علم دراسة الإنسان، وصناعة الإعلان، والأجهزة المنزلية.

  على مر العصور، العديد من المقالات التقليدية عن السلوك والطاقة قد تم نشرها، ونحن القائمون على "برنامج السلوك" قد قمنا بمراجعتها ومناقشتها مع أمل تطوير وتنمية هذا الحوار.
 
  هدفنا من البرنامج هو اخذ مثل هذه الدراسات الاكاديمية بعين الاعتبار، وتحويلها إلى نظريات قوية وقابلة للإختبار، بجانب الهدف الأكبر من الموضوع وهو تحريك مسارها إلى منتجات أو مفاهيم قابلة للتنفيذ. وتجنباً لإختراع العجلة، أنا وزميلي بِن فوستر قمنا بإجتياح ارشيف مؤسسة المجلس الأمريكي لإقتصاديات الطاقة الفعّالة (آي سي إي إي إي) لنرى ما منهم ظلّ قائماً على مر الزمن، وما منهم يحتاج إلى إعادة النظر في ضوء ما تم تطويره من تكنولوجيا حديثة (كالغسالات والمجففات ذات الكفاءة العالية والتي تعمل بتقنية التعبئة الامامية على سبيل المثال).

  وكعالِم في مجال دراسة الانسان، لفت نظري على الفور بعض من أعمال رِتش لِنج وهارولد وايلهايت في اجتماعات الدراسة الصيفية في اوائل تسعينيات القرن الماضي. وأحد هذه الدراسات بالتحديد كانت في عام 1991 بعنوان "تدقيق إثنوغرافي (وهو علم يهتم بدراسة ما تم تسجيله بشكل ممنهج من حضارات الانسان) لدور كفاءة الطاقة" بدا مناسباً للإستعراض و المراجعة.
  الفكرة الاساسية التي توصل إليها المؤلف هي كالتالي، بالرغم من حقيقة وجود تفاوت ضخم بخصوص مدى كفاءة الطاقة في العديد من نماذج الاجهزة المنزلية، فمفهوم مدى فاعليّة الطاقة لم يكن له دور في الدعايات التجارية في صالات عرض محلات البيع بالتجزئة. فالنماذج المعروضة قد استهلكت من 150% الى 300% طاقة أكثر مما استهلكته النماذج الأكثر كفاءة.

ماهية السياق الذي يتم من خلاله إجراء هذه المبيعات:

حيث قاما كلاً من لِنج و وايلهايت  بإجراء تحليل إنثروغرافي عن ماهية السياق الذي يتم من خلاله إجراء هذه المبيعات، حيث قاما بالتحدث الى الباعة و كذلك الزبائن، وقد قرأ ايضاً في ادب التصنيع وراقب المعاملات في الدنمارك و النرويج و فنلاندا. السيناريو الاساسي فيما يتعلق بفاعليّة الطاقة في ذلك الوقت بدت اقرب للتالي : " الزبائن غير مهتمين بها، انها من التفاصيل التقنية، ويمكنهم قراءة ما تم تفصيله عن ذلك لو ارادوا." و الآن، مع الأخذ في الاعتبار أن 20 عاماً قد مضوا، و هذه الدراسة قد تم اجرائها في الدول الإسكندنافية (وهي دول معروفة بحرّيّة "العلامة التجارية")، و قد يعتقد احدهم بأن الأمور قد تغيرت.وربما قد اعتقد أحدهم بشكلٍ خاطئ.

   وقد شاءت الصُدف بأنني استطيع قراءة ما يكفي من اللغة الدنماركية ما يمكنني من متابعة بعض الإعلانات من الشركة الألمانية المتطورة للغاية، ميليه. وبدلاً من ذلك، الإعلانات تروج لأصحاب "الذوق الرفيع" في اختيارهم لآلة صنع قهوة الإسبرِسو، "افضل الحلول" يستطيع الفرد تحمل تكلفته فيما يخص المغاسل، و كذلك "المساعدة المرنة" المعروضة لـ"شديدي الانشغال" فيما يخص غاسلات الصحون. المفاهيم التي تم تزويدها كمراجع تضمنت أيضاً "الراحة" و"تكييف المنتج حسب الرغبة" وصالات عرض "فاتنة". ونفاذ بصيرة لِنج ووايلهايت مازالت متماسكة حتى بعر مرور 20 عاماً.

 شركة جي إي:
  وفي هذه الأثناء، سألت بِن فوستر لإلتقاط نظرة سريعة على ماركات امريكية شائعة اخرى. و قد وجد أن "التحميل الامامي" لشركة جي إي فعّالة، بينما شركة وِرلبوول المنافسة قد اتخذت منهاجاً متحفظاً:
شركة جي إي تعرض أهمية فاعلية الطاقة في أعلى الموقع الإلكتروني للشركة، و تقريبا على نصف عدد الصفحات الفردية لكل آلة، فاعلية الطاقة هي أول ميزة يتم سردها في قسم ملاحة الموقع. فعلى سبيل المثال على الصفة الخاصة بالثلاجات، يتم النداء لـ(الثلاجات الأكثر توفيراً للطاقة) بشكل كبير. و تملك شركة إي جي أيضاً سلسلة من الصفحات المكرّسة خصيصاً للآلات التي نالت "وسام نجمة الطاقة".

شركة وِربوول: ذات منهج متحفظ!!
   فقد تم تجاهل أهمية توفير الطاقة بالكامل. الصفحة الاولى تُأكد على اهمية مدى استيعاب الثلاجات، مع تجاهل النداء بأهمية توفير الطاقة. تركيزهم على التصميم، المساحة، المرونة، وسهولة الاستخدام. بينما مُسخنات المياه تحصل على نداء بسبب انها (موفرة للمال و الطاقة)، و لكن المصداقية مُأكد عليها. و مع ذلك، الغسالات "الموفرة للطاقة" بشكل محدد يتم الترويج لها.


 رجوعاً إلى شركتيّ إل جي و صب-زيرو،بالنسبة للثلاجات، باءت الأمور اكثر تعقيداً، فأقل الثلاجات سعراً تستخدم تقنيات توفير الطاقة كواحدة من اربع نقاط لها نفس الاهمية. ولكن بينما نتوجه ببصرنا الى الثلاجات الاعلى سعراً، نجد أن ذكر تقنيات توفير الطاقة يتلاشى تدريجياً إلى أن يصل الى شعار"نجمة طاقة". 

   تضمنت احدى صفحات الدرجة الثانية على موقع شركة صب-زيرو المتقدمة للغاية مروجةً لمنتجاتهم الصديقة للبيئة والمؤهلة على أي حال، و لكن مقصود للعديد من المنتجات الأكثر ضخامة أن تعمل بطاقة عالية، و هو أمر مضاد لإدارة اقتصاد الطاقة. 
هناك شعور واضح بأن الزبائن الباحثون عن الأسعار المنخفضة هم فقط من يهتمون حقيقةً  بتوفير الطاقة كذلك توفير المال، شعور مضَلَّل على الارجح، بما ان حتى الاغنياء يهتمون لأموالهم!


   على الرغم من ان القليل من المُصَّنعين يروجون لقضية توفير الطاقة لبعض الآلات الواقع عليها الاختيار، فما تم التوصل اليه من قِبَل لِنج و وايلهايت مازال صامداً، و هم ايضاً يمثلون رسالة تذكير لكي لا يتم استغلال الناس.
  الدول الاوروبية بشكل عام و الدول الإسكندنافية بشكل خاص يمكن الكثير من المصداقية بخصوص استخدام الوسائل المحافظة على البيئة، ولكن هذا يخفي حقيقة ان الفرد الدنماركي الواحد يأكل اللحوم أكثر من أي شخص آخر في العالم. أو سيارات السويديين تعمل على بث اكبر معدلات الانبعاثات في أوروبا وأن وزن السيارات في أوروبا عام 2010 كان يقدر بحوالي 28.1 كغ عن السنة الماضية. 

افتقار العالم للصفقة دولية تعادل "نجمة الطاقة" تعني اننا لم نتوصل الى التقدم الذي لكان لِنج و وايلهايت احبّا أن يروه.

الرابط مصدر المقال

Mohamed Elshamy

Mohamed Elshamy

مترجمين المقال