لماذا يتعرض الآيفون للانتقاد؟

تهتم شركة أبل بحفظ الأيفون من آلة الفرم وذلك للحصول من عملية إعادة تدويره على خامات عالية الجودة. فعند فرم جهاز ما، فإن الألومنيوم الصادر من إعادة التدوير لا يقابل المستوى المطلوب من أبل لصناعة منتج جديد. ورغم ذلك، فإنَّ سيَخ دايزي المعدنية التي تخرُج يمكنُها أنْ تصنع نفس الدرجة المطلوبة دون تنقية زائدة، ووجود زيادة في المعدن الصالح للاستخدام مع خطوات أقل يمكن أنْ يساعد في تقليل التكاليف والمخلفات. كما أنَّ هذه العملية تقلل من كمية التعدين المطلوبة لتوفير مواد الخام اللازمة، والتي تُعتبر سبب لعدم الرضا عندما يتعلق الأمر بالاستدامة. ويستخدم جاكسون القصدير كمثال، فيقول: "يُستخرَج القصدير من عدة أماكن والتي قد تفتقر للتحكم الجيد سواء في العِمالة أو المقاييس البيئية" ويُتابع: "لو استخدمنا القصدير المُعاد تدويره فإنَّنا سنقلل المخاطر التي نواجهها في التعامل مع الأشخاص الذين يتصرّفون بطريقةٍ غير مسؤولة".

بعض الدول مثل نيجيريا وإندونيسيا، قد نجت من التعدين غير القانوني والذي يؤدي إلى ضرر بالغ على كلٍ من البيئة والعمّال المسئولين عن استخراج المعدن من الأرض. وبغض النظر عن المعدن، فإنَّ عملية التعدين أيضًا تُنتِج كميّات من غازات الدفيئات "المسببة للإحتباس الحراري". فعلى سبيل المثال، 80% من مناطق تغطية أبل 8 تأتي بما تسميه أبل "إنتاج"، والذي يشمل التعدين عن المواد الخام. يقول جاكسون: "أكثر الأشياء التي يتم التعدين عنها يجب أن تُصنَّع، وهذه عملية مكلفة جدًا للطاقة، لو تستطيع إخراج هذا الأمر من المعادلة، فستلاحظ خفض نسبة الكربون". وعلى الرغم من أنَّ الهدف من توَقف التعدين هو أمر مثير للإهتمام، إلَّا أنَّ تحقيقه لا يزال أمرًا بعيدًا. يقول جاكسون: "من المرجح أنْ تحتاج أبل لحقبة أو أكثر من الزمن للتوقف عن التعدين عن الخامات في الأرض لصناعة هواتفها، وهذا يُبعِد أي تغييرات غير متوقعَة في تصميم الأجهزة".

في رأيي، يُلقي أيفون x إهتمامًا مفاجئ على خطة دايزي لإعادة تصنيع أيفون بسبب بنائها الفريد. فبدأت أبل بتصميم دايزي قبل الإعلان عن X، وتُصرِّح الشركة بأنَّ X سيطرح تحديات مختلفة عندما يبدأ عمره الإفتراضي في الإنتهاء. حيث إنَّ لديه ظهر زجاجي بدلًا من الغطاء المعدني، وهناك شاحن لاسلكي داخلي، ثم تثقب الكاميرا الواجهة الأمامية بالتأكيد، الأمر الذي يضيف أجزاء إضافية للجهاز. ولأجل مصلحة أبل، فإنَّ هذه العملية تُمكِّن الشركة من التحكم بشكل أفضل في أجزائها الخاصة، الأمر الذي يساعدها في محاربة النصب. يقول جاكسون: "هناك أشخاص سيبيعون لك أجهزة أيفون مزيفة، سواءً إحتاجوا الحاويات الخارجية أو أجزاء داخلية أو ما يساعدهم في عمليات التصليح، فإنَّ جزء مما يحدث -الجزء الذي يجعل أيفون هي أيفون- هو أنَّ ملكيتنا الفكرية يتم تدميرها".

عمليات دايزي قد تُعمَّم في كل مكان
تشغيل دايزي في أوستن ليست عملية التشغيل الوحيدة، فهناك واحدة أخرى تعمل بشكلٍ ثابت في مركز توزيع أبل في أوروبا، وتتيح الشركة رخصة مجانية لاستخدام هذه التكنولوجيا فتستطيع أطراف ثالثة استخدامها. بالطبع ستأتي هذه الرخصة مع إرشادات صارمة فيما يخص عملية التشغيل.وفي إجراءات أبل لابتكار الهواتف الذكية، يُزعم أنْ تكون دايزي هي آخر خطوة أو إجراء. إن جاكسون حريصٌ على تأكيد حقيقة أن الهواتف ينتهي عمرها الافتراضي عندما لا يمكن إعادة تجديدها أو تصليح أجزائها المستخدمة. وفي نفس الوقت، فكرة أنَّ دايزي هي وجهتهم الأخيرة، أمر قد يساعد في معرفة التصميم المستقبلي. يقول جاكسون أنَّ عملية تصميم أبل لا زالت تركِّز على صناعة أجهزة جذابة ومتينة، لكنَّها محاولة تصور لأطول عمر إفتراضي للجهاز من بداية عملية تصميمه، ويقول أيضًا: "أظن أنَّه لا بُدَّ من بذل المزيد من التفكير لكل منتاجاتنا، خاصةً لو أرادت الشركة التوّسع لإعادة التدوير لباقي منتجاتها كأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية".

مع تنفيذ هذا النظام، تكون أبل جاهزة لسحق الملايين من أجهزة أيفون سنويًا، لكِْن تبقى مشكلة استعادتهم من العملاء في المقام الأول. إنَّ لدى أبل برنامج يُسمّى "Give Back" أي الإستعادة (سابقًا باسم "Renew" أي التجديد)، والذي يقدم للمستخدمين بطاقات هدايا في مقابل هواتفهم إن لم يكونوا مُعطّلين تمامًا، والأجهزة التي لا يمكن إعادة تجديدها أو إعادة استخدامها لا تمنَح صاحبها أي تعويض، ولكن سترسلهم أبل إلى دايزي لسحقهم. حيث إنّ هناك صندوق ضخم داخل مرفق في أوستن - تكساس - مليء بالمئات من أجهزة الأيفون التالفة. هناك الكثير من الشاشات المحطمة والحالات المنحنية التي تغطي تسعة نماذج مختلفة من ايفون 5 إلى ايفون 8 بلاس و5 سي البلاستيكي، حيث تنتظر هذه الأجهزة فرصة السفر عبر دايزي. فطبقًا لنظام التفكيك الآلي الجديد من شركة أبل، تقوم دايزي بإنقاذ المواد الخام، بحيث يمكن إعادة تدويرها، بدلًا من الانضمام إلى أكثر من 35 مليون طن من النفايات الإلكترونية التي تضرب مدافن النفايات في عام 2016.

يعالج دايزي العديد من احتياجات أبل -من الإستدامة إلى السرية- ولكن الغرض الواضح منه هو تفكيك الهاتف إلى أجزاء منفصلة، والتي يمكن للشركة إرسالها للمعالجة من قِبَل شركائها. وتقول شركة أبل أنَّ هذه الخطوة تنقذ الأجهزة من أنْ ينتهي بها المطاف في آلات التقطيع الصناعية، والتي تستخدمها شركات إعادة التدوير في كثير من الأحيان لتحرير مواد قيّمة، مثل المعادن النفيسة والعناصر الأرضية النادرة، من قذائفها الإلكترونية الاستهلاكية. كما تقول Lisa P. Jackson، نائب رئيس شركة أبل في مجال البيئة والسياسة والمبادرة الاجتماعية والمسؤول السابق في وكالة حماية البيئة،: "ليس من المنطقي إعادة تدوير الهاتف بالطريقة نفسها التي نعيد بها تدوير السيارات أو محمصة الخبز"، وتصف طريقة المسار النموذجي لتفكيك الهواتف فتقول: "يتم تكسير الزجاج وبيع الألمنيوم في سوق الخردة، والباقي يتم تقطيعه إلى كومة من البلاستيك والمعادن التي لديها بعض القيمة، ولكِن ليس على مستوى مرتفع بشكل خاص، لا يعود إلى الكتروني".

كما أنَّ عملية التقطيع تجعل عملية استرجاع مغناطيسات الأرض النادرة التي تحرك مكبرات الصوت في أجهزة الآيفون أمرًا شِبه مستحيل. ويمكن للمغناطيسات المصنوعة من النيوديميوم والبراسيوديميوم والديسبروسيوم أنْ تلتقط المعادن الحديدية أثناء القص، ثم يتم صهر المواد الثمينة خلال عملية التكرير. يحدث الحفر لهذه العناصر في المقام الأول في الصين، حيث انتشرت عمليات التعدين غير القانونية والطرق الضارة مثل تعدين الحفرة. كما أنَّ أسعار هذه العناصر تتقلب بشكل كبير، مما يمنح الشركات مثل شركة أبل القدرة المالية على تعويضها قدر المستطاع قبل شرائها من السوق المفتوحة.

مجموع أجزائه
أطلقت شركة أبل لأول مرة الروبوت في عام 2016 وذلك لإيجاد حل تدمير الآيفون واستعادة المواد القابلة لإعادة التدوير داخل الأجهزة وضمان تدمير الأجزاء الخاصة بالملكية مثل المعالجات، حتى لا ينتهي الأمر إلى ما تسميه شركة آبل "Frankenphone" أي السوق الثانوية. كان النموذج معروفًا سابقًا باسم ليام Liam، وهو خط تفكيك يبلغ طوله 100 قدم مع 29 روبوتًا فرديًا، كل منها مكلف بجزء محدد من عملية التفكيك. ولكن دايزي مختلف حيث يبلغ طوله 30 قدمًا تقريبًا ويدمر الهواتف التي تحتوي على خمسة أذرُع آلية فقط، بعضها تم إعادة توجيهه من طراز ليامز الذي تم إبطاله الآن. من الخارج يبدو وكأنها آلة تقوم بتجميع أجهزة آيفون في إطار مصنع نموذجي، ولكن هنا تفعل العكس تماماً. حيث تعمل دايزي بكامل طاقتها، ويمكنها تفكيك 200 جهاز في ساعة واحدة. وهذا أقل بكثير من ليام، الذي يمكن أن يفكك 300 جهازعلى مدار 60 دقيقة. ومع ذلك، دايزي يعالج تسعة نماذج مختلفة، ولكن تتعامل ليام مع جهاز آيفون 6 فقط، ودايزي لا يتطلب أي تغيير في الأدوات أو التوقف أثناء التبديل بين الإصدارات.

أبل
من خلال تحطيم أجهزة الآيفون داخل الشركة، تستطيع آبل إرسال الأجزاء الفردية إلى شركائها لإعادة التدوير، والتي يقول جاكسون أنَّها حريصة على بدء معالجة المواد وإعادتها إلى منتجات جديدة. إنَّ الهدف النهائي -ولكن بعيد المنال- هو الاقتراب من سلسلة التوريد "المغلقة" التي تُسحَب من الموارد المتجددة والمواد المعاد تدويرها، بدلاً من التعدين المستمر للمواد الجديدة. هذا النظام ذو الحلقة المغلقة، والذي يُشار إليه أحيانًا باسم "الاقتصاد الدائري"، ليس مفهومًا جديدًا في عالم الإلكترونيات الاستهلاكية. إنَّ استبدال العناصر الملغومة بالمواد المستردة يلزمه الكثير من المال. على سبيل المثال، أظهرت دراسة حديثة، شملت ثماني مصانع إعادة تدوير صينية، أن تكلفة استخراج المعادن من النفايات كانتأرخص 13 مرة من استخراج معادن جديدة. فالمعادن الأخرى، مثل الكوبالت، التي تعد أساسية في إنتاج بطاريات أيون الليثيوم، تعاني حالياً من ظروف سوق سريعة العطب بسبب تزايد شعبية السيارات الكهربائية، التي تتطلب خلايا هائلة وقد تضاعف السعر تقريبًا أربع مرات منذ عام 2015.

روبوت أبل الدايزي
يستخدم الذراع الروبوتي أداة الإسفين لتقشير الشاشة بعيدًا عن العلبة وبقية المكونات. وتخمد محطة التثقيب المسامير اللولبية التي تحمل المكونات معا. إنه صاخب - مثل شخص يدق على باب سيارة بمطرقة ويترك الصناديق خشنة -. إنَّ إيجاد طرق لتوصيل سلسلة التوريد هو هدف مشترك لمصنعي الإلكترونيات. ففي عام 2014، كانت Dell الشركة الاولى في الحصول على تقييم الحلقة المغلقة لمختبر الـ Underwriter، بسبب برنامجها لإعادة استخدام البلاستيك في منتجات الكمبيوتر المختلفة. وتعمل شركة HP على إنشاء خراطيش للطابعات على نظام الحلقة المغلقة لأكثر من عقد من الزمان. وأيضًا تشترك سامسونج في معايير e-Stewards الخاصة بالنفايات الإلكترونية وتقدم قائمة بالمتطلبات الخاصة بشركائها.

تمتلك شركة أبل بالفعل منتجًا صغيرًا يعتمد على المفهوم من مشروع ليام. حيث قامت الشركة بإنشاء نسخة من جهاز Mac Mini باستخدام الألمنيوم من حالات ايفون 6 المعاد تدويرها. لكِن هذا المنتج مخصص للاستخدام داخل منشآت أبل فقط، وليس واضحًا كم عددهم. ومن حيث إغلاق الحلقة على افيون، فحققت أبل بالفعل معيارًا صغيرًا، بدءا من ايفون 6 وباستثناء ايفون اكس، حيث أنَّ 100% من القصدير واللحام في اللوحة الرئيسية هي مادة معادة التدوير بعضها مُزِّق. ويمثِّل المعدن نسبة صغيرة جدًا من الوزن الكلي لجهاز الأيفون والذي يُعد رمزًا للطبيعة التدريجية لعملية إغلاق هذه الحلقة. وتنتهي العناصر الداخلية، مثل وحدات الكاميرا والمكبر، على طاولة الفرز الدورية بعد أنْ يُزيلها المثقاب من العلبة.

الرحلة من خلال ديزي
- تستغرق رحلة أيفون عبر خط دايزي دقيقتين تقريبًا وتغطي أربع محطات.
- يقع الهاتف خارج القادوس على حزام ناقل، حيث تتعرف كاميرا الرؤية على الأجهزة وتحلل اتجاهها.
- يمسك ذراع بالهواتف -لا يلتقط سوى وحدات مواجهة للوجه، بينما تتجول الهواتف المكشوفة مرة أخرى- لبدء عملية التخريب المدمرة.
- يدور الذراع الروبوتية المنفصلة بالهاتف، مما يسمح لمستشعر بصري بتقييم ما إذا كانت العلبة مصممة أم لا، الأمر الذي يتطلب من الماكينة ضبط محاذاة الأداة أثناء عملية التفكيك.
- تقوم مجموعة من الدبابيس بدفع الشاشة بعيدًا عن العلبة، ثم تستخدم الذراع أداة إسفين لتقشير الشاشة، والتي تسقط في حاوية.
- استخدم ليام نظامًا يعتمد على الشفط لإزالة الشاشة لم يُجدي مع الزجاج المحطم، مما يجعل دايزي أفضل بكثير في التعامل مع الأجهزة التي تضررت بشدة.
- يمسك ذراع آلي آخر بالهاتف ويسلمه إلى واحدة من ثلاث محطات للبطارية.
- يقوم النظام بتفجير البطارية بدرجة حرارة 80 درجة مئوية لتجميدها وتحريرها.
- يقوم البوت بعد ذلك بإخراج السكن ضد البلاطة، وتسقط البطارية في دلو الألمنيوم.
- الآن محطة التثقيب، حيث يحرر خادوم عنيف المسامير التي تمسك الهاتف وقِطَعُه معًا في مكانها. ويختلف عدد اللكمات من طراز إلى آخر.
- يلتقط آخر روبوت على الخط الهاتف ويهزّه لتحرير أي قطع قد تكون فقدت أثناء عملية التثقيب.
- يتتبع المثقب الدوار نمطًا مبرمجًا مسبقًا لإخراج المكونات الرئيسية ، مثل الكاميرا الخلفية ولوحة المنطق الرئيسية ومكبر الصوت ووحدة اللمس.
- تزيل لكمة نهائية واحدة الفولاذ في شعار أبل، بالإضافة إلى الحلقة التي تدور حول وحدة الكاميرا.
- القضية التي تبدو الآن قد تم إطلاق النار عليها بالكامل من الثقوب، تقع في واحدة من ثلاث صناديق نموذج محدد.
- تظل القصاصات البلاستيكية التي تحمل القطع معًا في حالات الألومنيوم؛ وسوف تذوب في درجة حرارة أقل بكثير من المعدن، لذلك من السهل فصل المواد الاصطناعية في وقت لاحق من 35 في أيفون 5 وصولًا إلى 54 في أيفون 6 بلس.
- في نهاية الخط، تجمع الشركة بعض الأجزاء معًا استنادًا إلى المواد التي تأمل في استردادها منها. على سبيل المثال، تشتمل الكاميرا واللوحة المنطقية الرئيسية على النحاس والمعادن الثمينة مثل الذهب والفضة والبلاديوم.

مراجعة: شيماء رباص.

الرابط مصدر المقال

Heba

Heba

مترجمين المقال
asmaa samih

asmaa samih

مترجمين المقال
Doaa Hassan Abdelhameed Mostafa

Doaa Hassan Abdelhameed Mostafa

مترجمين المقال
Doaa Hassan Abdelhameed

Doaa Hassan Abdelhameed

مترجمين المقال
AsmaaSamih

AsmaaSamih

مترجمين المقال