ما هي النفايات ولماذا تعتبر مشكلة؟

تعريف النفايات

النفايات أو القمامة، تختلف هذه المسميات من مكانٍ لأخر أو حسب نوع المادة، هي مواد غير مرغوبٍ فيها أو غير مستحبة. يمكن أن تنتج هذه المواد كبقايا من عمليات التصنيع (الصناعية أو التجارية أو الزراعيه أو الناتجة عن التعدين) أو من الأنشطة المجتمعية والأسرية

يمكن التخلص من هذه المواد أو تجميعها أو تخزينها أو معالجتها (من الناحية الفيزيائية أو الكيميائية أو البيولوجية) قبل القيام بعملية إعادة التدوير. كما تطلق هذه الكلمات أيضاً لوصف الأشياء التى نستخدمها بشكل غير فعال أو غير لائق.

المشكلة

يمكن اعتبار النفايات مفهوماً إنسانياً حيث يبدو أنه لا يوجد شئٌ مثل النفايات في الطبيعة. تصبح النفايات الناتجة عن العمليات الطبيعية مواداً خامةً تستخدم في عملياتٍ طبيعيةٍ أخرى أو سماداً لكائنات حية. إعادة التدوير إذاً عملية سائدةٌ، وبالتالي الإنتاج والتحلل متوازنان جداً، ودورات العناصر الغذائية تدعم باستمرار الدورات الجديدة من الإنتاج.


هذا ما يسمى بدائرة الحياة وهي استراتيجية مترابطة جداً تضمن الاستقرار والاستدامة للنظم الطبيعية.


ومن ناحية أخرى هناك نطم من صنع الإنسان تؤكد على القيمة الاقتصادية للمواد والطاقة ويكون فيها الإنتاج والاستهلاك هما النشاطان الاقتصاديان المهيمنان.


وهذه النظم تميل إلى أن تكون مدمرة جداً للبيئة، لأنها تتطلب استهلاكاً هائلاً من رأس المال الطبيعي والطاقة، وتعيد المنتج النهائي (النفايات) إلى البيئة في شكل يضر بها ويتطلب استهلاك رأس مال طبيعي أكثر من أجل إطعام هذا النظام. حيثما تكون الموارد والأماكن محدودة (الأرض لا تكبر) فإن هذا لا يستمر إلى نهاية المطاف.


وجود النفايات هو دليل على الاستهلاك الزائد، وأن المواد لا يتم استخدامها بكفائة. هذا يقلل بشكل كبير قدرة الأرض على إنتاج مواد خام جديدة في المستقبل، كما أن قدرة البيئة الطبيعية على امتصاص هذه المواد ومعالجتها  هو أيضاً تحت ضغط كبير.


تضيع المواد القيمة في شكل مادة وطاقة أثناء التخلص من النفايات، مما يتطلب زيادة العبئ على النظم البيئية لتوفير هذه الموارد. وتكمن المشكلة الرئيسية في الحجم الهائل للنفايات التي يتم إنتاجها وفي طريقة تعاملنا معها.


كيف يتم التعامل مع النفايات


تركز معظم جهود إدارة النفايات على مستوى الحكومات المحلية وتعتمد على التخلص من النفايات ذات التقنية العالية / الطاقة العالية بطرق مثل جمعها في مكبات النفايات أو حرقها.


ومع ذلك فقد تبين أن هذه الطرق أصبحت مكلفة جدا وغير فعالة من ناحية الطاقة. التكاليف المادية لإدارة الأثار البيئية طويلة المدى للتخلص من النفايات سيكون أضعاف ما هو عليه الأن، وفي كثير من الأحيان تكون الإجراءات التصحيحية ليست ممكنة عن بعد. 


التكاليف البيئية البحته مثل الأثار السلبية على الحياة البرية والتنوع البيولوجى أصبح ملحوظاً جداً. وبعبارة أخرى فإن التخلص التام من النفايات لن يحدث، وسيكون له أثار سلبية على الأجيال المقبلة.


هل النفايات العضوية مشكلة؟


بين 21% و40% من النفايات الصلبة في مدن جنوب إفريقيا تكون عضوية، وتزيد هذه النسبة حتى تصل إلى 45% إذا تضمنت الورق والكرتون.

إذا تم تضمين مكونات التربة في هذه النفايات، يمكن استخدام أكثر من نصف الكمية المرسلة إلى مكب النفايات كوسيلة لتنمية النباتات. وبالنظر إلى الاستثمار الذي أدى إلى خلق النفايات العضوية (والمغذيات والطاقة الموجودة فيها) لإن هذا يعتبر مصدراً قيماً جداً وصالحٌ لأن يلقى بعيدا.

وبالرغم من ذلك، فإن النفايات العضوية التى يتم إرسالها إلى مكبات النفايات تحت ظروف لاهوائية (أى بدون أوكسيجين) تنتج غاز الميثان، وهو واحد من "غازات الإحتباس الحراري" التي تحبس الحرارة في الغلاف الجوي، مساهمةً في تغيير المناخ. 

ويعتبر غاز الميثان سيئاً جداً حيث أنه يحتوي على حرارة أكثر بواحد وعشرين مرة مما يحتوي عليه غاز ثاني أكسيد الكربون.

في حين يمكن تمزيق نفايات الحديقة أو تقطيعها حتى يتم استخدامها كسماد، لا تصلح نفايات الطعام لهذا، حيث تصبح آسنة وذات رائحة كريهة وتجذب الأفات مثل الفئران والذباب إذا تركت، ثم تتعفن. ومن أجل منع المشاكل البيئية والصحية المحتملة نتيجة لذلك، تؤخذ النفايات الغذائية إلى مقالب النفايات ويتم دفنها أو إطعامها للخنازير. على الرغم من ذلك، فإن تغذية الخنازير بمخلفات المطبخ ليس الحل المثالي، لأن هذه الممارسة يمكن أن تعزز انتشار حمى الخنازير والطفيليات ومسببات الأمراض.

ماذا يجب علينا أن نفعل

من الواضح أنه يلزم اتباع نهج دائم وملائم أكثر للتخلص من النفايات.

بالنسبة للدوام، نحتاج إلى التركيز على نظام محلي، يقوم على المجتمع المجلي، ويستفيد من أنظمة منخفضة التقنية / منخفضة الطاقة، ويركز على تقليل النفايات إلى أدنى حد. 

هذا هو النهج الذي ندعو إليه من أجل الاستدامة.

طرقٌ أخرى لإدارة النفايات تشمل ما يلي:

·       تقليل النفايات: وهو نهج يهدف إلى الحد من إنتاج النفايات من خلال التعليم، واعتماد عمليات إنتاجٍ محسنة وممرسات أقل إهداراً.

·       إعادة التدوير: ويكون ذلك عن طريق فصل مواد معينة داخل مجرى النفايات وإعادة معالجتها. إن إعادة تدوير العديد من المواد غير قابل للتطبيق من الناحية المالية حاليا.

·       معالجة النفايات: هو علاج (أو استخدام) المواد أو الطاقة الناتجة من النفايات من خلال الوسائل الحرارية أو الكيميائية أوالبيولوجية.

نحن نعتقد أن الهدف النهائى لجهود إدارة النفايات ينبغي أن يكون تقليل النفايات.

ومع ذلك، فإن معالجة النفايات وإعادة تدويرها تعب دوراً هاماً في تحسين عمليات الإنتاج والتعامل مع "النفايات" بطرق مفيدة أكثر من الناحية البيئية والاقتصادية.

ويجب تشجيع تدفق المواد والطاقة من المنتجين والمستهلكين إلى المعالجين كما يحدث في النظم الطبيعية، كما ينبغى أن تكون عناصر النظام على مقربة من بعضها لبعض.

تم تنفيذ هذا النهج بالفعل على نطاق واسع جداً، والأمثلة لذلك هى مجمع كالوندبورغ الصناعي في الدينامارك والمجمع الصناعي جيفاسكيلا في فنلاندا.

حيث توجد هناك شبكة من التبادلات في المواد والطاقة بين الشركات، وخلق النظام " الإيكولوجي الصناعي" بشكل فعال.

بينما يجب على الدول أن تتطلع إلى مثل هذه الأنظمة الإيوكولوجية والصناعية، يمكننا كأفراد أن نبدأ عملياً على مستوى الأسر المعيشية من خلال إعادة التدوير واستخدام التيكنولوجيا المفيدة بيئياً عن طريق إنتاج الغاز الحيوي واستخدام الطاقة الشمسية في أنظمة التدفئة وهلم جراً.

يتم معالجة النفايات العضوية بسهولة على المستوى المحلي والمتوسط إلى الصناعى عن طريق السماد العضوي حيث ساهمت هذه المركبات بشكل أساسي فى تحسين تربتنا، وسوف تصبح موارد متزايدة لضمان أمننا الغذائي حيث أننا نحد من استخدامنا للأسمدة غير العضوية المنتجة من الوقود الحفري.

هدفنا فى “FullCycle” هو أن نكون جزءاً من حل مشكلة النفايات، وأن نساعد الأخرين ونشجعهم على هذا، حيث أننا بالاتحاد يمكننا أن نحدث فرقاً.

ترجمة: أروى هشام.

الرابط مصدر المقال

Arwa Hesham

Arwa Hesham

مترجمين المقال