فريق يشتري مخلفات الزراعة من المزارعين ويحولها إلى أدوات مائدة قابلة للتحلل بدلاً من البلاستيك

يقدم الفريق الذي يسمى ب(بيو-ليوتيونزBIO-LUTIONS) حلولاً لصناعة عبوات قابلة للتحلل تستخدم في تعبئة وتغليف المواد الغذائية مصنوعة من مخلفات الزراعة المُعاد تدويرها والتي تمثل عبئًا على المزارعين في الكثير من الأحيان.
بقلم: منابي كاتوش
خطورة حرق المخلفات الزراعية كقش الأرز
لقد كان الشتاء الماضي مخيفًا في (دلهي) حيث كان الضباب في شهر أكتوبر غير مُعتاد، وكان الدخان خانقًا للغاية مما جعل خروج الأطفال وكبار السن من منازلهم أمراً مستحيلاً، وبالرغم من كثرة التخمينات التي طرحت حول سبب الضباب الدخاني، فقد أظهرت خريطة وكالة ناسا لمراقبة الحرائق في ال17 و ال20 من شهر أكتوبر تزايداً كبيراً في عدد النقاط الحمراء في منطقتي (هاريانا) و(بنجاب)، وهذا أشار إلى وجود حرائق للتخلص من قش الأرز في المزارع بتلك الأماكن، ولم تتوقف الآثار الضارة لتلك الحرائق عند هاتين المنطقتين فقط ولكن إمتدت إلى (دلهي) بسبب الرياح الغربية مما أدي إلى تعرض الناس لمشاكلات صحية شديدة، وقد عُقدت دراسة بالمعهد الهندي للتكنولوجيا ب(كانبور) أظهرت أن حرق قش الأرز هو ثالث أعلى مُساهم في مشكلة التلوث الهوائي في فصل الشتاء ب(دلهي) بعد غبار البناء وعوادم السيارات!!

لماذا يحرق المزارعون قش الأرز؟ وما السبيل لمنع ذلك؟
إن قش الأرز عبارة عن قش لا يزيد طوله عن 8 ل 10 بوصات، وهو يتخلف عن زراعة الأرز أو القمح أو أي محاصل أخرى تم حصادها بواسطة الآلات، وغالباً ما يحرق المزارعون القش حتى يقوموا بتهيئة الحقول لموسم البذر القادم، وتنتج الهند كل عام ما يبلغ عن 550 مليون طن من المخلفات الزراعية ويُحرق ما يصل إلى 32 مليون طن من تلك المخلفات، فالمُزارع الفقير لا يستطيع تحمل تكاليف العمالة وليس لديه الوقت لتنظيف حقله، وبالتالي فالحل الوحيد أمامه هو القيام بحرق القش للإستعداد للمحصول القادم، ولكن ماذا يحدث إذا قرر أحدهم أن يعاونه في تنظيف حقله ودفع له المال مقابل المخلفات؟! والمثير في الأمر هو أن تلك المخلفات يمكن أن تحل محل البلاستيك في صناعة عبوات تستخدم في تعبئة وتغليف المواد الغذائية كالفواكه والخضراوات.

هذه الخطوة الثورية هي ما قامت به شركة (بيو-لوتيونز BIO-LUTIONS) الألمانية بالإشتراك مع الشركاء الهنديون (كوريان ماثيو) و(كوريان جورج) و(جورج توماس)، فهي تستخدم تكنولوجيا فريدة من نوعها لتحويل أي فضلات زراعية بها ألياف إلى عبوات قابلة للتحلل تستخدم في تعبئة وتغليف المواد الغذائية

وجدير بالذكر أن أكثر من نصف سكان الهند يعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل وغالباً ما يتسبب الجفاف والأمطار الجارفة في حالة من الحزن والضعف للمزارعين عندما تفسد محاصيلهم، لذا فشركة (بيو-لوتيونزBIO-LUTIONS ) في الهند تجعل المزارعين المحليين الممول الرئيسي للمواد الخام مما يعطيهم الفرصة لتنويع مصادر دخولهم وتسييل المخلفات الزراعية، فيقول (جورج توماس):"لقد شاركنا مع تعاونيات المزارعين مثل (مانديا العضوية Organic  Mandya) وتحدثنا مع مجموعات المزارعين وقد ساعدنا قسم علم دراسة البستنة في التواصل مع مؤسسة الإنتاج الزراعي التي يديرها المزارعون، وكان من السهل إقناعهم لأننا نقوم بالدفع لهم مقابل مخلفات الزراعة التي تمثل عبئًا عليهم

ونقوم أيضاً بعمل ترتيبات قطع ونقل المخلفات لمصنعنا لذلك تحل الفائدة على الطرفين بلا شك"، ونتيجة لتلك الجهود فقد فازت شركة (بيو-لوتيونز BIO-LUTIONS ) بجائزة الإبداع في مجال "المواد الحيوية" لعام 2017، وقد بدأت الشركة أعمالها في الهند في شهر فبراير من نفس العام، وتم إنشاء أول مصنع إنتاج لها في أطراف (بنجلور)، وهناك توضع أكوام من جذوع الموز وأوراق الأناناس والسنابل المأخوذة من المزارعين في (مانديا) و(تومكار) داخل آلات لا يصاحبها سوى المياه.

التكنولوجيا الميكانيكية الفريدة من نوعها لا تحتاج سوى إلى مخلفات الزراعة والمياه[/align]أول خطوة يتم فيها تجفيف المادة العضوية
ثاني خطوة يتم فيها معالجتها ميكانيكياً لألياف دقيقة الحجم تترابط ذاتياً عند خلطها بالمياه فتصبح قابلة للتشكيل لأشكال مختلفة من عبوات التعبئة والتغليف للمواد الغذائية وذلك من دون الحاجة لأي إضافات كيميائية
ويقول (إدواردو جورديلو) المدير التنفيذي ومؤسس (بيو-لوتيونز BIO-LUTIONS) "تخيل وجود صواني لوضع الطماطم مصنوعة من نبات الطماطم أو كبسولات قهوة مصنوعة من مخلفات صناعة البن أو ربما نجد عبوات تعبئة وتغليف مصنوعة من قش القمح، فالاحتمالات لا حد لها"، ويحتاج بناء المرافق الخاصة بشركة (بيو-لوتيونز BIO-LUTIONS ) إلى إستثمار مبدأي محدود حيث إنها ليست مُكلفة من حيث البناء وتحتاج فقط إلى بنية تحتية أساسية، فالشركة تريد أن تفتتح عدة مصانع في مناطق مختلفة من الدولة لتقصير مسافة الإنتقال إلى مؤسسة الإنتاج الزراعي وتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وخفض التكاليف بشكل كبير وذلك بالاعتماد على الطلب والموارد المحلية ،

وعلاوة على ذلك لا يحتاج فريق عمل الإنتاج مهارات تقنية خاصة ويمكن أن يتم تدريبهم في موقع العمل مما يتيح فرص عمل محلية
 ويشرح ذلك (كوريان ماثيو) المدير العام والشريك الهندي لشركة (بيو-لوتيونز BIO-LUTIONS ) فيقول:"النموذج الذي نتبعه يعتمد على مصادر محلية وإنتاج محلي ويلبي إحتياجات السوق المحلي، فنحن جزء من نظام إدارة المخلفات المحلية ونسعى لجعل شركتنا صديقة للبيئة بأقل إنبعاثات لثاني أكسيد الكربون"، ولقد تعاقدت الشركة حالياً مع (بيج باسكيت Big Basket) لتعبئة وتغليف منتجاتهم، وقريباً جداً ستتعاقد مع ممولين آخريين مثل المقاهي والمطاعم، وحينها يمكنك تخيل عالماً حيث المزارعون سعداء ولا يوجد مخلفات بلاستيكية!

قُم بزيارة موقعنا على شبكة الإنترنت لتعرف المزيد عن (بيو-لوتيونزBIO-LUTIONS ) http://www.bio-lutions.com/  
يمكنك أيضاً أن تراسلنا على البريد الإلكتروني: [email protected]

الرابط مصدر المقال

Nahla Magdy

Nahla Magdy

مترجمين المقال