كيف يمكن تحويل النفايات الزراعية إلى وقود حيوي مرة أخرى؟

تخيل عالمًا حيث يمكن استخدام نفايات الذرة والقمح ورقائق الخشب لتشغيل سيارتك.
هذا هو هدف الإيثانول السليولوزي، وهو قطاع مزدهر في صناعة الوقود المتجددة التي وجدت نفسها تكافح من أجل إعادة تأكيد نفسها في عالم من الأغلبية المتجددة للنفط والغاز. وتهدف هذه العملية إلى تحويل النفايات الزراعية ومعظمها يتم التخلص منه عادة إلى مصدر متجدد للوقود.
والجدير بالذكر أنه تم الإعلان عن هذه العملية عن طريق المدافعين عن الإيثانول كوسيلة لبث روح الاهتمام بقطاع تراجعت صورته مؤخرًا. وأنه تزامنًا مع إنتاج الولايات المتحدة المزيد من الغاز الطبيعي والطفل الصفحي[1]، ومع تساؤل النقاد عن حكمة استخدام الغذاء لتزويد السيارات، انخفض الحماس للوقود الحيوي.  
ومع ذلك، فإن أكبر اقتصاد في العالم أنتج حوالي 13.3 مليارغالون من الإيثانول، وفقًا لإحصاءات اتحاد الوقود المتجدد. مع الوضع في الاعتبار أن حجم السوق -وحقيقة أنه من المتوقع أن يزيد وقود الإيثانول بنسبة 40٪ خلال العقد المقبل وفقًا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية- يعني أنه لا يزال هناك مجال لبيع فضائل السوق .
ومن ثمّ، يزداد الجدل حماسة، خاصة وأن المناقشات قد بعدت كل البعد عن أنواع الوقود البديلة، لصالح الطفل الصفحي والغاز الطبيعي ليصبح الكأس من نصيب مصادر الطاقة منخفضة التكلفة.
وقال بيدرهولك نيلسن، الرئيس التنفيذي لشركة نوفوزيميس للتكنولوجيا البيولوجية، وهي شركة نشطة في صناعة الوقود الحيوي، إن قطاع الوقود المتجدد "ينضج". وفي مقابلة شخصية، وصف نيلسن التقديرات التي تشير إلى أن أقل من 20 % من النفايات الزراعية يمكن أن يلبي نصف الطلب العالمي على البنزين بحلول عام 2030.
وأوضح نيلسن: "هذه ليست تكنولوجيا وهمية، إنها موجودة بالفعل"، وهو بذلك يرفض قلقًا مشتركًا من أن تكون العملية ضارة بالزراعة، وأضاف: "نحن نأخذ حوالي خمس النفايات الزراعية التي تُركت لتتعفن في الطبيعة على أي حال. يمكن للمزارعين الأمريكيين القيام بذلك في غضون عامين بمجرد بناء المصانع".
وبالرغم من ذلك، يعد هذا اقتراحًا صعبًا في بلد تشهد نهضة الوقود الأحفوري. وقد شهد سوق الإيثانول في الولايات المتحدة العام الماضي -وهو الأكبر في العالم- انخفاضًا في الإنتاج، بينما يشهد إنتاج النفط والغاز انتعاش واسع النطاق ،وجفاف حاد تسبب في تقلص المحاصيل في جميع أنحاء البلاد.
وقد صرحت كلير كاري وهي محللة وقود حيوي في منظمة الطاقة الحديثة ببلومبرغ في مقرها بلندن "في الولايات المتحدة، يعد الناتجاس شيئًا كبيرًا."
وقالت كاري أنه في ضوء الاعتماد على البنزين والوقود الثقيل مثل الديزل، فإن "الإيثانول أكثر صعوبة في البيع، وإذا استمرت أسعار الوقود الأحفوري في الانخفاض، فسوف تجد صعوبة أكبر في التنافس على الوقود الحيوي"، مضيفة أن المستقبل سيكون في التخلص من نفايات الإيثانول، التي من الناحية النظرية أقل ضررا للسلسلة الغذائية. 
ولكن تعرضَ سوق الإيثانول لانتقادات حادة من منتجي الأغذية وغيرهم. لقد هاجموا فكرة إمكانية استخدام الذرة والقمح لأغراض مزدوجة، خاصة في مواجهة الطقس غير المتوقع الذي يخلق نقصًا في الغذاء.
في تقريرها السنوي لعام 2013، أشارت منظمة الوقود المتجددة -وهي مجموعة مناصرة تمكنت بقوة من تفويضات الإيثانول- إلى الإنتاجية والتقدم التكنولوجي "الذي يضمن توافر إمدادات كافية من الحبوب للاستخدام المحلي والدولي كغذاء وأعلاف ووقود"، كما أشارت إلي نمو نحو 11 مليار بوشل من الذرة عند المزارعين الأمريكيين .
وقال نيلسن إن القيمة المضافة لنفايات الزراعة "هي ببساطة وقود أرخص"، وهو ما تستكشفه بلدان أخرى في جميع أنحاء العالم.
وأضاف نيلسن أنه حتى مع تحرك الولايات المتحدة لإنتاج المزيد من الطاقة محليًا، لا يزال هناك مجال للوقود الحيوي في المناقشات، وقال موضحًا: "مصادر الطاقة المتجددة هي جزء من استقلال الطاقة."

[1] صخر مشكل من صلصال أو طين و يتميز بسهولة انفلاقه إلى طبقات.

الرابط مصدر المقال

رضا شكر

رضا شكر

مترجمين المقال