لندن يجب أن تدرك عدم قدرة السيارات الكهربية على التغلب على تلوث الجو

مع تزايد سكان العالم الذين يعيشون في المدن بشكلٍ مطرد، نحن بحاجةٍ إلى الحصول على النقل الحضاري.

وهذا يعني التأكد من أن الناس والسلع يمكن أن تتحرك بسهولةٍ وبتكلفةٍ زهيدة. مما يعني أيضًا ضمان أن أنظمة النقل في المدينة لا تضر بصحة الناس، مثل ما يفعل الديزل حاليًا، وبدرجةٍ أقل منه البنزين كما هو واضح حاليًا في لندن وغيرها من المدن في المملكة المتحدة.

تلوث الهواء في مدننا يتعارض بانتظام مع حدود الاتحاد الأوروبي. واجتازت لندن الحد السنوي لتلوث الهواء لعام 2017 في خمسة أيام فقط. إن خفض انبعاثات المركبات مع الحفاظ على الرحلات أو تحسينها يشكل تحدياً معقداً، وستؤثر القرارات التي تتخذ اليوم حول أنظمة النقل لدينا على الأجيال القادمة

وقد وضعت الحكومة خططها لمعالجة المشكلة في الأسبوع الماضي. حيث يعتمد الإطار الرئيسي لاستراتيجيتها على الالتزام بحظر بيع سيارات الديزل والبنزين الجديدة وعربات النقل بحلول عام 2040.

إن الطموح في التحول إلى السيارات الكهربائية هو إشارةٌ لتغييرٍ حقيقي، وهو الاتجاه الذي نحتاج إلى الذهاب إليه، على الرغم من الاضطرابات المرتبطة والتحديات في شكل توسيع نطاق البطارية والاستمرارية، وضمان محطات شحن كافية ومناسبة أماكنها، وتوليد ما يكفي من الكهرباء النظيفة والتغلب على النقص العام في المعرفة حول التكلفة والراحة الناتجين عن امتلاك سيارةٍ كهربائية.

غير أن خطة الحكومة لليست كافيةً حيث أن مدننا تحتاج إلى عددٍ أقل من السيارات، وليس فقط السيارات الأنظف. وتتمثل إحدى القضايا في أن السيارات الكهربائية لن تقلل بشكلٍ كافٍ من انبعاث الجسيمات، وهي الملوثات السامة الأخرى المنبعثة من النقل البري. وذلك لأن مكونات الجسيمات تشمل ليس فقط انبعاثات المحرك، ولكن أيضاً نسبة من زيوت الفرامل ونحول الإطارات وتآكل سطح الطريق. إن الحكومات لا تولي حاليًا اهتمامًا كبيرًا لانبعاثات الجسيمات، ولكنها في الواقع ملوثةٌ للغاية، وتسبب سمية القلب والرئة بشكل كبير.

ومع استمرار نمو لندن في الحجم والسكان، حتى المركبات صفرية الانبعاثات ليست هي الإجابة الكاملة على نوعية الهواء السيئة. فقد نما عدد سكان العاصمة مرتين في المملكة المتحدة ككل بين عامي 2011 و2015.

ولا يمكن تحقيق حركةٍ آمنةٍ وفعالةٍ للناس في جميع أنحاء المدينة إلا من خلال نظام النقل الجماعي النظيف وتوسيع خدمات الحافلات والقطارات فوق الأرض ونظام خطوط المترو –إضافةً إلى زيادة التنقل والنشاط في شكل المشي وركوب الدراجات كلما كان ممكنًا عمليًا. نحن بحاجة إلى إعطاء الناس أكثر وأسهل الخيارات دون الحاجة بالضرورة لامتلاك سيارة واستخدامها لرحلات قصيرة.

ومما يبعث على التشجيع أنه يبدو أن المواقف تجاه ملكية السيارات تتغير. حيث يستبدل اللندنيون الأصغر سنًا المركبات التي لا تستخدم بشكلٍ كبيرٍ بعضوية نوادي السيارات وتطبيقات تقاسم الركوب. ولكن التحرك نحو هذا الإصلاح في نظام النقل في عاصمتنا والعقلية العامة يعتمد على البحث العلمي المستمر والدقيق وترجمته إلى سياساتٍ واقعيةٍ وفعالة. يجب علينا أيضًا أن ندافع عن قيمة ممارسة الرياضة والاستمرار في جعل وسائل النقل العام خيارًا مناسبًا.

وسيعيش ما يقرب من ثلثي سكان العالم في المناطق الحضرية بحلول عام 2050. وبهذا تكون كيفية تمكننا من إدارة وتخطيط التوسع الحضري المتنامي عاملًا أساسيًا في هذا العدد الكبير من التطلعات العالمية من تحسين نوعية الهواء وصحة الإنسان والحفاظ على النجاح الاقتصادي ومكافحة تغير المناخ. وإذا كان ينبغي للمدن في كل مكانٍ أن تشجع سياسات نقلٍ صحيةٍ وغير ملوِّثة، فمن الأهمية أن تقوم لندن بذلك. فالمدينة مؤثرة بشكل كبير. حيث تقود، يتبع مثالها الآخرون.


فرانك كيلي هو أستاذ الصحة البيئية في كلية كينغز لندن، رئيس اللجنة الاستشارية الحكومية حول الآثار الطبية للملوثات الجوية وعضو في مركز لجنة لندن بشأن مستقبل الطرق والشوارع في العاصمة.

الرابط مصدر المقال

Amal Gamal

Amal Gamal

مترجمين المقال