لماذا ينبغي علينا التوقف عن استخدام البلاستيك؟

أين تكمن المشكلة الحقيقية في استخدام البلاستيك؟
قال كلارك -وهو الرئيس التنفيذي السابق لـ Asda إحدى أكبر سلاسل المتاجر الكبرى في بريطانيا- "ادخل إلى أي متجر في البلد وسوف يقابلك جدار من البلاستيك المرن، سواء كان ذلك من الفاكهة أوالخضار أو اللحوم أومنتجات الألبان، فإن البلاستيك يدخل فى كل ما نشتريه"، وأخذ يطالب المتاجر بالتوقف عن استخدام العبوات البلاستيكية قائلًا "إن مليارات الجنيهات من الاستثمار في إعادة التدوير فشلت في حل أزمة انتشار البلاستيك في العالم"، وقد جاءت تلك المطالبة لما يتركه البلاستيك من آثار سلبية على البيئة ومن ثم الإنسان.

ففي أغسطس الماضي، أُظهرت نتائج دراسة أجرتها جامعة بليموث أن البلاستيك وُجد في ثلث الأسماك التي يتم صيدها في المملكة المتحدة كالمحار والماكريل وغيره، فقام العلماء في جامعة غينت في بلجيكا مؤخرًا بحساب الأشخاص الذين يتناولون المأكولات البحرية، وتوصلوا إلى أنهم يتناولون ما يصل إلى 11,000 قطعة بلاستيكية صغيرة كل عام، بالإضافة إلى أن كمية البلاستيك المنتجة في سنة واحدة هي تقريبًا نفس الوزن الكلي للبشرية، ومقدار إنتاج البلاستيك السنوي العالمي يصل إلى مليون طن.

ووفقًا لبحث أجرته إلين ماك آرثر، أنه ما بين 5 و 13 مليون طن من التسربات البلاستيكية في محيطات العالم كل عام تأكلها الطيور البحرية والأسماك والكائنات الحية الأخرى، وبحلول عام 2050 سيحتوي المحيط على كمية من البلاستيك أكثر من الأسماك، بالإضافة إلى أنه في المملكة المتحدة يتم استرجاع وإعادة تدوير أقل من 29% من 5 ملايين طن من البلاستيك المستخدم في كل عام بجميع أنحاء العالم، وقد  تسرب أكثر من 8 ملايين طن من البلاستيك إلى المحيطات، ووجدت دراسة حديثة أن مليارات الناس حول العالم يشربون مياه ملوثة بالبلاستيك.

وقالت تيشا براون في منظمة جرين أوشينزز "مع انتشار التلوث البلاستيكي في المحيطات فسوف  ينتهي شيء من ملح البحر إلى نوارس البحر إلى المأكولات البحرية لدينا، والعديد من المتسوقين محبطين من كمية التغليف البلاستيكية غير الضرورية التي يلقونها في المتاجر المحلية، الآن سيكون وقتًا طيبًا للغاية بالنسبة لـ ASDA أو لأي متجر، لإعطاء المتسوقين خيار الانسحاب".


فما هي الحلول المقترحة لمواجهة تلك المشكلة؟
قال آندي كلارك "إن الحل الوحيد هو أن يرفض تجار التجزئة البلاستيك بالكامل، وفي المقابل يمكن استخدام بدائل أكثر استدامة مثل الورق والصلب والزجاج والألومنيوم"، وأضاف "بغض النظر عن مقدار الإستثمار في البنية التحتية لإعادة التدوير في بريطانيا، فإن جميع العبوات البلاستيكية تقريبًا ستصل إلى مدافن النفايات أو قاع المحيطات عاجلا أم آجلا، وسوف تبقى على الأرض لعده قرون، وأن الجهود المبذولة لإعادة تدوير المزيد من البلاستيك هي تيار بلا نهاية من المبادرات، لكنها فشلت في وقف تدفق البلاستيك ومن الواضح أن هناك حاجة إلى منهج أكثر جذرية"، وقال "أننا نريد مستقبلًا لأحفادنا خالي من البلاستيك قدر الإمكان.

ونعلم أيضًا أنه مع زيادة الوعي العام بالعواقب الوخيمة للتلوث البلاستيكي، يريد المستهلكين نفس الشيء ويؤيدون تمامًا جهود الصناعة لإحداث تغيير ذي معنى"، ويرى كلارك أن الكميات الكبيرة المستخدمة من البلاستيك في العالم لا تدل على أي علامات من التوقف، وقد أوضح تحقيق أجرته مؤسسة Guardian هذا العام أن المستهلكين في جميع أنحاء العالم يشترون مليون زجاجة بلاستيكية في الدقيقة، ومن المتوقع أن يتضاعف إنتاج البلاستيك في العشرين سنة القادمة ثم يتضاعف أربع مرات بحلول عام 2050، وأكد كلارك على محاولة المتاجر في تعزيز إعادة التدوير، واستثمار المليارات في محاولة لزيادة كمية المواد البلاستيكية المعاد تدويرها التي تستخدمها، لكن هذه التدابير فشلت في تقليل حجم التلوث البلاستيكي.

وقال "إن محاولات استخدام زجاجات الحليب البلاستيكية الرقيقة التي تحتوي على المزيد من 
المواد المعاد تدويرها في ASDA أدت إلى انفجار عدد من الزجاجات وخلق المزيد من النفايات الغذائية، وفي النهاية عادت المتاجر إلى استخدام الزجاجات الأصلية، وعلى عكس المواد  مثل الألومنيوم والزجاج، لا يمكن إعادة تدوير العبوات البلاستيكية إلى ما لا نهاية، لا يمكن إعادة تدوير معظم مواد التغليف البلاستيكية إلا مرتين قبل أن تصبح غير صالحة للاستعمال".

وفي وقت سابق من هذا العام سلط كلارك الضوء على استطلاع رأي الذي أظهر أن أربعة من كل خمسة أشخاص كانوا يشعرون بالقلق اتجاه كميه العبوات البلاستيكية التي أُلقيَت بعيدًا في المملكة البريطانية، وأن 91% يريدون ممرات خالية من البلاستيك في المتاجر، فأشار كلارك إلى أن المتاجر الكبرى لابد أن تُنشئ ممرات خالية من البلاستيك لتلبية مطالب عملائها، وأن تعرِض ثروة من البدائل للبلاستيك بما في ذلك الابتكارات مثل الورق الطبيعي، كما أنه دعَم حملة "الكوكب البلاستيكي" كقياس لنشر استخدام العبوات البديلة.

ويرى كلارك أن الشيء العظيم في محيط خالي من البلاستيك هو تشجيع الابتكار في التعبئة والتغليف عن طريق العديد من المنتجات المختلفة، وإنقاذ المستهلكين المهتمين بالبيئة فهُم يبحثون عن خيارات تعبئة صديقة للبيئة فى المتاجر، فدعا الشركة " ASDA " وغيرها من محلات السوبر ماركت إلى استخدام مجموعة من المنتجات الجديدة التي تأتي في السوق لخفض التلوث البلاستيكي قائلًا "على الرغم من مرور أكثر من عقد من العمل المتضافر في السوبرماركت حول هذه القضية، إلا أننا على المستوى العالمي ما زلنا نتجاوز 8 ملايين طن من البلاستيك في المحيط كل عام، ولقد تمكنّا من 
إعادة تدوير البلاستيك لعقود من الزمن ومع ذلك، فإنه لا يزال يُشكل كارثة على هذا الكوكب، فإعادة التدوير لن تقدم حلًا دائمًا لأزمة البلاستيك ولكن علينا ببساطة أن نستخدم قدرًا أقل من البلاستيك أولًا""

وقال كلارك أيضاً "المستهلكون لا يريدون محيطات ملوثة بالبلاستيك، لذلك يجب على المتاجر وصناعات التعبئة أن يعملوا معًا.

الرابط مصدر المقال

Norhan mohamed

Norhan mohamed

مترجمين المقال