إننا نعيش في عالم مولع بالبلاستيك ذات الاستخدام الواحد!

  "تحتاج المملكة المتحدة لتنظيف ماقامت به، حيث تسد قطع البلاستيك الصغيرة الشواطئ وتعرقل أنهارنا - وهذا خطؤنا"هذا ما قيل لإيما هندرسون عندما كانت تتحدث إلي السكان المحليين الذين يتطلعون لإعادة تدوير الأشياء الصلبة.

  لا عجب أنه يوجد آلاف الأطنان من البلاستيك قابعة في المكبات غير مُعاد تدويرها، والتي تحتاج من ٤٥٠ إلي ١٠٠٠ سنة لكل تتحلل. وأسوا جزأ في كل هذا أن البلاستيك يتكسر إلي جزيئات بلاستيكية أصغر وينتهي به الحال في المحيطات.

وهذا النوع من القمامة يسمي بالقمامة البحرية، وهي معروفة بكونها مادة صلبة مصنوعة أو معالجة حيث يتم التخلص منها في البيئة البحرية الموجودة في شواطئ الأمم المتحدة، والتي ارتفعت باستمرار في السنوات العشرين الماضية، طبقاً لمنظمة
 (SAS)؛ وهي منظمة خيرية تعمل مع المجتمعات لحماية المحيطات والشواطي والحياة البحرية.
  إننا نعيش في عالم مولع بالبلاستيك ذات الاستخدام الواحد!!    والذي اشتهر استخدامه في عام ١٩٣٠، مغطياً كل شئ بشكله اللامع الصلب. كما ان رفاهية الاقتناء الزايد أصبحت مكلفة على البيئة، والتي لم تعد قادرة على تحملها، كما تعاني منها شواطئنا. وكما نري أنه بعد شهور الصيف تعود شواطئ المملكة المتحدة لافضل حالاتها خالية من القمامة، ولا نستطيع أن نلقي باللوم على المصطافين، لأنها مشكلة المجتمع المستهلك الذي نشأنا به. وأخيراً، فإن الحكومة تضع في اعتبارها تطبيق غرامة على من يستخدم الزجاجات البلاستيكية، والتي يتم استردادها إذا تم إرجاع الزجاجة.   وبمجرد التخلص من البلاستيك نجده في المحيطات بعد أن انجرف من الأنهار والمراحيض أو من الرياح والنفايات. وتتواجد هذه القمامة في كل مكان من القطب الشمالي حتى الجزر الصحراوية، والتي تؤثر على مايقرب من ٦٠٠ نوع من المخلوقات البحرية التي تعيش في المحيطات والتي يمكن ان ينتهي بها المطاف في المأكولات البحرية. 

نحن نلقي كميات ضخمة من البلاستيك والذي يطفو منه ما يقارب ٨ مليون طن على المحيطات، مثل الزجاجات والأكياس وشباك الصيد ومغلفات الطعام وسلاكات الأذن. فماذا يجب علينا أن نفعل لحل مشكلة راسخة في أسلوب حياتنا اليومية؟
فرنسا هي أول دولة منعت استخدام الأكواب والأطباق البلاستيكية..في شهر سبتمبر منعت فرنسا استخدام الأكواب والأطباق البلاستيكية كجزا من خطة تحويل الطاقة من اجل النمو الأخضر، التي يجب أن يظهر تأثيرها بحلول عام ٢٠٢٠. كما أنها جزءًا من مبادرة أوسع للتعامل مع تغير المناخ. ولكن هذه خطوة مثيرة للجدل كما في جمعية "Pack2Go" ومقرها بروكسل وتمثل شركات تصنيع التعبئة الأوروبية.   وقد صرحت بأن هذه الخطوة تعدت على الأنظمة الأوروبية بشان حرية حركة البضائع. وقد منعت أيضا استخدام الشنط البلاستيكية في شهر يوليو، كما قالت أنه على آلات بيع القهوة أن توفر مواد بيولوجية التي يمكن أن تستخدم كسماد. قال البروفيسور ريتشارد تومبسون بجامعة بليموث: " إن هذه الخطوة تمنع فقط أدوات المائدة البلاستيكية المصنوعة من البترول. وبدلاً من ذلك كان ينبغي أن تكون بديلاً عن البلاستيك الحيوي. كما أضاف أن ملاعب كرة القدم الامريكية تستخدم تعبئة غذائية قابلة للتحلل مع الطعام. لقد كان لدينا ٦٠ عاماً من طريقة المعيشة هذه وعلينا أن نعترف أن القاء البلاستيك ليست طريقة جيدة للعيش، وأنه من الممكن أن يكون ذو قيمة إذا صمم بشكل صحيح حتى نتمكن من إعادة تدويره بدقة والحد من تسربه للبيئة".
لنعود مرة أخرى للمملكة المتحدة؛
  فنحن نقوم بتغيير طرقنا المدمرة للحد من التعبئة غير القابلة لإعادة التدوير، وآخر مجهود بُذل كان للحد من بيع سدادات الأذن البلاستيكية، حيث إنه يوجد مليون منها يشق طريقه لنهر التايمز أسبوعياً. 

وقد قامت "ناتالي في" بحملة لاستبدال هذه الأداة البلاستيكية بأخرى ورقية، وقبل أعياد الميلاد وافقت محلات السوبر ماركت على بيع هذه النسخة القابلة لإعادة التدوير بحلول نهاية هذا العام فقط. 
وأوضحت "ناتالي في" أن هذه الأدوات صغيرة جدًا لدرجة أنها تمر عبر الفلاتر ومنها إلى المياة المفتوحة ثم تتكسر إلى قطع بلاستيكية أصغر لتُكَوِّن بعد ذلك ما يُعرف بالضباب الدخاني البلاستيكي الذي نشهده على أسطح المحيطات. 

=14pxوتساءلت ما الذي يجب أن يتخلص منه الأشخاص المثاليين في المياه غير التبول والبراز والورق! 
كما أضافت أن استخدام السدادة الورقية ستقلل احتمالية تدفقها من الفلاتر والذي يعني أنه سيقلل كمية ضخمة من البلاستيك في المكبات من قبل شركات المياه كل عام.
 محل "ويت روز" هو أول من استخدم النسخة الورقية:في شهر يوليو قام محل "ويت روز"  باستخدم النسخة الورقية في حركة من المتوقع أن تحافظ على ٢١ طن من البلاستيك كل عام. كما ستتمكن النسخة الجديدة من التحلل البيولوجي، حيث إنها ستصنع من الأوراق تحت إشراف مجلس الإشراف على الغابات (FSC).

وقد قال "تور هاريس" صاحب محل ويت روز: "إن تقليل الضغط علي بيئتنا أولوية، وأن التغيرات التي نقوم بها سوف يكون لها تأثير إيجابي على الحياة البحرية". وفي عام ٢٠١٧ سوف تُمنع "المايكروبيدز" الموجودة في مئات مستحضرات التجميل ومعاجين الأسنان في الأمم المتحدة. ولأن أغلبية الأمم المتحدة لا تعيش أو تعمل بالقرب من الساحل، لذلك لا يروا التأثير المباشر للبلاستيك على البيئة ولذلك يتباطأ التطور.

إن حركة البلاستيك هي الأولى من نوعها لإعادة تدوير جميع البلاستيك الموجود على شواطئ كورنول.
  ومع العمل مع شركة "تيرا سايكل" سوف تحول البلاستيك إلى زجاجات مستحضرات تجميل وأثاث، والذي سوف يصنع كاملاً من البولي ايثيلين ذات الكثافة المرتفعة. وقد قامت المجموعة بالفعل بمساعدة ٤٠٧ من المتطوعين الراغبين في العمل لمدة تزيد عن ١٣ ساعة بجمع أكثر من ١٣٠٠ كيلو جرام من القمامة التي تم جرفها علي الشواطئ الشمالية في كورنول.

ثم تقوم شركة تيرا سايكل بالتخلص من الأعشاب البحرية وتحويلها إلي بولي بروبيلين وبولي بروبيلين تيريفيثالات وبولي ايثيلين لإنتاج المواد البلاستيكية القابلة لإعادة التدوير.

أميرة صبري

أميرة صبري

كُتاب المقال