لمحة عامة: استخدام بقايا قصب السكر لإنتاج فحم حيوى

العثور على بديل أكثر استدامة لفحم الطهي في مدينة هايتي أمر ضروري فهايتي تعاني بشدة من إزالة الغابات ولم يتبق سوى 1 ٪ فقط من غاباتها بسبب الطلب الكبير على الفحم، وتعمل شركة (جذر الكربون العالمية) (CRI) ، وهي منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة في عام 2010 ، على هذه القضية فقط باستخدام بقايا قصب السكر كمواد وسيطة لإنتاج كل من قوالب الفحم الأخضر وكذلك الفحم النباتي، وتمتلك شركة (CRI) الآن عشرة موظفين ويتم العمل في شمال هايتي، وتنتج ما يصل إلى 6000 قالب فحم أخضر في اليوم مع أفران برميل منتجة محليًا ولكنها لا تستطيع مواكبة الطلب، ويقول(ريان ديلاني Ryan Delaney) المدير الدولى لبرنامج (CRI) :"لم يجرب أحد هذا في داخل مدينة هايتي؛ لا أحد يقوم بهذا النوع من العمل في الوقت الحالي، لذا فهو مثير للغاية".
يكون إنتاج كل من الفحم النباتي والفحم الأخضر من نفس المواد الخام، بالإضافة إلى ثفل قصب السكر، والمخلفات المتبقية من قصب السكر، ولأن قصب السكر يُجلب إلى مرافق المعالجة المركزية للضغط لاستخراج الشراب، لذا فهناك وصول جيد إلى كميات كبيرة من بقايا قصب السكر في موقع مركزي، وجدير بالذكر أن الثفل هو واحد من البقايا الزراعية القليلة في مدينة هايتي التي لا يكون لها غرض آخر مفيد حيث أنها لا تستخدم كعلف للحيوانات أو للسماد، وكثيراً ما يزرع المزارعون في مدينة هايتي مخلّفات القصب ويحرقونها للتخلص منها.
إن المواد الخام جافة إلى حد ما تبعاً للموسم، ولكن في موسم الأمطار، يمكن أن يكون الحفاظ على المواد الجافة تحدياً ما لم يتم تخزينها تحت قماش المشمع، وقد وجدت (CRI) أن الثفل هو مادة وسيطة جيدة للتحويل إلى فحم وتحصل على تحويل 40 - 50٪ على أساس الوزن، وتقوم (CRI) وشركائها في منظمة محلية (Makouti Agro Enterprise) بعقد ورش عمل حول إنتاج الفحم النباتي/الفحم باستخدام 55 غالون من TLUDs وتكون ورش العمل هذه متاحة للمزارعين وأصحاب المشاريع المحليين، وبعد ورشة العمل يمكن أن يأخذ المشارك واحدًا أو اثنين من الأفران على أساس التأجير، وقد وجدت (CRI) أن بعض المشاركين يقضون بضع ساعات في الأسبوع في إنتاج الفحم/الفحم الحيوي في حين أن آخرين يعملون بدوام كامل، ولقد مر تصميم الفرن خلال بضعة تكرارات (تعديلات) على مدى السنوات الثلاث الماضية ليجعلها أكثر فائدة في استخدام ثفل القصب والمواد الأولية الأخرى المتاحة في مدينة هايتي، وأن تكون بأسعار معقولة قدر الإمكان. وبمجرد أن يأخذ المشاركون الفرن إلى المنزل، فإنهم يصنعون فحما من تلقاء أنفسهم والذي يبيعونه بعد ذلك إلى (CRI) مع ملاحظة أن صاحب المشروع هو المسؤول عن الحصول على المواد الأولية، وبعد ذلك تقوم (CRI) بنقل الفحم إلى منشأة مركزية حيث تقوم بإنتاج قوالب الفحم الأخضر بالإضافة إلى الفحم الحيوي.
الفحم الأخضر لطهي الطعام
في المقر الرئيسي لمؤسسة (CRI) يتم ضغط معظم الفحم المتكون من مخلفات القصب علي هيئة قوالب فحم خضراء فيما يسمي بالفحم الأخضر، والتي تشبه فحم خشب الأشجار ولكن بتكلفة أقل، وذلك ليزداد تداوله في السوق، والآن تبحث مؤسسة (CRI) عن طريق لزيادة مدة اشتعال فحم قصب السكر وذلك عن طريق زيادة كثافة الكميات المتاحة حالياً أو استبدال عملية إعداد القوالب الخضراء، ولكن لا يوجد متسع من الوقت لذلك، حيث تأمل (CRI) في تداول الفحم الأخضر في الأسواق في أقرب وقت ممكن، لذا فمن المحتمل أن تختفي غابات هايتي في العقد التالي إذا استمرت عمليات قطع الأشجار الحالية؛ وإثر ذلك تحاول الحكومة حالياً البدء بعمليات إعادة التشجير ولكن بسبب ندرة البدائل المتاحة للفحم الخشبي فإن الكثير من أشجار الغابات مازال يقطع قطعاً جائراً مما يؤثر سلباً علي اتجاه إعادة التشجير.
الفحم الحيوي
بدأت مؤسسة (CRI) مشروع هايتي والذي يتضمن مشروع الفحم الحيوي بصفة أساسية؛ ولكنهم وجدوا أن الطلب علي الفحم كبير جداً، ولذلك فإنهم يعتمدون على كلا المنتجين (الفحم الحيوي وفحم الخشب)، ولكن لم تر (CRI) أن هناك إقبال قوي علي سوق الفحم الحيوي لذلك تُسْتَغل أرباح الفحم الأخضر لدعم الإختبارت والمشاريع الحالية علي الفحم وإظفار الجهود للقيام بذلك بقدر الإمكان ليتمكنوا من إيجاد طريقة لزيادة معدل استخدامه في هايتي.
في حين أن معظم الفحم الذي يصل إلي مرافق مؤسسة (CRI) ليتم استخدامه في الطهي فإن الفحم المٌتبَقَي يُسْتَغل عن طريق خلطه مع بعض المغذيات العضوية وتحويله إلي مزيج من الفحم النباتي والأسمدة؛ وتقوم (CRI) بإعادة تدوير الفحم مرة أخري ليستغله المزارعون في زيادة مستوى إنتاجهم الزراعي، وتتجه المؤسسة أيضاً لزيادة مساحة مشاريع التعاون في مجال الفحم وإجراء اختبارات ميدانية علي 8 أفدنة من محاصيل الطماطم والفلفل والدخن والكسافا في التربة الزراعية المزودة بالفحم، وبالإضافة إلى ذلك فإن (CRI) تساهم مع مؤسسة "Meds & Food for Kids" " ضمن إطار كبير من التعاون لتجربة الفحم النباتي علي نطاق واسع بمبالغ ضئيلة.
التمويل والخطوات التالية
حصلت مؤسسة (CRI) علي أكبر دعم لها من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، ومؤخراً حصلت علي منحة USAID لتنمية المشروعات الابتكارية كما حصلت أيضاً علي منح من مؤسسات أخري، والتي قد تساعدهم للوصول إلي أكبر عدد من الموظفين والمشروعات التي قد تساعدهم في تنفيذ وتطوير أفكارهم.

خطة (CRI) القصيرة المدى تركز علي إنتاج الفحم الأخضر بالتعاون مع المدراس والمستشفيات ومنظمات أخرى لديها طلب كبير ومتزايد علي وقود الطعام؛ ومن الناحية المثالية ترغب (CRI) في توقيع عقود شراء للفحم الأخضر مع موزعين الفحم ليتم تداوله في السوق المحلي؛ فهم يسعون إلي توسيع عقود الشراكات مع المنظمات الزراعية والمزارعين.

يذكر "ديلاني Delaney" أن: "الفحم الأخضر والفحم الحيوي في تناغم قد يسفر عن إمكانية التغلب على المشكلات البدائية لإزالة الغابات وضعف التربة وانخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية والتي تؤثر سلباً علي مزارعين هايتي بشكل يومي؛ وأخيراً تنوي مؤسسة (CRI) إيجاد فرصة في هايتي للحد من قطع الأشجار المتزايد بواسطة أحد البديلين (الفحم الأخضر أو الفحم الحيوي)".

الرابط مصدر المقال

Muhamed Rabea

Muhamed Rabea

مترجمين المقال
ِAhmed Abd El-Aziz Mohamed

ِAhmed Abd El-Aziz Mohamed

مترجمين المقال