نعم.. يمكن استخدام مياه الصرف لإنقاذ الأشجار

استخدام  مياه الصرف لإنقاذ الأشجار؟!



22مارس 2017 8:36 صباحًا بتوقيت جنوب أفريقيا

بقلم: تمارا أفيلان

بحلول عام 2025، ستكون ندرة المياه المطلقة حقيقة يومية لحوالى 1.8 مليار نسمة؛

حيث إنه في عالم تزداد فيه ندرة الموارد الحيوية، لا تستطيع الشعوب أن تتحمل تدفقها فى المجاري. ولكن هذا هو بالضبط ما نقوم به بعد أن نستخدم المياه في منازلنا وشركاتنا، حيث إننا نقوم بالتخلص منها فتأخذ معها العديد من الموارد القيمة.

 إن مياه الصرف الصحي غنية بالكربون والعناصر الغذائية، فإذا تم جمعها ومعالجتها بشكل صحيح - فإنها يمكن أن توفر مياه جديدة وأسمدة وطاقة. وبالفعل قد قامت عدد من الدول والمدن الكبرى ببناء محطات متطورة لمعالجة مياه الصرف الصحي التى بدورها تستعيد بشكل فعال العناصر الغذائية والطاقة الحيوية وتنتج "مياه جديدة" يمكن إعادة استخدامها. ولكن لا يزال أكثر من 80٪ من جميع مياه الصرف الصحي يتدفق حاليًا في الأنظمة البيئية الطبيعية، مما يلوث البيئة فتدفق المواد الغذائية القيمة و تتدفق معها المواد الأخرى القابلة للاسترداد.

دعنا نضيق حدود طموحنا

في حين أن أنظمة مياه الصرف الصحي في المدن الكبيرة غالبًا ما تكون فعالة، إلا إنها أيضا مكلفة جدًا من حيث عملية البناء و الصيانة والتشغيل.  ولكن لا يزال هذا الوضع أفضل من الوضع في المدن الصغيرة، حيث إنك  كثيرًا ما تجد هناك أنظمة يصعب التكيف معها حيث إنها تفتقر إلى وجود الموظفين اللازمين لأداء الصيانة اللازمة والتشغيل.

يعاني أولئك الذين يعيشون في المدن الصغيرة والمتوسطة الحجم في بلدان أمريكا اللاتينية، على الأكثر، حيث تتم معالجة المياه في موقعها، في خزانات الصرف الصحى التى تفتقر إلى الصيانة المنتظمة والسليمة.

في غواتيمالا، لا يمتلك محطات معالجة مركزية سوى 5% فقط من المدن التي يقل عدد سكانها عن 000 2 نسمة ؛ وفي حوض بحيرة أتيتلان في غواتيمالا، ما يقرب من 12٪ من السكان غير متصلين بأي نوع من نظام الصرف الصحى على الإطلاق. وفي حال وجود أي بنية تحتية في هذه المناطق، فإن هدفها الرئيس هو جمع مياه الصرف الصحى، وليس معالجتها وإعادة إدخالها في دورة المياه.

ويعد هذا الأمر أكثر إشكالية إذا أخذنا فى الاعتبار، وفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، أن عدد سكان المدن الصغيرة والمتوسطة الحجم في أمريكا اللاتينية سيتضاعف على مدى السنوات الخمس عشرة المقبلة وسيتضاعف مرة أخرى في السنوات الثلاثين المقبلة. ومع ذلك، فإن معظم الجهود الرامية إلى تحسين إدارة مياه الصرف الصحى تركز على المدن الكبرى في المنطقة.

استخدام مياه الصرف الصحى لإنقاذ الأشجار

تخيل أن خارج واحدة من هذه المدن الصغيرة يوجد قطعة أرض جميلة: سطحها مبهج بشكل جمالى و يوفر ملجأً للحياة البرية المحلية. يوجد تحت هذا السطح  أرض رطبة تعالج مياه الصرف وتنتج طاقة. إن الطاقة المنتجة تنقذ الأسر من الاضطرار إلى اللجوء إلى استخدام الحطب الذي يتم جمعه فى الأماكن النائية أو إلى استخدام السماد لأغراض الطهى. وما هو أكثر من ذلك، أنه يمكن الاستفادة من تدفق هذه الأرض الرطبة في ري المحاصيل بطريقة آمنة.

هذا ليس سيناريو لحلم ما. ولكنه يسمى "بيئة الأرض الرطبة التي شُيدت" وهي بالفعل في الممارسة العملية على نطاق صغير في جميع أنحاء العالم.

وكجزء من فريق ينظر في إمكانات بيئات الأراضي الرطبة التي شيدت، فقد قمنا بتحليل 800 مثال من الكتلة الحيوية في أكثر من 20 دولة.

ووجدنا أنه اعتمادًا على المناخ ونوع النبات المستخدم في تشييد هذا النوع من الأراضى الرطبة، يمكن رى ما يصل إلى 45 هكتارًا(مائة ألف متر مربع) من الأراضي باستخدام مياه الصرف الصحى يوميًا وهذا سوف يقلل من الحاجة إلى المياه العذبة للرى والحاجة إلى الطاقة للضخ.

ووفقًا لهذا النظام، فإن مجتمع افتراضى مؤلف من 60 شخصًا سوف يتطلب مساحة حوالي 420 متر مربع من الأرض الرطبة. ويمكن لهذه الأرض الرطبة أن تزود المجتمع ب 630 كيلوغرامًا من الكتلة الحيوية الجافة في السنة، والتي يمكن أن تستمر في إنتاج 10جيغاجول سنويًا من الطاقة.

لتحقيق ذلك، تحتاج الأسرة في إثيوبيا فى المتوسط إلى حوالي 7 جيغاجول للطهى، وهناك حوالى خمسة أشخاص في المنزل، وبالتالى فإن متطلبات الطاقة السنوية للطهى في هذا المجتمع المكون من 12 منزلًا تبلغ حوالي 84 جيغاجول.

وبالتالي فإن الوقود الحيوي الذي تنتجه الأرض الرطبة يمكن أن يوفر حوالي 12٪ من احتياجات الوقود المستخدم فى الطهى للقرية. ومن خلال خفض احتياجات الوقود المستخدم فى الطهى بنسبة 12٪، يمكن لهذه القرية أن توفر نصف هكتار من الغابات سنويًا في المتوسط.

باستطاعتنا أن نوقف هدر المياه

يوجد حل آخر وهو يتمثل في إنشاء محطات لامركزية لمعالجة مياه الصرف الصحى في المجتمعات المتضررة. على نقيض محطات معالجة مياه الصرف الصحي في المدن، فإن مياه الصرف الصحي الخام في المحطات اللامركزية تُعالج مباشرة حيث يتم إنتاجها بدلًا من أن تكون متخزنة في نظام الصرف الصحي. وفي المناطق الريفية، يمكن أن يوفر هذا الإجراء إمكانية الوصول إلى مياه نظيفة وتقليل التلوث البيئي.

ونظرًا لصغر حجم هذه المحطات نسبيًا وانخفاض انبعاثات الكربون فيها، فإن التأثير السلبي لها على البيئة أقل من المحطات التقليدية.  وهناك ميزة أخرى لهذه المحطات حيث إن كل موقع على حدى يمكن أن يكون مصمم خصيصًا ليناسب الظروف المناخية المحلية، والمتطلبات الجمالية، ومطلبات جودة المياه، والاستخدام المحدد للمياه.

لم يعد هناك أى سبب وجيه لإهدار أى نوع من المياه. يعد جمع مياه الصرف الصحى واستغلالها أمران ممكنان من الناحية التقنية ومبرران من الناحية المالية.

إذا تمت إدارة المياه بشكل صحيح، تتوقف المياه المستخدمة عن كونها خطرًا بيئيًا وتصبح مصدرًا مستدامًا للطاقة ويمكن توافره وللمواد الغذائية أيضًا وغيرها من المواد القابلة للاسترداد.

الرابط مصدر المقال

Nermeen Hamed

Nermeen Hamed

مترجمين المقال