كيف يمكن صناعة الوقود من النفايات الزراعية؟

**يقع بجانب مصنع ميهورني لقصب السكر المُتواجد في جنوب غرب كينيا، جبل من أوراق وسيقان قصب السكر.

تذهب عادةً المنتجات الثانوية الزراعية بالإضافة إلى تلك الناتجة من القهوة إلى مقالب النفايات، أو تُستخدم كأسمدة. وفي هذا الصدد تقع الشركة المُصنعة لأساليب مستحدثة للطاقة (Lean Energy Solutions) في نيروبي في الحي المسمى وستلاندز، وتعد هذه الشركة بمثابة مصنعًا للطاقة البديلة، وأيضًا شركة استشارية قامت بإيجاد استخدام جديد للنفايات الزراعية، الناتجة أثناء عملية زراعة القهوة والسكر، حيث إن يتم توظيفها في ("أسلوب بريكس"، “Lean Briqs”)، الذي يُعد بمثابة بديلًا نظيفًا، وبديلًا أكثر صداقةً للبيئة عن مصادر الطاقة ذات انبعاثات كربون عالية الكثافة مثل الجاز والديزل.

تُعد زراعة القهوة والسكر من الصفقات ذو ثقل في كينيا؛ حيث إن أنتجت كينيا السنة الماضية ما يعادل 620.000 طنًا من السكر، و50.000 طنًا من القهوة. فوفقًا لدينيش تمبيكار-المؤسس للشركة في عام 2006- إن جذوع الأشجار تُعد أيضا غير مُكلفة نسبيًا، حيث توفر للعملاء 25% من فواتير تكاليف الطاقة.

يؤكد تمبيكار على أن كل شيء تم إنتاجه موجود على الموقع في نيروبي-وهذا يخفض من تكلفة وسائل المواصلات والتلوث-، ويقدم الموقع فرص عمل لمواطني كينيا المحليين. كما قال تمبيكار أن "إنتاج طنًا من جذوع الأشجار، يعني خلق 12 يومًا من العمل من أجل مواطني كنيا، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بواسطة طنًا واحدًا".

فمن أجل إنتاج قوالب-الفحم الحجري-("أسلوب بريكس"، “Lean Briqs”)، تقوم الشركة المُصنعة لأساليب مستحدثة للطاقة(Lean Energy Solutions) بدمج نفايات قصب السكر والقهوة مع المشتقات الزراعية مثل نشارة الخشب ورماد الفحم والمياه. وهذا الخليط العضوي-الذي مازال رطبًا-يمر من خلال مجففًا ضخمًا مع استخدام ضاغط الهواء المتكامل.

وآخر مرحلة للاندماج يتم فيها تعبئة الخليط بإحكام على هيئة قطعة حطب، التي من الممكن أن يتم حرقها عن طريق سخان أو مرجل من أجل إنتاج طاقة. حيث تستقبل الشركة كل يوم ما يعادل 80 طنًا من الحطام، وتُنتج 40 طنًا من جذوع الأشجار من أجل 14 شركة في كينيا وتانزانيا، بما في ذلك شركة يونيليفر وشركة كوكاكولا وشركة بيبسي وشركة سبينرس لإنتاج المنسوجات.

كما تقوم الشركة بإجراء مراجعة حسابات استهلاك الطاقة من أجل الشركات الأخرى؛ لمساعدتهم في خفض التكلفة، وتشمل مصادر الوقود الأخضر. وفي إطار مساعدة الشركات الأخرى، أوضحت المشاريع السابقة مساعدة تمبيكار وفريقه للمصانع في تحويل الإنتاج من احتراق النفط إلى ("أسلوب بريكس"، “Lean Briqs”)، وتثبيت أنظمة الحرارة الصديقة للبيئة في حمامات السباحة.

تقوم الشركة المُصنعة لأساليب مستحدثة للطاقة (Lean Energy Solutions) بتوظيف 15 شخصًا في كينيا وحدها، وأغلب العمال من النساء. ويشكل هذا الفريق الصغير جزءًا من كيان أكثر توسعًا. وتعد الشركة المُصنعة لأساليب مستحدثة للطاقة (Lean Energy Solutions) جنبًا إلى جنب مع الشركة المُصنعة لأساليب مستحدثة للطاقة في تانزانيا، والشركة المُصنعة لأساليب مستحدثة للطاقة في نيروبي، بمثابة جزءًا من مجموعة الشركات المُصنعة لأساليب مستحدثة للطاقة (Lean Solutions Group) التي تعد بمثابة شركة للاستشارات في المسائل الإدارية، وتعمل عبر القارة، وأيضا يقودها تمبيكار.

ولم يطرأ نجاح تلك الشركات دون ملاحظة: فحصلت الشركة المُصنعة لأساليب مستحدثة للطاقة(Lean Energy Solutions) على جائزة أفريقيا 2013 للممارسة الجيدة للمناخ، والجائزة الرابعة عشر لشركة خدمات مهنية في كينيا Klynveld Peat Marwick Goerdelertd)) في عام 2013، التي تعد من ضمن 100 شركة كبيرة للمشاريع صغيرة الحجم والمتوسطة. ومازالت  هذه الشركة تعد واحدة من الشركات الأفريقية القليلة المُتواجدة خارج جنوب أفريقيا، حيث تشمل الاقتصاد الدائري، الذي يضم إعادة تدوير الموارد؛ للوصول إلى أقصى حد من العمر الافتراضي، ويترتب على ذلك نُدرة النفايات أو قلتها.

إمكانات هائلة
تشير تجربة ("أسلوب بريكس"، “Lean Briqs”) إلى إنه يوجد إمكانات هائلة من أجل الاقتصاد الدائري في أفريقيا. وهذه بمثابة استراتيجية مُوسعة في القارة؛ من أجل زيادة إعادة التدوير، الذي يؤدي إلى زيادة النمو الاقتصادي، مع تقليل النفايات الصناعية والتلوث لبلوغ الحد الأدنى.

تنفيذ مثل هذه الاستراتيجية يتطلب مجهودات متضافرة وطامحة من قبل القادة الأفريقيين. دعنا نمد ببصرنا إلى المستقيل، ستجد أن الشركة المُصنعة لأساليب مستحدثة للطاقة Lean Energy) Solutions) توسعت مؤخرًا في عمل قطاع للطاقة الشمسية.

أطلقت الشركة في منتصف عام 2017 كلًا من معدات شمسية منزلية ونظام الإنارة العامة التي تعمل بواسطة الفولطا ضوئية من أجل الأسر المعيشية والمجتمعات، دون استخدام كهرباء في كينيا. وبينما أنه مبكرًا للغاية لكي نقول: إذا سيكون للمنتجات الجديدة نفس النجاح، فإنه من الواضح أن الشركة ستستمر في تسليط الضوء على إمكانات الاقتصاد الدائري، ومصادر الطاقة الصديقة للبيئة في أفريقيا. 

الرابط مصدر المقال

Esraa Mohamed

Esraa Mohamed

مترجمين المقال