كيف ستقود سان فرانسيسكو الطريق بعيداً عن ثقافة المياه المعبأة

يشرب الأمريكيون من المياه المعبأة أسبوعياً ما يكفى للإحاطة بالعالم مرتين. هذه إحدى الحقائق المنذرة التي شجعت السياسيين في مدينه سان فرانسيسكو للمواصلة في تنظيم بيئي متدرج، لم تجرأ أي مدينه كبيرة في الولايات المتحدة على وضعه من قبل و هو منع تام للمياه المعبأة في زجاجات.
و كانت المدينة الليبرالية قد قادت الطريق سابقاً لحذر حقائب التسوق البلاستيكية، و لكن اقتراح عام 2014 للحد من المياه المعبأة كان أكثر تواضعا .على الرغم من أن مجلس المشرعين قد صوت بالإجماع على التخلص تدريجياً من بيع زجاجات المياه البلاستيكية أحادية الاستخدام، فإن القانون يطبق على ممتلكات المدينة لا غير.

و قد قال دايقيد شان، عضو في مجلس الدولة الذي قدم القياسات عندما كان مشرفا في سان فرانسيسكو," نظرا لإدمان أمريكا على زجاجات المياه البلاستيكية، كنا نعلم أن علينا أن نكون أذكياء" و أضاف "هناك أفراد من العامة لا يستطيعون تخيل الحياة بدون زجاجات مياه بلاستيكية."

و قد قرر المسئولون حصر حظر المياه المعبأة على الأراضي التابعة للمدينة تاركين الشركات الخاصة بدون أي تأثير. و ذلك على الرغم من أن مدينة سان فرانسيسكو معروفة كواحدة من أكثر المدن تقدما بيئيا في البلاد-الأولى في الولايات المتحدة في وضع قانون إلزامي لإعادة التدوير و تصنيع السماد.
كما منع القانون- الذي يتم توسيعه في السنوات الأخيرة- بيع المياه المعبأة في زجاجات بالأحداث الكبيرة التي تقام على ممتلكات المدنية و يحظر على الوكالات الحكومية سان فرانسيسكو شراء المياه المعبأة في زجاجات بلاستيكية. ودعا المشرعون كذلك إلى زيادة الاستثمار في نافورات المياه و محطات التعبئة و نقاط التزود بالمياه.
و قال تايرون جون كبير، مستشاري البيئة في مكتب المحافظ:" تملك سان فرانسيسكو مياه رائعة و عالية الجودة." و أضاف "إن المياه أكثر تنسيقاً من المياه المعبأة."
فحتى مع حصر القانون على ممتلكات المدينة ,فإن تطبيقه لم يكن دائماً بالشيء السهل. فالباعة الذين تم منعهم من بيع المياه المعبأة اتجهوا إلى بدائل أكثر ضرراً بالبيئة مثل المياه في صفائح معدنية ،أو العلب، أو الزجاجات، أو حاويات أخرى أحادية الاستخدام.
قالت سوزان غوتييه، مديرة لجنة المرافق العامة في سان فرانسيسكو والتي تساعد منظمي الفعاليات على الامتثال للقانون, "إن التعبئة و التغليف يضر بالبيئة كالزجاجات من نواحي عدة." 
في وقت سابق من هذا العام ,وسعت المدينة قانون لتقييد بيع أو توزيع المياه"المعبأة" في ممتلكات المدينة شاملة الصناديق المختومة و الحقائب و العلب و الحاويات الأخرى بسعة لتر أو اقل.
لا تمتلك المدينة بيانات عن أثار القانون في الجد من النفايات البلاستيكية في المنطقة. لكن نظراً لحقيقة أن الزجاجات البلاستيكية تستغرق قرونا للتحلل و أن الغالبية العظمى من الزجاجات ينتهي بها المطاف في مدافن القمامة, فان أي انخفاض في الاستهلاك هو خطوة للأمام كما يقول ناشطون البيئة.
و أعرب "تشيو" عن أمله في أن يساعد القانون في تغيير الثقافة العامة في كاليفورنيا و خارجها إلى العادات التي كانت شائعة قبل انتشار المياه المعبأة.
و قد أشار إلى أن الناس في الغالب ينسون سرعة الشركات الخاصة في السيطرة على المياه. ففي عام 1976كان الفرد الأمريكي المتوسط يشرب 106 جالون من المياه المعبأة سنوياً و هو الرقم الذي ارتفع إلى 28.3 جالون في ثلاث عقود.
وقال لورين ديروشا فلوريز، مدير الحملة المرتبطة بمؤسسة محاسبة الشركات الدولية وهي مجموعة غير ربحية تدعم إجراء سان فرانسيسكو: "لقد أنفقت صناعة المياه المعبأة في زجاجات الملايين من الدولارات لإقناعنا بأن المكان الوحيد الذي يمكنك فيه الحصول على المياه الآمنة هو من الزجاجة، وأننا بحاجة إلى هذا المنتج".

وتبنت أكثر من 100 مدينة أمريكية إجراءات لتقييد الإنفاق الحكومي على المياه المعبأة في زجاجات، كما انتشر الحظر في الحدائق الوطنية والجامعات.

لكن فلوريز قالت أن إجراءات سان فرانسيسكو تتطلع بشكل خاص إلى الأمام في التفكير بالطريقة التي تعطي الأولوية لزيادة فرص الحصول على مياه الصنبور المأمونة، وهو أمر بالغ الأهمية في الوقت تتزايد فيه المخاوف بشأن تلوث إمدادات المياه في الولايات المتحدة بعد الأزمة في فلينت، ميشيغان.

وأضافت أن "المدينة تعدم المياه كسلعة عامة بدلاً من سلعة يمكن أن تشتريها وتبيعها الشركات".

وقالت فلوريس، إن سان فرانسيسكو لا تواجه حظر شامل على نطاق المدينة بشأن المياه المعبأة في زجاجات، ولكن بعد نجاح الحظر الشامل لأكياس البلاستيك في جميع أنحاء البلاد، فإن الناشطين البيئيين يوجهون انتباههم بشكل متزايد إلى الزجاجات.

وأضافت "هناك حركة متزايدة من الناس الذين يبحثون عن المشروع المقبل".

الرابط مصدر المقال

Amal Gamal

Amal Gamal

مترجمين المقال