لماذا صناعة إعادة التدوير مُهمَلة للغاية تلك الأيام؟




تنحدر مشروعات إعادة التدوير هذه الأيام ارتباطاً بأسعار السلع، مثل البلاستيك والمعدن والورق الموجودة في مقالب النفايات.

إن الورق الذي يمثل جزءًا جيدًا من سوق إعادة التدوير لمتعهدين نقل النفايات الرئيسيين، لسوء الحظ قد بدأ فى الإنخفاض منذ ما يقرب من خمس سنوات. أيضًا الألومنيوم الذي يمثل المادة الخام في إنتاج علب المشروبات يعاني من تهاوى أسعاره وتأثره بوفرة العرض وبطء الطلب عليه من الصين. إن الانخفاض في الخردة البلاستيكية يرجع إلى الارتفاع المُفرط فى أسعار النفط والطاقة في تصنيع البولي إثيلين، وتيريفثالات، مادة الراتنج.

وتظهر حدة تضائل السلع عندما ننظر إلى عدد مرافق إعادة التدوير التي أغلِقت على الصعيد الوطني في السنوات الأخيرة. وقد وصلت بلاغات الإغلاق في كاليفورنيا، كولورادو، فلوريدا، إلينوي وميسوري، إلى عدد لاحصر له.

قامت شركة" إدارة النفايات"وهى أكبر شركة لجمع القمامة في البلاد ببيع أو إزالة 30 منشأة لإعادة التدوير على مدى السنوات القليلة الماضية، وتأثر حوالي 900 موظف. وقال محلل صندوق البنك المركزي الياباني" جو بوكس" في مذكرة الأسبوع الماضي أن مركز "إدارة النفايات" المتواجد فى  دالاس "يمكنه أن يغلق المزيد من مرافق إعادة التدوير مع حلول 2016 لأن انخفاض أسعار السلع الأساسية يضغط على الربح الذى يحققه إعادة التدوير.

ويأتي تراجع إعادة التدوير شديد الخطورة في ولاية كاليفورنيا حيث أدى انخفاض أسعار السلع الأساسية إلى جانب توقف برنامج إعادة التدوير المدعوم من الدولة إلى إغلاق مئات مراكز الإصلاح في العام الماضي .

أعلنت شركة "ريبلانيت" في الشهر الماضي، إحدى أكبر شركات إعادة التدوير في الولاية، أنها أغلقت 191 مركزاً في جميع أنحاء ولاية كاليفورنيا. قد لامت "ريبلانيت" عبر موقعها الخاص على الانترنت التقليل في الدعم المُقدم من الدولة وارتفاع تكاليف العمالة. وقد لامت أيضًا 12 شهرًا من الانخفاضات غير معهودة من قبل في أسعار السلع الأساسية من الألومنيوم والبلاستيكبولي إيثيلين تيرفثالات ".

"إن هناك تذبذب في قيمة السلع القابلة لإعادة التدوير أكثر من أي سلعة أخرى "كما جاء على لسان  "شاز ميلر" مدير السياسات والشؤون القانونية للهيئة القومية للنفايات وإعادة التدوير، وهي مجموعة تجارية تمثل شركات القطاع الخاص في مجال النفايات وإعادة التدوير". وقد أضاف "إن ذلك يرجع إلى الطبيعة الخاصة للمواد المُعاد تدويرها فهى أخر مرحلة فى سلسة تصنيع المواد الخام".

ويقول الملاحظون أن الوضع في كاليفورنيا متأزم بسبب اعتماد صناعة إعادة التدويرعلى معالجة البلاستيك مثل مادة "بولي إيثيلين تيرفثالات". فبموجب قانون التعبئة بالدولة يحصل العاملون في ذلك المجال على رسوم المعالجة التي تحددها الدولة.

قد تهاوت صادرات "بلاستيك بولي إيثيلين تيرفثالات" بنسبة 25% عن العام الماضي.قامت الصين أكبر مشتر في عام2014 بخفض إستيرادها بنسبة 40 % تقريبًا. إن زيادة انخفاض صادرات السلع المُعاد تدويرها يعكس أيضاً تعزيز الدولار الأمريكي.

وتراجعت أسعار خردة " بلاستيك بولي إيثيلين تيرفثالات" من حوالي 500 دولار للطن في عام 2011 حتى وصل سعره فى الآونة الأخيرة حوالي 200 دولار أو بانحدار  قدره 60 %، وفقا لهيئة" كالريسيكل". انخفض الألمنيوم بنحو 40 % من قمته، في حين استقرار سعر الورق المختلط  بحوالي 50% أقل من أعلى سعر له.

وقال رئيس قسم إدارة النفايات "دافيد شتاينر"" للمحللين أن متوسط أسعار إعادة تدوير السلع انخفضت بنسبة 17.5 % في عام2015 خلال مؤتمر أرباح الربع الأخير من السنة للشركة الذي عُقِد بالشهر الماضي.
قال أيضًا "على صعيد أسعار إعادة التدوير للسلع الأساسية فقد شهد عام 2016 استمراراً لتيار الهبوط وإنه قد انخفضت الأسعار الحالية بمبلغ 20 دولاراً للطن، أو 23 % عن يناير 2015"
وأضاف  "هذه المستويات لم نصل إليها منذ ما يقرب من سبع سنوات، منذ ركود عام 2009".

وأضاف شتاينر: "نحن ملتزمون بإعادة التدوير وسوف نستمر في العمل علي تغيير نمط العمل من أجل توفير الإيرادات التي تغطي تكاليف المعالجة لدينا وتوفير تكاليف التشغيل بحيث تستمر أعمال إعادة التدوير على المدى الطويل".
وقالت ريبابليك سيرفيسز، وهي شركة نقل و توزيع رئيسية أخري لعمليات إعادة التدوير أن متوسط أسعار السلع الأساسية لجميع المواد التي تعالجها في مرافق إعادة التدوير قد انخفض بنسبة 16% في الربع الأول من ديسمبر من العام السابق وقد صرحت الشركة بهذا  في الربع الأخير من الشهر الماضي. غير أنه عند استبعاد الزجاج والمواد العضوية، كان متوسط الانخفاض في السلع الأساسية 14%. وبإدراجهم إلي قائمة السلع المُعاد تدويرها، فإن الزجاج قد تحسن بشكل أفضل، ولكن بعض شركات نقل النفايات تعتبره عبئاً، أو ما وصفته مرافق الدولة بجزء من "تدفقات النفايات ذات القيمة المنخفضة".

وقال مايكل هوفمان، المحلل الخاص بالخدمات البيئية "لا أحد يريد الزجاج ولا يهمني إذا كنت ذا مكانة عالية أم لا".

قد يكون الزجاج من وجهة نظر شركات القمامة الكبيرة من أسوأ الأشياء التي يمكن إعادة تدويرها بسبب تعرضه للكسر في مرافق إعادة تدوير المواد حيث تدخل قطع  الزجاج في الآلات مما يؤدى إلي تلفه ورفع تكاليف معالجته. هناك أيضاً الكثير من العناصر الأخري غير المرغوب فيها مثل أكياس التنظيف الجاف وأكياس التسوق البلاستيكية التي يتم طرحها في حاويات حافة الطريق التي يمكن أن تسبب تكدس فى مُعِدات الفرز والمشاركة فى زيادة مشكلة النفايات المُتراكمة عمومًا.

وقد قامت بعض شركات النقل الكبيرة بتعديل تعاقداتهم مع البلديات وتطبيق شروط المُخلفات المُتبقية. وتتضمن العقود عادة بنوداً لا تسمح بأكثر من 15% من المحتوى المتبقي، أو "المواد التي لا يشملها البرنامج"
(أي المواد القابلة لإعادة التدوير و غير القابلة للاسترداد). وقد تؤدي المواد المتبقية التي تتجاوز شروط العقد إلى قيام الشركات بمحاسبة البلديات لاسترداد بعض التكاليف الإضافية للمعالجة. يبحث المحللون عن تتغير بنود وشروط  التعاقد مع البلديات في السنوات القادمة.

قد وضعت البلديات قديماً سعر لجمع نفايات القمامة من المنازل وتفضل شركات النقل الكبيرة إلى إعادة التدوير الضرورى لقليل أو يجوز أن نقول لا تفضل شئ من المواد الذي يتم تجميعها من خلال خدمات التجميع الأساسية.
وقد تمكنت شركات النقل من إعادة بيع المواد السلعية من الأغراض التي قاموا بتجمعيها وقد أتي ذلك بأرباح كثيرة غير مُتوقَعة. على الرغم من تراجع أسعار السلع الأساسية فقد تغيرت ساحة اللعب وتريد الشركات أن تتقاضى التكلفة الفعلية لالتقاط القمامة.

وقال جونز ويندهام المُحلِل  الخاص باركليز: "إن ما سينتج على هامش انخفاض أسعار السلع يعتبر جيداً لهذه الشركات على المدى البعيد". وأضاف "إنهم سيعيدون التفاوض في العقود ويحصلون على سعر أعلى مقابل نقل النفايات الصلبة للبلدية".

ويظن ويندهام أن مجال إدارة النفايات الصلبة جذاب على الرغم من صعوبة إعادة التدوير. وقال إن عائدات إعادة التدوير لكبار المستثمرين فى هذا المجال قد تبدو نسبة مئوية صغيرة من إجمالي الإيرادات مشيراً إلى أن العديد من الاتجاهات تعمل لصالح تطور هذه الصناعة على المدى البعيد. فهي تُمثل أسهم آمنة لأنهم يحصلوا على الغالبية العظمى من الإيرادات و الأرباح  من خلال التقاط القمامة ووضعها في مكب النفايات. والمُئثِر الوحيد الذي ترك أثراً على السلع الأساسية هو انخفاض تكاليف الوقود. وترغب هذه الشركات الكبيرة إلى التفوق في الوقت ذاته الذي تشهد به السلع الأساسية تراجع فى أسعارها.

قد بلغت تداولات أسهم شركات الرئيسية لنقل المهملات أعلى مستوياتها أو بالقرب من أعلي مستوياتها أكثر من أي وقت مضي وتكسر المتوسطات المعهودة بالسوق. وحتى الآن، ارتفعت سعر أسهم رواد صناعة إدارة النفايات بنسبة
7% من خلال إغلاق يوم الثلاثاء، بينما تأتي شركة ريبوبليك سيرفيسز فى المركز الثانى بأرتفاع يبلغ 6 %.أيضًا شركة"واست كونيكشن" التي وافقت في يناير على الاندماج مع النفايات عالية الفئة، قد ارتفعت أسهمها لهذا العام  بنسبة 13%.

الرابط مصدر المقال