كيف نتخلص من آلاف الأطنان من مخلفات الكريسماس كل عام؟

يبحث العالم هازيل شيفيلد "Hazel Sheffield" عن ما يمكننا القيام به لمكافحة وباء النفايات الناتجة عن الإحتفالات. ووجد أن كمية النفايات الناتجة عن الكريسماس - مثلاً-  ضخمة، حيث زادت أعداد بطاقات التعبئة والتغليف الملقاة فى النفايات عن 300.000 طن سنوياً.

ربما تأتى لحظة فى هذا الكريسماس، وأنت مسترخٍ على أريكتك وتستمتع بالنظر إلى استدارة بطنك فى شكل يشبه الفقاعة، سوف تجد أن الفائض الموسمي لجميع صناديق رينيس وإعادة التدوير قد أصبح أكثر من اللازم.

وفقاً لأحدث التقديرات عام 2012، تلقي المملكة المتحدة حوالي 74 مليون قطعة من فطائر اللحم المفروم فى النفايات كل عام. أيضاً ما يساوى 2 مليون ديك رومى ينتهى به الحال إلى سلة المهملات، بالرغم من معرفتنا جميعا عند طلب وجبة كهذه، أن معظم الأقارب عندما يتذوقونه سيجدونه جافاً قليلاً. بعد ذلك يأتى بودنج الكريسماس، والذى لم يكن طعمه حلواً أبداً كما يُتخَيَّل عند النظر إليه أول مرة، فقط قبل أن يغلف بالأزرق بثوانٍ قليلة. أيضًا ما يساوى خمسة ملايين كومة من الزبيب المتفحم يكون مصيرها هو سلة المهملات.

إن التكلفة البيئية لمثل هذه المخلفات تعتبر وحشية حقاً. لكن لا يزال هناك أسباب مادية وصحية واضحة تجعلك تفكر في كل شئ ترميه. يزيد معدل نفايات المنزل الواحد بنسبة 30% ويصرف أكثر من 169 يورو في الكريسماس، وذلك لجلب الطعام فقط. الثلثمائه مليون طن من بطاقات التعبئة المستهلكة فى هذه الفترة فقط، يكفى لتغطية ساعه بج بين 260.000 مرة تقريبًا. إن إعادة استخدام هذه البطاقات بشكل فعال سيوفر كمية من الطاقة تكفى لإضائة 340 منتجع سياحى بحجم البلاك بول، طبقا لما نشرته وراب “Wrap” وهي الهيئة الاستشارية للحد من النفايات الحكومية.


ما الذى يمكننا فعله؟

تختلف إعادة التدوير فى المملكة المتحدة من مكان لآخر، لذا فالخطوة الأولى هي معرفة الأحكام الخاصة بالمنطقة التى تقيم فيها، وقد وضعت العديد من المجالس المحلية تدابير إضافية للتعامل مع هذه المشكلة.

قالت تريسى مورجان “Tracey Morgan” المدير العام لشركة Bristol” للنفايات، وهي الشركة التى تقوم بجمع النفايات المنزلية نيابة عن مجلس مدينة بريستول “Bristol City”، مشيرة إلى أن الشركة تضطر إلى زيادة ساعات عمل عمالها في هذه المناسبات "يعمل موظفونا فى شهر يناير خلال أيام السبت لتعويض الأيام التى لا نعمل فيها خلال فترة العيد، وذلك حتى تعود خدمتنا للمواطنين إلى وضعها الطبيعى في أسرع وقت ممكن". سكان مدينة بريستول لديهم تقويمات يعرفون من خلالها أوقات تجميع النفايات، كما يقوم مجلس المدينة، كغيره من المجالس، بتنظيم خدمة لجمع نفايات أشجار عيد الميلاد.

قال أندرو بيرد "Andrew Bird"، مدير خدمات النفايات وإعادة التدوير لبلدة نيوكاسلNewcastle-under-Lyme” أن الكريسماس هو أكثر الأوقات ازدحاماً في السنة. "عادة، فى أسبوع الكريسماس وأول أسبوع من السنة الجديدة نرى ارتفاعاً من 20% إلى 25% في المواد التى يتم تجميعها لإعادة تدويرها، وهذا شئ نرحب به، ونشجع المواطنين على الاستخدام الكامل لخدمات إعادة التدوير التي تقدمها اليهم حكومتهم".

كثير من الناس ليسوا على دراية كبيرة من الخدمات المتاحة لهم. حوالى 40% من القمامة يكون من الورق والبطاقات والزجاجات البلاستيكية وأشياء أخرى يمكن إعادة تدويرها بشكل كبير. 30% يكون من مخلفات الطعام، والتي يتم تجميعها بشكل منفصل من قبل حوالي نصف المجالس المحلية.


الحفاظ على النفايات الغذائية

عندما يتعلق الأمر بمخلفات الطعام، التخطيط يمكن أن يقلل من تكلفة عيد الميلاد وكذلك النفايات الناتجة عنه. قال جو بابينشىJoe Papineschi”، مدير شركة يونوميا Eunomia”للإستشارات البيئية مشيراً إلى هذا "معظمنا يكثر من الشراء في أيام العيد، ولا تكون لدينا خططٌ واضحة لاستخدام ما يتبقى من هذه المشتروات بعد انتهاء العطلة"

يوجد سببين رئيسيين وراء رمى الطعام: إما أنه لا يتم استخدامه قبل انتهاء صلاحيته، أو أننا نحضر ونطهو ونقدم الكثير منه مما يجعله فائضاً عن الحاجة. أشارت هيلين وايت “Helen White” المسؤولة عن حملة شركة  "Wrap" بعنوان "حب الغذاء وكراهية النفايات" إلى استحباب أكل الطعام المجمد في الأسابيع التي تسبق العيد، وذلك لإيجاد مساحة فارغة فى الفريزر وقالت "كلوا من الفريزر ليلتين أسبوعيًا في الأسابيع التي تسبق الكريسماس، ووفروا بعض الوقت والمال، وأيضاً بعض المساحات في الفريزر حيث يمكن أن تحتاجوها"

التخطيط لوجبات احتفالية يبدو معقداً بشكل ما، خصوصاً عندما يتضمن هذا تقديم الطعام لأعداد كبيرة من الناس، لكن هناك بعض الأدوات التي يمكنها مساعدتك في هذا. مثلاً نظام تخطيط الحفلات التابع لحملة "حب الغذاء وكراهية النفايات" على الموقع الخاص بهم، والذى يساعدك في تحديد الكميات التي ستحتاجها لإطعام أعداد كبيرة. إذا تغيرت الخطط تأكد من التواريخ الموجودة على علب الطعام، إذا كانت لا تزال صالحة لمدة، جمدها فى الفريزر فهذا سيوفر عليك بعض كثيراً.

إرم الطعام فقط إذا مضى التاريخ المسموح باستخدامه فيه، تاريخ "بعد وقبل" وتاريخ "أفضل استخدام قبل" لا علاقة لهم بسلامة الطعام. يمكن تجميد أى شئ حتى لو اقترب التاريخ يومها من التاريخ المسموح باستخدام الطعام فيه، بما في ذلك أسماك السالمون والخضروات والجبن والزبدة.

 بعد الانتهاء من الطعام، احفظ ما تبقى منه لغذاء اليوم التالى، قالت هيلين "إذا لم تعد تتحمل تناول ساندوتش آخر من لحم الديك الرومى، حاول إيجاد طرق مبدعة لتحويل ما تبقى منه إلى طبق كارى تايلاندى أو إلى طبق أرز ميكسيكى باللحم المفروم.


فكر قبل أن تغلف المشتروات

تقليل خدمات جمع النفايات يعتبر حافزاً ممتازاً لجعلك تفكر في طريقة التعبئة التى تأتى عليها مشترواتك، طبقاً لما قاله بابينشى، وقال أن :
"التعبئة الزائدة تأخذ مساحة كبيرة من سلة المهملات. إذا تمكنت من تعبئة مشترواتك في مغلفات ورقية فإن هذا سيقلل كثيراً من النفايات"


حيث أن الورق يمكن إعادة تدويره إما عن طريق إعادة الدوير الجاف أو يعتبر كنفايات طعام إذا كان قذراً أو دهنياً.

يجرى اختبار بسيط لمعرفة ما إذا كان من الممكن إعادة تدوير ورق التغليف. إذا حافظت الورقة على شكلها أثناء الاختبار فإنه يمكن إعادة تدويرها أما إذا انحنت تكون غير صالحة لهذا. بطاقات التحية يمكن إعادة تدويرها إذا أمكن نزع قطع البلاستيك والبريق منها. البلاستيك والأشرطة لا يمكن إعادة تدويرها، والأفضل تجنب استخدامها.

إن فوائد استخدام ورق قابل لإعادة التدوير كبيرة حقاً: يستخدم إعادة تصنيع الورق مواد كيميائية أقل 50% من تصنيعه من البداية ويؤدى ذلك إلى تلوث أقل بكثير، كما يمكن إعادة تدوير ألياف الورق حتى سبع مرات.


تقوم الكثير من المجالس الآن بجمع منتجات البلاستيك على نطاق واسع ليس فقط الزجاجات. وقال بابينشى مشيراً إلى أنه عليك الإنتباه للصوانى السوداء البلاستيكية، وأنه من الأفضل أن تتجنب شرائها إذا استطعت:
"قد يبدو ذلك غريباً، لكن اللون عامل مهم فى عملية إعادة التدوير- الماسحات الضوئية التلقائية التى تستخدم فى تحديد نوع إعادة التدوير، لا يمكنها التعرف على البلاستيك الأسود، لذلك يمكن أن ينتهى بها المطاف إلى إعادة تدوير من نوع خاطئ."





قد يكون القليل من التفكير مجرد وسيلة لتقليل الشعور بالذنب من تجاوزات أعياد الميلاد- والضغط الزائدة على المَحَافظ باقتراب هذا الموسم. وأضاف بابينشى قائلاً:
"فى المتوسط، يأكل الناس فى الكريسماس ثلاثة أضعاف الطعام الذى يأكلونه عادة." وأضاف "صحتك وأموالك وسلة مهملاتك سيشكرونك كثيراً إذا اشتريت وأكلت وألقيت نفاياتٍ بكميات أقل."




الرابط مصدر المقال

Arwa Hesham

Arwa Hesham

مترجمين المقال