صناعة البلاستيك من الهواء في المستقبل!

 قال أوليفر كامبل رئيس قسم التعبئة والتغليف بشركة "ديل" بابتسامة عريضة أن ما نراه أنه يحمل كيسًا بلاستيكيًا بمظهره المعتاد،  لم يكن مجرد قطعة مأخوذة من النفايات، فحسب؛ بل هو جزء من الهواء الذي نتنفسه.

فيصنع البلاستيك الطبيعي من النفط، بينما هذا المنتج يصنع من كربون الهواء الجوي الذي يتم إستخراجه من غاز الميثان بمزارع الأبقار أو من مقلب القمامة أو أي مكان ينتج منه هذا الغاز.

ويتم ذلك عن طريق سحب الكربون من الهواء قبل دخوله الغلاف الجوي، وذلك لم يكن فقط لتجنب إستخدام الوقود الحفري، فحسب؛ بل يزيل أيضًا الغازات الدفيئة من البيئة.
قامت شركة كاليفورنيا التي تدعى "Newlight" باختراع وصنع هذه المادة وذلك باشتراكها مع شركة "ديل".

يقول السيد كامبل: أن هذه المادة تتتفاعل مع المحفز الحيوي مما يؤدي إلى فصل الكربون والأكسجين ثم بعد ذلك تمر بعملية التخمير لكي تستمد المادة من خلالها؛ وأننا بذلك نستطيع أن نصنع أنواع كثيرة من البلاستيك؛ وأضاف قائلا: أن كلا من "Trucost and NSF Sustainability"قاموا باعتماد هذه المادة بالسلب؛ وفي الواقع أن تكاليف الإنتاح  أقل من تكاليف المواد البلاستيكية القائمة على النفط وتعد هذه المادة واحدة من مواد التعبئة والتغليف المستدامة التي تحتوي على نبات الخيزران وعشب القمح، بالإضافة إلى أن الإسفنج ينمو على أبواغ فطر المشروم.

في الوقت الراهن يدخل جهاز الكمبيوتر في سلسلة توريدات تحت إشراف السيد كامبل.
واضاف قائلا أنه يعتقد أن كل ما يحدث سوف يعرض بالفعل عندما تتم الاستدامة بنجاح، وتستطيع أن تقوم بصناعة مواد صديقة للبيئة وبتكلفة أقل وهذا ما يدفع التكنولوجيا إلى الأمام.

يزداد الإنشغال في صناعة منتجات تغليف وتعبئة صديقة للبيئة للشركات الكبرى حول العالم. بالرغم من أن شركة ديل لم تكن الوحيدة في المجال ولكنها حاولت أن تبتكر وتشارك في تطوير هذه التقنيات الجديدة مع الشركات الصغيرة بأفكار جيدة.
وقد فاز كلا من: السيد كامبل و السيد ديل بجوائز عديدة وهو الآن يدير المؤتمرات

في عام 2006، قام السيد كامبل بدوره الفعال لتنفيذ ثلاثة مهام في قسم التغليف والتعبئة بشركة ديل،  أولا: التقليل من حجم التغليف، ثانيا: المواد المصنوعة بها، وأخيرا.. الحد من الأشياء التي لا نحتاجها.

قال السيد كامبل: عندما بدأنا أن نستمع للعملاء تعرضنا لضربة قوية عن ما دار حول بعض الصناديق التي كانت كبيرة الحجم، أما عن مواقع التواصل الاجتماعي فكان لها دورا كبيرًا في ما حدث.
وأشعر بالسعادة لأن أمي لم تتابع كل ما حدث على الانترنت وأنت تعلم أن وسائل التواصل الاجتماعي حادة في آرائها وغير موثوق فيها وكل ما كان يريده الناس منا أن نهتم بأمر ما مثل ما فعلوا.

وبما أن السيد كامبل لديه خلفية سابقة في مجال الزراعة فكان نبات الخيزران المادة الأولي التي قرر أن يجربها؛ قلت في نفسي ما الذي أستطيع أن استفاد به من خبرتي الزراعية وأقوم بتطبيقه في مجال التغليف والتعبئة.. حينئذ جاء في ذهني فكرة استخدام نبات الخيزران.
ولم يكن سبب ذلك معدل النمو فقط، فحسب؛ بل أيضا الخواص الميكانيكية وقوة مقاومة المط تعادل قوة الفولاذ وهذا يعد وسيلة جيدة لحماية منتجاتنا عالية التقنية.
لم تكن فقط مسألة كيف نقوم بتحويل الخيزران الخام إلى صناديق كرتون، ولكن السؤال هنا هل نستطيع إعادة تدويره؟ إن قوة ألياف هذا النبات يساعد على إعادة تدوير هذا المنتج مرات عديدة؛ ومن ثم الباندا التي تأكل نبات الخيزران.

يقول السيد كامبل: لا أريد أن أكون مثل الشخص الذي كان يمزق نبات الخيزران من فم صغير الباندا وينتهي به الأمر على قناة البي بي سي؛ ولذلك اعتمد مجلس رعاية الغابات نبات الخيزران بأكمله، وتم نقله بعيدا عن البيئة التي تعيش فيها الباندا.

وقد حقق نبات الخيزران نجاحا باهرا منذ أن تم شحن 70% تقريبا من أجهزة الكمبيوتر المحمولة في إكسسوارات للتعبئة والتغليف مصنعة من هذا النبات وذلك منذ عامين؛ ومن ثم بدأ السعر في الارتفاع.
أعتقد أننا كنا ضحية لنجاحنا في انتشار نبات الخيزران، وبدأ الجميع ينتبه لهذا النبات.

إزرع بنفسك
 البوليسترين غير قابل للتحلل ونادراً ما يتم إعادة تدويره، هو شكل من أشكال الكراهية في الدوائر البيئية، مما يجعل العثور على شئ بديل من الأولوية. المواد التي بدأوا الآن استخدامها هي إلى حد كبير المقابل القطبي.
 يتم "إنتاج" إسفنج التعبئة باستخدام جراثيم الفطر، تاركة كتل بيضاء كبيرة مما يشعر بعدم الارتياح مثل جلد الفطر، وبطريقة ما - إنها في الواقع خيوط فطرية.

يقول السيد "كامبل": "كان السؤال هو، ماذا لو كان بإمكانك تناول أغراضك".
يتم جمع المادة المتفاعلة القديمة من مزارع الفطر - في هذه اللحظة مجاناً- وتستخدم لتشكيل شكل الإسفنج.
 "يتم وضع [الهيكل] على قالب، ومن ثم يتم حقنه مع توالد الفطر ، وهذا هو مثل بذور الفطر. ويستخدم البيضة الكربوهيدرات المتبقية وسكريات المواد النباتية في النمو." فهي ليست قابلة للتحلل بالكامل ولا يمكن تحويلها إلى سماد ، بل يبدو أنها أكثر متانة ومرونة من البدائل التي صنعها الإنسان، كما أنها مقاومة للهب. "لقد اختبرنا سلسلة التوريد بأكملها ،من حيث هل المنتج يصل إلى هناك آمن؟ وهذا هو الاعتبار الأول، لأنه إذا وصل في حالة تالفة

يقول كامبل: "إنه مثل الحل الأقل استدامة".

"لقد تفاجئنا فعلاً عندما نظرنا إلى البنية الخلوية تحت المجهر، فأنت تنظر إلى بنية الجذر وهذه الجذور لها محارف صغيرة ومتشابكة ، إنها نوعًا ما مثل Velcro وهي يمكنها ثني وامتصاص الطاقة بطرق لا تستطيعها الرغوة. 

"في بعض الأحيان ، لدى الطبيعة الأم بعض الحيل في جعبتها ، أليس كذلك؟" تعمل Dell مع شركة صغيرة ناشئة تُدعى Ecovative لإنتاج العبوة، وقد شاركت منذ البداية في تطوير المنتج، وتمت تجربتها مع شركة Fortune 500. وتستخدم هذه التكنولوجيا من قبل شركات مثل سلسلة الأثاث Crate and Barrel، لكن شركة Dell تظل العميل الوحيد في مجال التكنولوجيا، وفقًا للسيد كامبل .

 "لقد أدركنا فائدة ما يمكن أن تفعله شركات المشاريع الصغيرة"، كما يقول. "هذا يعني أن فريقي لا يجب أن يكونوا متخصصين في الهندسة أو كيميائيين أو خبراء في كل هذه الأمور المختلفة، علينا فقط الخروج والعثور على بعض الأشخاص في المناطق التي نبحث عنها. "لا بأس في طلب المساعدة."

أوراق العشب
يمتلك فريق السيد كامبل أيامًا إبداعية منتظمة، حيث تنتشر الأفكار حولها، وتُمنح الشركات المبتدئة والموردين فرصة لعرض أنفسهم. وهناك شركة أخرى تشارك معها شركة متعددة الجنسيات هي YFYJupiter ، حيث تقوم بإنتاج العبوات باستخدام سنابل القمح، وهو منتج ثانوي زراعي. يقول كامبل: "في بلدان مثل الصين يحرقون هذه المادة، لذا فهم يساهمون في المواد الجسيمية في الغلاف الجوي، ويساهم في الضباب"."وهكذا يحصل المزارعون في المناطق الريفية في الصين على أموال مقابل شيء لم يفعلوه من قبل ، لذا فهو يزيد الدخول، [يساعد] في إبقاء الناس في المناطق الريفية ،وبعد أن نشأت في منطقة ريفية ،أنا حقاً أفهم ذلك. 

"ولكن هل هناك حنطة قمح كافية تنتج كل عام لإبقاء ديل في الكرتون؟ على ما يبدو، وفقا للسيد كامبل. ويقول إن الأبحاث تشير إلى وجود ما يكفي من مادة القش في الصين لإنتاج ما يكفي من الورق لتلبية الطلب العالمي. ومرة أخرى، فإن الورق المقوى من حنطة القمح هو أرخص لإنتاجه.

 وكما هو الحال مع التغليفات الأخرى، فقد شملت العملية متابعة سلسلة التوريد بأكملها والتورط في تطوير العبوة، وكذلك قياس رأي السلطات الصينية بشأن المنافع البيئية. يقول كامبل: "أعتقد أن الناس يعرفون بشكل جوهري أنه إذا كان الأمر أكثر تكلفة، فربما لن يكون مستدامًا بالفعل، وربما لا تقوم بعمل جيد في هذه التكنولوجيا ، لذا عندما تكون التكلفة أقل ، فإن هذا شيء يمكن أن يستمر"."عندما أتحدث في المؤتمرات، غالبًا ما أسأل الناس: من يعتقد أن تكاليف الاستدامة أكثر؟ ومنذ عدة سنوات، فإن معظمهم يرفع يده. "الآن هو أكثر من 50-50. لذلك نحن نحرز تقدما وأود أن أقول إنه يرجع إلى تكنولوجيات مثل هذه التي " تأتي عبر الإنترنت. "

الرابط مصدر المقال

Maryam Samy

Maryam Samy

مترجمين المقال
Ahlam Hassan

Ahlam Hassan

مترجمين المقال