حماية غابات الكاميرون تحققه التكنولوجيا وجمع البيانات




كيف نحمي غابات الكاميرون؟



تزداد إزالة الغابات بشكل مستمر فى المناطق الإستوائية وتُعد أسوأ المناطق فى العالم هى غابة الأمازون المطيرة و جنوب شرق أسيا ووسط أفريقيا، ففى الفترة بين عامي2010 و2015 حدثت خسائر سنوية قدرها 7.6 مليون هكتار من الغابات، أدت إلى تغيرات فى أنماط هطول الأمطار و فقدان التنوع البيولوجى وساهمت في تغيير المناخ محليا ًوعالميا ً.
وتأثرت المناطق الواقعة فى جنوب غرب الكاميرون بشدة جراء إزالة الغابات، حيث ظلت هذه الغابات حتى وقت قريب فى هذه المنطقة سليمة نسبيا ًلأنها كانت بعيدة وصعب الوصول إليها ولكن كل ذلك تغير قبل 11 عاما مع بدء مشروع طريق رئيسى بين الكاميرون ونيجيريا وتوسيع طريق لاجوس مومباسا عبر أفريقيا .
على صعيد أخر حقق الطريق الذي تم إنجازه فى عام 2013  فوائد إجتماعية واقتصادية للسكان المحليين البالغ عددهم 3 مليون مواطن، ويشمل ذلك تحسين في طرق النقل والمواصلات وكذلك المنتجات الزراعية التي عززت التجارة الإقليمية، كما تم بناء منازل جديدة وتطوير قرى جديدة على طول الطريق. 
ولكن أيضًا يوجد بعض السلبيات لهذا الطريق حيث ازدادت إزالة وتدهور الغابات بسبب زيادة أنشطة قطع الاخشاب غير المشروع وتنمية المزارع فى الغابات، الذي أثر على الغابات والتي تعد شريان الحياة للمجتمعات المحلية كما أنها تهدد الأنواع المهددة بالأنقراض مثل الغوريلا كورس ريفير.
ويشير بحث أجرته مؤسسة حفظ البيئة الأفريقية و مؤسسة البيئة و التنمية الريفية إلى أنه من الممكن التدخل بطرق يمكنها حماية الغابات من الإزالة، فبإستخدام أساليب متطورة لجمع البيانات وإشراك المجتمعات المحلية في رصد الغابات وإداراتها تم  إيجاد جيل جديد من الغابات ويظهر البحث أن التكنولوجيات الناشئة والبيانات الكثيرة يمكن أن تأخذ حفظ الغابات إلى مستوى أعلى .
 
البنية التحتية فى مواجهة البيئة
إن بناء الطرق وتطوير البنية التحتية من أكثر التهديدات قوة في مواجهة الغابات والتنوع البيولوجى في جميع أنحاء العالم، وحذرت الأبحاث الأخيرة من أن العصر الحالي هو الأكثر انفتاحًا لتوسع البنية التحتية فى تاريخ البشرية، هذا له تأثير كبير على النظم الإيكولوجية وأنواعها وخاصة في المناطق التي لم يمسها من قبل في المناطق الاستوائية .
وأصبحت الغابات المطيرة الأخيرة فى أفريقيا فى بلاد مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية والجابون وغينيا الأستوائية ونيجيريا مجزأة على نحو متزايد، حيث تتمثل الدوافع الرئيسية فى حصاد الأخشاب والتوسع الزراعي وتطوير البنية التحتية، وبصرف النظر عن قطع الأشجارفإن الطرق أيضًا تساعد في التعدي والصيد غير القانونى والتعدين وتحويل الغابات إلى مزارع وحرق الغابات.

تحليل السلاسل الزمنية 
بمساعدة بيانات الكشف عن تغير الغابات وإكتشافها على الصعيد العالمي وإتاحتها من خلال المراقبة العالمية للغابات، وتم أجراء تحليلا ً لسلسلة زمنية لفقدان الغطاء الشجرى قبل وأثناء وبعد بناء الطريق.

وليس من الغريب وجود علاقة قوية بين بداية الطرق و زيادة فقدان الغطاء الشجرى فى المنطقة المجاورة مباشرة للطريق، فمن خلال الرسم الأرضي و الملاحظات المباشرة على الأرض تم إنشاء هذا نتيجة لزيادة 
قطع الأشجار غير المشروع  وتحويل الغابات إلى أراضي زراعية ومزارع.                                
 ظهرت خرائط  لخسائر الغطاء الشجرى لكل من عام 2001إلى عام 2014 كما أُجري تحليلاً متزايداً لسلسلة زمنية لبيانات فقدان الغطاء الشجرى، كان هذا لمعرفة تأثير تطوير الطرق على فقدان الغطاء الشجرى في المنطقة فأنشئت الرسوم المتحركة والتي تظهر التغيرات السريعة في الغابة.
وتتزايد بداية إزالة الغابات مع بداية أعمال بناء الطرق فى عام 2008 ويتسارع العمل بشكل سريع نحو إنجاز الطريق الجديد وفتحه رسميا في عام 2013 ولا يحدث توزيع في موقع إزالة الغابات ومدى إنتشارها بالتساوى، وفي حالات قليلة تمكنا من تحديد من هو المسؤول عن قطع الأشجار والتطهير غير المشروعين.

وتؤثر هذه التغيرات فى الغطاء المحلي للغابات تأثيراً كبيراً على خدمات النظم الإيكولوجية، وتشمل هذه الخدمات وظائف مجمعات المياه وتوفير الموارد الطبيعية الحيوية بما فى ذلك الغذاء والأدوية والوقود والحفاظ على المناخ المحلى ومنع التعرية و التغيرات الأرضية و الفيضانات وإعادة تدوير المغذيات والحفاظ على التراث الثقافى المحلي، حيث يعتمد المواطنون فى هذه المنطقة الجبلية و المناطق المتدفقة على هذه الغابات على سبل عيشهم و أمنهم و بقائهم فقط .
وكان من الممكن منع إزالة الغابات في هذه المناطق، حيث تشدد إتفاقية التنوع البيولوجي على أهمية تقييمات الأثر البيئي لتحديد المخاطر والفرص، كذلك الآثار الجانبية المتوقعه المرتبطة بمشاريع البنية التحتية للنقل.

و يستطيع الجمع بين المحافظة في تصميم وتطوير مشاريع البنية التحتية علي تقليل من أثار التطورات الضارة وتعزيز التنمية المستدامة ويجب البدأ في إنشاء مناطق محمية جديدة قبل تطوير البنية التحتية ويحتاج الموجود بالفعل منها إلى تعزيز بما في ذلك خطط الإدارة واتفاقيات الادارة المشتركة، وبالإضافة الي ذلك تعد زيادة مستوى الوعي بالتعليم و تطوير فرص كسب العيش المستدامة ضرورية، وأيضًا تعد المشاركة المحلية المبكرة المفتاح لتقليل التاثير السلبي التراكمي غير المباشرة.


إزالة الأشجار وتدهور الغابات على طول الطريق السريع الجديد.

المحافظة

يتوقف منع المزيد من إزالة الغابات بشكل كبير على الكشف المبكر وتطبيق القانون المحلي ولبيانات الوقت الفعلي دور حيوي في المحافظة أيضًا ويحاول عدد قليل من الحراس حماية مساحات شاسعة من الغابات المطيرة; فلذلك يحتاجون إلى معلومات فورية حول ما يحدث و حول أماكن إزالة الغابات.


 يعرض مشروعنا الاستراتيجيات التي تحقق نتائج شاملة في إيحاد حلول اكثر فعالية واستدامة لإزالة الغابات، ويشمل ذلك إشراك السكان المحليين في التخطيط  ومراقبة المناطق المحمية وضمان تقاسم المنافع المالية أو منافع أخري، وينبغي أن تكون البيانات الاستشارية الكبيرة المتوفرة إلزامية من أجل تقييم البيئة ولدي هذه الخدمات مكانة فريدة لدعم  القرارات غير المتحيزة المبنية علي العلم وفقًا لمعلومات مستقلة عن النظم الإيكولوجية في جميع أنحاء العالم.

الرابط مصدر المقال

Khaled Madkour

Khaled Madkour

مترجمين المقال
Mohamed Magdy Mady Ibrahim

Mohamed Magdy Mady Ibrahim

مترجمين المقال