مراكز إعادة تدوير النفايات المنزلية

مراكز إعادة تدوير النفايات المنزلية



إرتفعت نسبة النفايات المعاد تدويرها فى المملكة المتحدة بسرعة كبيرة على مدى السنوات العشرين الأخيرة ويعود الفضل في ذلك إلى الطرق الحديثة التى تتم بها معالجة النفايات، ودار الحوار بين مجلة أنيجينا والدكتور الزائر كيث ريلي أستاذ الهندسة والعلوم البيئية من جامعة ساوثمبتون وأستاذ ويليام بوري فرينغ أستاذ علم الهندسة التقنية المدنية حول مايحدث للنفايات المنزلية والتطورات التكنولوجية الأخيرة فى هذا المجال داخل المملكة المتحدة .
 
ففي حِقبة التسعينات كانت النفايات تأخذ رحلة فى إتجاه ثابت وهو أقرب مكب للنفايات، ولكن اليوم مكب النفايات هو مكان الوصول الأخير، فيتم تجميع معظم النفايات المنزلية التى تُقسمها الأسر إلى فصائل ثم تُرسل إلى مرافق إعادة التدوير،  ولا يتم إرسال النفايات المتبقية إلى مكب النفايات إلا بعد إعادة تدوير المواد القابلة لإعادة الاستخدام .
 
ويعود هذا الإرتفاع الجزئي فى إعادة التدوير إلى تغير تركيبة النفايات المنزلية ، يرجع التغير الأول إلى أوائل حقبة الستينات حين وُضعت قوانين الهواء النظييف وإزالة الرماد وبقايا الفحم من النفايات المنزلية يليه التغير في المواد الخام وأساليب الحياة، علاوة على ذلك الزيادة السريعة فى إعادة التدوير في الخمسة عشرعاما ً الماضية تعود إلى ضرائب مكبات النفايات حيث تم إدراج القانون تحت رعاية الاتحاد الأوروبى عام 1999 لضمان وفاء المملكة المتحدة بإلتزامهاو هو الحد من كمية النفايات القابلة للتحلل التى ستصب في مكبات النفايات.
 
يوجد حاليا ما يقرب من 270 مليون طن تنتجه المملكة المتحدة سنويا ً من النفايات، يأتى منها ما يقرب من 23 مليون طن من النفايات لمنزلية وظل هذا الرقم ثابتاً إلى حد ما طوال العقدين الماضيين، قبل ذلك شغلت النفايات المنزلية نسبة أقل من 10% من النفايات التى يُعاد تدويرها ولكن أظهرت الإحصائيات الحكومية أنه يتم الآن إعادة تدوير أكثر من 40%،  وأصبحت المملكة المتحدة مستعدة لتلبية توجيهات الإتحاد الأوروبى لتصبح نسبة إعادة تدوير النفايات المنزلية 50% بحلول عام 2020 وهذا لم يكن ليحدث أبدا ً دون ما يسمى بالثورة الصناعية .
 
بلغت نسبة النفايات المنزلية للمملكة المتحدة التى يُعاد تدويرها 44.16% فى عام 2013 وتلتزم المملكة بتحقيق هدف هو الوصول إلى 50% فى 2020، ففي عام 2013 كانت نسبة النفايات المنزلية 403 كيلوجرام لكل شخص بمجموع نفايات منزلية يصل تقريبا الى 21.6 مليون طن  وإنخفضت النفايات التى تديرها السلطات المحلية من أماكن النفايات بنسبة 62% من 2003/2004 إلى 7.9 مليون طن فى 2014/2013، وإرتفعت النفايات التي يتم إعادة تدويرها بنسبة 135 لتصل الى 6.2 مليون طن فى الفترة من 2013/2012 إلى 2014/2013 أى أكثر من الضعف منذ 2004/2003 .
 
هناك إستفادة إقتصادية لزيادة إعادة التدوير فضلا ً عن الإستفادة البيئية، إن المواد التي يمكن إعادة تدويرها هى موارد محلية  من الممكن أن تكون الإستفادة منها أكثر أمانا ً من تلك الموجودة فى بعض المواد الأولية، وتتطلب فى كثيرٍ من الحالات تكلفة نقدية أو بيئية أقل للحصول على هذه الموارد الثانوية فعلى سبيل المثال: عملية إستخراج الألومنيوم من العلب المعدنية التي سيعاد تدويرها تستخدم ما يصل إلى 95% طاقة أقل مما يلزم لأستخراج المعدن من خام البوكسيت .
 
-عملية إسترجاع الألومنيوم :
عمل المهندسون الكيميائيون فى جامعة كامبريدج على تطوير تقنية جديدة تستخدم المايكروويف لإعادة تدوير صفائح من البلاستيك والألومنيوم والتي تُستخدم في معجون الأسنان وطعام الحيوانات الأليفة ومستحضرات التجميل والطعام والشراب .
 
واستعجب البروفيسر هوارد تشيس والدكتور كارلوس لودوبالافوكس من وجود قطعة لحم خنزير فى الميكروويف لفترة طويلة وتحولت بعد ذلك إلى كتلة متفحمة ومتوهجة من الكربون، ما حدث هو أن هناك عملية تسخين مكثفة تسمى بالإنحلال الحراري ناجمة عن الحرارة الداخلية للميكروويف  وتتكون جسيمات الكربون من عملية إمتصاص الكفاءة الحرارية للميركوويف ، ويمكن أيضا ً نقل هذه الطاقة الحرارية إلى المواد المجاورة .حينها ستتفكك أو ستتحلل المواد العضوية مثل البلاستيك أو الورق ويمكن إستعادة أى معدن متصل بالبلاستيك أو الورق بعد ذلك.
 
على صعيدأخر تستخدم المملكة المتحدة أكثر من 160,000 طن من رقائق التغليف سنويا  والتي تحتوي على أكثر من 170,000 طن من الالومنيوم ولكن تعد رقائق التغليف البلاستيكية رخيصة الثمن وخفيفة الوزن وتحمى المحتويات من الضوء والهواء ولا توجد تقنيات إعادة التدوير لما هو موجود بالداخل  ومن خلال تمويل من مجلس أبحاث العلوم الفيزيائية والهندسية  قام تشيس ولودو بالفوكس بإكتشاف حلا ً وهو تحليل العبوة من خلال أفران الميكروويف، فلم يتبقى بعد ذلك سوى رقائق الألومنيوم النظيفة و الغازات الهيدروكربونية والنفط .
 
تشكلت شركة إنفال المتحدة لإستخدام هذه العملية فى تجاريا ً حيث يمكن تعرض الألومنيوم للإنصهار والهيدروكربونات للتحول إلى وقود فى فرن بحرارة 150 كيلو واط بمصنع إنفال مع عدم وجود انبعاثات سامة، يستطيع المصنع الآن إعادة تدوير ما يصل إلى 2000 طن من العبوات سنويا ً ويولد ما يكفى من الطاقة لتشغيل المصنع ذاته وتتطلع إنفال إلى بيع هذه العملية إلى مصانع معالجة النفايات الأخرى و السلطات المحلية .
 
التعامل مع النفايات المنزلية
تتطلب توجيهات مكبات الإتحاد الأوروبى الآن أن يتم معالجة النفايات الصلبة المحلية قبل أن يتم إرسالها إلى مكبات النفايات وتعد هذه المعالجة نوعا من إعادة التدوير، تبدأ عادة من المنزل من خلال فصل المواد الغذائية والنفايات الخضراء والنفايات غير القابلة لإعادة التدوير بعيدا ً عن البلاستيك والورق والزجاج و المعادن، ويمكن جمع نفايات الطعام والنفايات الخضراء بشكل منفصل أو تحويلها إلى سماد أو معالجتها هوائيا ً لإنتاج غاز الميثان وبالتالى تجنب نقلها إلى مكب النفايات .

تجمع السلطة المحلية أو شركة إدارة النفايات البلاستيك و الورق و الزجاج و الحديد تحت مسمى إعادة التدوير الجافة و تؤخذ هذه المواد إلى مرفق إستعادة المواد ليتم فصلها لإعدادها كي تكون منتجات القابلة للاستخدام و قد تم تطوير أساليب تكنولوجية للتعرف علي المواد و فصلها بهدف السماح لمرافق إستعادة المواد بقبول مجموعة متنوعة متزايدة من المواد مع  توفير الوقت وتكاليف العمالة أيضا ً.
 
أما الآن تنتج بعض أشكال مرافق إستعادة المواد وقود من المواد التي كان من الممكن أن تكون متجهة إلى مكب النفايات، كما أن هناك أيضا ً تحركات لضمان أن المواد التي تدخل قسم النفايات يسهُل إعادة تدويرها أم لا علي سبيل المثال: يعمل مصممو التعبئة والتغليف مع تقنيين عمليات المعالجة على هندسة منتجات يمكن فصلها إلى مكونات عالية الجودة مع الحد الأدنى من النفايات.

كانت مرافق إستعادة المواد قبل منتصف حقبة التسعينات مزودة بعدد كبير من الموظفين وكانت النفايات المنزلية المختلطة القابلة لإعادة التدوير تمر على طول أحزمة النقل بحيث يمكن للموظفين بأيديهم  إختيار المواد غير القابلة لإعادة التدويرالمعروفة باسم ' نقائض', تاركيين بذلك المواد القابلة لإعادة التدويرعلي أحزمة السير جاهزةً لمواصلة فصلها إلى حديد و زجاج و بلاستيك و ورق، أما الآن فيقتصر الإختيار اليدوي على حفنة من الأشخاص الذين يقومون بإزالة العناصر والأشياء الضخمة التي يمكن أن تلحق الضرر بالمعدات لاحقا ً في عملية الإستعادة وتفحص المواد ثم تمر إلى أول مرحلة من مراحل التصنيف العديدة.

تهدف المرحلة الإبتدائية للتصنيف في المرافق النموذجية لإستعادة المواد إلى فصل العناصر الأكبر عن العناصر الأصغر في إسطوانات تدور تُعرف باسم الغرابيل، للغرابيل أربعة لوحات معدنية أو شبكات مع ثقوب مختلفة الحجم لتصفية المواد إلى أجزاء مختلفة على أساس الحجم وهذه الإسطوانات التى تدور تكون مُثبتة في زاوية بحيث أن المواد التي يتم إدخالها من أعلى مدخل المجرى سترتب حسب الحجم أثناء تقدمها على طول أسطوانة.

تُستخدم أحيانا ً شاشات ترددية كبديل -منخفص الصيانة- للغرابيل لجمع المواد الدقيقة جدا ً و إستعادة المعادن والبلاستيك، تمر المواد على السير الناقل إلى شاشات مائلة و مثقوبة و تذبذبية تشبه الغرابيل الاسطوانية، تُصفي المواد حسب الحجم وبمجرد فرزها يجب أن يتم فصل هذه المواد المختلطة الذي يمكن إعادة تدويرها إلى معادن و ورق و بلاستيك و زجاج.

فصل المعادن عن البلاستيك
بفضل الخصائص الكهرومغناطيسية للمعادن كان دوما ً فصل هذه المواد سهلا ً فكان هذا الجزء من العملية اتوماتيكيا ً بنسبة كبيرة، ففي المجمل تمر أولا المواد الممزوجة  فوق حزام ناقل مطاط حيث يعمل مغناطيس على إزالة المعادن الصلبة المغناطيسية مثل العلب الصلبة. أما عناصر الفرز المعدنية الإضافية و أجهزة الفصل المغناطيسية فتحث التيارات الكهرومغناطيسية لإلتقاط النفايات المعدنية المتبقية لفصلها من البلاستيك والزجاج والورق.

بمجرد أن تنفصل المعادن يتعامل مرفق إستعادة المواد مع البلاستيك و الورق و الزجاج، كما طور مصنعو معدات إعادة التدوير آلات يمكنها أن تفصل كل مادة على أساس خصائصها الفيزيائية عقب التوجه إلى مدافن النفايات تفرز آلات نفاثة بسيطة المواد الخفيفة من العناصر الأكثر كثافة و تقوم بتكسير العناصر ألى مجوعات و يتبقي نفايات كثيفة علي السيرالناقل ولكن حدوث التأثير ذاته على الورق و البلاستيك قلل من فاعلية هذا الإسلوب البدائي.

تم تطوير أنظمة جديدة في نهاية الألفية  لتفرز المواد بناءا ً علي الشكل، فتسمح للزجاجات البلاستيكية بشكل خاص أن تتحرك خارج السير إلى مجموعة منفصلة ، ومع ذلك فإن شرائط الأفلام البلاستيكية والصناديق والأحواض تبقي على الناقل بجانب الورق و العناصر الملوثة و والعناصر منخفضة القيمة و المواد المعاد تدويرها قبلا ً، تستخدم الفواصل اليوم تدفق الهواء المتغير والفحص متعدد المراحل لفرز المواد الكثيفة من النفايات الخفيفة  بشكل أكثر فعالية.

يعد الدوار المغناطيسي العنصر الرئيسي لأجهزة الفصل الكهرومغناطيسية فهو يمتاز بحلقات من مغناطيس أرضي دائم فريد من نوعه يُركب على لوح الدعم المعلق بعمود المحرك و يُحاط الدوار المغناطيسي ب " قذيفة إرتداء" ولكنه ليس معلقا بها لتدعم هذه "القذيفة" السير الناقل وهذا يتيح للدوار بأن يدور بشكل مستقل وبسرعه أكبر من السير و "قذيفة الإرتداء" حيث عندما تمر قطعة من المعادن اللافلزيه مثل الألومونيوم على الفاصل  يقوم المغناطيس داخل الدوار بإدارة "ما يسبق الألمونيوم" بسرعه عالية وهذا يعمل على تشكيل التيارات الدائرية في المعدن والتي تخلق بدورها حقل مغناطيسي حول الألمونيوم. تكون القطبيه لهذا الحقل المغناطيسي هي نفس القطبيه للمغناطيس الدوار و يتسبب ذلك في دفع المعدن بعيدا ً عن المغناطيس و ينتج عن هذا تنافر يؤدي إلي تغيير مسار الألمنيوم عن مسار المواد الغير معدنيه، مما يسمح بفصل المواد المتدفقة، بينما يمكن لأجهزة الفصل الحديثة أن تفصل البلاستيك بعيدا ًعن الورق لكن لا تزال العديد من السلطات المحلية تستخدم معدات قديمة بل و تنتظر أرباح الإستثمارات القائمة قبل شراء معدات أحدث.

تنتج النفايات المنزلية اليوم التي يتم جمعها في صناديق أكثر من 20 أنواع مختلفة من البلاستيك ولكن ليس كل منهم قابل لإعادة التدوير بسهولة، لا يمكن خلط بعض المواد البلاستيكية مع أخري لأن لديهم بوليمرات مختلفة كيميائيا بينما يتم إنتاج البعض الأخر في حجم منخفض جدا ًوهي ببساطة تكون مكلفة للغاية لفصلها بإستخدام التكنولوجيا الحالية، و تشكل مواد التغليف 36 % من إستهلاك المملكة المتحدة من البلاستيك لذلك يعد تصميم عبوات التغليف مع القيود المفروضة على تكنولوجيا الفصل طريقا ً للحد من مقدار نفايات البلاستيك غير القابلة لإعادة التدوير و قد وضع هذا الهدف في عين الإعتبار، أصدر برنامج العمل بشأن النفايات والموارد الحكومية قواعد إرشادية  و دراسات حالة عن أفضل الممارسات التي يقوم بها المصنعون في المملكة المتحدة باستخدام دوات لإختبار ما إذا كان البلاستيك و الأصباغ والمواد اللاصقة المستخدمة في التغليف ستنجح كمواد قابلة لإعادة التدوير أم لا؟

وستفصل معظم هذه المرافق نوعين رئيسيين من البلاستيك: البولي إيثيلين تيريفثالات المستخدم في المشروبات الغازية وزجاجات المياه والبولي إثيلين عالي الكثافة وهو بوليمر أكثر صلابة  يُستخدم لصنع صواني الطعام و سدادات الزجاجات وزجاجات الحليب، كما يمكن فرز البلاستيك الإضافي بعد إزالتهم عن طريق الفرز البصري مثل البولي إثيلين المتوسط الكثافة والبولي إيثيلين منخفض الكثافة.
 
يعد الحصول على المواد المسترجعة و تحويلها إلى شيء مفيد جزءًا هامًا من سلسلة إعادة التدوير ، حاليًا يتم تصدير جزء كبير من البلاستيك في المملكة المتحدة لمزيد من المعالجة ، وتعتبر الصين مستهلكًا رئيسًا للبوليمرات المستخدمة ، ومع ذلك فإن القدرة على معالجة البوليمرات المسترجعة في المملكة المتحدة تتزايد. فعلى سبيل المثال يعد مصنع "إعادة التدوير ذات الحلقة المغلقة" في داغينهام بمدينة اسيكس أول المصانع بالمملكة المتحدة التي قامت بإعادة تدوير متعدد إيثيلين عالي الكثافة وبولي إيتيلين تيرفثالات من الزجاجات البلاستيكية في المواد الغذائية ، فيستطيع المصنع معالجة ما يصل إلى 35,000 طن من زجاجات كل سنة، حيث يتم تنظيف زجاجاتالمشروبات و الحاويات الغذائية و تذويبها وإعادة  تشكيلها لرقائق بلاستيكية قبل أن يتم إعادتها كحاويات غذائية مرة أخرى، تقوم إعادة التدوير المغلقة بشراء بالات من البلاستيك الذي تم فرزه لعمل حبات صغيرة من جميع أنواع البوليمرات و التي يتم بيعها لعمل زجاجات جديدة أو حاويات غذائية.
 
الفرز باستخدام الأشعة تحت الحمراء
لقد تم تطوير العديد من أنظمة الفرز الضوئية لاستغلال حقيقة أن كل واحدة من هذه المواد البلاستيكية لها بصمة فريدة تحت الأشعة تحت الحمراء و تكشف عن أطياف معينة عندما يتم فرزها باستخدام الأشعة تحت الحمراء، حيث تظهر أجهزة الاستشعار البصرية التي ينبعث منها ضوء الأشعة تحت الحمراء في هيكل نموذجي على حزام ناقل جنبُا إلى جنب مع الآلات النفاثة وأجهزة الاستشعار ، و ثقوم هذه العناصر معًا بأنظمة مسح و التي يمكن برمجتها للكشف و استخراج مواد بلاستيكية محددة _و الورق إذا لزم الأمر_ و ذلك استنادًا لمعطيات البصمة باستخدام الأشعة تحت الحمراء.
 
و تعتبر الفواصل باستخدام الأشعة تحت الحمراء هي المرحلة الميكانيكية الأخيرة من عملية تكرير المواد حيث تتبع مراحل أخرى مثل الفرز باستخدام آلة التروميل و المغناطيس و التصنيف الهوائي
 
و أثناء عملية المعالجة تمر مواد لم يتم فرزها على طول الحزام الناقل حيث تسلط أجهزة الاستشعار الأشعة تحت الحمراء على المواد، و تقوم وحدة ضوئية بقراءة أطياف الأشعة تحت الحمراء المنعكسة ومقارنتها بما تراه من الأطياف المعروفة من اللدائن المختلفة ، و في حال وجود تطابق سوف يتم الضغط على طائرات أو آلات الهواء النفاثة لضم تلك المواد المُعرفة للحاوية ، أما في حالة عدم تطابق المواد يتم إلقائها عند نهاية الحزام. و يمكن حاليًا لأحدث أنظمة المسح الضوئي معالجة أكثر من 12 طناً من مواد مختلطة كل ساعة بدقة      95%

و لزيادة الإنتاجية و فصل المزيد من البلاستيك والورق تستخدم المصانع المتخصصة في عمليات إعادة التدوير أنظمة الفرز الضوئية في هيئة سلاسل أو عملية توازي مع تكييفها لفرز أكبر قدر ممكن من النفايات ، فعلى سبيل المثال قامت شركة فيوليا لإدارة النفايات بإنشاء منشأة لإعادة التدوير في راينهام في أسيكس و التي يمكنها معالجة 50000 طن في السنة ، حيث تحتوي المنشأة على أنظمة فرز باستخدام كل من الأشعة تحت الحمراء واللون الطيفي و التي صممتها شركة بيلينك في فرنسا و التي يمكنها فرز البلاستيك وفقًا للنوع واللون، حيث يقوم النظام بفرز كل من إيثيلين متعدد عالي الكثافة و منخفض الكثافة و يمكنه فصل ما يصل إلى تسعة أنواع من البوليمرات ،  وأثناء عملية المعالجة يتم تجميع كل المواد من نقاط الإخراج المحددة و رزمها أو تضخيمها لتسهيل انتقالها للمصنع حيث تكون جاهزة لتتم معالجتها و تحويلها لمنتجات يمكن استخدامها.
 
 
النفايات المتبقية
 يمكن إعادة تدوير الورق لاستعادة الألياف لمنتجات لورقية جديدة، ولكن عادة ما يلزم التخلص من الأحبار والمواد العالقة في مدافن القمامة. و بمرور السنوات فقد تقدمت التكنولوجيا بما يسمح بالقيام إعادة تدوير لمنتج جديد أقل قيمة حيث تقل جودة المنتجات المصنوعة من مواد معاد تدويرها بسبب تكرار إجراء عمليات إعادة التدوير.
 
كما يمكن استرجاع الزجاج كمادة مستخدمة لصناعة منتجات زجاجية جديدة ولكن أيضا يمكن أن تتم إعادة تدويره لإنتاج منتجات أقل قيمة إذا تم سحقها واستخدامها كبديل تجميعي ،  ومع ذلك و مع هذا الإختيار فسوف تُفقد الطاقة الموجودة داخل الزجاج، ونظراً لثقلها فإن عملية إعادة تدوير الزجاج  بدلاً من إعادة استخدامه قد أصبحت متداولة بشكل أكبر بين المجالس، لكن إذا كان بالإمكان ضبط دورة النقل المرتبطة بها على سبيل المثال عن طريق استيراد النبيذ من أستراليا أو أمريكا الجنوبية في حاويات كبيرة لتعبئة الزجاجات في مصنع في المملكة المتحدة ثم يمكن بعد ذلك استغلال الفوائد الرئيسية للطاقة.

يسفر طنا ً من الخردة الإلكترونية عن ذهبٍ أنقى من الذهب الخام غير المعالج، كما تحوى الخردة الإلكترونية و الكهربائية أيضا ً النحاس و البلاتنيوم بالإضافة إلى عدة معادن قيمة أخرى، يُذكر أن استخلاص هذه المواد لهو عملية مكلفة و خطرة، فتظهر هذه المواد أحيانا في أشكال صغيرة إما مدمجة في الدوائر الكهربية أو في عدة أجزاء ميكانيكية أخرى تتضمن معادن ثقيلة و مواد كيميائية ذات خطورة شديدة كالزرنيخ و الكادميوم والرصاص و الزئبق و بعض مثبطات اللهب بالإضافة إلى مادة كلوريد الأمونيوم الفسفورية التي تتكون في مصابيح الأشعة المهبطية المعطلة، تتشق حاليا هذه المكونات مكونة ً أقراص صغيرة ثم تُغسل فى حمض ٍ قوي لإستخلاص المعادن، يعمل المهندسون البيلوجيون على تطوير نوع من البكتيريا المعدل جينيا لإنتاج مواد كيميائية بيولوجية مثل السيانيد لإستخلاص هذه المعادن، في حين تُستخدم التقنيات نفسها في مجال التعدين ويطلق عليه التعدين البيولوجي أو الإستخلاص البيولوجي لإستخراج معادن قيمة من معادن أقل قيمة.
 
حلقة إقتصادية مغلقة
تنقسم المعادن إلى فئتين داخل حلقة إقتصادية مغلقة و هما: المعادن البيولوجية و المعادن غير البيولوجية، تتميز المواد غير البيولوجية مثل البلاستيك و المعادن بإمكانية استعادتها و إعادة استخدامها عند الإنتهاء من المنتج و دائما ما يعاد تدويرها في عدة منتجات أخرى، أما عن المعادن البيولوجية كالورق و الخشب فيمكن أيضا ً استعادتها و إعادة تدويرها و لكن إذا لم يكن هذه ممكنا ً كما في حالة الطعام فتتحول إلى سماد عضوي أو فضلات.
 
تعود المنتجات المستخدمة إلى المصانع حتى يمكن إعادة استخدام المعادن، وتعد الأماكن التي تعرض المنتجات و التي تؤجر ملكيتها الشركات واحدا ً من نماذج الأعمال المحتملة الداعمة لهكذا صناعة، حيث يبيعون الإستخدام الى الزبائن أكثر من بيع المنتج نفسه، و على الرغم من وجود بعض الأمثلة قام القليل من الشركات بتنفيذ مبدأ الحلقة المغلقة في أعمالهم حتى الآن، حيث إنتقل صناع البساط الأرضي "ديسو" و "إنترفايس فلور" إلى نموذج الحلقة المغلقة؛ فقد عرضوا أبسطتهم للإيجار و أعادوا صناعة الأخريات المستخدمات وتحويلها إلى أبسطة جديدة في نهاية دورتها الصناعية، كما إنضمت شركة "كات" المتخصصة في صناعة المعدات الثقيلة إلى الحلقة المغلقة حيث يقومون بتجريد الآلات من أجزائها الإضافية و إعادة استخدامها في سيارات الريمان، و تعد هذه هي أسرع جهاتها تطورا ً.
 
التطلع للمستقبل
على الرغم من الجهود الكبيرة لشركات مثل "كلوسد  لووب المحدودة" أرسل 240,000 طن من الزجاجات البلاستيكية التي يمكن إعادة تدويرها إلى مكب النفايات حيثما تُلقى كمية كبيرة من مخلفات الطعام، تزيد صناعة إعادة التدوير الأرباح الإقتصادية فيباع طن الزجاجات البلاستيكية في سوق إعادة التدوير بين 300 إلى 400 دولار بينما يباع طن الورق ب 100 دولار و تصل العبوات الألومونيوم التي تستخدم في صناعة المياة الغازية إلى 800 دولار للطن.
 
بينما تسيير المملكة المتحدة على نحو جيد في إعادة التدوير هناك جدل كبيرحول تبسيط عملية التدوير غير المُتسقة، فعلى سبيل المثال تُجمع المعادن و الأوراق و الكرتون و الزجاج من سكان المنطقة الريفية لنكولنشاير لإعادة التدوير بجانب الزجاجات البلاستيكية بينما يملك سكان حي تاور هاملتس بلندن السلطة المحلية التي تجمع كل ما سبق بالإضافة إلى مجموعة كبيرة أخرى من المواد البلاستيكية تتنوع بين علب رقائق البطاطس و أواني الزرع و علب السمن و الزبادي، ازدادت الإختلافات جزئيا نتيجة نقص الإتفاق المبدئي و التكنولوجيا الملائمة، فكان إختيار متعهد منشأة استرداد الموارد  للغربال الإسطواني أو الماسح بالأشعة تحت الحمراء مختلفا ً بقدر التكنولوجيا المتاحة.
 
و على صعيد أخر و بتوافر التطورات الحديثة لتصنيف التكنولوجيا تجري خطوة جديدة تُمكن السكان من فصل للقمامة بسهولة إلى كومتين جافة و مُبتلة، حيث ستشمل الكومة المبللة بقايا الطعام و المخلفات العضوية التي يمكن أن تدخل في التدوير العضوي لغاز الميثان لتوليد الطاقة و المخلفات الغنية بالمواد الغذائية التي يمكن استخدامها كمواد لتحسين النفط تجنبا ً لإهدار كميات كبيرة من الطاقة لتعويض نقص النيتروجين في الغلاف الجوي من أجل إنتاج السماد الكيميائي، بينما ستشمل الكومة الجافة البلاستيك و المعدن و الورق و الزجاج و الذين ستيم نقلهم إلى منشأة استرداد الموارد للفرز.
 
تسري تطورات هامة في المملكة المتحدة لزيادة نسبة إعادة التدوير من مخلفات المنازل و التي ازدادت أكثر من الضعف في العشر سنوات المنصرمة و حاليا ً تتخطى نسبة ال40%، نتج عن هذا تقلص التخلص من مخلفات المنازل في مكب النفايات بشكل ملموس لتصل النسبة إلى 30% مقارنة بالإتحاد الأوروبي الذي يحصد نسبة 40%، على الرغم من ذلك أشارت الإحصاءات حول إعادة التدوير عن أنخفاض في معدلات التطوير، و إنه لمن الضروري أن يستمر هذا الإندفاع خلال السنوات الخمس القادمه من العقد الحالي لتحقيق النسبة المرجوة التي وضعها الإتحاد الأوروبي و هي 50% بحلول عام .2020
 
معالجة ميكانيكية بيولوجية
يعد "المعالجة الميكانيكية البيولوجية" مصطلح عام لعدة عمليات ميكانيكية مدمجة توجد بكثرة في عدة منشآت لمعالجة النفايات مثل منشآت استرداد الموارد  و السماد الصناعي و محطات المعالجة اللاهوائية، تشبه مراحل المعالجة الميكانيكية مراحل إعادة التدوير المعروفة للمواد الجافة ولكن مع معالجة بيولوجية إضافية قبل أو بعد الفرز الميكانيكي.
 
يمكن أن تكون عملية المعالجة الحيوية التي تندرج تحت المعالجة الميكانيكية البيولوجية نظاما ً للهضم اللاهوائي أو عملية ً هوائية، يحدث الهضم اللاهوائي عادة بعد الفصل الميكانيكي، وهناك ثلاثة أنواع أساسية لنظام الهضم اللاهوائي: نظام الهضم اللاهوائي الرطب و الذي تستخدم فيه المياة على هيئة فضلات سائلة أو محلول مائي خالي من المياة لتقليل جفاف المادة إلى نحو 10% من إجمالي المعالجة ثم يُدار النظام بإستمرار، أما نظام الهضم اللاهوائي الجاف فيكون دُفعة واحدة أو شبه مستمر حيث تشغل المادة الجافة نحو 20 إلى 40% من المواد المضافة، يستخدم نظام الهضم اللاهوائي الجاف على نطاق واسع في أوروبا و لكنه ليس الخيار الأفضل في المملكة المتحدة.
 
يشمل النطاق الثالث لنظام الهضم اللاهوائي جمع المحاليل المائية شديدة الترشيح عن طريق إحاطة الجزء الحيوي بالمياة و هكذا يعالج الهضم اللاهوائي المحلول المائي و يعالج السماد الهوائي البقايا المترشحة.
 
تكون العمليات الهوائية ما قبل الفرز عادة في مجال صناعة الأسمدة و تكوين بقايا مستقرة تعتمد على درجة التنقيح قبل وبعد مراحل صناعة السماد و التي يمكن استخدامها في عدة لوازم للتربة ، يمكن إستخدام المنتجات دون المستوى استخدام واحد في عمليات مكب النفايات و التي تحتاج درجة حرارة عالية مثل لوازم إصلاح التربة.
 
 
أُنشئت خمس منشأت للمعالجة الميكانيكية البيولوجية في منطقة منشستر الكبرى تشمل أربع أنظم للهضم اللاهوائي للتعامل مع 450,000 طن من النفايات المختلطة غير قابلة للتدوير، في حين تنضج القمامة لمدة 25 يوم خلال عملية الهضم اللاهوائي عن طريق غاز عضوي ناتج من العملية تستخدمه محطة دمج الحرارة و الطاقة، تجفف المنشآت الخمس بقايا الهضم عن طريق إنتاج مزيج يصل إلى 270,000 طن كل العام من وقود غير قابل للاستمداد و الذي تستخدمه محطة دمج الحرارة و الطاقة لإنتاج الحرارة و الطاقة برانكورن.
 
 
 
و يفضل استخدام تقنية الهضم اللاهوائي مع النفايات العضوية كالطعام وبعض المواد المتخلفة عن الحدائق ، حيث يحتوي السماد على تحلل ميكروبي للنفايات في حضور الهواء لإنتاج السماد وثاني أكسيد الكربون و الذي عادة ما يهرب. و يعد الهضم اللاهوائي هو تآكل النفايات في غياب الأكسجين لإنتاج محسن للهضم والتي يمكن أن تستخدم كمحسن تربة. و يقوم الهضم اللاهوائي بإنتاج ثاني أكسيد الكربون و الميثان و الذي يمكن السيطرة عليه لتوليد الكهرباء و الحرارة ، و بفضل جهود الباحثين مثل الأستاذ تشارلز بانكس و فريقه بجامعة ساوثهامبتون و مُطور التكنولوجيا جريفينيش ، فقد استغرقوا عشرين عامًا للانتقال بتقنية الهضم اللاهوائي من المختبر إلى النطاق التجريبي ثم إثباتها علميًا حتى أصبحت تقنية يستخدمها ما يزيد على 120 مصنع في جميع أنحاء إنجلترا _أنظر أيضأ المعالجة التقنية الميكانيكية.
 
وعند دراسة معالجة النفايات المنزلية فإنه من المهم دراسة دور « مراكز إعادة تدوير النفايات المنزلية المحلية» و التي كانت تُعرف سابقًا باسم النفايات البلدية ،  حيث تتعامل هذه المراكز مجموعة متنوعة من النفايات بما في ذلك المواد الضخمة التي تكون كبيرة جداً لجولات التجميع العادية ، كما يقومون بإعادة تدوير نسبة كبيرة من النفايات الناتجة عن السكان ، على سبيل المثال يتم استخدام نفايات الحداثق كسماد بينما يتم استرجاع النفايات الخشبية المختلطة بها لتصنيع الرقائق والمنتجات الأخرى.
 
و تقوم مراكز إعادة تدوير النفايات المنزلية أيضا بجمع النفايات الكهربائية والإلكترونية معدات وأي شيء بدءاً من الغسالات القديمة والغلايات والمعدات الإلكترونية المحلية مثل أجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر مرورًا بالأجهزة الطبية وآلات المشروبات الساخنة ، و نظرًا لتصنيفها على أنها 'مواد خطرة' فإن النفايات الكهربائية و الإلكترونية قد تتطلب المعالجة المتخصصة لمدة 10 سنوات على الأقل قبل دخول مجرى النفايات المنزلية العامة. وتشير تقديرات من المركز التنفيذي للصحة والسلامة  إلى أن المصادر المحلية والأعمال التجارية في المملكة المتحدة تنتج حوالي 2 مليون طن من نفايات سنويا ً.

الرابط مصدر المقال

Khaled Madkour

Khaled Madkour

مترجمين المقال
Mohamed Magdy Mady Ibrahim

Mohamed Magdy Mady Ibrahim

مترجمين المقال
هدير رضا فتحي

هدير رضا فتحي

مترجمين المقال