقة ينتج ما يوازي 6000 كيلو وات من الطاقة أوبرميل من البترول.

· شركة جيوبلازما (Geoplasma):

تستخدم هذه الشركة الكهرباء وضغط هواء هائل لتكوين بلازما شديدة السخونة التي تؤدى إلى انصهار وتبخر النفاياتغاز صناعي والذي يستخدم في تشغيل توربين كهربائي. وهي حاليًا تعالج 1500 طن من القمامة يوميًا.
في حين أن التحويل إلى غاز يعتبر آلية تحويل ضخمة إلا أنه لم يعتبر كحل رائج.
وحتى في عالم مثالي، حيث يمكن يعاد تدوير كل ما يمكن إعادة تدويره، يقول ستالى أن الحد الأقصى للتدوير يتراوح بين 60% و 70% مع معدل واقعي يتراوح بين 50% و 60%. وأضاف أننا بغض النظر عن ذلك، سنخسر قدرًا معينًا في مكب النفايات غير أن التكنولوجيا قد حققت بالفعل -وستظل تحقق- خطوات كبيرة في تحسين إعادة التدوير ومعالجة النفايات في جميع أنحاء العالم.

الرابط مصدر المقال

fatma habiba

fatma habiba

مترجمين المقال