لمَ يكتسي موضوع إعادة التدوير أهمية كبرى؟



ماذا تعرف عن إعادة التدوير؟؟


لدينا الكثير من الحقائق حول أسباب أهمية إعادة التدوير. فالكثافة السكانية العالمية في تزايد، ولا تعرف التراجع، كما أن كل إنسان اليوم يضيف كمية كبيرة من المخلّفات على الكوكب طوال مدّة حياته.
في نيويورك لوحدها، ينتج الناس مخلفّات في اليوم الواحد مقدار ما يملأ تمامًا ناطحة السحاب أمبير ستيت ذات الطوابق ال 102. غير أن ما يخيب الظن حقًّا، أن في أغلب الدول المتقدمة لا يعدّ إحداث تغيرات ما أمرًا عسيرًا. لمن أي تغيير يمكن إحداثه. إذا أعاد كل شخص استخدام نسخته من عدد واحد فقط من صحيفة النيويورك تايمز، فإننا قد ننقذ 75 ألف شجرة.

ماذا نعني بإعادة التدوير؟

يتمثل التدوير في الأصل، في تدوير المواد المستخدمة والمصنفة كمواد قابلة للتدوير في الأماكن المخصصة لتجميع النفايات في منطقتك والموجهة خصيصا في حاويات للمواد "القابلة للتدوير" لتجميعها وإعادة استعمالها في أغراض أخرى. يُحول المنتج القابل للتدوير إلى مادة خام يمكن استخدامها لتصنيع منتج جديد ومختلف. لا تسهم الجهود في عمليات التدوير في تقليص استهلاك الموارد الطبيعية المحدودة فحسب؛ بل يمكنها التقليل، بصورة مؤثرة، من كميات المخلفات التي من شأنها أن تدمر الأجيال المستقبلية فضلا عن تدمير الكوكب اليوم. إن الموارد الطبيعية على كوكبنا محدودة للغاية، لهذا لابد أن نبذل قصارى جهدنا من أجل الحفاظ عليها، وإعادة تدوير المواد وإعادة استخدامها كلما سنحت الفرصة.

ما الذي يمكن تدويره؟

ما يمكنك تدويره يتوقف على منطقتك، فليسا كل المواد يمكن إعادة تدويرها. ناقش الأمر مع مركز التدوير المحلّي في منطقتك كي تكتشف المواد القابلة للتدوير وغيرها مما لا يصلح له. كنت قد لاحظت أن المنتجات القابلة للتدوير موسومة بأرقام من 1 إلى إذا يمثل رقم 1 أكثر المواد القابلة للتدوير لإعادة التدوير، بينما يمثل رقم 7 الأقل تدويراً. كما يمكنك الاتصال بمدينتك لتتأكد من توفر حاويات النفايات المناسبة لضمان توجيه مجهوداتك توجيها طيبًا ونافعًا، نحو مركز التدوير بدل المكبات التي تسعى جاهدًا لتجنبها!

اقتناء أغراض مصنعة من مواد مدوّرة

لعللك تدرك الآن لم يكتسي الأمر كل هذه الأهمية. إلا أن المجهودات لا تقتصر على تدوير المنتجات الموجودة، بل تشمل أيضًا اقتناء منتجات أعيد تدويرها سلفًا. فاليوم، وبفضل الازدهار الكبير الذي تشهده حركة أنصار البيئة في الوقت الراهن، ستلاحظ المزيد والمزيد من المنتجات المصنّعة من المواد المدوّرة. ولشراء منتجات مصنّعة من مواد مستعملة، ببساطة ما عليك سوى الاطلاع على رمز وحروف إعادة التدوير الموجودة على الغلاف. في كل يوم يتوصل المصنعون إلى طرق جديدة لإنتاج أشياء قابلة للتدوير، بما فيها ورق الحمّام، الكراتين الكبيرة، والأواني البلاستيكية وأقلام التلوين، وخراطيش الحبر، ولوحات الرسم، ومستلزمات الحدائق مثل الخراطيم، والأثاث، وورق الجدران، وحتى سلال المهملات. دون أن ننسى مواد التغليف. فهي في أغلب الأوقات أكبر بكثير من حجم المنتج بداخلها وتستخدم من مواد غير مدوّرة. هذا إهدار ولابد من التقليل منه خاصة عندما نقرر الشراء. إن اختيار ما يخدم مصلحتك المادية من أقوى طرق التأثير عندما تنقل رسالة واضحة إلى مفادها أنك تفضل هذه المنتجات لجذب الانتباه أكثر للمنتجات البيئية المدوّرة.

طرق يمكن أن تبتكرها للتقليل من حجم النفايات

من الطرق الأخرى لمساعدة الكوكب هي ببساطة التقليل من حجم المواد غير القابلة للتدوير التي تلقيها في النفايات. ما هي الطريقة المثلى لفعل ذلك؟

1.      من أكثر الطرق نجاعة في مساعدنا أن تصطحب  كيس البقالة الخاص بك عند التبضع من البقّال. وإذا نسيته، لا تقبل غير الكيس الورقي، وحاول قد الإمكان حزم أكبر عدد ممكن من السلع في كيس واحد؛ دون أن تضاعف عدد الأكياس.

2.      حاول تقليص حجم مواد التغليف التي تقتنيها بشراء المنتجات جملة مرة واحدة.

3.      الاستعاضة عن المراسلات الورقية العادية كالفواتير، والتقارير المالية، والنشرات...الخ بالرسائل الإلكترونية.

4.      اقتن المنتجات المغلفة بالورق المقوى، أو بالورق بدل البوليستيرين.

5.      حاول تجنب الأغراض ذات الاستخدام الواحد كالأطباق الورقية، والأكواب، والأواني.

6.      عند تغليف الهدايا، اختر أكياس قابلة لإعادة الاستخدام بدل التغليف الورقي، بل يمكنك رفض تغليف الهدية بالورق.

التسميد، طريقة أخرى للتقليل من النفايات

التسميد :
هو تلك العملية البسيطة المتمثلة في الاحتفاظ بقشور الفواكه وبذورها مع بقايا أخرى من الطعام الخالية من أي دهون أو لحوم ومن ثم وضعها في كومة سماد عضوي. وهيه العملية لا تسهم فقط في إشاعة رائحة أكثر نظافة في المطبخ بل إنها تزود الحديقة بمادة غذائية غنية.

التقليل من أغلب النفايات ممكن

في كل يوم نستخدم العديد من المنتجات في منازلنا وأماكن العمل من أجل قضاء احتياجاتنا الأساسية. ومعظم هذه المنتجات وأغلفتها تصبح نفايات تلقى في سلال المهملات لينتهي بها المطاف في مكبات النفايات. ونحن نجهل أن جزءا كبيرا من مخلفاتنا يمكن تدويره أو إعادة استخدامه. سيكون من قبيل تحمل المسؤولية منا إذا تمكنا من تقليص استهلاك المنتجات إلى أقصى حد ممكن. إذا فالطرق الثلاثة للاستدامة هي: التقليص، إعادة الاستخدام، والتدوير.

طرق الاستدامة الثلاثة:
قلص، اعد الاستخدام، ودوّر.

تدوير الأشياء يتمثل في استخدام منتج ما، جزئيا أو كليّا، في صنع منتج مماثل أو نفس المنتج مرة أخرى. في عملية الإنتاج العادية، يتم استخراج المواد الخام المستخدمة مباشرة من مصادرها الطبيعية. مثلا، عجينة الورق الطرية التي نحصل عليها بقطع الأشجار هي التي نستخدمها في صنع الورق لأول مرة. كما أن الورق المدور يمكن استخدامه في صنع ورق جديد أيضا، دون وجود فرق كبير في جودة المنتج النهائي.

والعملية نفسها يمكن تطبيقها على أغلب المنتجات مثل المعادن، والزجاج، والبلاستيك. يؤدي استخدام المواد المدوّرة أيضا إلى توفير الطاقة زيادة على التوفير العام. إذن، فهي مسألة اختيار وموقف نتخذه اتجاه حماية البيئة التي نعيش فيها، والسعي إلى إثرائها. علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن الطلب يولّد العرض، وبالتحكم في الطلب يمكن التقليل من استهلاك الموارد الطبيعية.

التدوير هامّ، لماذا؟

هناك الكثير من الأسباب التي تجعلك تضيف التدوير إلى يومياتك، بدءً من المصلحة الشخصية ووصولا إلى المصلحة العالمية العامة.

فتدوير النفايات الخاصة بك يجعلك أكثر إحساسا بالمسؤولية عن طرق استخدامها والتخلص منها. ومن البديهي من خلال الدراسات التي أُجريت أن الأشخاص الذين يقومون بتدوير النفايات تلقائيا يقللون من اقتناء الأغراض غير المرغوبة من المحلّات. إنهم يفكرون في طريقة التخلص من مواد التغليف أو من المنتج نفسه بعد استخدامه، قبل عملية الشراء أساسًا. لهذا، ينتهي بهم الأمر إلى توفير قيمة كبيرة من المال، إلى جانب حافظهم على الكوكب.

يحق للأفراد والكيانات الحكومية والشركات التفاخر بتقليص نفاياتها، لأنهم يساعدون في تقليل الضرر البيئي عالميًا، وجعل الأرض مكانًا أفضل للحياة. وهي مشاركة مباشرة يمكن لأي شخص الإسهام فيها.

التدوير يوفر مناصب عمل

بعيدًا عن الفوائد البيئية، فلنفكر في فرص العمل التي يوفرها التدوير. عندما تضع مخلفاتك في سلال مختلفة لكل نوع، كسلة للورق، وأخرى للبلاستيك، وسلة للزجاج وهكذا، سوف تخضع بعد ذلك محتويات كل سلة للتفصل ومن ثم تُنقل إلى مصانع التدوير. تحتاج عملية تدوير النفايات الخاصة بك مجهودا بشريًا كبيرًا أي أنك تساهم في استمرار وظائفهم وتساعد في رخاء عائلاتهم. وما الذي يمكن أن يكون أكثر ملاءمة في زمن الأزمات الاقتصادية مثل عصرنا هذا من توفير فرص العمل للناس والحفاظ عليها.

إن خطر التغيرات المناخية العالمية أجبرتنا على اتخاذ إجراءات حاسمة من أجل خفض مستويات التلوث وتعطيل هذه الظاهرة إذا لم نتمكن من القضاء عليها تمامًا. وبالنظر إلى كل ذلك، وضعت الحكومات عبر العالم أيضًا أهدافًا طموحة لكنها ضرورية في مجال التدوير.

ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، يجب أن يتضاعف عدد الذين يشاركون في هذه العملية باستمرار. ونتيجة لذلك، سوف يتقلص حجم المخلفات الموجهة نحو مكبات النفايات وتقل أعداد هذه الأخيرة. ومن ثمّ يمكن ضمان استغلال الأراضي في أغراض بنائية أفضل.

المخلفات وراء التلوث

تعدّ عملية حرق النفايات في المكبّات طريقة شائعة للتخلص منها. لكن علينا أن نتذكر الانبعاثات الناتجة عن هذا الحرق. أحيانًا، تستخدم الطاقة الحرارية الناتجة في توليد طاقة كهربائية (نفايات إلى مصانع الطاقة) من أجل تعويض الأضرار وتقليل آثار الكربون.

ورغم أن هذا يبدو أمرًا إيجابيًا، إلا أن هناك العديد من المخاوف الناجمة عن أنواع النفايات التي تتعرض للحرق ومدى احتوائها على مواد سامة تؤثر في المناطق المجاورة.

أنت تدفع مقابل مخلفاتك

تخضع مكبات النفايات للضرائب كما تفرض غرامات على تجاوز حدود رمي النفايات في المرة الواحدة في كثير من المناطق. ومثل هذه التكاليف تفرض على دافعي الضرائب. كمثال على تحمل تلك الضرائب الإضافية زيادة الضرائب البلدية. فالتدوير يقلص هذه التكاليف الإضافية إلى حدّ كبير.

بعض الحقائق حول التدوير

أوضحت الدراسات أن:

·        أكثر من نسبة 60% من القمامة التي تُلقى في سلال المهملات يمكن إعادة تدويرها.

·        حوالى 16% من تكلفة أي منتج ندفعها مقابل تغليفه الذي يرمى كليًا إذا لم يتم التخلص منه الطريقة المناسبة.

·        80% من العربات يمكن تدويرها.

·        علب الألمنيوم يمكن إعادة تدويرها كليًا، ومباشرة استخدامها في وقت قصير.

·        الآلاف من الأوعية الزجاجية والقارورات تُرمى في كل مكان.

·        يمكن إعادة تدوير الزجاج بنسبة 100% واستخدامه مجددًا.

·        المنتجات الزجاجية التي ينتهي بها المطاف في مكبات النفايات لا يصيبها التلف مطلقًا.

·        لوحظ أن 24 شجرة تتعرض للقطع نهائيًا، من أجل صناعة طنّ واحد من الورق.

·        على العكس من ذلك، من الثابت أن الورق المعاد تدويره يسبب تلوثًا أقلّ بنسبة 70% مقارنة بتصنيع منتجات ورقية من مواد عادية غير مدورة.

·        أما البلاستيك، الذي يمكن غالبًا تدويره، فيحتاج إلى قرابة 500 سنة كي يتحلّل.

·        يوفر تدوير علبة صغيرة طاقة تكفي لتشغيل جهاز تلفاز لمدّة 3 ساعات.

·        لتدوير الورق نحتاج إلى طاقة أقل بنسبة 70% مقارنة بتصنيعه من مواد خام.

·        وكذلك عند تدوير قارورة زجاجية، يمكن توفير طاقة تكفي لتشغيل حاسوب شخصي لمدّة 25 دقيقة.

التدوير يساعد في بناء المجتمعات

لم نذكر بعد جميع فوائد التدوير. هناك العديد من المؤسسات الخيرية والجماعات الاجتماعية التي تحصد أموالًا من وراء عمليات إعادة استعمال السلع وتدويرها. مدينتك قد تحتوي على العديد من محلات الإحسان (مثل Goodwill جودويل وSalvation Army جيش الخلاص) التي ستستلم منك ملابسك غير المرغوب فيها، والأجهزة الإلكترونية، والأثاث، وأي أغراض منزلية أخرى لتعيد بيعها وتجني مداخيل لهذه المنظمات غير الربحية، وتعدّ هذه الهبات أيضا من موجبات خفض الضرائب المفروضة عليك. كما أن هناك مؤسسات خيرية غير ربحية يمكن أن تعثر عليها، تقوم بتقديم هذه الملابس والأغراض إلى المجتمعات الفقيرة عبر العالم. إذن، فكر في الفقراء المعوزين في مجتمعك المحلي وفي دول أخرى قبل أن تكدس الأغراض غير المستعملة والأشياء المهملة في سلة المهملات المرة القادمة.

التدوير يقلل التسمم الإلكتروني

حين نتحدث عن تدوير الأغراض المنزلية والمستعملة في أماكن العمل، قد نتجاهل أو نهمل طرق التعامل مع النفايات الكهربائية والإلكترونية ( التي يطلق عليها أحيانا المخلفات E) وتعدّ المخلفات الإلكترونية ثمينة كونها مصدرًا للمواد الخام الثانوية، لكنها أيضا سامّة إذا لم يتم التخلص منها بالطرق الصحيحة. بسبب التغيرات التكنولوجية السريعة، تكوّن كمّ هائل من مخلفات الأجهزة الإلكترونية المهجورة عبر العالم.

ومن أجل خفض هذه الكمية، يمكن التبرع أو بيع الأجهزة مثل التلفاز وشاشات العرض، والحواسيب، وأجهزة الهاتف الخلوية، والبطاريات وغيرها كثير من الإلكترونيات المستعملة، وبذلك يطول عمر استخدامها أكثر. كما أن بعض التشريعات الجديدة، مثل تعليمة WEEE (الخاصة بالمخلفات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية) في الاتحاد الأوروبي حملت كل من المتعاملين، والمصنّعين، وتجار التجزئة في الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، المسؤولية عن ضمان ألا يكون مصير سلعهم الرمي أو الحرق في مكبات النفايات حيث المواد الكيميائية السامّة، والمعادن، والمواد اللاحمة المصاحبة لها وكذا الأصماغ والبلاستيك يمكن أن تسبب مشاكل بيئية وأخرى صحية. إن إعادة استخدام الإلكترونيات لأغراض أخرى يشمل تفكيك أجزائها مثل المعادن، والبلاستيك، وهكذا ويمكن إجراء هذه العمليات فرديًا حسب التكنولوجيا المتاحة.

وبالنظر إلى خفض التلوث البيئي، وتقليل استهلاك الطاقة يعدّ التدوير خطوة هامة لابد من اتخاذها. كما أن اعتماد الاستدامة أسلوبًا للحياة أصبح ضرورة من ضرورة العصر، ويمكننا انتهاج مثل هذه التغييرات النافعة في حياتا اليومية.

مخلفات أحدهم قد تكون كنز لآخر


نرجو أن يكون هذا المقال قد ساعدك على إدراك أهمية جهودك التي تبذلها. ليس بالنسبة لنا فحسب بل لأولادنا، وأحفادنا، ولكل شخص يأتي بعدنا. ارع كوكبك كي يرعاك.

الرابط مصدر المقال

Heddi Bekkar

Heddi Bekkar

مترجمين المقال